• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

الجيش الحر يسيطر على 60 بالمئة من حلب... فيديو

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2012-07-30
1461
الجيش الحر يسيطر على 60 بالمئة من حلب... فيديو

 قتل أكثر من مئة شخص في المعارك الضارية في مدينة حلب السورية الاثنين ، فيما أعلن النظام تطهير حي صلاح الدين في حلب من "فلول المجموعات الإرهابية المسلحة".

 
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حي صلاح الدين يتعرض للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي اشتبكت مع المسلحين المعارضين في أحياء صلاح الدين والإذاعة والأعظمية.
 
كما دارت اشتباكات عنيفة في محيط فرع المخابرات الجوية بحي الزهراء بمدينة حلب بين عناصر الفرع والمسلحين المعارضين.
 
ويأتي هذا بينما أعلن النظام السوري مساء الأحد تطهير حي صلاح الدين في حلب من "فلول المجموعات الإرهابية المسلحة" التي روعت المواطنين بعد إلحاق خسائر كبيرة جدا "بالإرهابيين الذي ينتمي بعضهم إلى جنسيات عربية وأجنبية".
 
وتسعى القوات المعارضة إلى السيطرة على حلب بينما تشن القوات النظامية هجوما على المدينة لطرد المسلحين منها. 
 
 
ومن جانب اخر يرفرف علم الاستقلال الذي يرفعه المعارضون المسلحون في سوريا فوق الشوارع المدمرة والسيارات المحطمة التي تنتشر في ساحات المعارك في حلب لتدل على صراع في ثاني أكبر مدن سوريا يعتقد المعارضون أنهم سيحسمونه في غضون اسابيع.
 
 
ولا يفت في عضد أولئك الشبان المسلحين بالبنادق مصير حملات بنفس الجرأة لكن السلطات سحقتها في نهاية الأمر في دمشق أو في حمص المركز الدامي للانتفاضة التي بدأت قبل 16 شهرا ضد الرئيس بشار الأسد.
 
 
وعلى متن دراجات نارية وشاحنات مكشوفة يتنقل الشبان وهم يرتدون سراويل مموهة ويحملون بنادق كلاشنيكوف في الشوارع المثخنة بآثار القصف من دبابات الجيش ليحرسوا الأرض الجديدة التي سيطروا عليها والتي تمتد من ضواحي حلب في الشمال الشرقي وتمر حول المدينة وصولا إلى الركن الجنوبي الغربي.
 
 
وقال مقاتل شاب يدعى محمد وهو يداعب باصابعه الرصاص في سترة واقية رثة "كنا نعلم دائما ان حلب ستكون مقبرة النظام. دمشق هي العاصمة لكن لدينا هنا ربع سكان البلاد وكل قوتها الاقتصادية. قوات بشار ستدفن هنا."
 
 
وتتوقع الحكومة أيضا الانتصار في معركة السيطرة على المدينة التجارية الرئيسية في سوريا. وعلى مدى ايام حشدت الحكومة قواتها من أجل هجوم كبير لم يبدأ بعد. ويقول المعارضون إن هذا يثبت ان الحكومة لا تملك القدرة على اقتحام أراضيهم.
 
 
وقد تكون الحقيقة في مكان ما في المنتصف واقرب ما تكون الى حالة غموض في المركز الاقتصادي للبلاد الذي تصيبه بالشلل نيران المدفعية وعمليات المعارضة المسلحة التي رسخت وجودها في الأزقة الضيقة والمتداعية على المشارف الفقيرة للبلدة القديمة.
 
 
واحتمى محمد ومجموعة من المقاتلين من الحر القائظ بملاذ آمن مظلم يتوارى في عمق زقاق متداع في حلب. واستغرقوا في تأمل خارطة للمدينة بسطت على الأرض حيث تتبعوا مواقع الضواحي التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.
 
 
وقال مقاتل يدعى براء "رسمنا نصف دائرة حول المدينة ويمكننا التقدم إلى الوسط. وفي الشمال تدير الجماعات الكردية ضاحيتين في شمال وسط المدينة. لا نعمل معا لكننا لا نتقاتل."
 
 
واضاف "أعتقد في الحقيقة أن لدينا فرصة للسيطرة على المدينة في غضون عشرة ايام او أكثر."
 
 
لكن على الجانب الآخر من البلدة يشير الحطام الذي يتصاعد منه الدخان في حي صلاح الدين في الجنوب إلى حقيقة مختلفة. وكانت الجثث ملقاة بالشوارع أمس الأحد بعدما قصف الجيش المقاتلين بالمدفعية وقذائف المورتر وطائرات الهليكوبتر الحربية.
 
 
وقال أحمد بينما كان يدخن سيجارة ويتناقش مع المقاتلين المصرين على أن النصر قريب "لا نعلم ما إذا كانوا سيحاولون الاجهاز على المنطقة أم أنهم يحاولون صرف انتباهنا ثم يأتون ويقصفوننا مرة اخرى هنا في شرق البلدة."
 
 
وحي صلاح الدين هو الشريان الرئيسي إلى خارج المدينة وإلى الطريق السريع المؤدي جنوبا إلى دمشق. ويبدو أن القوات الحكومية ركزت جهودها على انتزاعه من المعارضة.
 
 
وإذا لم يتمكن الجيش الذي ما زال محتفظا بتفوق عسكري هائل بطائرات الهليكوبتر والصواريخ والمدفعية والدبابات من تأمين الحي بما يكفي لنشر دبابات على الأرض فسيتعين عليه لنقل الدبابات إلى المدينة الالتفاف عبر طريق طويل والدخول من الجانب الآخر لأن المعارضين لغموا الطرق الثانوية على مشارف المدينة.
 
 
ويحاول الطرفان تجنب استخدام القوة البشرية. فالجيش يقصف من بعيد بالدبابات أو طائرات الهليكوبتر في حين يجهز المعارضون المسلحون قنابل محلية الصنع لنسف الدبابات عندما تحاول الدخول.
 
 
وعلى الجانب الشرقي من المدينة يتدفق الجرحى يوميا إلى مستشفى دار الشفاء وهو مستشفى خاص تحول إلى عيادة للمعارضة. ويقوم المسعفون الذين يفتقرون إلى التجهيزات الملائمة باخراج الشظايا من سيقان الشبان.
 
 
وقال مسعف شاب في العيادة "في بعض الأيام نستقبل 30 او 40 شخصا بخلاف الجثث."
 
 
وأضاف "قبل بضعة ايام استقبلنا 30 مصابا وربما 20 جثة لكن أغلب الجثث كان ممزقا إلى أشلاء. لا يمكننا أن نتعرف على هوياتهم."
 
 
وعبد السميع الأحمد مساعد طبي لكنه اضطر لإدارة المستشفى منذ سيطر المسلحون على المنطقة.
 
 
وقال "يرفض الأطباء المجيء. يخشون أن يعود النظام ويعتقلهم. لكن لا يمكنني ترك الناس يعانون. إن شاء الله سنواصل تضحياتنا حتى يتحقق النصر في النهاية."
 
 
وخارج المستشفى كان المقاتلون مفعمون بالثقة وهم يمشون في تبختر بالشوارع ويومئون برؤوسهم للمارة وكان بعضهم يبتسم ويلوح بيده. وكان اغلبهم يحدق في الأرض ويمر سريعا. واتيحت لقلة منهم فرصة التحدث على انفراد مع الصحفيين.
 
 
وفي الضواحي التي يسيطرون عليها كتب المعارضون بثقة كلمة "محررة" على الجدران لكن هناك بعض العلامات على القلق الذي مازال كامنا.
 
 
واستبد الغضب بأحد المقاتلين عندما شاهد صبيين يصعدان فوق دبابة مدمرة وأخذ يصيح فيهم وهو يلوح ببندقيته "يا كلاب. هل انتم جواسيس؟ ماذا تفعلون. ابتعدا عن هنا". وتراجع الصبيان ببطء.
 
 
وينظم بعض المسلحين الذين يضعون عصابات رأس إسلامية باللونين الأبيض والأسود المرور عند مفترقات الطرق التي يحرسها مسلحون برشاشات ثقيلة. وكان يرفرف فوقهم علم الاستقلال بالألوان الأخضر والأبيض والأسود ورسمت في الوسط نجوم حمراء.
 
 
وقال قائد للمعارضين يدعى خالد الشمسي وهو رجل بدين قصير يحمل بندقية كلاشنيكوف على كل كتف "الموقف عظيم حقا لأننا تمكنا في النهاية من تحرير مدينة الباب القريبة بأكملها. المقاتلون ينتقلون ونركز حاليا كل جهودنا على وسط حلب.
 
 
واضاف "التعزيزات والامدادات في الطريق إلينا من الباب ومن مناطق أخرى."
 
 
وكتيبة خطاب التي يتبعها الشمسي جزء من لواء التوحيد الذي يسيطر على شوارع تجارية كبيرة إلى الخارج مباشرة من قلعة حلب القديمة واسواقها التاريخية.
 
 
واعتقل المعارضون الذين تعهدو "بتحرير حلب" عشرات من الضباط والجنود ورجال الميليشيا الموالين للحكومة الاسبوع الماضي في محافظة ادلب ومدينة حلب.
 
 
وهتف القائد قائلا "الآن يمكن للمقاتلين أن يأتوا إلى الوسط من كل الاتجاهات. كلما زادت تعزيزات الأسد زدنا تعزيزاتنا. لن ننسحب من حلب. سنقاتل حتى آخر قطرة من دمائنا."
 
 
وهتف المقاتلون حوله "الله أكبر".
 
 
والأسواق مفتوحة وعرض الباعة الخضروات والفاكهة على طاولات خشبية تحت مظلات قرب الطريق السريع. لكن قلة من النساء المنتقبات اللاتي يرتدين المعاطف سوداء ما زلن يتسوقن خلال شهر رمضان.
 
 
ويمكن مشاهدة اغلب السكان في صفوف شراء الخبز. وتصطف حشود من الرجال والنساء لنحو ثلاث ساعات للحصول على ثلاث عبوات من الخبز المدعوم.
 
 
وقال أحد السكان بصوت مكتوم عندما كان المقاتلون الذين يرافقون صحفيي رويترز لا ينظرون "ربنا يعلم ماذا سيحدث لنا. يقولون دائما إن الوضع يتحسن وأننا في الطريق إلى النصر لكن أخشى أن تصبح الأمور أسوأ وأسوأ."
 
 
وتتوقع الحكومة فيما يبدو العودة حيث تصل إمدادات المياه والكهرباء بشكل طبيعي كما تسمح بدخول امدادات الطحين (الدقيق) من أجل صنع الخبز المدعوم إلى مناطق المعارضة المسلحة كما هو معتاد.
 
 
ويصر المقاتلون على أن لهم الحق في الثقة في تحقيق ما فشل فيه رفاقهم.
 
 
وقال مقاتل آخر يدعى براء انضم إلى المقاتلين الذين كانوا يطالعون خريطة حلب "في حمص كانت المواقع العسكرية تقسم المدينة بشدة. وفي دمشق لم يتمكن الشباب من حماية ظهورهم. كان الريف لا يزال محتلا. أما هنا .. فقد قضينا شهورا في القتال لتحرير الريف حولنا. لدينا وفرة في الدعم وطرق الامداد."
 
 
واضاف "أعترف بأنها لم تكن استراتيجية موسعة ولكن فرصة عشوائية .. أننا رأينا أننا حررنا أغلب الريف وتمكنا من تعزيز أنفسنا ربما بمثل ما يمكن أن يفعله النظام."
 
 
وحتى إذا كانت تقديرات المعارضين سليمة فإن تكلفة "التحرير" واضحة. فقد مزقت قذائف المدفعية والمورتر المباني. وانتشرت بالشوارع قطع الخرسانة وشظايا الزجاج وأكوام من القمامة.
 
 
وخرج المقاتل محمد إلى حر الصيف الشديد وقال إن الدمار ثمن عادل للحرية. وحتى إذا عادت القوات الحكومية مرة اخرى إلى المنطقة يقول المعارضون إنهم سيسعون للنصر ما داموا أحياء.
 
 
وقال محمد "يمكنهم تدمير بلدتنا .. سنواصل القتال حتى إذا سويت بالأرض بالكامل."
 
 
واضاف "ألم يدمر الألمان أجزاء من بريطانيا في الحرب العالمية الثانية؟ لكن مع ذلك انتصر البريطانيون في النهاية. وصدقني لن نتوقف ابدا."
 
 
وفي الأجواء حلقت طائرة هليكوبتر حربية فوق نقطة تفتيش للمعارضين المسلحين على بعد بضعة كيلومترات. ودارات فوق المنطقة ببطء قبل ان تطلق نيرانها.
 
 
وقال محمد "ليس بوسعنا فعل شيء ضد قوتهم الجوية. لكن رغم ذلك حتى إذا اقتحموا صلاح الدين فكل ما سيكون بوسعهم فعله هو تأمين تعزيزاتهم. لن ينتصروا. ستبدأ حرب الشوارع مجددا."
 
 
ويبدو أن السكان يستعدون لهذا الاحتمال. ويقدر المعارضون ان نحو 80 في المئة من سكان الأحياء الخارجية في شرق حلب قد فروا. ولا تزال عشرات الشاحنات المحملة بالأطفال والحشايا تمر على الطريق وهم يهتفون للمقاتلين باسم المنطقة التي سيتجهون إليها. ويرد المقاتلون عليهم بالتلويح بايديهم.
 
 
ويقول المعارضون لهم بصوت عال "الله يحميكم".
 
 
ومع حلول الليل يبدأ قصف الجيش مجددا. وتكسر نيران المدفعية صمت المساء وتقترب اصوات العاصفة التي تستجمع قواها.
 

 

 

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.