- المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
الاخوان يدفعون إلى الصدام بين أبناء الوطن بأسلحة الفتاوى والتحريض
تكشف معلومات حول مسيرة «الزحف المقدس» التي تنوي الحركة الاسلامية تنظيمها في الخامس من الشهر المقبل، تساؤلات، تحتم على الحركة اجابة الاردنيين عليها، بدءاً من اختيار الاسم مرورا بتجهيز كوادر طبية وبفتاوى قيادات تحرض باسم الدين على ضرورة المشاركة.
ليس إلا، فالمعلومات ذاتها تشير الى ان اسلحة بيضاء ستكون بحوزة مشاركين، وهذا مرتبط ايضا بإختيار موقع المسيرة، التي تحاكي مثالين احدهما لحزب الله في لبنان والاخر للحركة الاسلامية في مصر.
عملية التحشيد لاي مسيرة او اعتصام، يجب ان يسند الى مبررات موضوعية ومشروعة ووطنية، لضمان مشاركة اوسع تعبر عن اهمية الهدف الذي من أجله جاءت الدعوة الى هذا النشاط، إلا أن الحركة الاسلامية في محاولة منها لايجاد حالة «صورية ووهمية» تحاكي الواقع المثالي، لجأت الى اختيار موقع ممكن ان يعكس صوريا هذا المشهد.
فالدعوة الى هذه المسيرة، بحسب المعلومات، هو الخروج من جميع الطرق والشوراع الفرعية في وسط البلد والتجمع عند المسجد الحسيني، وهي محاولة من الحركة الاسلامية لتصوير وجود حشود من الناحية الاعلامية، بحكم ان هذه الطرق والشوارع الفرعية على الدوام وخصوصا ايام الجمعة والعطل تشهد ازدحاما.
مثل هذا الاختيار للموقع، هي محاولة للحركة الاسلامية لتجاوز فشلهم في التحشيد للمسيرة، حيث اعلنت في وقت سابق عن مشاركة الالاف فيها، فخروج العشرات من اعضاء الحركة في كل شارع من تلك الشوراع والطرقات الفرعية، وبحكم الازدحام، سيّصور ان حجم المشاركة كبير.
وللتدليل على موضوعية مثل هذا التحليل والربط، التغييرات المتكررة لموعد المسيرة، الذي تم تعديله أكثر من مرة، بدون مبرر منطقي، والذي لا يمكن تفسيره إلا بإدراك الحركة الاسلامية بأن حجم المشاركة سيكشف واقع الحال بالنسبة لحجم المؤيدين لهم، خصوصا في ظل سياسة التفرد في اتخاذ القرارات واقصاء الاخر من باقي التيارات السياسية والحزبية عن المشاركة في اتخاذ القرارات.
ويعزز هذا الربط ايضا، الفتاوى الداخلية، التي تطلقها قيادات في الحركة الاسلامية لإعضاءها ، بان من يتأخر عن المشاركة في المسيرة يعتبر « اثم ومقصر بحق دينه وجماعته»، كما تاتي الفتاوى، لتكشف عن موقف لاعضاء في الحركة مغاير لموقف القيادات المتشددة فيها، كما انها تؤكد على حالة التفرد وفرض ما تريده الحركة على الاخر.
حالة التفرد والاقصاء، التي تمارسها الحركة الاسلامية بحق التيارات والاحزاب المعارضة الاخرى، تدلل على أن هنالك اجندة واهداف غير معلنة ومختلفة عن الشعارات المعلنة لها، والتي تحاول استغلال مناداة الجميع بضرورة المضي قدما في عملية الاصلاح ومحاربة الفساد بدوافع وطنية، كما يمكن العودة في التحليل الى اختيار شعار المسيرة وترتيباتها، التي تحاكي مسيرة حزب الله واخوان مصر في وقت سابق.وبحكم أن التعبير عن الراي حق يكفله الدستور للجميع وفق الضوابط القانونية المنسجمة مع احكام الدستور، فإن المعلومات تشير الى وجود تحركات واسعة من قبل عشائر اردنية وتيارات سياسية، لتنظيم مسيرة يشارك فيها أكثر من مائة وخمسين الف مواطن للتأكيد على ضرورة المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، بإعتبار ان دور مجلس النواب المقبلن سيكون مهما في تدعيم مسيرة الاصلاح.
هذه الحالة ( وجود المسيرتين) قد تفرض سيناريو حدوث بعض المشادات بين مشاركين من كل طرف، والتي من الممكن ان تتطور الى ما هو ابعد من التعبير عن الرأي، والى ما هو بغير المصلحة الوطنية، التي ابرز مكوناتها تعزيز وتقوية النسيج الوطني، لا العمل على تقويضه.
وقد يتجاوز التحليل من حالة «التوقع» الى حالة «الترتيب والتفكير المسبق» من قبل الحركة الاسلامية في وقوع مصادمات، بحسب المعطيات التي تستنتج من المعلومات التي تشير الى وجود ترتيبات اخوانية تتعلق بتوفير كوادر طبية ستكون متواجدة بالقرب من المنطقة، وكذلك تسرب معلومات عن اسلحة بيضاء ستكون بحوزة البعض منهم.
مراهنة الحركة الاسلامية، على سياسة الاستقواء وفرض الاراء، لجلب المكاسب السياسية لها، باتت مكشوفة، تعبر عنها مواقفها السياسية السلبية ازاء قضايا وطنية منها، رفضها في عهد الحكومة السابقة المشاركة في تلك الحكومة، وبعد إقرار قانون الانتخاب وبدء التسجيل لها اعلنت الحركة الاسلامية «المقاطعة» للانتخابات تسجيلا وترشيحا، بحكم رفضها للقانون، الذي يعول الجميع بانه سيكون المدخل الى فرز مجلس نيابي قادر على تحقيق مزيد الاصلاح.
مواقف الحركة الاسلامية السلبية إزاء كثير من القضايا الوطنية، ومواقفها التصعيدية وحالة التفرد في القرارات والمواقف وحالة الاقصاء المزاجية للتيارات السياسية والحزبية المعارضة في احيانا كثيرة، تكشف عن إصرار الحركة الاسلامية على «تقييف» الامور وفق مصالحها فقط، تحت شعارات اصلاحية.
