• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

سوريا الرابح الأكبر..ميدفيديف لأوباما: روسيا جاهزة للحرب

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2009-05-17
1533
سوريا الرابح الأكبر..ميدفيديف لأوباما: روسيا جاهزة للحرب

يبدو أن روسيا مصممة على استعادة دورها كقوة عالمية كبرى ، وهذا ما ظهرت بوادره في حربها ضد جورجيا العام الماضي وأكدته أيضا في صياغة استراتيجيتها الجديدة للأمن القومي والتي توجه رسالة تحذير قوية لأمريكا والغرب مفادها أن موسكو ودعت إلى غير رجعة عوامل الضعف التي أصابتها في فترة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وأنها لن تتواني عن استخدام كافة الوسائل بما فيها العسكرية لتأمين مصالحها في العالم وخاصة في منطقة الشرق الأوسط .

 وكان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف اعتمد منتصف مايو الاستراتيجية الأمنية الجديدة التي لا تستبعد اللجوء للقوة العسكرية لحل الأزمات التي قد تنجم عن تناقص موارد الطاقة في العالم من النفط والغاز.
 
ورغم أن روسيا تعتبر من أكبر مصدري النفط والغاز في العالم إلا أنها وفقا لتلك الاستراتيجية ستلجأ لاستخدام القوة العسكرية لحماية وحتى توسيع نطاق احتياطياتها من الموارد الطبيعية.
 
وعلقت مجلة "التايم" الأمريكية في 17 مايو على الاستراتيجية السابقة قائلة إن موسكو على استعداد للدخول في مواجهات عسكرية لحماية حصصها من الموارد الطبيعية الآخذة في التضاؤل في أنحاء العالم وخاصة في الشرق الأوسط.
 
ويرى مراقبون أن توقيت الإعلان عن الاستراتيجية الأمنية الجديدة غير بعيد عن أجواء التوتر التي تسود علاقات روسيا مع أمريكا والناتو على خلفية المناورات العسكرية التي ينفذها حلف شمال الأطلسي في جورجيا منذ السادس من مايو والتي وصفتها موسكو بأنها تشكل تهديدا لأمنها القومي .
 
ولعل تصريحات الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في 17 مايو تدعم الفرضية السابقة فهو جدد انتقاده للمناورات العسكرية التي ينفذها الناتو في جورجيا ، وقال في مؤتمر صحفي عقده مع رئيس الوزراء الإيطالي سليفيو بيرلسكوني في مقر إقامة الرئيس الروسي في بارفيخا:"إن أفعالا من هذا القبيل تصب في إطار شحن الأجواء ولا تساهم في حفظ الأمن الدولي" ، مشيرا إلى أن حلف الناتو استخدم الأراضي الجورجية كمسرح للمناورات العسكرية رغم علمه أن تلك المنطقة شهدت حربا في أغسطس/آب الماضي ، وذلك في إشارة للحرب الجورجية الروسية.
 
وفي السياق ذاته ، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في 14 مايو / أيار أن جميع وحدات وتشكيلات القوات الصاروخية الاستراتيجية مستعدة لتنفيذ أي مهمات قتالية في المواعيد المحددة بعد أن اجتازت التدريبات والاختبارات الضرورية ، موضحة أن إطلاق صاروخ استراتيجي من طراز توبول في إبريل الماضي أكد الجاهزية القتالية للقوات الصاروخية الاستراتيجية.
 
ويبقى الأمر الأكثر وضوحا والذي كان بمثابة تأكيد لتصاعد قوة روسيا العسكرية ألا وهو الاستعراض العسكري الضخم الذي أقامته موسكو في  
9 مايو / أيار في ذكرى الانتصار على ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، والذي اعتبر الأكثر ضخامة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.
 
وكان أكثر من تسعة آلاف جندي ونحو مائة قطعة حربية وسبعين طائرة حربية نفاثة شاركت في استعراض ضخم أقيم في الساحة الحمراء بموسكو ، وعرضت موسكو لأول مرة خلال الاستعراض نماذج من منظومة الدفاع الجوي (أس 400) التي تضاهي في قدراتها وفقا للخبراء العسكريين مثيلاتها الأمريكية من طراز باتريوت.
 
هذا التطور العسكري شكل صدمة لأمريكا والناتو وفي الوقت ذاته كان بمثابة نبأ سار للدول التي تكتوي بنيران السياسة الأمريكية وخاصة سوريا .
 
فمعروف أن دمشق تبحث منذ غزو العراق عن قوة كبيرة تنقذها من العزلة الدولية المفروضة عليها جراء الضغوط الأمريكية ، فيما تسعى روسيا منذ وصول "الرجل الحديدي " فلاديمير بوتين للسلطة عام 2000 لاستعادة هيبتها في العالم وخاصة في الشرق الأوسط ، وهنا حدث مجددا التقاء في المصالح بين الجانبين كما كان الحال في عهد الاتحاد السوفيتى السابق وخلال الحرب الباردة .
 
وجاءت أحداث أوسيتيا وما تبعها من مواجهات بين روسيا وجورجيا لتعطي زخما إضافيا لتتويج هذا الالتقاء ، خاصة وأن روسيا وجدت عداء غربيا متصاعدا ضدها من قبل أمريكا والناتو وكانت في حاجة ماسة لدعم حلفاء حتى وإن كانت خرجت منتصرة عسكريا وسياسيا في الأزمة الأخيرة ، ولذا لم تكد تمر أيام على اندلاع الأزمة مع جورجيا ، إلا وتجدد الحديث حول إقامة قاعدة عسكرية روسية في سوريا.
 
وكانت صحيفة " كومرسنت" الروسية أول من أشار لهذا الموضوع عندما كشفت في يونيو 2007 أن موسكو تعتزم إقامة قاعدة بحرية دائمة في سوريا قد تعوض القاعدة التي تستأجرها حاليا في أوكرانيا بمنطقة القرم ، الأمر الذي سيؤمن لها موقعا استراتيجيا متقدما في البحر المتوسط ، وسيتيح لها أن تلعب الدور السياسي الذي يناسبها في الشرق الأوسط.
 
ووفقا للصحيفة ، فإن روسيا كانت تبحث منذ فترة عن حل بديل لقاعدة سيباستوبول الأوكرانية المطلة على البحر الأسود والتي تستأجرها حتى العام 2017 وقد تضطر إلى مغادرتها ، وبالنظر إلى أن البحرية الروسية كانت تستخدم ميناء طرطوس كنقطة ارتكاز تقنية لسفنها الحربية في المتوسط منذ السبعينات فقد رأت أنه البديل المناسب.
 
وأضافت نقلا عن مسئول في وزارة الدفاع الروسية أنه لأول مرة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي ستنشئ روسيا قاعدة عسكرية دائمة خارج الحدود السوفيتية السابقة ، مشيرة إلى أن تلك القاعدة ستكون محمية بنظام دفاعي روسي مضاد للطائرات من طراز اس-300بي ومو-2 فافوريت ، الأمر الذي من شأنه أن يحمي قسما كبيرا من الأراضي السورية ، ويساعد دمشق في جمع معلومات استخباراتية كثيرة عن إسرائيل .
 
وإذا تحقق هذا السيناريو بالفعل فإن المنطقة ستكون بصدد تحالف استراتيجى سورى روسى في مواجهة التحالف الأمريكى الإسرائيلى وهو ما يضع عقبات كثيرة أمام أية مغامرة عسكرية قد تقدم عليها إسرائيل بدعم أمريكى ضد سوريا ، فروسيا القوية قد تدخل على الخط لحماية مصالحها الجديدة فى تلك المنطقة التي تضم مخزونا نفطيا كبيرا.
 
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.