أم فلسطينية ترى استشهاد أطفالها الثلاثة خلال غيبوبتها

 علمت عفاف بحدس الأم باستشهاد أطفالها الثلاثة "صدقي 4 أعوام وأحمد 12 عاما ومحمد 13عاما" فلقد رأتهم في احد ليالي غيبوبتها مسجيين بالأكفان وعندما أفاقت من غيبوبتها بعد نحو شهرين هاتفت زوجها وسألته عن من تبقى من أبنائها وأقاربها ولم تأت على ذكر أبنائها الشهداء الأمر الذي أثار استهجان الزوج زياد العبسي" 46 عاما"، فبادر بالاتصال بسميرة شقيقة زوجته التي رافقتها إلى مصر في رحلة العلاج وأطلعها على الأمر فأجابته الأخيرة بأنها تعرضت للموقف ذاته دون أن تجد تفسيرا له.

 

ويروي زياد لـ الغد حكاية زوجته ورؤيتها وتفاصيل استشهاد أطفاله الثلاثة مبينا انه فوجئ عندما أخبرته زوجته باتصال هاتفي بأنها كانت تعلـم أن أبناءها الثلاثة استشهدوا وأنها رأتهم في غيبوبتها وهم في الأكفان، ولكنها انهارت مجددا بعد أن أكد لها زوجها هذا الخبر المفجع حيث كانت تتشبث بأمل أن تكون رؤيتها مجرد أضغاث أحلام وان يخبرها زوجها بأن ما رأته لـم يكن حقيقة.

 

ويقول زياد عادت زوجتي الأسبوع الماضي من رحلة العلاج إلى منزل والدتي في مخيم رفح جنوب قطاع غزة حيث أقيم ومن تبقى من أفراد عائلتي "ولد وأربع بنات" عند والدتي بعد أن قصف طيران الاحتلال منزلنا دون مبرر ودون أن يخبرنا بأنه سيتم قصف المنزل كما فعل مع كافة أصحاب المنازل التي تم قصفها خلال الحرب الأخيرة على غزة .

 

 وتابع "تلقت زوجتي نبأ استشهاد أطفالها الثلاثة عبر الطبيب المصري الذي اشرف على علاجها في احد المشافي المصرية ولكنها لم تتفاجأ وانتظرت إلى ان اخبرها ولكنها لم تسألني عنهم وعجزت انا عن نقل هذا الخبر لها قبل أن تتماثل للشفاء تماما سيما وان إصابتها كانت بالغة الخطورة حيث أصيبت في الرأس والصدر والبطن بشظايا الصاروخ الذي دمر منزلنا ".

 

وكشف زياد عن مشاعر الخوف والقلق التي بدت على زوجته عفاف 42 عاما بعد أن أفاقت من غيبوبتها مشيرا إلى انه كان يخشى أن تتعرض لانتكاسة صحية بمجرد معرفتها بنبأ استشهاد أطفالها خاصة أنه ظل قلقا طوال فترة غيبوبة زوجته، قلقا من لحظة معرفتها الحقيقة وتأثير ذلك عليها.

 

وتابع "بدت زوجتي عفاف لدى عودتها بعد فترة علاج طويلة، في حالة إعياء شديد أقعدتها عن الحركة فإصابتها بالعمود الفقري حدت بشكل كبير من قدرتها على المشي سوى بضعة خطوات تخطوها يوميا بمساعدة عربة متحركة تتكئ عليها أما حالتها النفسية فيرثى لها فعيناها تقرحت من شدة الحزن والبكاء على أطفالها ".

 

وأشار زياد إلى أن زوجته أخبرته لدى عودتها بأن غيبوبتها كانت غيبوبة جسد، حيث كانت تشعر بما يدور حولها، وترى في أحلامها مشاهد الحرب والدمار موضحا في هذا السياق انه وجميع أفراد أسرته كانوا في غرفة نومه في ليلة قصف المنزل حيث سقط الصاروخ وسط الغرفة ما أدى إلى استشهاد أبنائه الثلاثة وإصابة الآخرين وتدمير المنزل كليا.

 

 وبين أن زوجته لم تتوقف عن ذكر أبنائها الشهداء وسط مجالس النساء اللواتي يأتين يوميا لمواساتها فهي دائمة البكاء على فراقهم، وتشعر بحسرة نتيجة عدم تمكنها من وداعهم لذا فهي تعيد دوما على مسامع من حولها اللحظات الأخيرة التي سبقت قصف المنزل واستشهادهم فهي التي قامت بتغطيتهم بالبطانيات الصوفية لتقيهم من البرد قبل أن تباغت أجسادهم الغضة قذيفة صاروخية مزقت أجسادهم وأصابت شظايها كافة أفراد الأسرة بجروح بالغة.           

 

وأكد انه بالرغم من مشاعر الحزن التي تسيطر على زوجته إلا انه لمس أخيرا لديها رغبة في استكمال الحياة برفقة زوجها ومن تبقى من أبنائها موضحا أن زوجته تأمل في أن تعيش اليوم الذي تشاهد فيه القصاص ممن أزهقوا أرواح أطفالها. 

 

ويجهل زياد حتى اللحظة سبب استهداف الاحتلال لمنزله فهو لا ينتمي لأي فصيل من فصائل المقاومة الفلسطينية حيث علمت الغد أن قصف منزل زياد العبسي تزامن مع لحظة استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي لمنزل قيادي بارز في كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة حماس يدعى رائد العطار اذ تم إطلاق صاروخين في أن واحد احدهما سقط على منزل العطار والآخر على منزل العبسي علما أن المسافة بين المنزلين تقدر بنحو 300 متر.