طالب توجيهي حصل على علامة صفر في 3 مباحث يطالب بلجنة تحقيق

يتساءل محمد ويتأمل في الطالب الحاصل على علامة صفر ما نوع الطالب الذي يمكن أن يحصل على هذه النتيجة في أي امتحان كان فهو اما ان يكون طالبا غشاشا, والذي تم التوقيع على دفتر اجابته من قبل المراقب, اوطالبا متدني المستوى لدرجة التخلف, اوطالبا لم يحضر الامتحان نهائياً او طالبا لم يجب عن أي سؤال متعمداً.

استبعد محمد النقاط الثلاث الاولى مؤكدا انه طالب على أقل تقدير جيد التحصيل, ذهب إلى جميع الإمتحانات في الموعد المحدد ولم يتم التوقيع على ورق الاجابه الخاص به من قبل المراقبين, اما حول اجاباته فيؤكد محمد "لقد قمت بالاجابة بشكل جيد ان لم يكن ممتازا حتى توقعت حصولي على علامات مرتفعة خصوصا في مادتي الانجليزي والكيمياء.,

توجه محمد الى مديرية التربية والتعليم بعد أن قام بمراجعة الاجوبة مع والده, خصوصاً أجوبة مادة الانجليزي كون والده استاذ لغة انجليزي متمكن, كان محمد متفائلاً من موافقة مدير الامتحانات لاستقباله ومتأكداً من أنه لو تم انصافه سيحرز علامة مرتفعة أو على الأقل أي شيء عدا العلامة المستحيلة "صفر".

يقول محمد "ما أن دخلنا مكتب المدير حتى بدأت المفاجآت تتهاوى علينا من كل صوب, فالمفاجأة الاولى المحيرة ان مدير الامتحانات كان يحمل بيديه ورقتين من أصل ثلاث وهي ورقة الانجليزي وورقة الرياضيات, وعند سؤالنا عن ورقة الكيمياء, كان الجواب أنه لم يحصل عليها بعد.. أين هي! الله أعلم?

ويضيف: اما المفاجأة الثانية والفاجعة ان ورقة الانجليزي كانت تحمل الاسم ورقم الجلوس وهما متطابقتان مع خطي, كما ان الغلاف الخارجي سليم لكن المفاجأة تكمن في المحتوى فهو عبارة عن ورقة بيضاء فارغة, لا اجوبة فيها ويالها من فاجعة, ورقة فارغة اي انه لا يمكنني أن أعترض, فأنا مكذب, وكيف لي أن أعترض على اللاشيء ويالها من كارثه أيضا فابن استاذ الانجليزي لم يستطع الاجابة حتى على سؤال واحد.

اما المفاجأة الثالثة والسارة فهي ورقة الرياضيات, مفاجأة سارة لأنها بصيص الامل الذي سأبني عليه جميع اعتراضاتي المستقبلية, ما أن وقعت عيني على غلاف ورقة الرياضيات, صدمت قائلاً: هذه ليست ورقتي!! الاسم ورقم الجلوس صحيحان لكن الخط ليس خطي, أما بالنسبة للمحتوى فهو بعكس ورقة الانجليزي الفارغة, مليء ب¯(كلام فاضي) واجابات غير منطقية, والحمد لله أنها ليست فارغة هذه المرة أيضاً, فكما قلت الخط ليس خطي وهو أملي في الاعتراض.

اكد محمد ل¯ مدير الامتحانات ان الخط ليس خطه, أنه يعترض ويطعن ويتحمل مسؤولية ما يقول, وطالب بخبير تحليل خطوط محايد, فإما أن يقر أن الخط ليس خطي, وأنه تم تزوير اجاباته, وإما أن يثبت أنه ليس لأحدٍ غيره وعندها يستحق كل ملاحقة قانونية.

مدير الامتحانات من جهته وعدهم بتشكيل لجنة للتحقيق في المسألة, وبعد اسبوع من الزيارة الاولى يتم تشكيل لجنة للتحقيق وبعدها بيوم واحد فقط يأتي اتصال لوالده يخبرهم فيه انه تم النظر في اعتراضكم من قبل لجنة مشكلة وتم رفض الاعتراض.

على الفور قام الابن والاب بزيارة مديرية التربية والتعليم لمقابلة اللجنة المشكلة للتحقيق ليكتشفوا ان اللجنة مشكلة من شخص واحد, كما ان اللجنة لا تحتوي على خبير خطوط.

اما المفاجأة الثالثة فهي العثور على ورقة امتحان الكيمياء لكن خط الغلاف هو بالتأكيد خط محمد لكن المحتوى هذه المرة تم التلاعب به بدهاء ما بعده دهاء, حيث أن جميع الاجابات تم تظليلها بواسطة قلم حبر بشكل دائري بطريقة يعجز عن وصفها بمجرد كلمات, لقد تم تظليل كل كلمة وكل حرف بحيث لا يستطيع حتى أمهر المحللين من تمييز الخط.

يقول محمد "الآن, ألا يحق لي أن أتساءل لماذا لم تظهر ورقة الكيمياء في المقابلة الاولى بينما ظهرت في المقابلة الثانية خصوصاً بعد مطالبتنا بخبير خطوط? أنا لست من معتقدي نظرية المؤامرة لكن التفسير الوحيد لدي يكمن في حقيقة الامور وهو أنه عندما تدنو المشنقة من الرقاب فإن أصحاب الرقاب يبيحون الحلال ويتحالفون مع الشيطان في سبيل الخلاص, أوليس تزوير امتحانات التوجيهي من شأنه أن يطير الكثير من الرقاب?! أوليس من يجثو على هذه الرقاب هو رئيس الوزارة?

لم تنته الامور عند هذا الحد يقول محمد لقد أبهرنا ممثل اللجنة بحنكته عندما أعلم أبي بأنني محترف في تغيير الخطوط حسب تعبيره.

هذه النتيجة, جعلتني أشعر بقدر لا يطاق من الظلم والقهر يقول محمد, وبما أنني انسان بسيط لا أملك الا الكلمة فقد ارتأيت بث شكواي هذه علها تكن سببا في اسماع صوتي لأحد المسؤولين المنصفين الذين يتواجدون بكثرة في وزارة التربية والتعليم قبل أن استكمل مشوار اعتراضاتي لدى الجهات المختصة.