كشف تورط رئيسين سابقين لـ"موساد" في اكبر سرقة متجر للمجوهرات وسط لندن

 وبعد شيوع اخبار العملية التي هزت الاوساط اللندنية، شرعت الصحافة المحلية في الاشارة الى خيوط لها علاقة ما مع جهات خارجية، ورد فيها اسماء لاسرائيليين ذوي مكانة مرموقة في الوسط الاسرائيلي.

 

وتقول صحيفة "معاريف" ان الحارسين اللذين كانا يحرسان المكان وقت حصول عملية السطو هما من رجال الامن الاسرائيلي ويعملان في خدمة شركة حراسة ذات سمعة عالمية تديرها مجموعة اسرائيلية تدعى Universal Security Group (USG)، ولم يمض على تكليفها بحراسة المتجر سوى عامين فقط.

 

وكشفت الصحيفة ان الشركة مسجلة في بريطانيا ومن بين اعضاء مجلس ادارتها، حتى فترة قصيرة جدا، الرئيس السابق لـ"موساد" ناحوم ادموني ورئيس الاستخبارات الاسرائيلية السابق اوري سغي اللذين تركا مناصبهم قبل اقل من شهرين فقط. اضافة الى احد اصحاب الاسهم في الشركة وهو قريب رئيس الحكومة الاسرائيلية الحالي بنيامين نتنياهو ومندوبه الخاص للعلاقات مع الولايات المتحدة الاميركية المحامي يتساق مالكو.

 

وكان متجر "غراف" للمجوهرات الراقية تعرض للسرقة في العام 2003 عندما قامت عصابة من اوروبا الشرقية بنهب مجوهرات قدرت اثمانها بـ 23 مليون جنيه استرليني ولم يكن المتجر في ذلك الوقت تحت حراسة شركة USG وكانت هذه اكبرسرقة في وقتها.

 

وبدت عملية السطو الاخيرة وكأنها مشهد من افلام هوليوود الاميركية، وكانت مخططة بشكل ذكي ودقيق، واستعملت فيها مجموعة من السيارات السريعة والفاخرة ومسدسات حقيقية واقنعة بلاسيكية لتغيير ملامح الوجه وملابس فاخرة.

 

واعلنت شرطة سكوتلانديارد عن جائزة قيمتها مليون جنيه استرليني لمن يقدم اي معلومات او ارشادات تسهل من القبض على الجناة.

 

وجرت الواقعة خلال النهار، عندما دخل رجلان مسلحان يرتديان ملابس فاخرة الى متجر "غراف" للمجوهرات في شارع بوند الشهير وسط لندن الذي يعد احد اهم شوارع بيع المجوهرات في العالم. وخلال اقل من اربع دقائق استطاع السارقان من اتمام مهمتهما والخروج من المتجر وبحوزتهما مجموعة كبيرة من المجوهرات المرصعة بالالماس والحجار الكريمة والتي تصل قيمتها الى ما يزيد عن 40 مليون جنيه استرليني (ما يعادل 56 مليون دولار).

 

وبدأ السارقان مشوارهما في صالون تجميل شهير في حي "كوفنت غاردن" حيث طلبا ترتيب اقنعة خاصة بمناسبة ظهورهم في تسجيل "كليب" من اغاني "البوب" وتبدو فيها اعمارهما اكبر بكثير من اعمارهما الحقيقية.

 

وانطلت الحيلة على فنان التجميل الذي قال اثناء التحقيق معه: "انهما خرجا من الصالون بشكل مختلف تماما وان امهاتهما ما كانتا لتتعرفا عليهما وهما بهذا الشكل".

 

وتقول الصحيفة الاسرائيلية ان العملية جرت في وضح النهار وقبل فترة قصيرة من الاغلاق، وان السارقين دخلا باقنعتهما ولم يثيرا انتباه رجلا الامن الاسرائيليين، واطلقا بعيد دخولهما المتجر عدة عيارات نارية للترهيب قبل ان يطلبا من الموظفات تحضير مجوهرات محددة وحسب رغبتهما، وبعد ذلك ارغما احدى الموظفات على مرافقتهما كرهينة قبل ان يتركاها في زقاق حيث كانت سيارة فاخرة في انتظارهما.

 

وذكرت الصحيفة ان الحارس الاسرائيلي حاول ملاحقتهما، لكنه عاد ادراجه بعد ان اطلق احد السارقين اعيرة نارية تحذيرية في اتجاهه. واشارت الصحيفة الى ان الحارسين الاسرائيليين لم يكونا مزودين بالسلاح، وذلك بسبب القانون البريطاني الذي لا يسمح للاجانب بحمل الاسلحة على الاراضي البريطانية. القدس المقدسية