تحدى باراك اوباما المنطق بفوزه الثلاثاء في الانتخابات الرئاسية الاميركية بالرغم من وضع اقتصادي قاتم، لكن الحملة التي قام بها منذ اشهر مع فريق يتميز بفاعليته اتت ثمارها.
وفي ما يلي بعض النقاط الرئيسية التي سمحت لاوباما بالفوز بولاية ثانية على رأس الولايات المتحدة:
+ ازمة اقتصادية تم التصدي لها
بالرغم من ضعف النمو وارتفاع معدل البطالة لم يكن الاقتصاد في حالة متردية يمكن ان تتسبب بخسارة اوباما الذي يبدو انه كوفىء في نهاية المطاف لتصديه لاسوأ ازمة شهدتها الولايات المتحدة منذ ثلاثينات القرن الماضي.
فعندما دخل البيت الابيض في كانون الثاني/يناير 2009 كانت البلاد تفقد 700 الف وظيفة كل شهر. واذا كان الاميركيون لا يزالون غير راضين على صحة اقتصادهم فان استطلاعات الرأي لدى الخروج من صناديق الاقتراع حملت مسؤولية الوضع على ما يبدو للرئيس السابق جورج بوش والسيد الحالي للبيت الابيض على حد سواء.
وقد واجه اوباما خلال اشهر معدلات بطالة كارثية تكشف الصعوبات التي تقف امام نهوض الاقتصاد. لكن في الاشهر الاخيرة تراجع هذا الرقم الاساسي الى ما دون العتبة النفسية 8%.
وثقة الاسر تحسنت وبدأ بعض التفاؤل يعود الى الاسواق فيما بدأت اسعار العقارات تتناقص ببطء بالرغم من استمرار ازمة حجز الملكيات.
وتمكن اوباما ايضا من الاعتماد على دعم الرئيس الاسبق بيل كلينتون الذي طوى الصفحة بعد هزيمة زوجته هيلاري كلينتون امام باراك اوباما في الانتخابات التمهيدية الديموقراطية في 2008.
ودعم بيل كلينتون كان مهما لا سيما مع ارتباط اسمه في اذهان الاميركية بفترة ازدهار كبير. وغالبا ما دافع عن باراك اوباما افضل من الرئيس نفسه.
وهما الديمقراطيان الوحيدان اللذان انتخبا مرتين لمنصب رئيس الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية.
+ تشويه صورة رومني
وقد راهن فريق الحملة الديمقراطية بعد نجاح ميت رومني في الانتخابات التمهيدية الجمهورية على جعل صورته سلبية. فوصفت حملات الاعلانات الدعائية والخطابية العنيفة ميت رومني بانه من كواسر المال يشتري ويبيع شركات لمنفعته الشخصية على حساب اصحاب الاجور الاميركيين الذين يرمي بهم في احضان البطالة.
ودفاع ميت رومني عن ماضيه كرجل اعمال وارتكاب اخطاء عدة متلاحقة لم تسو الامور بالنسبة له. وهكذا فان السوء قد وقع حتى قبل ادائه الرائع اثناء المناظرة الرئاسية الاولى في الثالث من تشرين الاول/اكتوبر الماضي.
+ تصفية بن لادن
عملية الكومندوس التي ادت الى مقتل اسامة بن لادن في ايار/مايو 2011 ليست العامل الوحيد وراء فوز اوباما. لكنها دعمت صورة اوباما كقائد اعلى شديد البأس، وعطلت في الوقت نفسه هجمات الجمهوريين الذين يتهمون الديمقراطيين بالتراخي في ما يتعلق بمسائل الامن القومي.
فالهيبة التي كسبها اوباما بعد تلك العملية في باكستان ومن "حرب الطائرات بدون طيار" التي تشن على ابرز المتهمين بالارهاب، سمحت للرئيس المنتهية ولايته بتسجيل نقاط هامة وكسب بعض الاهمية قبل الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي بليبيا الذي كلفه كثيرا.
+ ماكينة اوباما
للمرة الثانية اكتشف فريق حملة اوباما طريقة كسب اقتراع رئاسي. في 2008 توصل انصاره بقيادة ديفيد بلوف الى هزم كلينتون في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية.
وهذه المرة توصلوا الى غايتهم بالرغم من وضع الاقتصاد السيء ومعارضة شرسة من الجمهوريين.
في تشرين الاول/اكتوبر 2011 شدد معاونو باراك اوباما امام الصحافيين المتحفظين على ان اوباما سيفوز في هذه الانتخابات الجديدة بالرغم من نكسة قبل بضعة اشهر اثناء انتخابات منتصف الولاية للكونغرس.
والاستراتيجية تقوم على التركيز على ابراز اوباما كمدافع عن الطبقة الوسطى واظهار خصمه كرجل اعمال ثري مترفع عن واقع الاميركيين.
وعول الفريق الديمقراطي على غرار العام 2008، على اصوات الشبان والناخبين من اصول اميركية اللاتينية والسود وعلى الناخبين من اصحاب الشهادات العليا في الطبقة الوسطى البيضاء. اما الجمهوريون فلم يأبهوا لذلك وكانوا مخطئين.
وافادت استطلاعات الرأي لدى الخروج من صناديق الاقتراع ان 93% من السود صوتوا لاوباما، وكذلك 69% من ذوي الاصول الاميركية اللاتينية. وقد حد الرئيس اوباما ايضا من الاضرار في الفئات الاخرى.
واخيرا حقق كما كان متوقعا نجاحا كبيرا لدى النساء غير المتأهلات اللواتي صوتن له بنسبة 68%.