قريع اصيب بحالة من الصدمة جراء سقوطه

 وحسب المصادر فان عباس استغرب فشل مفوض عام حركة فتح احمد قريع في الانتخابات، مشيرا الى ان هذا هو رأي اعضاء المؤتمر.

ولمحت المصادر بأن هناك ارتياحا في الأوساط المقربة من عباس لخروج قريع من اللجنة المركزية.

 

وعلمت "القدس العربي" من مصادر مقربة من قريع بان الاخير سيدرس اعتزال الحياة السياسية الفلسطينية، وذلك قبل ان يبدأ اعضاء في اللجنة المركزية الجديدة بالمطالبة باعادة هيكلة بناء الحركة مما يستدعي ترك قريع منصب مفوض عام الحركة في الضفة الغربية.

 

ووفق مصادر مقربة من قريع فانه اصيب بحالة من الصدمة جراء سقوطه في حين ذكر اعضاء في المؤتمر بان سقوط قريع كان حتميا خصوصا وانه كان يتعامل مع عناصر الحركة خلال السنوات الماضية بـ "فوقية".

واشارت المصادر بأن عضو اللجنة المركزية الجديدة محمد المدني الذي كان يعمل في مكتب التعبئة والتنظيم تحت رئاسة قريع كان سببا في سقوط الاخير.

 

وكشفت النتائج شبه الرسمية لانتخابات اللجنة المركزية لحركة فتح عن دخول 14 وجها جديدا وبقاء 4 في مواقعهم، فيما غاب العنصر النسوي.

وحسب النتائج فاز من الحرس القديم محمد غنيم (أبو ماهر) مفوض عام التعبئة والتنظيم في حركة فتح (الداخل والخارج) بـ1338 صوتا وسليم الزعنون (ابو الاديب) رئيس المجلس الوطني الفلسطيني بـ 920 صوتا ونبيل شعث ممثل الرئيس الفلسطيني في القاهرة بـ 645 صوتا وعباس زكي ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان بـ 641 صوتا.

 

وفي الوقت الذي أثار سقوط قريع وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح الطيب عبد الرحيم حالة من الاستغراب في اوساط الحركة اثار دخول الوجوه القيادية شبه الشابة حالة من الارتياح حيث فاز في عضوية اللجنة الجديدة محمود العالول عضو المجلس التشريعي ومحافظ نابلس سابقا بـ1112 صوتا الامر الذي ادى لاطلاق اسم "الصاروخ" عليه في اوساط حركة فتح، وذلك اضافة لفوز الأسير مروان البرغوثي عضو المجلس التشريعي وأمين سر حركة فتح في الضفة الغربية بـ1063 صوتا، وناصر القدوة رئيس مؤسسة ياسر عرفات ووزير الخارجية الأسبق بـ964، وتوفيق الطيراوي رئيس الكلية الأمنية في أريحا ورئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية سابقا بـ 903 صوتا، واللواء جبريل الرجوب رئيس اتحاد الكرة الفلسطيني ورئيس جهاز الأمن الوقائي السابق في الضفة الغربية بـ 908 أصوات .

 

كما فاز الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير بـ 863 صوتا، واللواء عثمان أبو غربية مفوض عام التوجيه السياسي والوطني سابقا ورئيس المؤتمر السادس لحركة فتح بـ 854 صوتا، ومحمد دحلان عضو المجلس التشريعي وزير الامن الداخلي سابقا بـ 853 صوتا ومحمد المدني نائب مفوض التعبئة والتنظيم في حركة فتح بالفضة الغربية بـ 841 صوتا، واللواء سلطان أبو العينين أمين سر فتح في لبنان بـ 677 صوتا، والدكتور جمال محيسن محافظ نابلس بـ 733 صوتا، وحسين الشيخ وزير الشؤون المدنية الفلسطينية وأمين سر مرجعية فتح في الضفة الغربية بـ 726 صوتا، وعزام الاحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية بـ 690 صوتا والدكتور محمد اشتيه وزير الاسكان والاشغال العامة بـ638 صوتا.

 

ويتضح من نتائج الانتخابات للجنة المركزية غياب تمثيل النساء والمسيحيين في تشكيل اللجنة الجديدة الامر الذي سيعوض من خلال التعيين.

وعلمت "القدس العربي" بأن الـ 4 اعضاء الذين سيتم تعيينهم سيكون بينهم أمرأة من اجل تمثيل المرأة الفلسطينية في اللجنة المركزية اضافة لمسيحي وواحد من قطاع غزة اضافة الى واحد من الخارج.

وينص النظام الداخلي لفتح على انتخاب 18 عضوا وتعيين 4 من قبل اللجنة اضافة لعباس الذي انتخبه المؤتمر العام كقائد عام للحركة بحيث تتكون اللجنة من 23 عضوا.

 

وسيقوم عباس بصفته قائدا عاما لحركة فتح بتعيين أربعة أعضاء في اللجنة.

ومن جهته اوضح الدكتور نبيل شعث الذي فاز في عضوية اللجنة الجديدة بان هناك اولويات تنتظر اللجنة الجديدة اولها اعادة بناء الحركة واستعادة الوحدة الوطنية للوصول لتحرير الوطن واقامة الدولة الفلسطينية.

وشدد شعث للاذاعة الفلسطينية على ان أول مهام اللجنة المركزية المنتخبة اعادة بناء الحركة وتصويب مسارها وإعادة توحيد أطرها لاستنهاض دورها واستعادة موقعها في قيادة الشعب الفلسطيني.

 

واشار شعث الى ان اللجنة المركزية الجديدة ستذهب للحوار مع حركة حماس ضمن الحوار الوطني لانهاء الانقسام الداخلي.

وتوقع شعث تحقيق الانسجام بين أعضاء اللجنة الجديدة، مشيراً إلى الدور المهم الذي سيلعبه عباس في قيادة اللجنة الجديدة، منوها الى أن جميع أعضاء المركزية الجدد "متمرسون" في العمل السياسي والنضالي وهم جميعهم من الصف القيادي الثاني لفتح وأعضاء في المجلس الثوري وقادرون على قيادة الحركة لتحقيق أهدافها.

 

وشكلت نتائج انتخابات اللجنة المركزية مفاجأة لدى الكثير من اعضاء المؤتمر العام لفتح حيث فشل العديد من السفراء الفلسطينيين في الفوز في حين استعجلوا العودة لسفاراتهم بعد فشلهم في الانتخابات.

ومن السفراء الفلسطينيين الذين ترشحوا لعضوية المركزية السفير الفلسطيني في القاهرة نبيل عمرو الذي غادر الى المانيا للعلاج في حين لم يحالف النجاح سفير فلسطين في الجزائر محمد الحوراني.

 

واغلق معظم مرشحي اللجنة المركزية الفائزين هواتفهم منذ صباح الثلاثاء وخلدوا للنوم بعد ايام من السهر في حين شرع الذين لم يحالفهم الحظ بايجاد مبررات لسقوطهم مشككين في نزاهة الانتخابات، في حين قالت مصادر من داخل الحركة بأن هناك طعونا قدمت الى لجنة الانتخابات حول نتائج الانتخابات وبعض التجاوزات التي حدثت في عملية الفرز.

 

وتنافس 65 مرشحا بينهم ست نساء على مقاعد اللجنة المركزية بينما خاض 616 عضوا بينهم 50 امرأة الانتخابات على 80 مقعدا في المجلس الثوري الذي يعتبر الاطار القيادي الثاني في الحركة.

 

وبدأ المؤتمر الذي يشارك فيه 2355 مندوبا في بيت لحم يوم قبل الثلاثاء الماضي ليكون الاول الذي تنظمه فتح منذ 20 عاما، كما أنه الأول الذي تعقده الحركة على أرض فلسطين منذ تأسيسها قبل 44 عاما.

 

ومن جهته قال عضو اللجنة المركزية المنتخب جبريل الرجوب "اليوم فتح موحدة وقوية ونتوجه للشعب الفلسطيني والعالم برؤيا سياسية حددها المؤتمر سنعمل على اساسها". واعتبر ان "نتائج الانتخابات هي انقلاب على القيادة القديمة التي احتكرت حركة فتح عشرين عاما".

 

اما عضو اللجنة المركزية المنتخب محمد دحلان فقال للصحافيين "امامنا من الآن مهام كثيرة اهمها تحديد العلاقة مع حركة حماس".

 

ومن جهته قال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الثلاثاء: "إن التغيير الذي أحرزته حركة فتح في انتخابات اللجنة المركزية سيأخذ الحركة نحو إعادة بناء المؤسسة الأمنية والاتجاه نحو مبدأ المحاسبة والمكاشفة وتغييب المصالح الشخصية".

 

وأكد عريقات الذي فاز بأحد مقاعد اللجنة المركزية لحركة فتح في تصريحات صحافية أن مقدار النجاح الذي حققته حركته مقرون بما سيتحقق على الأرض من انجازات.

 

و ابرز الذين خرجوا من انتخابات المركزية هم: الطيب عبد الرحيم وعبد الله الافرنجي وحكم بلعاوي وانتصار الوزير ونصر يوسف واحمد قريع فيما لم يترشح هاني الحسن وصخر حبش وزكريا الاغا وفاروق القدومي ومحمد جهاد.