• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

لقد وصلنا إلى الحضيض!!!

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2012-05-14
1773
لقد وصلنا إلى الحضيض!!!

  يكاد المرء يفقد صوابه وهو يستمع إلى العرض المأساوي لأوضاعنا الاقتصادية الذي قدمه رئيس الوزراء فايز الطراونة ووزير ماليته سليمان الحافظ. فبينما كنا نتسلى في تغيير الحكومات وإعادة تدوير الكراسي، كانت البلاد تغرق في مديونية تجاوزت 14 مليار دينار، وعجز يقارب الثلاثة مليارات دينار.

لقد وصلنا إلى الحضيض! هذه هي ببساطة الرسالة التي حملها الطراونة والحافظ للصحفيين. وجل ما تسعى إليه الحكومة في اللحظة الراهنة "إنقاذ ما يمكن إنقاذه"، على حد قول رئيس الوزراء.

العالم لم يعد مستعدا لإقراضنا، والأصدقاء غير مستعدين لمساعدتنا إذا لم نساعد أنفسنا أولا. وعليه، يتعين اتخاذ قرارات عاجلة، وقبل نهاية الشهر الحالي، لرفع أسعار الكهرباء وبعض المشتقات النفطية، وبلغة حكومية مهذبة "تحرير جزئي" للأسعار، ليتسنى لنا الاقتراض من جديد.

نحن في دوامة لا نعرف نهاية لها؛ فقد تعرضنا للخديعة من الحكومات السابقة، وعلينا اليوم أن ندفع من جيوبنا ثمن سياسات مستهترة وعبثية بدون أن نملك حق محاسبة أي مسؤول على ما اقترفت يداه.

كثيرون قرعوا الأجراس في وقت مبكر، لكن أحدا لم يسمع. واستمرت النخب الحاكمة تمول بذخها وفسادها من أموال المنح والقروض، وتنفق على مشاريع خاسرة، وتتجاهل الحاجة إلى حلول استباقية لمواجهة أخطار انقطاع الغاز المصري، والعمل الجدي على تطوير مشاريع الطاقة البديلة.

كان العالم برمته يواجه أزمة سيولة خانقة، بينما نحن نواصل تمويل اقتصاد ريعي، ونستمر في سياسة الأعطيات والهبات وكأننا بلد نفطي. وبالنتيجة، تضاعفت أرقام المديونية في غضون سنوات قليلة.

حزمة الإجراءات الحكومية المتوقعة هذا الأسبوع لن توفر أكثر من 200 مليون دينار مع نهاية العام، لكن آثارها تطال قطاعات شعبية واسعة. فالصناعيون والتجار لن يدفعوا فرق أسعار الكهرباء من جيوبهم، بل من جيوب المواطنين، ولن تجد الحكومة وسيلة رقابة فعالة لاحتواء موجة ارتفاع الأسعار التي ستجتاح الأسواق.

لا يكمن الخطر في ردة الفعل الشعبية على قرارات رفع الأسعار، وربما لن تتجاوز الحدود المعهودة في الاحتجاج؛ الخطر الحقيقي الذي يواجه البلاد هو في استمرار نفس النهج الاقتصادي الذي أوصلنا إلى هذه الحال المزرية.

لا بوادر على أننا تعلمنا الدرس؛ فكل ما تفكر فيه الحكومة حاليا هو طلب المزيد من القروض، وانتظار المساعدات الخليجية. مراجعة السياسات ليست واردة على ما يبدو، فالأزمة خانقة إلى الحد الذي لم يترك لنا فرصة لالتقاط الأنفاس. وليس في الذهن أيضا نية لمحاسبة أحد ممن أخذونا إلى هذا الدرك.

فهد الخيطان

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :

ياسين15-05-2012

كل الحق على المفسد الاكبر ويعيش الفساد في بلدي
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .

لينا14-05-2012

نفسي حدا يجاوبني على سؤالي ما دام في مديونيه وعجز كيف مجلس النواب اقر لنفسه رواتب تقاعديه مدى الحياه والحكومه وافقت يعني مش هاممهم مصلحة الوطن بس بدهم مصلحتهم وبس ارجو الاجابه
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .

الى وزير المالية14-05-2012

سؤال رأي عام .. ما هو تعليقك على ما صرحت به في التلفزيون الاردني من ان العجز قد يصل الى 3 مليارات بعكس العجز المتوقع من قبل دائرة الموازنه العامه بادارتها الحاليه بواحد ونصف مليار؟؟؟ال يستحق هذا التناقض محاسبة المسؤول عن وضعها وللاعوام الخمس الماضية ام ان مكافأته هي تجديد عقده واستمراره وبعنفوان في سياساته التي ادت الى ما وصلت اليه حال الموازنه من تدهور مريب لا يسر عدوا ولا صديق وهل من المسؤولية الادبيه ما يدفعكم تجاه الوطن من وقف هذه المهزله المستمره واستكمال تغيير الطاقم الاقتصادي للعمل كفريق واحد ومتجانس لا يغرد افراده خارج السرب ...ودمتم لما فيه مصلحة الوطن

رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.