• المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
  • يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
  • رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

3 % من الأردنيين يؤيدون قمع الشعب السوري

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2012-09-01
1296
3 % من الأردنيين يؤيدون قمع الشعب السوري

  ظهر إستطلاع علمي نشر السبت، أن 83 % من الأردنيين يؤيدون الثورة السورية في حين أبدى 3 % فقط تأييدهم للنظام السوري وأساليبه في قمع المعارضة.

وجاء في الإستطلاع الذي أنجزه المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات على المؤشّر العربيّ للعام 2012 في الأردن خلال الفترة من 5 إلى 11 تموز 2012 أن أربعة أخماس المجتمع الأردنيّ ترى أنّه من الأفضل لسورية أن يتنحى الرئيس بشار الأسد عن السلطة، فيما أفاد 11% بعدم موافقتهم على أن الأفضل لسورية هو أن يتنحى بشار الأسد.

وتشير نتائج الاستطلاع إلى أنّ المجتمع الأردنيّ متفاعل جدًا مع تطورات الأحداث في سورية، وأنّ الأغلبية العظمى من المجتمع الأردنيّ لديها وجهات نظر واضحة وذات مغزى تجاه الأزمة السوريّة.




وتاليا كامل النتائج:




أنجز المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات استطلاع المؤشّر العربيّ للعام 2012 في الأردن خلال الفترة من 5 إلى 11 تموز/ يوليو 2012.


والمؤشّر العربيّ هو استطلاع سنويّ يقوم المركز العربيّ بتنفيذه في البلدان العربيّة؛ بهدف الوقوف على اتجاهات الرأي العامّ العربيّ نحو مجموعة من الموضوعات الاقتصاديّة؛ والاجتماعيّة؛ والسياسيّة، بما في ذلك اتجاهات الرأي العامّ نحو قضايا الديمقراطية والمشاركة السياسيّة والمدنيّة وتقييم المستجيبين لمؤسسات دولهم. 

لقد تضمّنت استمارة المؤشّر العربيّ خلال هذا العام، إضافة إلى الأسئلة السنويّة الرئيسة والأساسيّة المتكررة سنويًّا، مجموعة أسئلة تهدف إلى التعرف على اتجاهات مواطني المنطقة العربيّة نحو الأزمة في سوريةوذلك تماشيًا مع تقاليد المركز العربيّ بتضمين المؤشر مجموعة من الأسئلة التي تقيس اتجاهات الرأي العامّ في المنطقة العربيّة نحو قضايا راهنة يتفاعل معها المواطنون ويتأثرون بها. إنّ تطورات الأحداث في سورية وتداعياتها هي جزء من اهتمامات المواطنين في المنطقة العربيّة على اختلاف فئاتهم الاجتماعيّة وتوجهاتهم الفكريّة والسياسيّة (كما كانت الثورات الأخرى في المؤشر العربي في العام الماضي)، وقد شغلت حيّزًا كبيرًا من نقاشات الفضاء العام العربيّ، وقد حظيت بالاهتمام من جانب كثير من الباحثين والفاعلين العرب. إنّ أهمية الأحداث التي تجري في سورية على مستقبل سورية والمشرق العربيّ والمنطقة العربيّة، إضافة إلى هذا القدر الكبير من التفاعل مع الأزمة السوريّة حفز على إضافة عدد محدود من الأسئلة تهدف إلى التعرف على اتجاهات الرأي العامّ نحو الأزمة السوريّة. ويقدّم هذا التقرير النتائج الرئيسة لاتجاهات الرأي العامّ الأردنيّ نحو الأزمة السوريّة. وينقسم هذا التقرير إلى ثلاثة أقسام هي: 

• التأييد أو المعارضة لتنحي بشار الأسد عن السلطة في سورية.

• آراء المواطنين نحو الحل الأمثل للأزمة السوريّة. 

• توصيف الرأي العامّ الأردنيّ لما يجري في سورية. 

نُفِّذ هذا الاستطلاع ميدانيًّا خلال الفترة من 5 إلى 11 تموز/ يوليو 2012 على عيّنة ممثلة للمجتمع الأردنيّ مجموعها 1883 فردًا، وذلك باستخدام العيّنة العنقوديّة الطبقيّة مُتعدّدة المراحل المُنتظمة والموزونة ذاتيًّا المُتناسبة مع الحجم؛ وقد أُخِذ بعين الاعتبار التوزيع الجندريّ، ومتغير الحضر والريف، وكذا التقسيمات الإداريّة الرئيسة في الأردن؛ وقد صمّمت العينة بحيث يمكن تحليل النتائج على أساس المحافظات الأردنيّة وبحيث يكون لكلّ فرد في المجتمع احتمال متساو في الظهور وبهامش خطأ ±2.5%؛ ونُفِّذ الاستطلاع من خلال إجراء مقابلات وجاهيّة مع 1883 مُستجيبًا موزعين على محافظات الأردن



أولا: التأييد أو المعارضة لتنحي الرئيس السوريّ بشار الأسد

مترافقًا مع اندلاع التظاهرات في سورية في آذار/ مارس 2011، انطلق نقاش في سورية وفي المنطقة العربيّة بشأن تنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة كأحد السيناريوهات الممكنة لحل الأزمة السوريّة والانتقال بسورية إلى عملية سياسيّة جديدة. وفي هذا الاطار فقد سُئل الأردنيّون إذا ما كانوا يؤيدون أو يعارضون عبارة "من الأفضل لسورية اليوم أن يتنحى الرئيس الأسد عن السلطة". ولقد أظهرت النتائج أنّ أكثريّة مستجيبي الرأي العامّ تؤيّد تنحي بشار الأسد عن السلطة في سورية، وبنسبة 79% من المستجيبين كافة، فيما عارض ما نسبته 11% من المستجيبين تنحي الرئيس الأسد عن السلطة، وأفاد 9% بأنّ لا رأي لهم في هذا الشأن، فيما رفض 1% من المستجيبين الإجابة عن هذا السؤال. ومن المهم الإشارة الى أنّ السؤال عن تنحي الرئيس الأسد لم يأت مستقلًا، بل في سياق السؤال عن السيناريو الأفضل لسورية، بمعنى أنّ بعض المستجيبين الذيم يعارضون تنحي الرئيس الأسد ونظامه لا يعارضون التنحي تأييدًا للرئيس الأسد ونظامه، إنما خوفًا من أنّ هذا التنحي قد يُدخل سورية في مرحلة لا تُعرف عواقبها.

شكل (1) المؤيدون والمعارضون لتنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة


إن تحليل اتجاهات الرأي العامّ الأردنيّ بحسب محافظات المستجيبين والمتغيرات الديمغرافيّة يعكس أن لا فروق جوهريّة في اتجاهات الأردنيّين نحو تنحي الرئيس الأسد بين محافظة وأخرى؛ فأكثريّة المستجيبين في كل محافظة من المحافظات الأردنيّة أيدت تنحي الرئيس الأسد. إلاّ أنّ المستجيبين في بعض المحافظات قد أيّدوا تنحي الأسد بنسب أعلى من المعدل العام في الأردن مثل: الطفيلة (85%)، وعجلون (83%)، وجرش (82%). وعلى الرغم من أنّ أقل نسبة تأييد لتنحي الأسد عن السلطة تتركز في محافظتي المفرق (70%) والبلقاء (72%)، إلّا أنّ أكثريّة المستجيبين في تلك المحافظات تؤيد تنحي الأسد بنسب قريبة جدًا من مستوى التأييد العام في الأردن. كما أنّ انخفاض نسبة التأييد لتنحي الأسد في محافظتي المفرق والبلقاء لا يترجم إلى ارتفاع نوعيّ في نسبة المعارضين لتنحي الأسد؛ إذ إنّ نسبة المعارضين لتنحي الأسد في البلقاء والمفرق كانت 16% و13% على التوالي، وإنما ظهر ذلك في ارتفاع نسبة الذين "لم يبدوا رأيًا"، وفي المحصلة النهائيّة فإن الفروقات في نسب التأييد لتنحي الأسد أو المعارضة لتنحيه بين المحافظات ليست فروقًا جوهريّة من الناحية الإحصائيّة عن المعدل العام في الأردن. أمّا نسبة المعارضة الأعلى لتنحي الأسد فقد كانت في الكرك وبنسبة 19% مقابل تأييد 74% من مستجيبي محافظة الكرك لتنحي الأسد. 



كما أنّ تأييد الأردنيّين أو معارضتهم لتنحي الأسد لا يكاد يختلف بين المستجيبين بحسب تقسيماتهم الجندريّة (ذكورًا وإناثًا)؛ فقد أيّد 79% من المستجيبين الذكور، وبنسبة متطابقة أيّدت المستجيبات الإناث، عبارة "من الأفضل لسورية أن يتنحى الأسد"، كما أنّ التأييد لتنحي الأسد بين المستجيبين بحسب فئاتهم التعليميّة يكاد يكون متطابقًا. وكذلك فإن توزيع المستجيبين المؤيدين والمعارضين لتنحي الرئيس الأسد بحسب الفئات العمريّة يكاد يكون متطابقًا على الرغم من أنّ المعارضة لتنحي الأسد بين الفئة العمريّة ( 35-44) هي الأعلى مقارنة مع الفئات العمريّة الأخرى، إلّا أنّ هذا الفرق لا يعدّ فرقًا جوهريًّا من الناحية الإحصائيّة ،ويبقى في إطار النسبة العامةفي الأردن. وتجدر الإشارة إلى أنّ التأييد لتنحي الرئيس الأسد في الفئة العمريّة (18-24) هو الأعلى مقارنة بالفئات العمريّة الأخرى.


ثانيًا: آراء المواطنين الأردنيّين عن الحل الأمثل للأزمة السوريّة 

من أجل تعميق الإدراك لاتجاهات الرأي العامّ الأردنيّ نحو الأوضاع في سورية ومواقفها من الأزمة السوريّة، فقد جرى طرح سؤال مفتوح (من دون خيارات مسبقة) على المستجيبين وهو "برأيك، ما هو الحل الأمثل لإنهاء الأزمة السوريّة؟" وذلك للتعرف على آرائهم الخاصة في كيفية حل الأزمة السورية، ويمكن تصنيف الإجابات التي أوردها المستجيبون، وكان عددها 1882 إجابة، في ثلاثة اتجاهات عامّة: الأول؛ هو الاتجاه الذي يرى أنّ الحل للأزمة السوريّة يكمن في التغيير السياسيّ للنظام السوريّ، أمّا الثاني؛ فيرى أنّ الحل للأزمة السوريّة يكمن في القضاء على الثورة، أمّا الثالث؛ فهو الذي يطالب النظام السوريّ بإجراء إصلاحات سياسيّة جدّية وحوار مع الشعب السوريّ والمعارضة.



الاتجاه الأول؛ هو الذي يُمثّل أكثريّة الرأي العامّ الأردنيّ، وبنسبة تتجاوز 82% من المستجيبين، ويؤكد هذا الاتجاه على أنّ حل الأزمة السوريّة يكون من خلال تغييرات سياسيّة جذريّة في النظام الحاكم عبر تأكيد المستجيبين لاعتقادهم بأنّ الحل للأزمة السوريّة هو بتنحي الرئيس السوريّ بشار الأسد عن السلطة (66% من مجمل المستجيبين)، فيما عبّر 7% من المستجيبين عن تصورهم بأنّ الحل الأمثل للأزمة السوريّة هو إسقاط نظام بشار الأسد، بأيّ طريقة كانت. فيما لم يكتف 4% من المستجيبين باقتراح عزل الرئيس فحسب، بل أصروا على أن تجري محاكمته لمحاسبته على ما أقدم عليه أثناء حكمه أو خلال تعامله مع الثورة.

كما يتضمن هذا الاتجاه الذي يدعو إلى تغيير في النظام السياسيّ لحل الأزمة السوريّة إلى تدخل خارجيّ تقوم به الدول العربيّة في سورية لمساندة الشعب السوريّ لإنهاء الأزمة، وبنسبة 3% من المستجيبين، ومن المهم الإشارة إلى أنّ 0.4% دعوا إلى تدخل القوى الدوليّة الكبرى لمساندة الشعب السوريّ لإنهاء الأزمة. وبالمحصلة فإنّ أصحاب هذا الاتجاه من الرأي العامّ الأردنيّ هم أيضًا يؤيدون الثورة السوريّة ويعبرون عن معارضتهم للنظام السوريّ الحاكم.

أمّا الاتجاه الثاني؛ فهو الذي يرى أنّ الحل للأزمة يتحقق من خلال القضاء على الثورة ويمثل هذا الاتجاه ما نسبته 3% من الرأي العامّ الأردنيّ، وقد تضمنت إجابات هذا الجزء من الرأي العامّ الأردنيّ آراء مثل القضاء على الثورة والقوى المعارضة، والمجموعات المسلحة (2% من مجموع المستجيبين). كما يتضمن هذا الاتجاه الذي يرى أنّ الحل للأزمة السوريّة يكون بالقضاء على الثورة إجابات تطالب بوقف التدخل الإقليميّ والدوليّ (تدخل دول الخليج أو تركيا أو أميركا أو دول عربيّة مجاورة) بنسبة 1% من المستجيبين إذ إنّ هذا التدخل يساند ويدعم معارضي النظام السوريّ بحسب آراء هذا الرأي. ويمثل أصحاب هذا الاتجاه (أي 3% من المستجيبين) نسبة المؤيدين من المجتمع الأردنيّ للنظام السوريّ الحاكم والمعادين للثورة السوريّة، وهي نسبة ضئيلة ليست ذات دلالة إحصائيّة خاصة أنّها تبقى على حدود هامش الخطأ.


أمّا الاتجاه الثالث؛ هو الاتجاه الذي يرى أصحابه أنّ حل الأزمة السوريّة يبدأ من قيام النظام بإصلاحات سياسيّة جذريّة ومباشرة حوار مع الشعب السوريّ والمعارضة، ويُمثِّل أصحاب هذا الاتجاه نحو 5% من الرأي العامّ الأردنيّ. وتضمنت إجابات هذا الاتجاه أنّ على النظام السوريّ إجراء إصلاحات سياسيّة تضمن مشاركة الجميع في الحكم وأجراء انتخابات حرة ونزيهة لا يُستثنى أحد فيها وحوار جديّ يقوم به النظام السياسيّ مع قوى المعارضة، كما تضمن هذا الاتجاه إجابات تشير إلى أنه يجب على النظام الحاكم القيام بإصلاحات سياسيّة جدّية بما في ذلك محاسبة المسؤولين عمّا جرى خلال فترة الأزمة وتقديمهم للمحاكمة. كما تضمنت آراء مستجيبين طالبوا بعدم التدخل الخارجيّ (الغرب، روسيا، تركيا، إيران) لمساندة أيّ من طرفي الأزمة (النظام والمعارضة)، وبذلك فإنّ أصحاب هذا الاتجاه هم من المؤيدين لعملية سياسيّة إصلاحيّة جدّية يكون النظام الحاكم جزء منها بشرط إجراء إصلاحات جدّية. ويشار هنا إلى أنّ نحو 10% من مكونات الرأي العامّ الأردنيّ لم يقدموا آراءً ومقترحات بشأن الحل الأمثل للأزمة السوريّة.



إنّ الاتجاهات الثلاثة التي برزت من تحليل إجاباتالرأي العامّ الأردنيّ عن سؤال الحل الأمثل للأزمة السوريّة تكاد تكون متطابقةعند تحليل النتائج على مستوى المحافظات، إذ إنّ ما يزيد عن ثلاثة أرباع المستجيبين في كل محافظة من المحافظات ترى أنّ الحل الأمثل لإنهاء الأزمة في سورية يتلخص في تغيير النظام السوريّ من تنحي بشار الأسد عن السلطة أو إسقاط نظامه أومحاكمته أو الاستجابة لمطالب الشعب السوريّ أو أنّ تتدخل الدول العربيّةلمساندة الشعب السوريّ وإنهاء الأزمة هناك. فيما تركز المستجيبون الذينأفادوا بأنّ الحل الأمثل للأزمة هو القضاء على الثورة أو وقف التدخلالخارجيّ في بعض المحافظات على وجه الخصوص مثل البلقاء (9%)، والكرك (5%) وعمان (3%)،فيما لم يورد أي من مستجيبي محافظات مأدبا والمفرق وجرش وعجلون ومعانإجابات تنم عن أنّ رأيهم لحل الأزمة السوريّة يتمثل في القضاء على الثورة.ولا تظهر النتائج اختلافات بين المستجيبين بحسب جنسهم (ذكور وإناث) أومستوياتهم التعليميّة أو فئاتهم العمريّة في كيفية توصيفهم للأزمةالسوريّة.

ثالثًا: توصيف الرأي العامّ الأردنيّ لما يجري في سورية

على مدار أكثر من سبعة عشر شهرًا والمنطقة العربيّة تشهد نقاشًا تناول كثيرًا من محطات تطور الأوضاع في سورية. وفي حين تركّز الخطاب الرسميّ السوريّ منذ اندلاع التظاهرات والاحتجاجات السلميّة في تفسير ما يجري في إطار مواجهات مع مسلحين ومجموعات متطرفة تستهدف النظام السوريّ تنفيذًا لمؤامرة إقليميّة – دوليّة. بموازاة الخطاب الرسميّ السوريّ، فإنّ النقاش الذي شهدته سورية والمنطقة العربيّة، ولا تزال تشهده إلى الآن، يعبّر عن وجهات نظر أخرى تفيد بأنّ ما جرى في سورية هو ثورة سلميّة ضد النظام. وتطورت وجهات النظر هذه مع تطورات الأحداث لتشير إلى أنّ ما يجري في سورية هو ثورة سلميّة تطورت إلى ثورة مسلحة في إطار الدفاع عن النفس إزاء تعاطي النظام العنيف معها، بل وتطورت بعض وجهات النظر هذه لتؤكد على أنّ ما يجري في سورية خاصة في ضوء وقوف المجتمع الدوليّ موقف المشاهد من دوامة العنف ضد الشعب السوريّ، هو دلالة عن وجود مؤامرة ضد سورية والشعب السوريّ بهدف تفكيكه وتحطيمه لمصلحة قوى إقليميّة في المنطقة مثل إسرائيل.

لقد عرض هذا الاستطلاع على المستجيبين عبارتين، الأولى: "إنّ ما يجري في سورية اليوم هو ثورة شعب ضد النظام"، والثانية: "إنّ ما يجري في سورية اليوم هو مؤامرة خارجيّة على سورية"، وطُلِبَ من المستجيبين اختيار العبارة الأقرب لوجهة نظرهم لتوصيف مجريات الأحداث في سورية. وأبرزت نتائج الاستطلاع أنّ 57% من الرأي العامّ الأردنيّ يرى أنّ عبارة "إنّ ما يجري في سورية اليوم هو ثورة شعب ضد النظام" هي الأقرب لوجهة نظرهم، فيما عبّر 35% من المستجيبين عن تأييدهم عبارة "إنّ ما يجري في سورية هو مؤامرة خارجيّة على سورية" كونها الأقرب لتوصيفهم ما يجري في سورية. 



وتعكس هذه النتائج أنه على الرغم من أنّ أكثريّة الأردنيّين تصف ما يجري في سورية على أنه ثورة ضد النظام، فإنّ هنالك تيارًا يمثل أكثر من ثلث الرأي العامّ يعتقد أنّ ما يجري هو مؤامرة على سورية، في حين أنّ 8% أفادوا بأنهم لا يستطيعون أن يحددوا موقفًا لتوصيف ما يجري في سورية. ولم تتضمن الأسئلة المخصصة للوقوف على اتجاهات الرأي العامّ الأردنيّ أسئلة لتوضيح أسباب اختيار المستجيبين لإحدى العبارتين، إلا أنّ تحليل مواقف المستجيبين إزاء هاتين العبارتين بالتقاطع مع آرائهم بشأن الحل الأمثل للأزمة السوريّة يظهر بوضوح أنّ من يرى أنّ هنالك مؤامرة خارجيّة على سورية ليس بالضرورة مؤيدًا لنظام الحاكم في سورية، أو أنّه مقتنع بالخطاب الرسميّ السوريّ.







إذ إنّ ثلاثة أرباع (75%) المستجيبين الذين يرون أنّ ما يجري في سورية هو مؤامرة خارجيّة قد أفادوا بأنّ حل الأزمة السوريّة يكون من خلال تغيير النظام السياسيّ، أي بتنحي بشار الأسد، أو إسقاطه، أو تقديمه للمحاكمة، أو دعم الشعب السوريّ وتحقيق مطالبه؛ وهو ما يعني أنّ ما يقصدونه هو مؤامرة خارجيّة داعمة للنظام ضد الشعب. في المقابل، فإنّ نسبة الذين أفادوا بضرورة القضاء على الثورة أو عدم التدخل الخارجيّ كحلول للأزمة السوريّة من كافة المستجيبين الذين أفادوا بأنّ "ما يجري في سورية هو مؤامرة على سورية"، كانت 5%. بمعنى آخر، فإنّ الـ 5% من المستجيبين الذين يعتقدون أنّ ما يجري هو مؤامرة على سورية (أي 3% من كافة المستجيبين)، هم الذين يؤيدون النظام السوريّ ويرددون خطابه الرسميّ في توصيفه للأزمة. وهي أيضًا نسبة الذين يؤيدون القضاء على الثورة السوريّة. 

وقال 10% من الذين يرون أنّ ما يجري في سورية مؤامرة إنّ الحل للأزمة يكون بإجراء إصلاحات سياسيّة جدّية ومبادرة النظام للحوار مع معارضيه، إضافة إلى تقديم المسؤولين الحكوميين الذي يتحملون مسؤولية ما يجري في سورية للمحاكمة.

إنّ النتائج تظهر بوضوح بأنّ هنالك نحو 3% من الرأي العامّ الأردنيّ يوافق على أنّ هنالك مؤامرة خارجيّة على سورية وأنّ الحل للأزمة يكون بالقضاء على الثورة. في حين أنّ هنالك شبه إجماع (75% من الذين أفادوا بأنّ هنالك مؤامرة على سورية) تؤيد تغيير النظام السياسيّ؛ مما يعني إما أنّها تعتقد أنّ النظام الحاكم هو جزء من المؤامرة على سورية، أو أنها ملتزمة بتأييد تغيير النظام الحاكم حتى بوجود مؤامرة خارجيّة على سورية.




• إن الغالبية العظمى من الأردنيّين منحازة إلى أنّ حل الأزمة السوريّة يكمن في تغيير سياسيّ جوهريّ لنظام الحكم القائم والاستجابة لمطالب الشعب السوريّ؛ وتعكس النتائج أنّ هنالك شبه إجماع لتأييد الثورة السوريّة (82%)، فيما يعبر نحو 3% من الرأي العامّ الأردنيّ عن تأييده للنظام السوريّ وأدواته وأساليبه في التعامل مع الثورة السوريّة والقوى المعارضة للنظام. وهي نسبة ضئيلة ليست ذات دلالة إحصائيّة.

• إن أربعة أخماس المجتمع الأردنيّ ترى أنّه من الأفضل لسورية أن يتنحى الرئيس بشار الأسد عن السلطة، فيما أفاد 11% بعدم موافقتهم على أن الأفضل لسورية هو أن يتنحى بشار الأسد، غير أنّه مما لا شك فيه بناءً على التأييد العام لتغيير النظام كحل أمثل للأزمة السوريّة أنّ جزءًا من الذين لا يرون أن تنحي بشار الأسد هو الأفضل لسورية لا ينطلقون من موقف مؤيدٍ له، بل ينطلقون من قلقهم من أن التنحي قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة وتكون سورية هي الخاسر الأكبر في ذلك.

• أكثرية الأردنيّين (57%) تصف الأزمة السوريّة على أنها ثورة ضد النظام الحاكم، فيما يرى 35% من الرأي العامّ الأردنيّ بأنّ هنالك مؤامرة على سورية. إلا أنّ أكثرية المستجيبين (ثلاثة أرباعهم) الذين يصفون ما يجري في سورية بأنّه مؤامرة على سورية يؤيدون تغيير النظام الحاكم في سورية، وهو ما يعكس أنّ الرأي العامّ الأردنيّ يرى أنّ سلوك النظام الحاكم حاليًا هو جزء من هذه المؤامرة على سورية.

• تشير نتائج الاستطلاع إلى أنّ المجتمع الأردنيّ متفاعل جدًا مع تطورات الأحداث في سورية، وأنّ الأغلبية العظمى من المجتمع الأردنيّ لديها وجهات نظر واضحة وذات مغزى تجاه الأزمة السوريّة. إن ما تعكسه آراء الأردنيّين نحو توصيف الأزمة السوريّة والحلول الممكنة لها يدلّ على أنّ المجتمع الأردنيّ لا يتعاطى مع تطورات الأحداث السوريّة من منطلق متابعة قضية خارجيّة، بل يتفاعل مع الأحداث في سورية من منطلق التعامل مع قضية داخليّة أردنيّة. ولا يمثل هذا مفاجأة آخذين في عين الاعتبار أنّ البلدين ينتميان إلى الإقليم نفسه (المشرق العربيّ، بلاد الشام) ويحكمهما الجوار الجغرافيّ، إضافة إلى عمق الروابط والعلاقات التي تربط بين المجتمعين الأردنيّ والسوريّ، إضافة إلى الاعتمادية المتبادلة العالية بين مواطني البلدين ومما لا شك فيه أنّ عملية لجوء المواطنين السوريّين بأعداد ضخمة إلى الأردن على مدار أكثر من عام وتفاعل الأردنيّين معها تساهم في هذا الاهتمام الشعبيّ العامّ.

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.