- المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
المجالي رئيسا لحزب التيار ودودين نائبا
توافق حزب التيار الوطني على تزكية العين عبد الهادي المجالي رئيسا للحزب فيما تم اختيار مروان دودين نائباً له وذلك في الاجتماع الذي عقده الحزب بمنطقة البحر الميت ظهر الجمعة.
وسيتم عصرا انتخاب المجلس المركزي ومجالس الدوائر .
وتاليا كلمة المجالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاةُ والسلامُ على أعظمِ رسول، وأجلِّ نبي، محمد، الهادي إلى الرُّشدِ المبعوثِ رحمةً للعالمين..
الضيوف الكرام،،
الإخوةُ والأخواتُ قياداتُ وكوادرُ حزبِ التيارِ الوطنيِّ الأكارم،،
السلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه،،
نؤسِّسُ اليومَ لمرحلةٍ، ناهضةٍ فاعلة، وإنطلاقةٍ جديدةٍ جوهرية، في صميمِ مسارِ حزبِ التيارِ الوطني، ليكونَ كما أسسناهُ وأردناه، رقماً صعباً وركناً وطنياً اصيلا، وإطاراً جامعاً مانعا، وبيتَ خبرةٍ في كلِّ شأن، في السياسةِ والاقتصادِ والاجتماع.
أسسناهُ ليكونَ كذلك، ولا أقلَّ من ذلك، منارةً وقيمةً وطنية، وعلامةً مضيئةً فارقةً في ساحَتِنا السياسية، لا حزباً عابراً لا يلحَظُهُ ملاحظٌ ولا يلتفِتُ إليهِ مُلتفِت.. لا نريدُ ولا نقبلُ لهُ أن يكونَ مجردَ رقمٍ على قائمةٍ أو اسماً يمكنُ للنسيانِ أن يطوِيَه.
نعم، أنشأناه، كلُّنا، ليُحدِثَ فرقاً في كلِّ أمر، ويكون إضافةً نوعية، يبني رُؤيَتَهُ حيالَ شؤونِ الوطن، صعبِها وسهلِها، مرتكزاً إلى تحليلٍ عقلانيٍّ منطقي، لكلِّ حيثيةٍ ومُعطى، ويجترحُ برامجَ واقعيةً موضوعيةً في معالجةِ الأزماتِ والاختلالاتِ بإدراكٍ عميقٍ وعقلٍ واعٍ يرفعُ مصالحَ الوطنِ فوقَ أيِّ مصلحةٍ ويبذلُ الذاتَ في سبيلِ الكل.
هذا حزبُكُم، وهذا أنتم، روحٌ وثابة، وضميرٌ نقي، ووجدانٌ لا تشوبُهُ شائبة.. الوطنُ عندَكُم لا يقبلُ القسمةَ ولا يخضعُ لمساومةٍ أو مفاضلة.. هكذا أنتُم، مرابطونَ على العهدِ لا تتبدلونَ ولا تُبَـدِّلون..
الإخوةُ والأَخواتُ الأكارم،،
لا نخطئُ التقييم، ولا نتجاوزُ حدودَ الفهم، إنْ قلنا أنَّ وطنَنا يمرُّ في ظرفٍ حساسٍ دقيق.. ويقفُ في مواجهةِ مِروَحةٍ منَ التعقيداتِ والاستحقاقات، الداخليةِ والخارجية، فيها ما فيها مِن أخطارٍ وصعابٍ وتحديات..
عجِزَتِ الحكومات، مِنْ غيرِ تمييز، عن الاشتباكِ معَها كما يجب.. تأخرتْ في الاستجابةِ لمطالبِ الشارع، ولم تُـلقِ للحوارِ مع قوى الحراكِ بالا، وتباطأتْ في خُطواتِ الإصلاح، وترددت في اتخاذِ قراراتٍ لو أنَّها اتخذتها في وقتِها لجَنَّـبَـتنا كرةً مِن لهب، لا مِن ثلج، تتدحرجُ في شوارِعِـنا.
اقتصادُنا بنيناهُ على لغةِ ومنطقِ السوق، فدفعَ المواطنُ الثمن، فقراً يزداد، وبطالةً ترتفِع، وغلاءً يأكلُ الأخضرَ واليابس..
فزادَ الفقراءُ فقرا، والطبقةُ الوسطى، التي عليها نعقَـدُ الأملَ في التغييرِ والتطورِ الاجتماعي، اضمحلَّـتْ وكادتْ تتلاشى أمامَ جشعِ رأسِ المالِ الذي لا همَّ لهُ إلاّ تعويضَ ما يطرأُ عليهِ من زيادةٍ في ضريبةٍ أو في أسعارِ مُدخلاتِ صناعَتِهِ وعَمَلِهِ إلاّ وولّى وجَهَهُ شطرَ الناسِ يُعوِّضُ ما خسِرَهُ مِنْ جيوبِهِم.. لا رقيبَ ولا حسيب، أكانَ بوازِعٍ مِن ضميرٍ أو باهتمامٍ من حكومة.
فأينما نظرنا، في كلِّ زاويةٍ في الوطن، وأينما أمْعَـنَّا النظرَ في شؤونِنا السياسيةِ والاقتصاديةِ والاجتماعيةِ نجدُ أزماتٍ ومآزق.
نتعاملُ معها بارتجالٍ وفزعة.. لا باستراتيجياتٍ وخِطَطٍ محكمةِ المضمونِ محددةٍ في زمنِ تنفيذها، كي يشعرَ الناسُ بصدقيةٍ وجديةٍ معالجةَ قضاياهُم ومشاكلِهِم.
استراتيجيات، بها، لا بغيرها، نردِمُ فجوةَ الثقةِ المتعاظمةِ بين الناسِ ومؤسساتِهِمِ الرسمية، وإحساسِهِمْ أنَّ الدولةَ تخلَّتْ عنهُم، وأدارتْ الظَّهرَ لهُمْ ولِهُمومِهِمِ الكثيرةِ والكبيرة.
إنَّ الحكومةَ ومؤسساتِها مطالبةٌ اليوم، أكثرَ مِن أيِّ وقتٍ مضى، بتنقيةِ كلِّ خللٍ في مسارِ الإصلاحِ السياسي، وأنْ تلتزمَ بهِ نهجاً ومنهَجا، لا تُبطِئُ ولا تتسرع، وأنْ تلتزِمَ التزاماً كاملاً واضحاً بإجراءِ الانتخاباتِ النيابيةِ هذا العام، انتخاباتٍ نزيهةٍ شفافةٍ لا تشوبُها شائبةٌ ولا تُـلقى عليها ظلالُ الشك.
وأنْ تشرعَ في حوارٍ جادٍّ عميقٍ معَ كلِّ القوى الوطنية، حزبيةٍ وشعبية، حراكاً مؤطراً أو غيرَ مؤطَّر، تفتحُ قلبَها وعقلَها لكلِّ رأيٍ ووجهةِ نظرٍ واجتهاد.. تحاوِرُ من غيرِ إقصاءٍ لأيِّ طرف، تسمعُ مِنَ الجميعِ وتتحدثُ إلى الجميع، ذلكَ السبيلُ الذي يبني وطناً ديمقراطياً يُـقيمُ كلَّ وزنٍ لكلِّ الحقوق، السياسيةِ منها وغيرِ السياسية.
وأنْ تشرعَ هذهِ الحكومة، وكُّل حكومة، في مراجَعَةِ سياسَتِها الاقتصاديةِ والكيفيةِ التي تديرُ بها هذا الملف، وأنْ تُدرِكَ أنَّ مصالحَ شعبِها أهمُّ مِن اشتراطاتِ الجهاتِ المانحةِ ووَصفاتِ البنكِ وصندوقِ النقدِ الدوليين، وأنْ تضعَ في حسابِها العملَ الفوريَّ على ربطِ الرواتبِ بمعدلِّ التضخم، وأنْ تتدخلَ في الأسواقِ لضبطِ انفلاتِ الأسعار. وفي قانونِ وزارتِها للصناعةِ والتجارةِ ما يُعينُها على ذلك.
إن الإصلاحَ ليس مقصورا على الحرياتِ العامةِ والحقوقِ السياسيةِ فقط، فالوطنُ يعاني وضعاً اقتصادياً صعباً يحتاجُ إلى إصلاح.. موازنةٌ متفاقمةُ العجز، ومديونيةٌ فاقتْ حدودَ قانونِ الدينِ العام، وميزانُ مدفوعاتٍ إلى انخفاض، والمساعدات، عربيةٌ وأجنبية، أقلُّ منِ المقدَّر، والناسُ يعانونَ الفقرَ والبطالةَ والغلاء..
ونحن، أمامَ هذا الواقعِ المر، أحوجُ ما نكونُ إلى أطرٍ تشريعيةٍ وإداريةٍ تعيدُ رسمَ نهجِنا الاقتصاديِّ وسياساتِنا الماليةِ بما يُمَكِّـنُنا مِن وضعِ اليدِ على خللٍ وعللٍ أوصلَتنا إلى ما نحنُ عليه، لعلَّنا نجدُ سبيلَنا إلى الخلاصِ من هذا الواقعِ وتردياتِه.
ولا يكونُ ذلكَ إلا بإبداعِ مشروعٍ اقتصاديٍّ وطنيٍّ يدارُ بصورةٍ سليمة، نعتمدُ فيهِ على ذاتِنا ونعالجُ كلَّ الاختلالاتِ الهيكليةِ والبُنيَوِيةِ ونُصمِّمُ موازَنَـتَـنا بالمواءَمَةِ بين النفقاتِ والإيرادات، آخذينَ بالاعتبارِ أنْ نبنيَ هذا الاقتصادَ بالاعتمادِ على الذاتِ وبما يراعي القاعدةَ الاجتماعية.
وحالُنا في السياسةِ والاقتصادِ ليسَت أفضلَ مِن حالِنا الاجتماعي..
أيها الإخوة أيتها الأخوات،،
أعلمُ يقيناً أن الواقعَ مُختل، وأنَّ تعامُلَنا معَهُ مختلٌّ أيضا، لكنَّهُ وطنُنا، أحوجُ ما يكونُ إلى وقفَـتِـنا (...) ومثلما الحكومةُ مطالبةٌ بتغييرِ طريقَتِها في الاشتباكِ معَ القضايا الوطنية، كي تنجزَ ما يجبُ أنْ يُنْجَز، فإنَّ علينا، قوى حزبيةً وشعبية، أن ننخرِطَ في تقييمِ أسلوبِنا في التعبيرِ عن مواقِفِنا، ونُقيمَ رُؤيتَنا ومنهجيةَ عملِنا، كي لا يدفعَ الوطنُ ثمنَ أخطاءِ الحكوماتِ وخطاياها.
وأعلم، كما تعلمونَ يقيناً أيضا، أن جلالةَ الملكِ يريدُ كما نريدُ الإصلاحَ الذي يرقى بالأردنِّ إلى الذرى، ويسعى في ذلك ليلَ نهار، وما تركَ مناسبةً إلاّ وشدَّ فينا العزيمة، ولم يتوانَ يوماً عن توجيهِ النقدِ لكلِّ حكومةٍ قصَّرَتْ وتراخَتْ وتذرعتْ بذرائعَ واهيةٍ لبطءِ خُطواتِها وتعطيلِها، قصداً أو بدونِ قصد، مسارَ الإصلاح.
وتأسيساً على ما أفهَمُه، أدعو كلَّ المكوناتِ الوطنيةِ الفاعلةِ في الشارعِ إلى الحرصِ على تدرُّجِ الإصلاح، دونَما تباطؤ، وبالسرعةِ التي تكْفَلُ إنضاجَ ما نُنْجِزُهُ مِنْ تشريعاتٍ وسياسات، وأهميةِ التوافقِ الوطنيِّ على أولوياتِ الملفاتِ التي تحتاجُ إلى مراجعةٍ وإصلاح، وأنْ نُعْطِيَها وقتَها كي لا نُخطِئَ فتتحولَ الأخطاءُ إلى خطايا، ولا نبطئَ فتفقدُ خطواتُنا الأثرَ والقيمة.
لنا ملاحظاتٌ تصِلُ حدَّ النقدِ لمسارِنا الإصلاحِي، لكنَّ الموضوعيةَ وحكمَ المنطِقِ يقتضيانِ ألا نُقَلِّلَ من أهميةِ ما أُنجِزَ مِن تعديلاتٍ دستورِيَّة، وأنْ نُقَـدَّرَ قيمةَ الهيئةِ المستقِلَّةِ المشرِفَةِ على الانتخاباتِ المديرةِ لها، ولا أقلَّ مِن ذلكَ قيمةَ التأسيسِ لمحكمةٍ دستوريةٍ أُنجِزَ قانونُها..وقانونِ أحزابٍ يرفَعُ مِن سَوِيَّـتِها ويمنحُها مكانَها الذي تستحق.
وفي الطريقِ قانونُ انتخاب، لنا عليهِ ملاحظات، كما كلُّ القوى، ونرغبُ في رؤيتِهِ بالنسخةِ النهائيةِ قانوناً ديمقراطياً عصرياً يتوافقُ عليهِ الجميعُ ولا يفرِضُهُ طرفٌ على آخر.
نريدُهُ قانوناٌ يأتي بمجلسٍ نيابيٍّ ذي مصداقية.. مجلسِ سياساتٍ لا مجلسِ خدمات، يُحكِمُ نوابُهُ العقلَ السياسي، ويعطي للتشريعِ والرقابةِ قيمةً حقيقية، ترفَعُ الذاتَ الوطنيةَ على الخاصة.
ومن حقي، كما هوَ حقُّ الجميع، أن أخشى على الوطنِ مِن تصعيبِ مسارِهِ والتقليلِ مِن مُنجزاتِه، وأخشى أن يؤديَ إصرارُ بعضِ إخوَتِنا على تحقيقِ الإصلاحِ بالقفزاتِ المغامِرَةِ والإنشغالِ بتحقيقِ المكتسباتِ أنْ نُغفِلَ عن مؤامراتٍ تُحاكُ ضدَّنا.
وليس أقلَّ هذه المؤامراتِ مخططٌ صهيونيٌّ لا يمرُّ عليهِ يومٌ إلاّ ويجعلُ من المستحيلِ إقامةَ الدولةِ الفلسطينيةِ المستقلةِ وذاتِ السيادة، وينتظرُ بيئةً وظروفاً تُعينُه، خابَ فألُه، لترحيلِ أزمتِهِ إلى بلَدِنا، وطناً بديلاً وخياراً، يُجمِعُ الأردنيونَ والفلسطينيونَ على رفضِه.
فلا بديلَ عن فلسطينَ، فلسطين الدولة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف، مهما طالَ الزمنُ وغَلا الثمن..
ومعَ ما تحققَ إلى الآن، فنحنُ نتفِقُ على حاجَتِنا لمزيدٍ مِنَ الإصلاحات، الاتفاقُ عليها يكونُ بحوارٍ متزنٍ وهادئ، وطرحٍ موضوعيٍ يقبلُ الرأيَ والرأيَ الآخر، لا يشكِّكُ في وطنيةِ أحد، ولا يُقصي أيَّ طرف.
مُبتداهُ الاعترافُ أنَّ لدينا حراكاً شعبيا، برؤى وتوجهاتٍ متعددةٍ ومتنوعةٍ وسقوفٍ مختلفة، وهو حراكٌ مقدَّرٌ طالما حافظَ على سِلْمِيـَّتِـهِ والتزمَ القانونَ ونحا إلى الحوارِ في التعبيرِ عنِ الأفكارِ وحَرِصَ على استقرارِ الوطنِ لا تفكيكِهِ وإدخالِهِ حالةً مِنَ الفوضى..
بهذا الفهمِ وهذا الحرص، لا بغيرِه، نحققُ إصلاحاً وطنياً لا تستأثِرُ بهِ فئةٌ دونَ سِواها.
الإخوةُ والأَخواتُ الأكارم،،
لسنا دولةً تعيشُ في كبسولةٍ معزولةٍ عن محيطِها الملتهب، نحنُ نتأثرُ بهذا المحيطِ وتشابكاتِهِ وتعقيداتِه، وإذا لمْ نؤمنْ بوطنِنا ونعظِّمَ تماسكَ جبهَتِنا الداخليةِ سنكون، لا قدَّرَ الله، في وضعٍ صعبٍ للغاية.
وتجاوزُ هذِهِ التأثيراتِ ممكنٌ ومُتاحٌ إنِ استفدْنا مِِن تجارب دولٍ عربيةٍ شقيقةٍ انزلقَت إلى الفوضى السياسيةِ والأمنية، فاهتزتْ اقتصادياتُها وتدهورت، وضربتْ بقسوةٍ في بُناها الاجتماعيةِ فاختلتْ وتشوهَّت.
نحنُ نسيرُ بثباتٍ إلى الأمام، فلا فواصِلَ ولا محدداتٍ لعلاقةِ النظامِ بالشعب، والاثنانُ يسعيانِ إلى الإصلاحِ وتعظيمِه، فيما الإخوةُ في دول عربية كثيرة يسيرون في طريقِ الفوضى.
وسوريا، الجارةُ النازفة، تغرقُ في بحرٍ مِنَ الدم، طريقُها إلى المجهول، ندعو اللهَ لها الخلاص.. وإيرانُ تتحضَّرُ لحرب، لا يعلمُ إلاّ اللهُ مُبتداها ومُنتهاها، والخليجُ العربيُّ أولُ المتأثرينَ بها لا آخرُهُم..
أليست كلُّ هذهِ الفوضى وكلُّ هذا الدمارِ والخرابِ الذي يحيطُنا، كافياً لنقِفَ، حكومةً وأحزاباً وقوى اجتماعية، لحظةَ تأملٍ نستكشِفُ الأخطارَ والتحديات، نحفَظُ لِبلدِنا أمنَهُ واستقرارَه، ونسيرُ بهِ إلى الإصلاحِ الشامل، بلا صراعاتٍ وتشنجات، إنْ لم نتحسَّبْ لها ولأثَرِها نكونُ كَمَنْ يدمَّرُ ذاتَه، لا دولةٌ تبقى ولا إصلاحٌ يتحقق..
الإخوةُ والأَخوات،،
عندما نقولُ أنَّ الأردنَّ يتأثرُ بمحيطِه غيرِ المستقِرِّ والمفتوحِ على كلِّ الاحتمالات، وعندما نُقِرُّ بحساسيةِ وصعوبةِ وضعِنا الاقتصادي (...) فبقناعتي وفهمي أنَّ ذلكَ لابدَّ ان يدفعَ دولتَنا للتفكيرِ في مراجعةِ وتقييمِ سياسَتِها الخارجِيَّةِ وإعادةِ رسمِها على قاعدةِ المصالحِ مِنْ غيرِ تجاوزٍ على الثوابتِ الوطنيةِ والقوميةِ والإسلامية.
فلا يُعقَلُ أن يواجِهَ الأردنُّ بإمكاناتِهِ وموارِدِهِ الضعيفَةِ تحدياتٍ اقتصاديةٍ صعبةٍ ومُرهِقَة، وتزدادُ صعوبةً وإرهاقاً للدولةِ وللشعبِ بفعلِ تطوراتِ الإقليم، ولا تهبُّ دولٌ عربيةٌ شقيقةٌ غنيةٌ إلى مساعدتِهِ كما ينبغي أنْ تكونَ المساعدَة، ولا تُحَرِّكُ دولٌ صديقة، ويفترضُ أنها حليفة، ساكنا، لعونِهِ على تحملِ الأعباء.
على أشقائِنا وأصدقائِنا أن يعلَموا، باليقين، أنَّ استقرارَنا مِن استقرارِهِمْ وأمنَنا مِن أمنِهِم، وحفظَ مصالحِهِمْ مِن حفظِ مصالِحِنا، وما يصيبَنا يصيبُهُم، وما يؤثِّرَ علينا، حتما، هو يؤثرُ عليهِم.
فالأردنُّ القوي، لا الضعيف، مصلحةٌ للاشقاءِ والأصدقاء.. ولا يَظُـنّـنَّ أحدٌ أنَّهُ بمنأى عن تداعياتِ ومتغيراتِ الإقليم، فنحنُ وَهُمْ في القلبِ منها وجوداً ومصالح.
أيها الإخوة، أيتها الأَخوات،،
ما أتى آنٌ على حزبِنِا كما هو آتٍ الآن، الأملُ معقودٌ عليه، كما على كلِّ حزبٍ أردنيٍّ وطني، وفي مرحلةِ ما قبلَ مؤتمَرِكُم هذا، نافحَ حزبُكُم عن رؤيتِهِ وبرنامَجِه، وسعى إلى تحملِ أعباءِ دورِه، وفي زمنٍ قياسيٍّ أثبتَ وجودَه.. حزباً برامجيا، يقرأُ الواقعَ ويسعى لتغييرِهِ ليكونَ المستقبلُ أكثرَ إشراقا..
وسيتحدث لاحقا الأخ الأمين العام الدكتور صالح أرشيدات في كلمته عن ما أنجزه الحزب خلال الفترة الماضية.
ومنذُ مؤتمَرِنا التأسيسي، انهَمَكْنا في مسارينِ أساسيين:
الأول: بناءُ هياكلَ الحزبِ في العاصمةِ والمحافظاتِ وجعلِها أكثرَ قرباً مِنَ الناسِ حيثُ يكونون، وكرَّسنا الجهدَ في بناءِ نمطٍ حزبيٍّ مؤسَّسِيٍّ منضبطٍ بآلياتِ عملٍ فعالةٍ مُجدية، وحيويةٍ مرِنَة.
وفي المسارِ الآخر.. انخرطنا في كلِّ شؤونِ الوطنِ السياسيةِ والاقتصاديةِ والاجتماعية، وخلالَها اختبرنا قُدراتِنا وإمكاناتِنا.. وفَحَصنا آلياتِ التفاعلِ ومدى ملاءَمَتِها لما نسعى لتحقيقِه..
وربما كانت الانتخاباتُ النيابيةُ الأخيرةُ محطةً مهِمَّةً في مسيرةِ الحزبِ وتجربةً بالذخيرةِ الحية، عظَّمَتْ فينا الخبرة.. جَعَلَتْنا نقفُ على حقائقَ كثيرةٍ بالتقييمِ الموضوعي.
فعَرَفنا أينَ أخطأنا وأينَ أصَبنا، وبِتْـنا أكثرَ إدراكاً للظروفِ الموضوعيةِ والذاتيةِ التي تحيطُ مسارَنا وكيفيةَ الاستفادةِ مِنها لتوجيهِ المسارِ إلى مصافِّ الأفضل.
وخلالَ الفترةِ القصيرة، نسبيا، من التأسيس، لم ننقطِعْ عن نشاطٍ أو مناسبة، صدَّرنا عشراتِ البيانات، وأطْلَقْـنا مثلَها تصريحات، قدَّمنا رأيَنا ورُؤيتَنا حولَ كلِّ شأن.. وعقَدنا ندواتٍ ومحاضرات، وشاركنا في كثيرٍ غيرِها، وفيها كلِّها كان لنا الحضورُ المميز.
ولا أقلَّ مِن ذلك، عقَدنا لقاءاتٍ رسميةٍ على أعلى المستويات.. استمَعْنا فيها إلى الواقعِ الوطني .. طَرَحْنا رأيَنا وعَرَضنا تَصَوُّرَنا لكيفيةِ النهوضِ وتصليبِ عودِ الوطنِ وجعلِهِ عَصِياًّ في وجهِ كلِّ تحدٍّ سلبي، ومرِناً في الاستفادةِ مِن كلِّ جيدٍ وإيجابي.
والآن، الحزبُ في لحظةِ تحوُّلٍ إلى مرحلةٍ جديدة، تَخطونا طريقُها اليوم، لنكونَ حزباً أمتنَ قوةً وأشدَّ عزيمة، وأكثرَ جاهزيةً للتعاملِ مع تغييراتٍ إصلاحيةٍ وطنيةٍ تُـتَوَّجُ في انتخاباتٍ نيابيةٍ مزمعةٍ قبلَ نهايةِ هذا العام، نأملُ أنْ تجرِي، ونريدُ لحزبِ التيارِ الوطنيِّ أن يخوضَها ويحقِّـقَ إنجازاتٍ مشهودة.. ليتمكنَ من عرضِ برامِجِه وجعلِها واقعاً يَأخُذُ بهِ من يتسلَّمُ مقاليدَ الحكومةِ ويستفيدُ مِنه.
فالحزبُ يزخرُ بالكفاءاتِ والخبراتِ في كلِّ المجالات.. وعندما يأملُ الوطنُ وقائدُ الوطنِ أنْ يأتيَ اليومُ الذي تُشَكَّلُ فيهِ الأغلبيةُ الحزبيةُ أو الائتلافيةُ الحكومة، لتكونَ حكومةً برلمانية.. علينا أن نكونَ جاهزينَ وأنْ نُصْعِدَ من بينِنا من يُحسِنُ تمثيلَنا ويعكسُ رؤيتَنا الوطنيةِ الإصلاحية.
نريد، أيها الإخوة، الإصلاح، ونريدُ دولةَ المؤسساتِ والقانون، ونريدُ سُلطاتٍ مستقلةً متوازنةً في علاقاتِها بلا تَغَوُّلِ أو استحواذ.. لأننا، شعباً وقائدا، نريدُ وطناً حراًّ سيداً ديموقراطيا.. لا وطناً تائهاً مختلةً موازينُه وتوازناتُه، لا يحققُ إصلاحاً ولا يحفظُ الوطن..
نعم، نريدُ إصلاحاً يطاوِلُ كلَّ أركانِِ الدولةِ وتشريعاتِها.. إصلاحاً عميقاً ينعكسُ على حياةِ الأردنيينَ حريةً مسؤولةً وعيشاً كريما..
الإخوةُ والأَخوات،،
ربما أطلتُ في التأشيرِ على قضايا تشغَلُنا حيالَ حزبِنا ووطنِنا.. أطلت، لأنَّ لِمِثلِكُم تكونُ الإطالةُ واجبة، احتراماً وتقديرا.. لتكونوا على اطلاعٍ كاملٍ بجميعِ التفاصيل.. ولِنقولَ لَكُم اجتهدنا في العملِ وحاولنا أنْ نرقى إلى حيثُ ترنو جباهُكُم المرفوعَة.. اجتهدنا .. ولكلِّ مجتهدٍ نصيب..
واستميحُكُم.. لأضعَ بينَ أيديكُم استقالتي واستقالةَ قيادةَ الحزب.. تاركينَ لَكُم ملءَ الحريةَ في اختيارَ من ترونَه الأنسب، وكلُّكُم الأنسب، لقيادةِ الحزبِ في مرحلةٍ مهمة، إنْ أحسَنَّا التعاملَ معَها، سنكون، بعونَ الله، في مُقَدِّمَةِ الأحزاب، فكراً ورؤيةً وعملاً ووجودا..
عِشْـتُم مرفوعي الرأس.. وحراساً للوطن، وعاشَ الوطنُ عزيزاً سيدا، وعاشَ قائدُ الوطَنِ رمزاً مُلهِما..
استودِعُكُمُ اللهَ بالسلام..
فالسلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه
