فرنسيون من اصول مغاربية بحكومة باريس

  تميزت الحكومة الفرنسية الجديدة برئاسة جان مارك أريولت بحضور الكثير من الوزراء المنحدرين من أصول أجنبية سواء أوروبية أو من أمريكا اللاتينية وكذلك من الدول المغاربية، وأبرزهم نجاة فالود بلقاسم القادمة من أعماق الريف المغربي والتي أصبحت الناطقة باسم الحكومة. 

ويشكل منصب نجاة مسؤولية كبيرة بشأن تقديم صورة إيجابية عن الفرنسيين من أصول أجنبية وسيعرضها للكثير من النقد والهجوم من طرف الجبهة الوطنية المتطرفة.

وجاء تشكيل الحكومة ضمن توازنات دقيقة وسط الحزب الاشتراكي حيث تم تفادي إقصاء أي تيار سياسي، كما تم الحرص على إدماج الفرنسيين من أصــول أجنبية سواء من أوروبا مثل وزير الداخلية مــانويل فالس الذي ولد في برشلونة، كما أن ماريسول توران وزيرة الشؤون الاجتماعية أمها من التشيلي.

وهناك وجوه مغاربية حاضرة في الحكومة، مثل قادر عارف الذي ولد في الجزائر سنة 1959، تولى وزارة قدماء المحاربين وأصبحت ياسمينة بنغيغي وزيرة للفرنكفونية والفرنسيين في الخارج، بينما تولت المغربية نجاة فالود بلقاسم منصب وزارة حقوق المرأة والناطقة باسم الحكومة. 
ويأتي إدماج فرنسيين من أصول مغاربية تكرارا لتجربة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الذي كان قد أدمج وزيرة العدل رشيدة داتي ورحمة ياد للشؤون الاجتماعية. و
في هذا الصدد يؤكد الوزير قادر عارف في تصريحات لجريدة 'لوموند' في عددها اليوم الجمعة أن 'رهان فرانسوا هولند على إدماج فرنسيين من أصول أجنبية ليس نابع من سياسة التسويق السياسي كما فعل ساركوزي بل راهن على سياسيين حقيقيين'.
ويعتبر المراقبون أن مهمة نجاة بلقاسم صعبة للغاية، فهي وجه الحكومة أمام الرأي العام الفرنسي، ومطالبة ليس فقط بالدفاع عن البرنامج الحكومي الاشتراكي بقدر ما أنها مطالبة بتقديم صورة إيجابية عن الفرنسيين من أصول أجنبية.
وتبرز الكثير من التحليلات بأن نجاة ستكون عرضة للمقارنة مع رشيدة الداتي، وزيرة العدل السابقة التي راهن عليها ساركوزي كثيرا، وعليها تجاوز ظل الداتي. 
وفي الوقت نفسه، فتوليها منصب هام جدا وبارز أمام الرأي العام سيجعلها محط انتقادات متكررة من طرف اليمين القومي المتشدد والمتمثل في الجبهة الفرنسية بزعامة ماري لوبين، هذه الأخيرة طالبتها مؤخرا بالتخلي عن جنسيتها المغربية والاحتفاظ فقط بالفرنسية.
وولدت نجاة بلقاسم في قبيلة بني شيكر في إقليم الناضور شمال المغرب سنة 1977 وانتقلت سنة 1982 الى العيش في فرنسا رفقة عائلتها لتستقر في ضواحي مدينة أميين شمال هذا البلد الأوروبي، وحصلت سنة 2000 على دبلوم مدرسة العلوم السياسية لتلتحق بالحزب الاشتراكي سنة 2002 وتتدرج في صفوفه حتى أصبحت ناطقة باسم حكومته ووزيرة المرأة منذ الأربعاء من الأسبوع الجاري.