الأميركية تحذر رعاياها في الأردن وغزوة السفارات تجتاح عدد من العواصم العربية

 :تتواصل الاحتجاجات على الصعيد العربي والإسلامي، تنديداً بالإساءة إلى نبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وسلم)، والتي أدت أمس إلى مقتل السفير الأمريكي في ليبيا، ما أشعل حالة من التوتر السياسي على الصعيد الدولي.

الاردن:

حذرت السفارة الأميركية في عمّان، رعاياها المتواجدين على أراضي المملكة، من احتجاجات متوقعة على الفيلم المسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وقالت السفارة في بيان الخميس على موقعها الإلكتروني، إن هنالك معلومات عن نية البعض الخروج في مظاهرات بالعاصمة عمّان وعدد من المناطق الأردنية – الجمعة على أبعد تقدير-، وأنه لا توجد تفاصيل إضافية من قبل السلطات المحلية ولكن كإجراء وقائي تم زيادة الإجراءات الأمنية حول المرافق الأميركية.

وأضافت السفارة "ننصح الرعايا الأميركيين بتجنب المناطق التي من المتوقع أن تخرج فيها التظاهرات".

وقال بيان السفارة إن هذه"الإحتجاجات ستكون سلمية إلا أنها يمكن أن تتطور لأحداث عنف".

وطالب البيان من الأميركيين "الحذر الشديد ومتابعة وسائل الإعلام المحلية في الأردن".

مصر:

ومع فجر اليوم، أقبل عدد من المتظاهرين إلى محيط السفارة الأمريكية في القاهرة، ما أدى إلى وقوع اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين، بعدما رشق المئات قوات الشرطة بالحجارة والزجاجات الحارقة، ما أسفر عن إصابة 13 شخصا، فيما اعتقل 12 شخصا من المتظاهرين.

ووزع خلال التظاهرة بيان عن مكتب الصدر، طالب فيه "الحكومة العراقية باستدعاء السفير الاميركي ببغداد ومناقشة ماحصل معه" في اشارة للفيلم و"عدم استقبال الضيوف او اي زائر اميركي في العراق".

اليمن:

يأتي ذلك، فيما خرجت المظاهرات المنددة بالإساءة للرسول (صلى الله عليه وسلم) في اليمن، حيث قاموا باقتحام السفارة الأميركية في صنعاء، وفقاً لقناة "العربية".

 تونس:

حاول المئات من السلفيين والمنقبات مساء الأربعاء اقتحام مقر سفارة الولايات المتحدة الأميركية بتونس الواقعة بمنطقة البحيرة الراقية في الضاحية الشمالية لتونس العاصمة وذلك احتجاجا على عرض فيلم قالوا إنه مسيء للرسول محمد وللإسلام .

 وتقدم المئات من السلفيين نحو الباب الرئيسي لمقر السفارة بعد أن أحرقوا العلم الأميركي محاولين اختراق الحواجز الأمنية التي كانت تطوق السفارة لكن قوات الأمن تصدت لهم بقوة واستخدمت القنابل المسيلة للدموع والهراوات لتفريقهم.

 وأشتبك السلفيون مع قوات الأمن برشقهم بالحجارة مما أدى إلى إصابة عدد من أعوان الأمن بجروح متفاوتة وتهشيم بلور عدد من سيارات الشرطة وسيارات المارة وأدت الاشتباكات إلى شل حركة المرور بالطريق المؤدية إلى ضاحية المرسى شمال تونس العاصمة.

 وامتدت الاشتباكات بين السلفيين وقوات الأمن إلى الأحياء المجاورة حيث لاحق أعوان الأمن المحتجين في شوارع وأنهج حي العوينة القريب من منطقة البحيرة.

 وكان المئات من السلفيين تجمعوا منذ الصباح أمام مقر السفارة الأميركية إثر بث دعوات على شبكة التواصل الاجتماعي لتنفيذ وقفة احتجاجية أمام مقر السفارة على الفيلم المسيء للنبي محمد" و"لنصرة الإسلام".

 وقال ملتح شارك في الاحتجاج لإذاعة "شمس أف أم" إن الفيلم الذي يحمل عنوان "محمد نبي الإسلام"، " يعبر عن حقد دفين يكنه اليهود وكل أعداء الإسلام للرسول صلى الله عليه وسلم".

 وأضاف "لقد شاهدت مقطع من الفيلم تم تسريبه على شبكات التواصل الاجتماعي وشعرت بالإهانة وبمدى كراهية أميركا للإسلام وللمسلمين".

 وكتبت منقبة اسمها سلمى الخريجي في صفحتها على "فيسبوك" إن "الإسلام يتعرض اليوم إلى هجمة شرسة من قبل أعدائه خاصة بعد أن منّ علينا الله بصعود الإسلاميين إلى السلطة في تونس ومصر وليبيا، ويعد مقطع الفيلم حول الرسول صلى الله عليه وسلم الذي شاهدته على شبكات التواصل الاجتماعي انتهاكا لمقدساتنا الإسلامية التي يجب أن ندافع عليها بكل ما أوتينا من جهد وبكل الوسائل بما في ذلك السلاح".

 وهتف السلفيون "خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سيعود" و"موتوا بغيضكم" و"لبيك يا لله".

 ورفعوا راياتهم السوداء التي كتب عليها "لا إله إلا الله محمد رسول الله".

 وأعرب رئيس "الجمعية التونسية للتوعية والإصلاح" السلفية، عادل العلمي عن غضبه من "الاعتداءات المتكررة على شخص الرسول وعلى مقدسات المسلمين" معتبرا أن التطاول على الرسول والمقدسات أمر "لا بد أن ترفضه كل الحكومات العربية التي يجب أن تقف وقفة حازمة إزاء الانتهاكات المستمرة للدين الإسلامي".

 وعززت السلطات التونسية الحراسة الأمنية المشددة بطبعها لمقر السفارة ويقوم أعوان الأمن بتفتيش السيارات المارة قرب السفارة والشوارع القريبة.

 يشار إلى أنه بحسب ما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، فان الفيلم من إنتاج وإخراج الأميركي "سام باسيل" الذي قال انه جمع خمسة ملايين دولار من مائة مانح يهودي دون تحديد هويتهم.

 وحصل الفيلم حسب ذات الصحيفة على دعم القس الأميركي "تيري جونز" الذي كان قد أثار ضجة كبرى اثر حرقه لنسخ من القران الكريم.

 ومن تداعيات عرض مقتطفات من هذا الفيلم الذي خلف موجة من المظاهرات الاحتجاجية الساخطة خاصة بكل من مصر وليبيا ولبنان، مقتل السفير الأميركي لدى ليبيا بمدينة بنغازي (شرق ليبيا) وثلاثة من موظفي السفارة في هجوم صاروخي استهدف سيارة السفير.

أوباما يتصل بمصر وليبيا: نرفض الإساءة للإسلام:

دبلوماسياً، اتصل الرئيس الاميركي باراك أوباما هاتفيا بقادة ليبيا ومصر لبحث تعاونهما في المجال الامني إثر الهجوم على القنصلية الاميركية ببنغازي وتظاهرات امام السفارة الاميركية في القاهرة، مشدداً في اتصال مع الرئيس المصري محمد مرسي على رفضه محاولات تشويه الاسلام.

 وطلب أوباما من ليبيا التعاون مع السلطات الاميركية لتوقيف الذين يقفون وراء الهجوم على القنصلية الاميركية الذي قتل فيه السفير وثلاثة اميركيين اخرين.