• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

دول الخليج العربي تُشجّع تركيا على تدخل عسكري في سوريا ..!!

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2012-02-11
1394
دول الخليج العربي تُشجّع تركيا على تدخل عسكري في سوريا ..!!

  رأى مركز بيغن-السادات، التابع لجامعة بار-إيلان أنّه مع استعمال روسيا والصين حق النقض ضد قرار لمجلس الأمن يدعو لوضع نهاية لأعمال القمع العنيفة في سورية، لا تكاد توجد خيارات أخرى لحل الأزمة عن طريق التفاوض، وهذا قد دفع تركيا للنظر في التدخل العسكري في سوريّة، وذلك بالتنسيق مع الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وقال المركز إنّه في مقابلة مع العربية، أعرب وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو أمله في ألا تكون هناك حاجة لتدخل ولكنّه أضاف: إذا كانت هناك مأساة إنسانية، كارثة، طبعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة لا يمكن أن يصمتا، وأنّه إذا كانت جامعة الدول العربية مبادرة تتعايش مع استمرار عمليات القتل، فإن تركيا لا تحتمل ذلك.
وزادت الدراسة أن أنقرة قد سبق واعترفت علنا بشرعية المجلس الوطني السوري، كما أنّ تركيا عادت إلى التأكيد على حق الدفاع عن النفس من المعارضة السورية السلمية، وبحسب الدراسة هناك أربعة عوامل رئيسية يمكن أن تُمهد الطريق لتدخل عسكري تركي، حتى بدون وجود قرار من مجلس الأمن.
الأول، هو موقف تركيا من الصراع على السلطة بين الكتلة السنية الجديدة المولد، والشيعة، الذين يتلقون الدعم من إيران وسورية وحزب الله، ويُشكّلون محورا، وقد أصبحت المسيرات المؤيدة للنظام في سورية استعراضا للقوة من جانب الجماعات السنية والعلويين الموالين للحكومة. مجموعات أخرى، مثل المسيحيين والدروز، قلقة من الاضطهاد الديني من عدم اليقين بعد رحيل الأسد المحتملة، ثانيا، يمكن لسورية، التي تدعم حزب العمال الكردستاني، أنْ تؤجج الخلاف مع تركيا، التي ترى فيه منظمة إرهابية، وهذه المنظمة الإرهابية على استعداد لخوض حرب بالوكالة ضد تركيا، والنظام البعثي على استعداد لدعم هذا العمل، وينبغي التأكيد على أنّ حزب العمال الكردستاني أثار العنف على الدوام عبر الحدود التركيّة. الثالث، تفاقمت حالة انعدام الثقة بين أنقرة ودمشق بشكل كبير وأثّرت على العلاقات الثنائيّة، لدرجة أن أحد المسؤولين وكالة الأنباء السورية وصف مؤخرا الاجتماع بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي بأنه مؤامرة ضد سورية، وبالتالي، قالت الدراسة، فإنّه في ظل الظروف الراهنة، لا تستطيع تركيا أن تسمح للحكم البعثي مواصلة إدارة البلاد.
أما العامل الرابع والأخير، فإن تركيا كنموذج جديد للسياسة الخارجية تُعزز وحدة الجغرافيا الحضارية مع المجتمعات في المناطق النائية في تركيا التاريخية، وتؤكد على مفهوم القوة الناعمة، والتي تهدف إلى كسب القلوب والعقول في الشارع الإسلاميّ، وبالتالي، من المحتمل جدا الا تسمح أنقرة لدمشق تنفيذ مذبحة أكثر فتكا من مجزرة حماة 1982 على حدودها، كما أنها ستكون بمثابة انهيار مفهوم الوصاية التركية على المجتمعات المحلية المضطهدة.
وهناك أيضا اعتبارات عدة من شأنها أن تدفع تركيا إلى الامتناع عن التدخل العسكري في سوريّة، أولا، الحفاظ على الوحدة الوطنية والترابية كانت دائما على رأس الأجندة الأمنية التركيّة، وقد تسبب إنشاء الحكومة الإقليمية في شمال العراق عام 2003 المخاوف الكبيرة لدى صنّاع القرار في تركيّا، وقد يكون ممكنا أنْ يؤدي التدخل العسكري التركي في سورية إلى خلق حكم ذاتيّ كرديّ في القامشلي، والذي من شأنه أن يشجع الحركات الانفصالية الكردية، وزيادة المخاوف التركية. أمّا الثاني، أن تركيا لن تُرسل قواتها المسلحة لقلب نظام الحكم البعثي ومن ثم الوقوف ببساطة جانبا.
بعد عمليات ليبيا، كان أنقرة مستاءة من زيارة مفاجئة قام بها الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني، وذلك قبل يوم واحد فقط قبل زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان والتي كانت مقررة.
وعلاوة على ذلك، فإنّ دول الخليج العربي الآن تُشجّع تركيا لشن تدخل عسكري في سورية، واعدة بالمكافآت الاقتصادية، بيد أن أنقرة تتوقع أكثر من ضمانات اقتصادية من دول الخليج أو في الغرب، أي أنّها ستُطالب بنفوذ سياسي على النظام المقبل في سوريّة، وأخيرا، قالت الدراسة، إن تركيا تتخوف من أنْ يؤدي تدخلها العسكريّ إلى حرب إقليميّة، مع أنّه بات من الواضح أن تركيا أصبحت الصقر في منافسة غير مباشرة مع إيران وسورية والعراق، ولكنّها لا تزال مترددة وغير حاسمة في المواجهة المباشرة، باعتبار أن أنقرة لا ترغب في رؤية جهودها العسكرية تتداخل في احتمال توجيه ضربة إسرائيلية ضد إيران، وبالتأكيد لا تريد أن ينظر إليها على أنها تساند إسرائيل من خلال تدمير الحليف الرئيسي لإيران.
وقالت الدراسة أيضًا إنّه بدون تعاون تركيا، فإنّ أي تدخل عسكري في سورية يكون مستحيلاً، ومع ذلك، إذا كانت روسيا أو الصين ستواصلان استخدام حق النقض ضد قرارات مجلس الأمن الدولي، وإذا كانت ديكتاتورية الأسد ستُواصل تدمير المعارضة، فإنّه من الممكن أنْ تقوم تركيا بنشر قواتها المسلحة لوقف المأساة الإنسانية، إذ أن أنقرة لا تُفضّل تركيا اتخاذ إجراءات من جانب واحد، وبالتالي فإنّها ستسعى على الأرجح للتعاون من الولايات المتحدة ودول الخليج، وخلصت الدراسة إلى القول: الآن سوف تعزز تركيا على الأرجح دعمها لهيئة الرقابة المالية من أجل منع تدمير جماعات المعارضة، ومع ذلك، يمكن أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى استفزاز دمشق، ناهيك عن أنّ التدخل العسكريّ التركيّ قد يؤدي إلى مأساة إنسانية، ولكن ثمة من يقول، هذا السيناريو ليس بعيدًا من أن يصبح حقيقة واقعة.
مواطنون: صحافيون في سورية يخاطرون 
بحياتهم من اجل 'الحقيقة والكرامة'
بيروت ـ ا ف ب: يسير محمد الشامي وسط تظاهرة في دمشق، وهو يلتقط صورا بهاتفه النقال لبضع دقائق، ثم يهرب بها الى مكان آمن قبل ان يطبق رجال الامن على المتظاهرين. قبل سنة من اليوم، لم يكن هذا العامل الحرفي البسيط يعلم انه سيصبح مصدرا مهما لاخبار انتفاضة شعبية تقمع بالدم وتشغل العالم.
والشامي، باسمه المستعار، هو واحد من مئات لا بل آلاف المواطنين - الصحافيين السوريين المنتشرين في كل انحاء سورية، لا سيما في المناطق التي تشهد اضطرابات منذ منتصف آذار/مارس، يصورون، ويحملون اشرطة الفيديو والصور على مواقع يوتيوب وفيسبوك والمدونات، ويطلون عبر القنوات التلفزيونية الفضائية العربية والعالمية لتزويد العالم بآخر التطورات في بلدهم. 
ويقول محمد البالغ من العمر 32 عاما في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من دمشق 'بدأ كل شيء عندما شاركنا في التظاهرات الاولى في العاصمة التي أنكر النظام حصولها. اردنا ان نثبت كذب النظام'. 
ويضيف 'أردنا ان يصدق العالم اننا ننتفض. فبدأنا بالتصوير'. 
في احدى التظاهرات، اعتقلت القوى الامنية محمد الشامي وكشفت على هاتفه مقاطع مصورة من احدى التظاهرات. 'دفعت ثمن هذه اللقطات غاليا. وتعرضت على مدى 15 يوما لضرب مبرح وشتى انواع التعذيب قبل ان يتم الافراج عني'. 
هذه الحادثة زادت محمد ورفاقا له تصميما. 'منذ ذلك الحين، طورنا اساليبنا. يبدأ شخص بتصوير التظاهرة، ثم يهرب بعد بضع دقائق، يختبىء في مكان آمن، ويرسل صوره الى القنوات الفضائية، بينما يكمل آخر التصوير'. 
وعندما بدأ الاعلام الرسمي يقول ان الصور تعود لتظاهرات قديمة، بدأ الناشطون يكتبون تاريخ التظاهرة ومكانها على لوحة صغيرة يرفعونها امام عدسة التصوير خلال التظاهرة. 
'عمر السوري'، واسمه الحقيقي مظهر طيارة، كان مواطنا-صحافيا قتل مؤخرا في حي الانشاءات في حمص (وسط) اثناء توجهه الى حي الخالدية تحت القصف. 
كان يحاول اسعاف جرحى اصيبوا في سقوط قذيفة مصدرها قوات النظام، عندما اصيب بدوره بشظايا قذيفة اخرى في رأسه وبطنه وساقه، بحسب ما افاد صديق له رفض الافصاح عن اسمه. وتوفي بعد ذلك بثلاث ساعات. 
'عمر السوري' (24 عاما) عمل لصالح وسائل اعلام عدة بينها مجلة 'ذي غارديان' البريطانية وصحيفة 'داي فيلت' الالمانية. كما قام بمداخلات عدة على قناتي 'الجزيرة' القطرية و'سي ان ان' الامريكية. 
وكان مظهر طيارة، الابن البكر من عائلة مؤلفة من ثلاثة شبان، طالبا في السنة الرابعة هندسة يتكلم الفرنسية والانكليزية ويطمح الى تحصيل الدكتوراه. يوم التقى صحافيين المانيين دخلا حمص لتغطية التطورات، 'قرر ان يصبح صحافيا ينقل للعالم حقيقة ما يجري في بلاده'، بحسب ما يقول صديق له رفض الافصاح عن اسمه. 
ويضيف الشاب الذي تعود صداقته بمظهر الى 14 عاما 'بدأ بارسال مقالات الى صحف هنا وهناك. ثم اشترى بمدخراته آلة تصوير وبدأ يصور'. 
قبل مظهر، سقط برصاص القوى الامنية الصحافي-المواطن باسيل السيد (24 عاما) في 29 كانون الاول/ديسمبر 2011. كان يصور في بابا عمرو في حمص. في 20 تشرين الثاني/نوفمبر، قتل المواطن-الصحافي فرزات جربان في حمص ايضا. وغيرهم كثر، على ما يؤكد الاشخاص العاملون في هذا المجال الذين اتصلت بهم وكالة فرانس برس. 
ويروي كنان علي الناشط على الانترنت الموجود في لبنان ان 'عمل الاشخاص الذين اخذوا على عاتقهم كسر الحصار الاعلامي كان شاقا للغاية في البداية'. 
ويقول 'كان الشخص نفسه ينظم التظاهرة عبر نشر الدعوة على موقع فيسبوك وتحديد الساعة والمكان. يتفقد المكان قبل التظاهرة للتأكد من ان الخبر لم يتسرب الى الامن. ثم يعطي اشارة الانطلاق للتظاهرة، ويشارك فيها'. 
ويضيف 'الشخص نفسه كان يصور بهاتفه الجوال، ويكون آخر من يغادر المكان لكي يراقب اذا حصلت اعتقالات فيوصل الخبر. ويجب ان يساعد الجرحى اذا وقعت اصابات'. اليوم، نظم الناشطون في مجال الاعلام انفسهم، وصاروا يعرفون بعضهم البعض، ويشكلون نوعا من شبكة تواصل واسعة على اتصال دائم مع وسائل الاعلام. 
كما انهم يتقاسمون الادوار. اذ يطلب من الاشخاص الذين يملكون اتصالا عبر الاقمار الصناعية بالهاتف او بالانترنت ملازمة منازلهم والاكتفاء ببث الاشرطة والصور التي تصل اليهم. 
اما المصورون، وهم اكثر الناس عرضة للخطر، فتوقفوا في معظم الاحيان عن المشاركة في التظاهرة، وهم يختارون شرفة او نافذة قريبة من المكان في منزل صديق ويلتقطون الصور منها بواسطة هواتفهم الجوالة او الكاميرات الصغيرة. 
وتحسنت مع الوقت نوعية المادة المصورة التي اصبحت اكثر نقاء واحترافا. وباتت اليد التي تصور اكثر ثباتا. 
ويؤكد الناشطون ان المواطنين الصحافيين ينتمون الى كل شرائح المجتمع: طلاب وموظفون وعاملون في مهن حرة ومهندسون ومحامون... بعضهم يعمل علنا وبعضهم بشكل مموه. 
ويؤكد ابو عبدالله التلي (مهندس اتصالات، 26 عاما) الناشط الاعلامي في ريف دمشق، الذي فقد صديقا له في ريف درعا خلال انتقاله الى المدينة لارسال صور التقطها في قريته وتعذر عليه ارسالها بسبب انقطاع الانترنت، ان ما يقومون به يستحق ان يعرضوا حياتهم للخطر من اجله. 
ويقول 'نحن نقوم بذلك من اجل الحقيقة والحرية والكرامة. الا يستحق الوطن منا ذلك؟'. 

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.