• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

صدمة وذهول بين أقطاب 14 آذار في أعقاب "قنبلة" جنبلاط

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2009-08-04
1376
صدمة وذهول بين أقطاب 14 آذار في أعقاب "قنبلة" جنبلاط

ذكرت تقارير صحفية ان "القنبلة الجنبلاطية" التي فجرها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الأحد  ولمح فيها إلى انسحابه من قوى 14 آذار، قد أصابت أقطاب الحركة بالصدمة والذهول بسبب توقيت "انفجارها" قبيل أيام قليلة من تشكيلة الحكومة للبنانية الجديدة، وهو ما اعتبروه يصب في مصلحة قوى المعارضة "8 آذار".

في هذه الأثناء، قال مصدر بارز على صلة بتأليف الحكومة لصحيفة "الراي" الكويتية ان تشكيلها بات مجمّداً في انتظار جلاء الوضع السياسي الجديد.

وبدا ان تجميد عملية تشكيل الحكومة مرتبط بـ "المصير المجهول" حتى الآن لحصة جنبلاط (3 وزراء) وتموضعها في حكومة الـ 15 وزيراً للأكثرية و10 وزراء للمعارضة و5 وزراء لرئيس الجمهورية، والتي تم التوافق عليها على اساس ان وزراء جنبلاط من ضمن كتلة الـ 15.

وفيما يُنتظر ان يطلق جنبلاط مساء اليوم سلسلة مواقف توضيحية في إطلالة تلفزيونية، برزت امس تسريبات عن توجّه الحريري المكلف بتشكيل الحكومة الى الاعتذار اذا لم تُنجز مهمّته قبل الخميس المقبل.

الا ان مصدراً نيابياً بارزاً من كتلة الحريري نفى هذا الاحتمال في شكل قاطع واكد "ان الرئيس المكلف متمسّك بتشكيل الحكومة، وليس في وارد الاعتذار على ما يتمنّى البعض".

ووصفت اوساط قريبة من الحريري التسريبات عن امكان اعتذاره بعملية ابتزاز وضغط نفسي لدفع فريق 14 آذار والحريري الى تقديم تنازلات في موضوع توزيع الحقائب او حتى القبول ببعض الأسماء تحت وطأة «الخضة» التي أحدثتها مواقف النائب جنبلاط .

وكانت مواقف جنبلاط والملف الحكومي محور اللقاء الذي عقد مساء امس بين رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان ورئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة.

ورفض السنيورة بعد الاجتماع الرد على تصريحات جنبلاط مكتفياً بالقول: "أفضل طريقة الآن لمعالجة المواضيع هي الابتعاد عن الادلاء بمواقف، والتروي في أي مواقف أو تصريحات، وإفساح المجال للتشاور بشأن الحكومة بعيدا عن الأضواء".

وردا على سؤال عن امكان اعتذار رئيس الحكومة المكلف، قال السنيورة: "لا داعي للبحث بأي موضوع يتعلق باعتذار الحريري، هناك الآن رئيس حكومة مكلف وسيستمر بالقيام بمهماته لتشكيل الحكومة، وعلينا أن نعيد وضع الأمور في الطريق المؤدي الى تشكيل الحكومة".
 
وكان جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي قد فجر الأحد قنبلة سياسية من العيار الثقيل عندما أعلن أن تحالف حزبه مع قوى الرابع عشر من اذار/مارس التي تشكل الاكثرية حاليا في لبنان، كان بحكم الضرورة ويجب ألا يستمر.

كما شدد جنبلاط على ضرورة اقامة علاقات مميزة مع سوريا ومن خلالها مع العالم العربي، وذلك رغم العداء الشديد والحملات التي شنها في السابق على النظام السوري.

وكان قائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع أعنف المنتقدين لجنبلاط واتهمه بمحاولة تقديم أوراق اعتماده إلى السوريين والإيرانيين بعدما اتخذ قراراً لا عودة عنه بالمهادنة معهم حرصاً على الدروز كأقلية.
وقال جعجع في تسجيل بثته محطة «نيو. تي. في»، مساء أمس الاثنين، خلال استقباله وفد الرابطة المارونية: "لقد انتظرونا حتى وصلنا إلى هنا ثم تخلوا عنا".

وقالت مصادر مطلعة بأن تريّث جعجع في الرد العلني يعود الى الوساطة التي قام بها زعيم تيار المستقبل، حيث طلب منه الحريري التحلي بالهدوء لفترة وجيزة ريثما ينجلي غبار مواقف جنبلاط، وأشارت المصادر ذاتها الى أن جعجع كان يعتزم، أمس، عقد مؤتمر صحافي للردّ بعنف على مواقف جنبلاط، إلا أن تدخلات الحريري جعلته يكتفي بتصريح مقتضب.

من ناحيته، قال النائب السابق العضو البارز في 14 آذار سمير فرنجية لـ "الراي": "تقع على عاتق وليد جنبلاط مسؤولية كبيرة، فهو كان صاحب الدور الرئيسي في اطلاق انتفاضة الاستقلال لا سيما بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وهو تالياً مطالب بشرح مواقفه ومناقشتها داخل 14 آذار وخارجها".

اضاف: " اذا كان لدى جنبلاط اليوم اعتراض فما عليه الا ان يعرضه ويناقشه مع كل حلفائه ، لا ادري في واقع الحال ماذا يريد وماذا يراه مناسباً لطي صفحة الصراع. الا انني ارى ان عليه واجبا اخلاقيا تجاه كل الذين ساهموا في حركة 14 آذار وتجاه الذين استشهدوا في هذه المرحلة وهو واجب اخلاقي بألا يكتفي بنقد الخطوات التي قام بها وتراجع عنها بل ان يصوغ موقفاً مفهوماً من الجميع. وهذه المسؤولية لا يمكن ان يتجاوزها وليد جنبلاط".

ومن المقرر أن يصدر تكتل "لبنان أولاً" برئاسة الحريري بيانا بعد اجتماعه اليوم، يعيد فيه التأكيد على ثوابت "ثورة الأرز" وتضحياتها، وقال مصدر في التكتل انه "اذا كان النائب جنبلاط يقول لـ 14 مارس وداعاً فسنقول له الى اللقاء".

في غضون ذلك، أكد جنبلاط في تصريحات لصحيفة "السفير" اللبنانية استقلاليته عن الاستقطابين الكبيرين (8 و14 آذار)، وقال إنه بات يمثل حالة مستقلة.

وأوضح جنبلاط إن موقفه السياسي المتمايز عن 14 آذار "لا يعني التسبّب في تعطيل تشكيل الحكومة"، مشيراً الى حرصه على نجاح الجهود التي يبذلها رئيسا الجمهورية والحكومة من أجل الإسراع في تأليف الحكومة.

وأضاف جنبلاط: "همي الأساسي هو متابعة معالجة رواسب 7 أيار على الصعد كافة، ولا سيما داخل الحزب التقدمي الاشتراكي، وداخل بعض الأوساط الدرزية خارج الحزب". وقال: "في ذكرى مصالحة الجبل، أؤكد أن المصالحة يجب أن تشمل الجميع من دون استثناء".

وحول كيفية تموضع وزراء "اللقاء الديموقراطي" الثلاثة، داخل الحكومة المقبلة بعد التحول الذي حصل في موقعه السياسي، أوضح جنبلاط إن وزراءه في الحكومة "ستكون لهم حيثية خاصة"، من دون أن يكونوا محسوبين على هذا الطرف أو ذاك، وكشف ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس المكلف سعد الحريري والرئيس نبيه بري وقيادة حزب الله اتفقوا، كما فهمت، على أن تخضع المواضيع السياسية وغير السياسية الأساسية، ومنها التعيينات الأمنية وغيرها، إلى التوافق قبل اتخاذ أي قرار بشأنها، في مجلس الوزراء، على أن يكون رئيس الجمهورية هو الضامن للجميع. وأوضح جنبلاط أنه ما زال عند موقفه لجهة انه سيزور سوريا بعد زيارة الرئيس سعد الحريري لها وليس قبل ذلك أبداً.

في غضون ذلك، قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري راد على سؤال لـ "السفير" حول مصير الحكومة: "الضرر يكمن في التأخير، ومن الضروري جداً أن تتسارع الاتصالات في هذا السبيل. وهنا تقع المسؤولية على الجميع وبالدرجة الأولى على الرئيس المكلف لمتابعة مهمته واتصالاته مع الفرقاء، للتسريع في ولادة الحكومة في أقرب وقت ممكن".

وأكد بري ان "لا مصلحة لأي طرف في الخلاف الداخلي، وفضل لو ان فرقاء الخلاف الاخير تريثوا واعتمدوا الخطاب الهادئ، وأمل ألا يؤثر ما حصل على موضوع تأليف الحكومة، مبدياً خشيته من ان الضرر سيكون كبيراً اذا لم يتم تأليف الحكومة في القريب العاجل".

وشدد بري على ان "لا عودة على الإطلاق، عن الاطار السياسي الذي تم الاتفاق عليه (15/10/5)، مشيراً إلى ان كل الاطراف في الموالاة والمعارضة موافقون عليه". وأشار بري الى ان "المصلحة تستوجب عزل كل ما حصل في الساعات الأخيرة عن مسار تأليف الحكومة، التي يجب ان تشكل سريعاً، وخصوصاً أن الحكومة هي الاطار الذي يمكن ان يعود الفرقاء الى التآلف فيه".

 

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.