الشريط الاخباري
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
هروب الطالب من مدرسته.. تبعات تربوية واجتماعية
المعلم وولي الأمر شريكان في المسؤولية
رفقاء السوء و»التعليم التقليدي» أبرز مسببات الظاهرة
غياب متابعة الأهل يفتح المجال واسعا لتسرب الطلبة من مدارسهم
أيمن توبة
تعتبر ظاهرة تسرب الطلبة من المدارس قضية ذات أبعاد تربوية اجتماعية، بل وأمنية تؤثر في المجتمع مباشرة، لا سيما وهي تمس الشريحة الأهم فيه التي يعول عليها في بناء المستقبل المنشود. كثيرة هي المشاكل والمظاهر السلبية التي تعاني منها مدارسنا الحكومية، لكن مسألة التسرب أو الهروب من المدرسة، تمثل بالفعل مشكلة حقيقية تؤرق التربويين والعاملين في مجال التعليم، فلا توجد مدرسة حكومية تخلو من مشكلة هروب الطلاب أثناء الدوام الى خارج الغرف الصفية ومن ثم الى خارج الحرم المدرسي.
متحدثون لـ»المواجهة» ردوا الظاهرة الى عوامل تتعلق بالمدارس ذاتها معلمين وإداريين، إلى جانب أولياء الأمور، غير أن البعض أشار إلى منظومة مجتمعية تتحمل المسؤولية عن هذه الظاهرة المؤرقة.
** مسؤولية مشتركة «ن.م» يعمل مدرسا
قال لـ»المواجهة»: من المهم بداية أن نقف عند مفهوم الهروب من المدرسة، فالهروب من المدرسة هو: خروج الطالب من المدرسة دون إذن مسبق وبطريقة غير تربوية كاقتحام السور مثلا أو التعذر بأعذار واهية للخروج من المدرسة وهمه فقط الفكاك من قيود اليوم الدراسي – كما يراها – وقد يعود الطالب لاستكمال يومه الدراسي متبعا نفس الأسلوب غير التربوي وقد لايعود أصلا. ويكمل حديثه قائلا: تتقاسم الأسرة المسؤولية في هروب الطالب من المدرسة مع العاملين في المدرسة، من حيث انعدام الرقابة والمتابعة في المنزل أو في المدرسة، وايضا انخفاض مستوى الطموح لدى الوالدين أو أحدهما مما ينعكس سلبا على مستوى الطموح لدى الأبناء وبالتالي اللامبالاة بالدراسة. كما ان تدني المستوى الاقتصادي والثقافي للأسرة سبب رئيسي، الى جانب رفقاء السوء وما لهم من دور خطير في التأثير على الشخص.
** عدم تشجيع الأسرة. «س. ع» أب لثلاثة مراهقين
تحدث لـ»المواجهة» قائلا: ان سبب الهروب من المدرسة هو عدم تشجيع الأسرة للطالب وعدم متابعته وتركه يهمل في واجباته وعدم مذاكرته، وبالتالي لا يشعر بهذا الاهتمام من قبل الأسرة فيبدأ تدريجيا بالغياب وخلق الأعذار لعدم الذهاب للمدرسة بحجج أنه مريض أو أي عذر لديه. ولو شعر أن البيت يشجعه على عدم الحضور حيث انه مريض من غير أن يتأكدوا من ذلك، وهذا يعتبر هربا من المدرسة ولكن بأسلوب أدبي، أي أنه يوهم البيت أنه ،مريض وسوف يتبعه لاحقا هروب من المدرسة حتى وإن ذهب إليها لعدم متابعة البيت له.
** نقص المدرسين ورفقاء السوء «ر. ج» أب لثلاثة طلاب في المرحلة الثانوية والاعدادية
قال لـ»المواجهة»: ليس هناك متابعة من قبل ادارة المدرسة للطلاب بشكل عام، ايضا يجب ان يكون هنالك تواصل ما بين المدرسة والاهل، وهناك تساهل من قبل ادارة المدرسة في مسألة الغياب وخصوصا في المرحلة الثانوية، هذا كله يشجع الطلبة على الغياب والهروب من الحصص.. ويكمل قوله: ان السبب ايضا يعود الى رفقاء السوء في المدرسة، حيث لا توجد متابعة للطلبة المعروفين بسلوكهم السيئ. ويضيف قائلا: يجب ان تكون هنالك متابعة لمحلات الانترنت ونوادي البلياردو والسنوكر وغير ذلك والمطاعم والحدائق العامة التي تعتبر متنفسا للطلبة الهاربين من الحصص. وهنا تقع المسؤولية على الجميع سواء على الاهل او اصحاب هذه المحلات والنوادي. ويستطرد قائلا: ايضا هناك مشكلة نقص المدرسين في بعض المدارس حيث يبدأ الدوام المدرسي وليس هناك معلمون لبعض المناهج مما يجعل مسألة الغياب والهروب أسهل ومتاحة اكثر للطلاب من غير محاسبة او مراقبة.
** انعدام الثقة «خ. م. ل» مدرس
قال لنا: السبب هنا عائد لإدارة المدرسة ومعلميها حيث لا توجد علاقة وارتباط وثيق بين الطالب والمدرسة، أو بين الطالب والمعلم، وهنا تنعدم الثقة المتبادلة بينهم فلا يوجد أسلوب تحاور بينهم ولا تفاهم مما يخلق جو التوتر والعناد الدائم للطالب خصوصا في فترة المراهقة التي تحتاج إلى تعامل خاص فيعمد الطالب الى كسر قوانين المدرسة ومنها الهرب سواء من المدرسة، أو من حصة معينة لمعلم، خصوصا أن بعض الطلاب قد لا يحبذون هذه الحصة إما لعدم فهم الطالب لهذه المادة أو بسبب كرهه لمعلمها بسبب موقف معين بينه وبين المعلم حصل له من قبل أو لعدم فهمه لشرح المادة أو أسلوب المعلم المنفر للطلاب. ويستطرد قائلا: ايضا لأصدقاء السوء سبب رئيسي في هذه المشكلة، فأصدقاؤه وزملاؤه في الصف أو حتى خارج المدرسة هم من يشجعونه على الهرب حيث يهرب معهم من المدرسة أو يهرب إليهم خارج المدرسة إذا كانوا من خارج المدرسة. ومما لا شك فيه أن أصحاب السوء هم أهم سبب رئيسي في هروب الطلاب من المدرسة. ومن المعروف أن ولاء المراهق لأصدقائه وزملائه فترة المراهقة علميا أكثر من ولائه لبيته وللمدرسة.
** رسوب الطالب في الصفوف السابقة «د.ب. ع» أب لاربعة اطفال
قال لـ»المواجهة»: قد تكون لدى الطالب عقد نفسية معينة لعدة عوامل معينة ومنها الخوف من المدرسة أو المعلم أو حتى من الطلاب خصوصا إذا كانوا يتعاملون معه بقسوة سواء بالضرب أو الاستهزاء وغيره من الأمور الأخرى فيفضل الهرب عن الحضور في المدرسة. ايضا شعوره بأنه أقل من زملائه في التحصيل العلمي قد يخلق نوعا من الإحباط لديه. ويكمل قوله لـ»المواجهة»: من الاسباب التي تجعل الطالب يهرب من مدرسته رسوب الطالب في الصفوف السابقة مما يجعله أكبر سنا من زملائه في الصف فيشعر باحتقار لنفسه ولا يتكيف معهم لصغر سنهم. ويضيف قائلا: وتقع على الاسرة ايضا مسؤولية متابعة ابنها، لان المدرسة لا تستطيع وحدها متابعة الطالب، فيجب على الاهل ان يتابعوا اطفالهم باستمرار. ايضا فان كبر حجم الأسرة التي يزيد عدد الأفراد بها عن خمسة يجعل عملية المتابعة من جانب الآباء صعبة خصوصا بالنسبة للعملية التعليمية لمعرفة نقاط الضعف لدى الطالب في المدرسة وكذلك عدم وجود التواصل بين الآباء والمدرسة من خلال انعقاد مجالس الآباء التي أصبحت قليلة الحدوث تقريبا.
** جو المدرسة الصادم «ع. هـ» مدرس
قال: ان جو المدرسة الصادم بمعنى التعامل الصارم مع الأولاد بالضرب أو الفصل أو التهديد المستمر من قبل أعضاء هيئة التدريس في المدرسة أو مدير المدرسة لبعض التجاوزات التي يرتكبها بعض الطلاب له دور رئيسي في هروب الطلبة من المدرسة للتخلص من حالة الرعب التي يعيشونها. ومن الاسباب ايضا مصاحبة رفاق السوء وجذبهم الطالب إليهم كأن يصور له أن المدرسة ليس لها قيمة أو أن التعليم لا يساوي شيئا وأن العاملين في حقل الورش مثل الوظائف المهنية البسيطة تكسب أموالا كثيرة وأن مدة التعليم طويلة للحصول على المكسب المادي. الخزاعي: متابعة الأهل بدوره، يؤكد أستاذ علم الاجتماع المشارك في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور حسين الخزاعي أن هناك عوامل مختلفة تدفع الطلبة إلى الهروب من المدرسة أهمها عدم استفسار الأهل وأولياء الأمور عن أوضاع أبنائهم في المدارس، وعدم متابعتهم لعلاماتهم، ما يعني استسهال الطلبة الغياب، موضحاً أن بعض المدرسين في المدارس يسهمون بتلك التغيبات، ويتيحون للطلبة فرصة «الهروب». ومن الأسباب الأخرى التي تزيد من تغيب الطلبة، ما يتعلق بالأساتذة أنفسهم، كما يشير الخزاعي، مبيّنا أن بعضهم يدفع بحصصه نحو الملل، بخاصة إذا كان التدريس بطريقة تقليدية، ما يجعل الطلاب يشعرون بالملل ويتغيبون ويهربون من الحصص بلا مبرر.
إقرأايضاً
الأكثر قراءة