الخصاونة إستبق إقالته بالإنسحاب والقصر قبلها "بسرعة" والطراونة سيشكل وزارة تكنوقراط

 ساعات قليلة فصلت بين تقديم رئيس الوزراء الأردني السابق عون الخصاونة لإستقالته بصفة رسمية وبين قبولها بشكل سريع بمجرد الإعلان عنها ثم بروز إتجاه قوي بإختيار خليفة من الحرس القديم والتقليدي للخصاونة هو رئيس الديوان الملكي الأسبق الدكتور فايز الطراونة.

وقدم الخصاونة على نحو مفاجيء إستقالته ظهر الخميس بعد توقيع وزراء في حكومته بدون علمه على إرادة ملكية تقضي بتمديد فترة الدورة العادية للبرلمان, ولاحظت أوساط سياسية ان الخصاونة إنسحب من المشهد وقدم إستقالته قبل (إقالته) بسبب الإتصالات التي جرت مع أقطاب وزارته المستقيلة بدون علمه وفيما هو بزيارة رسمية خارج البلاد.

وبوضوح مال القصر الملكي لوقف التكهنات في أسرع وقت ممكن عبر إختيار الطراونة وهو عضو سابق في الوفد المفاوض وسبق ان تقلد رئاسة الوزراء في الماضي ويعتبر من الشخصيات الكلاسيكية المعتدلة سياسيا وبيروقراطيا كما يصنف بإعتباره من النخب البيروقراطية.

ويفتر ض أن يقضي رئيس الوزراء المكلف الجديد فترة نهاية الأسبوع الحالي بإختيار وزرائه وتشير التوقعات المبكرة لإن الخصاونة بعد صدور إرادة ملكية رسمية بتكليفه سيشكل على الأرجح وزارة تكنوقراط أقل تمسكا بمبدأ الولاية العامة ويمكن التعايش مع المؤسسات الأخرى الشريكة في أوساط القرار وستكون عمليا وزارة أقل قربا من الحركة الإسلامية وأكثر إلتزاما بنصوص الإتجاهات الملكية العامة.

ويؤشر القبول السريع لإستقالة الخصاونة بدون محاولة إرضائه او ثنيه عن الإستقالة على فرضية إستثمار الظروف السياسية الداخلية لصالح التخلص من التصدعات والنزاعات في مؤسسات النظام بعد التقارب الكبير بين وزارة الخصاونة والمعارضة الإسلامية طوال الأشهر الستة الماضية.