• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

الحزب الحاكم في مصر يتجه لتسمية مبارك الابن مرشحا للإنتخابات الرئاسية

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2009-08-05
1431
الحزب الحاكم في مصر يتجه لتسمية مبارك الابن مرشحا للإنتخابات الرئاسية

مرة أخرى برزت في الشارع السياسي المصري مسألة تصعيد نجل الرئيس المصري جمال مبارك إلى رأس السلطة... الحديث هذه المرة لم يأت في صورة مقال أو خبر أو تعليق، إنما جاء في صورة تسريبات توقعت تسمية مبارك الابن كمرشح للحزب الوطني ( الحاكم ) لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، والتي يقول مراقبون إن الرئيس حسني مبارك يعتزم عدم خوضها مجددًا. وفي هذا السياق كشفت دوائر سياسية في القاهرة عن استعداد المكتب السياسي للحزب الوطني ( الحاكم )في مصر لعقد اجتماع خلال الفترة المقبلة، للتداول بشأن تسمية مرشح الحزب لانتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها أواخر عام 2011 استعدادًا لطرح الاسم على الوحدات الحزبية في شتى المحافظات، وإجراء الانتخابات الداخلية وفقًا للنظام الأساسي للحزب.

 غير أن خبراء دستوريين ومحللين سياسيين تحدثت معهم (إيلاف) يؤكدون أن الرئيس مبارك ليس بوسعه تجاوز بعض الترتيبات المؤسسية ليقدم مثلاً على تعيين جمال نائباً له، ومن ثم فإن الأمر سيستدعي بعض الإجراءات، مثل تفعيل دور الحزب الوطني وإدخال إصلاحات دستورية وتشريعية تعطي صلاحيات أكبر لرئيس الحكومة ووزرائه. كما تحدثت بعض التقارير الغربية عن أن واشنطن لم تعد تمانع حالياً في تصعيد جمال مبارك، وأن الإدارة الأميركية تبنت خيارًا واقعيًا يقوم على القبول بفكرة تغيير النظام من داخله، عن طريق القوى الحداثية والإصلاحية الموجودة فيه، وذلك للحيلولة دون احتمال قفز التيار الديني الراديكالي على مقاليد الحكم في بلد بالغ الأهمية على الصعيد الإقليمي مثل مصر.
 
وعلى الرغم من الحديث عن صفقة سرية بين النظام الحاكم وجماعة "الإخوان المسلمون"، لكن الأخيرة تتبنى علانية موقفًا رافضًا لأي دور سياسي محتمل لجمال مبارك، وتسوق عدة أسباب أهمها: أن مبارك الابن "لا يعرف شيئا عن الشعب، وليس له تاريخ يتقدم به"، كما قال مهدي عاكف، مرشد عام الجماعة مضيفاً : "أن جمال يتولى أمانة لجنة السياسات التي تنتهج تزوير الانتخابات"، على حد تعبيره.
 
وبعيدًا عن مدى صحة هذه القراءات والتكهنات التي تتحدث عن دور رئاسي محتمل لمبارك الابن، فقد ظهر جلياً أن الأصوات المعارضة حتى بعض المحسوبة منها على النظام بدرجة أو أخرى، صارت تقتحم بجرأة هذه المساحة التي طالما اعتبرها الكثيرون في مصر أنها الأكثر حساسية خاصة في الظرف الراهن.
 
معضلة الخلافة
 
وفي ضوء هذه الإشارات فقد ذكرت عدة تقارير غربية أن التوجه السائد لدى أجهزتها هو أن الرئيس حسني مبارك لن ينهي ولايته على كرسي الرئاسة، بل سيسعى إلى نقل السلطة إلى ابنه جمال وفق ترتيبات وصفت بـ"الناعمة" وأنه ربما يقرر تقديم موعد الانتخابات الرئاسية في أي لحظة يراها مواتية.
 
وفي المقابل فقد تواترت التصريحات التي نفى فيها مبارك الأب والابن، وكثير من المسؤولين صحة أي سيناريو يرشح جمال مبارك لخلافة والده في رئاسة مصر، غير أنه حضوره بات واضحاً ولافتاً في العديد من الفعاليات السياسية والاقتصادية وحتى الشعبية والجماهيرية، وعلى الرغم من ذلك فقد ظهرت عدة حركات سياسية مناوئة ترفع شعارات صريحة (ضد التمديد والتوريث)، فضلاً عما تنشره صحف أحزاب المعارضة ووسائل الإعلام الخاصة في هذا السياق.
 
وعلى الرغم من أن التحرك السياسي لنجل الرئيس المصري محسوب بعناية، لكن يمكن للمراقب أن يرصد ببساطة تلك الخطوات التي يقطعها مبارك الابن وفق خطى محسوبة بدقة نحو دعم دوره السياسي "على نار هادئة"، ومن أهم ما يؤيد هذا الزعم هو تنامي دوره داخل الهيكل التنظيمي للحزب الحاكم وتنفذ مجموعته "الإصلاحية" في آلية صنع خطاب الحزب وقراره، والإشارات المتواترة عن الإصلاح والتغيير.
 
لكن تبقى الإشارة هنا إلى أن المعادلة السياسية في مصر ليست بالضرورة مطابقة لنظيرتها السورية، فهذه الأخيرة تعتمد على حسابات مختلفة، منها ما هو قبلي عشائري، ومنها ما هو طائفي حزبي، بينما الأمر في مصر يبدو خلاف ذلك كثيرًا، إذ يقترب الحال المصري من البنية المؤسساتية للدولة إلى حد كبير قياساً بالوضع السوري الذي تحكمه العشائرية.
 
ودعا جمال مبارك الذي يشغل منصب الأمين العام المساعد وأمين لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم في مصر، إلى الاهتمام بالتواصل السياسي المكثف مع الشباب وتطوير أدوات الإعلام والإتصال الحزبي، بما يساعد على توصيل رسالة الحزب إلى أكبر قطاع من الشباب والدخول معهم في حوار حر ومفتوح، مشيرًا إلى أن ذلك يمثل تحديًا مهمًّا للحزب في المرحلة المقبلة.
وقالت مصادر في الحزب الوطني (الحاكم) في مصر، إنه بعد تشكيل هيئات مكاتب الحزب في شتى المحافظات بالانتخاب، فمن المتوقع أن يجري إعداد منتدى حزبي موسع للأعضاء القدامى والجدد، وعقد اجتماعات مع الهيئات البرلمانية قبل البدء بانتخابات مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية المقبلة.
 
تأتي هذه التطورات متزامنة مع عدة مشاورات واتصالات مكثفة تجري في شتى مؤسسات الدولة، ومع عدة قوى سياسية فاعلة لبحث مستقبل مصر السياسي، في ظل تزايد احتمالات ألا يقدم الرئيس حسني مبارك على ترشيح نفسه للرئاسة مجددًا. ويخلص مراقبون في مصر إلى أن ما اصطلح على تسميته بمشروع جمال مبارك هو أكثر المشروعات السياسية المطروحة على الساحة المصرية قابلية للتحقق، بالنظر إلى أن جمال ابن مخلص للرأسمالية المصرية بحكم دراسته، ونشاطه كرجل أعمال، فهو يلخص في شخصه اتحاد بل زواج أقوى فئتين اجتماعيتين في هذا البلد.
 
 
 
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.