- المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
مناكفات وتجاذبات داخل أجنحة الحكم .. وثلاث حكومات ظل في الأردن
تسلل بوضوح قرار رفع أسعار المحروقات في الأردن من المنطقة الهشة التي تشكلت في الواقع الموضوعي لمستويات القرار منذ عدة أسابيع بعدما برزت تحالفات وإصطفافات والأهم أنقسامات داخل مؤسسة القرار.
القرار أعاد خلط الأرواق تماما وأظهر بوضوح بأن مؤسسة صناعة السياسة في عمان ليست موحدة فقد برزت مؤشرات قوية وصلبة في الاونة الأخيرة على وجود ثلاث حكومات في البلاد علقت بينهما مؤسسة رابعة تلعب دور شبه حكومة وراء الكواليس هي الهيئة المستقلة لإدارة الإنتخابات بقيادة الدبلوماسي المخضرم عبد الإله الخطيب.
بوضوح شديد لم يعد سرا في أوساط وصالونات عمان بأن حكومات الظل التي وصفها وزير الإعلام الأسبق راكان المجالي عندما تحدث للقدس العربي بـ'قوى عابرة للحكومات' ليس فقط لا زالت قائمة لكنها إختلفت والأهم تجاذبت والأخطر ظهر تجاذبها علنا ورصده كل مراقب وخبير، الأمر الذي سمح عمليا بتسلل قرار غامض وغريب بتوقيت حساس للغاية تحت عنوان رفع أسعار المحروقات.
وليس سرا إطلاقا أن إصطفافات نخب الحكم خلال الشهرين الماضيين كان كالتالي: رئيس الوزراء فايز الطراونة إلى جانب رئيس الأركان الجنرال مشعل الزبن الذي أصبح عضوا فاعلا بالمطبخ السياسي ومدير الأمن العام الجنرال حسين المجالي ومعهم جميعا جنرال لعبة التشريع رئيس مجلس النواب عبد الكريم الدغمي.
هذا الفريق القوي في مؤسسة الحكم في إتجاه يطل عليه مجرد إطلاله بين الحين والأخر رئيس الديوان الملكي الجنرال رياض أبو كركي الذي يشتكي من التهميش وإبعاده عن جدول أعمال مؤسسة القصر في الملفات والقضايا المهمة.
بالمقابل تقف قلعة نخبوية أخرى تملك تأثيرا قويا في مسارات الأحداث يجلس فيها الجنرال فيصل الشوبكي مدير المخابرات العامة الصلب الذي نجح تكتيكا في إستراتيجية إحتواء الحراك الشعبي المعارض قبل أن تتدخل مؤسسة الحكومة وتفسد عمله ميدانيا وتنعش الحراك بل وتقدم له خدمات جليلة على حد تعبير القيادي الأبرز في الحراكات زكي بني إرشيد.
الكيمياء كانت فعالة جدا بين المربع الأمني وبين مكتب الملك الذي يقوده الدكتور عماد الفاخوري.
يعمل الفاخوري في الواقع مع فريق شاب بدأ يطل ببطء وحذر على مشهد القرار ويؤثر ويضع بصماته في مساحة خاصة خلف الأضواء يمكن أن يرصد فيها منسق الشؤون السياسية في مؤسسة الديوان الملكي منار الدباس إلى جانب رجل الظل الوزير بلا وزارة في نفس المؤسسة عبدلله وريكات مع 'نجم طازج' هو الباحث الشاب الدكتور فارس بريزات.
هذا الوضع خلق زحاما مألوفا في منطقة القرار والتأثير والإجتهاد فحصل ما حصل بالعادة على شكل تنافس وأحيانا خلاف في وجهات نظر أو حتى نزاع.
وفي الوسطين الإعلاميين والسياسي ثمة من يصر على أن بعض الإجتهادات الغريبة مؤخرا تعود في جذرها لتقرير إستراتيجي تقدم به المستشار الشاب في الديوان الملكي فارس بريزات في وقت سابق لإنضمامه للفريق.
وهو تقرير لم تتوفر معطياته لكن ما يردده سياسيون مطلعون أن فكرته الأساسية كانت بأن موجة الربيع تلاشت في الأردن والحراك إنتهى من شهر أيار الماضي وأن بإمكان الدولة التصرف كما تشاء بعد سقوط الإعتبار الربيعي والحراكي في دائرة الفشل. ولان جميع هذه الخلايا والشخصيات تريد أن تعمل وتتقرب من صانع القرار وتظهر في ظل عملية صناعة القرار برزت التلميحات الأولى على عملية التجاذب فتغيب قليلا العمل الجماعي وحصلت إصطفافات سلبية في توقيت حساس وتقاطعت الإجتهادات.
برز ذلك على خلفية أكثر من إجتهاد وقضية سواء عندما تعلق الأمر بقانون المطبوعات المعدل الذي يستهدف 'إخضاع' الصحافة الإلكترونية أو بقانون الإنتخاب وإجراءات التسجيل أو حتى بمظاهر الإنفلات الأمني وتحديدا بعد ما وصف بعملية الكمالية المتعلقة بعصابة مسلحة بكثافة هاجمتها قوات الأمن العام والدرك.
اليوم تسرب من بطن هذا التقاطع والتزاحم قرار رفع أسعار المحروقات الذي إتخذه الطرونة بوضوح بعد سلسلة تعيينات غريبة في المناصب العليا هدفت 'لترضية' بعض الحلفاء من عليه القوم.
وهو قرار تقول كل المؤشرات بأن المؤسسة الأمنية الخبيرة في الميدان لا يمكنها أن توافق عليه لإنها على رأي أحد نشطاء الفيس بوك تعرف أكثر وقبل بقية المؤسسات الوضع المعيشي في الميدان للشعب.
بالمقابل تخرج من الفريق الليبرالي المفترض العامل مع الدكتور الفاخوري تلميحات ورسائل تحاول تبديد صورة رسمتها الحكومة عن دعم وتشجيع القصر الملكي حصريا لقانون المطبوعات المعدل الذي يقلص حريات الصحافة في الوقت الذي تحتفظ فيه المؤسسة الأمنية أيضا بملاحظاتها على هذا القانون وعلى غيره من إتجاهات الحكومة وتعيينات وقرارات رئيسها الغريبة.
لان الوضع داخل مؤسسة القرار بهذه الخلفية تسلل قرار رفع أسعار المحروقات لكي يخلط الأوراق مجددا بشكل يوحي بان كل الإحتمالات باتت واردة فحكومة الطراونه دخلت فورا بمزاج الرحيل الدراماتيكي وبدأت تعد الأيام.
وتنافسات الجنرالات وبعض رجال الحكم المغلفة بخلافات يشتم الأخرين رائحتها لم يعد من الممكن إخفائها والمستفيد الأبرز اليوم في الشارع سيناريو 'الحكومة الأمنية' أولا والشيح زكي بني إرشيد ورفاقه في الأخوان المسلمين ثانيا.
القدس العربي
