• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

تمرد الأبناء في سن المراهقة يثقل كاهل الآباء

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2011-03-10
4332
تمرد الأبناء في سن المراهقة يثقل كاهل الآباء

الشارع ورفقاء السوء والتغيب عن المدرسة أخطار يتخوف منها الأهالي

آباء وأمهات يشتكون عناد أبنائهم وخروجهم عن طاعتهم
مختصون يشددون على اتباع الحوار بعيدا عن التوتر والعنف
أيمن توبة
تعد مرحلة المراهقة من أخطر المراحل التي يمر بها أبناؤنا ذكورا وإناثا، بوصفها مرحلة انتقالية من الطفولة الى الشباب، حيث تتشكل الشخصية وتتحدد هوية الشخص وطباعه الخاصة، وحيث يتفلت الشباب من وصاية الأهل، الأمر الذي يوجد في كثير من الأحيان حالة من العصيان أو التمرد التي تكثر شكاوى الآباء والأمهات حولها.
 
وبحسب خبراء في علم النفس، فان الطفل في مرحلة المراهقة يتعرض لتغيرات هرمونية وجسدية كبيرة، ينتج عنها الكثير من تقلبات المزاج، وتذبذب الآراء والأحاسيس والانفعالات، فهو مشتت وحائر، يفتقر غالبا للثقة بالنفس، ويشـعر بالخوف والتردد، كما يتصف المراهق في هذه المرحلة بالتمرد وعصيان الأوامر، ويرفض الأوامر مدفوعا برغبته إثبات ذاته، والخروج على العادات والتقاليد.
 
ويؤكد الخبراء أن طبيعة التكوين النفسي والسلوكي للمراهق، ومستوى التعليم والثقافة لديه تلعب دورا هاما جدا في اتجاهات تمرده، فالمراهق يشعر بالقوة والغرور، ويحس بالرغبة بتكوين ذاته المستقلة والانفصال عن أسرته، وقد يأخذ هذا التمرد شكلا ايجابيا بحيث يوظف تمرده في تحقيق تغير ايجابي، أما التعسف والإهمال فقد يؤدي بالمراهق المتمرد إلى انحرافات سلوكية يصعب ضبطها والتحكم بها: كاللامبالاة وعدم احترام الآخرين والإساءة إليهم، وقد تتطور تلك الاتجاهات السلبية وتعبر عن نفسها بعدم احترام القوانين والنظام.
 
«المواجهة» توجهت بالسؤال لعدد من اولياء الامور للوقوف على آرائهم تجاه هذه القضية.
** معاندة لأتفه الأسباب
«ن. ج» أب لثلاثة أطفال في سن المراهقة تحدث لنا قائلا: في الحقيقة بدأت معاناتي انا وزوجتي عند دخول ابنائي مرحلة المراهقة، ويضيف قائلا: ابني الاكبر يبلغ من العمر 17 عاما، وما يزعجني فيه انه يريد ان يُعامل على انه رجل في الثلاثين، ويريد كل شيء دفعة واحدة، ايضا من المشاكل التي بدأنا نعانيها عدم الرغبة لدى اولادنا بالمدرسة والدراسة، كما بدأ اولادنا يعاندوننا لأتفه الاسباب.
 
** الحوار أفضل.
ع . ح (40 عاما) متزوج ولديه اربعة اطفال قال: تعلمت ان الاستمرار في منع ابنائي من الكثير من التصرفات او الأفعال وإصدار الأوامر والنواهي والانتقاد المباشر في كثير من أموره الخاصة: كالدراسة، والعمل، والتصرفات، والإنفاق المالي، واللباس، وقصة الشعر، كل ذلك يدفعهم الى التمرد ورفض الانصياع لاوامرنا وارائنا. ويؤكد: لغة الحوار هي من افضل السبل للتعامل مع الطفل المراهق، اما لغة الضرب والتوبيخ والشتائم، فهي لا تجدي في هذه المرحلة، وذلك من خلال تجربتي الشخصية.
 
** مرحلة صعبة.
ب. ر (52 عاما) واب لطفلين في سن المراهقة قال: أعاني من تمرد اولادي، وعدم انصياعهم لاوامري، وخصوصا بالدراسة. ويضيف: لدي ابن في سن 16 عاما يحب العمل كثيرا، ولا يريد اكمال دراسته، لدرجة انه اصبح يتغيب عن المدرسة ويذهب للعمل في احد المولات، وانا اعلم ان ابني في هذه المرحلة لا يعي تصرفاته، وحاولت اللجوء الى الاصدقاء لمساعدتي في تعاملي مع ابنائي. ويستطرد قائلا: ان حب التمرد والعناد واحيانا الكذب لدى ابنائي دفعني الى معاقبتهم بالضرب والحرمان، وعدم الخروج من المنزل، لكن دون جدوى، فهذه المرحلة في الحقيقة صعبة للغاية وتحتاج الى فن واسلوب للتعامل مع الابناء.
 
** المراقبة واجبة.
خ. ح (34 عاما) ويعمل مدرسا قال: ان الاطفال في هذه المرحلة يتخبطون، ولا يعرفون ما يفعلون، وهنا يكمن دور الاسرة والمدرسة ايضا، في توجيه الاطفال في هذه السن. ويضيف قائلا: ان هذه المرحلة من اهم المراحل في حياة الانسان، ويجب المراقبة والمتابعة فيها، حتى لا ينحرف الطفل. ويقول: نعاني نحن كمدرسين من مشكلة العناد والتمرد والعصيان، فانا كمدرس للمرحلة الثانوية مهمتي صعبة، نظرا لتقلب الشخصية في هذه المرحلة، وللاسف فالكثير من اولياء الامور لا يعرفون كيف يتعاملون مع ابنائهم في سن المراهقة.
 
** يكذب كثيرا.
ن. ج ( 50 عاما) اب لاربع بنات وابن وحيد، يقول: ارى ان معاملة الطفل الوحيد تختلف اختلافا كليا، لان الطفل الوحيد ينشأ في بيئة مختلفة عن اقرانه، كونه يعيش حالة من الوحدة. وهنا يقع على عاتق الاهل الدور الاكبر، من حيث متابعتهم لهم بكل صغيرة وكبيرة. ويضيف: ان ابني في هذه المرحلة، يكذب كثيرا، وايضا عنيد جدا، ويخفي اشياء كثيرة عنا، حيث حدثت مواجهات حادة بيننا ادت الى انعدام الاحترام بين الطرفين. ويستطرد قائلا: للاسف، هناك اخطاء كثيرة وقعنا بها في البداية، حيث اننا قمنا «بتدليله» كثيرا لانه الابن الوحيد، وكل ما يطلبه كان يلبى له، فهذه مشكلة كبيرة وقعنا بها نتيجة لجهلنا في التعامل مع ابننا.
 
** الخزاعي: «إذا كبر ابنك خاويه».
 
وحول هذا الموضوع يقول الدكتور حسين الخزاعي أستاذ علم الاجتماع المشارك في جامعة البلقاء التطبيقية ان السبب في بروز هذه المشكلة يعود للخوف الزائد من الأهل على الأبناء والصور النمطية التي يحملها الأهل عن أسباب التأخر عن المنزل والسهر مع الأصدقاء خاصة بعد دخول الأبناء في مرحلة المراهقة وخوف الأهل عليهم من الانحراف وتأثير أصدقاء السوء عليهم. 
 
ويقول الخزاعي: للأسف فانه في ظل غياب الحوار الأسري بين الآبناء والأهل وافتراض الأهل أن الأبناء بعد دخولهم سن المراهقة يصبحون متمردين، ويعزز هذه النظرة اقتناع الأهل بان الأبناء قليلو الخبرة ومتهورون ويحاولون الانفصال عن الأهل فكريا وسلوكيا كونهم أصبحوا كبارا ويطالبون بالمزيد من الحرية والاعتماد على النفس والاستقلالية، وهذه تعتبر إحدى الأزمات التي يمر بها الشباب.
 
ويوضح الخزاعي ذلك قائلا: القاعدة الأساسية في التعامل مع الأبناء خاصة في الأعمار الشابة (15 - 24) سنة يجب أن تنطلق من القول المأثور «إذا كبر ابنك خاويه» وذلك حتى تصبح هذه المرحلة هادئة وخالية من المشكلات الاجتماعية خاصة أن (80%) من مشكلات الشباب هي مشكلات اجتماعية في الدرجة الأولى. ويؤكد الخزاعي أن الحرص الزائد وفرض قوائم الممنوعات على الأبناء في مرحلة الشباب يحرجهم أمام أصدقائهم ويشعرهم بأنهم ما زالوا تحت الضغط والمراقبة الأسرية ومسلوبي الإرادة وبالتالي في نظرهم انهم أطفال. وفي هذا الصدد يوضح الخزاعي بان العلاقة بين الأبناء والأهل يجب أن تربى منذ الصغر على الصراحة والوضوح والشفافية والتوجيه المباشر من الأهل وإعطائهم الفرصة للاعتماد على أنفسهم، ولكن يجب معرفة صداقات الأبناء وبرامجهم خارج المنزل ومدى استفادتهم منها، ويجب تشجيع التواصل الاجتماعي مع الأصدقاء الجيدين خاصة أننا في عصر يجب ألا نترك أبناءنا فيه يعيشون منعزلين خلف شاشات الحواسيب.
 
وشدد الخزاعي قائلا يجب على الأهل عدم التهور واستخدام العنف والشدة مع الأبناء للسيطرة عليهم ومراقبتهم, لأن السيطرة عليهم داخل جدران المنازل لا تعني السيطرة عليهم خارجها، وسوف يستغل الأبناء أية فرصة للخروج من المنزل للتعويض عن كبتهم. والسلوك الأفضل وفق للخزاعي هو اتباع المدرسة التوافقية في التربية التي تتم من خلال الحوار والتعاون المشترك في أجواء مريحة بعيدة عن الرقابة والتوتر والعنف.
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :





الأكثر قراءة

هل انت متفائل بالرئيس بشر الخصاونة ؟

  • نعم
  • لا
Ajax Loader
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.