• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

اتصالات رسمية مع انشقاق محتمل عن الأخوان المسلمين

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2012-12-27
1876
اتصالات رسمية مع انشقاق محتمل عن الأخوان المسلمين

 الإتصالات 'الرسمية' التي تجري مع جناح يلوح بالإنشقاق عن الأخوان المسلمين في الأردن لا تعكس قرارا مركزيا على المستوى السياسي والأمني والبيروقراطي يتضمن الإستثمار سياسيا وإنتهازيا بإنشقاق محتمل هدفه إضعاف التنظيم الأقوى في الساحة المحلية.

لكنها إتصالات تعكس إتجاها مرسوما لإنهاك وإضعاف الجناح الأقوى في الجماعة لصالح ما يمكن وصفه بخارطة طريق جديدة تتشكل في عقل الدولة هدفها العبور بالإنتخابات البرلمانية المقبلة بأقل الخسائر الممكنة مع دفع مربع القرار النافذ في الأخوان المسلمين لقبول 'صفقة' محتملة ووشيكة بدأت تفكر بها حكومة الرئيس عبدلله النسور.
بدأت قصة هذا الترتيب الملتبس مع نخبة من قيادات جناح الإعتدال في التيار الأخواني عندما فرض الجناح النافذ بقيادة الشيخ زكي بني إرشيد داخل مؤسسات الأخوان الشورية إتجاها يسمح - لأول مرة - بإستخدام ورقة الثقل الفلسطيني في مظاهرة حاشدة في الشارع الأردني تحت عنوان المطالبة بالإصلاح السياسي بتجمع مثير للجدل حمل إسم 'إنقاذ الوطن'.
لاحقا ووسط العديد من التفاصيل والتعقيدات تطور الأمر لبروز ما يسمى بإجتماع ووثيقة 'زمزم' نسبة إلى فندق صغير في العاصمة عمان شهد إجتماعا مثيرا لبعض قادة الأخوان المسلمين مع عشرات من الشخصيات المستقلة مع وضع وثيقة أدبيات خارج مؤسسات الشرعية الأخوانية.
ورغم أن تقارير الإعلام المحلي خصوصا الرسمي ألمحت لبدايات إنشقاق في مؤسسات الأخوان إلا ان الطرفين لم يطلقا على ما حصل ولا زال يحصل إسما يتضمن التلويح بالإنشقاق.
هنا حصريا سمعت 'القدس العربي' احد قادة وثيقة زمزم الدكتور نبيل الكوفحي يصف الإجتماع بأنه ليس تمهيدا لأي إنشقاق كما سمعت لاحقا الشيخ زكي بني إرشيد الرجل الثاني في التنظيم والهدف المقترح أصلا مع مجموعته لإجتماع زمزم بتجنب وصف ما حصل بانه محاولة للإنشقاق متحدثا عن عزل الوثيقة عن السياق الأخواني بعدما وصفها بعض قادة الجماعة بأنها وثيقة نصف إنقلابية.
داخل مؤسسات القرار يميل بعض المسؤولين للنقاش فيما بينهم حول حكمة وضرورة وإنتاجية وتداعيات 'رعاية أو دعم' او حتى السكوت عن إنشقاق محتمل داخل التنظيم الأخواني الذي إنتقده العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني شخصيا عدة مرات.
حصل ذلك في إجتماعات مغلقة سرب المشاركون بها بعض التفاصيل قصدا على أمل بناء فكرة تبدو خيالية ووهمية على حد تعبير الكاتب السياسي ياسر أبو هلاله لتحالف مفترض بين النظام واليسار على أنقاض إهتزاز العلاقة بين مؤسسات النظام والأخوان المسلمين.
تمكن المراقبون من رصد عدة مظاهر لرغبة بعض نشطاء ورموز اليسار في إستثمار أزمة واضحة المعالم عشية الإنتخابات بين مؤسسة الحكم والجماعة الأخوانية أبرزها تمثل في إستضافة وزير التنمية السياسية اليساري البارز بسام حدادين لرموز وثيقة زمزم في ورشة عمل متخصصة بالبحر الميت إستعرضت آفاق تشكيل حكومة برلمانية في البلاد. وأبرزها أيضا تمثل في دعوة عضو البرلمان اليسارية عبله أبو علبة في إجتماع مغلق لتفح صفحة تحالفية جديدة بين مؤسسة النظام واليسار قبل أن يظهر بعض نشطاء اليسار إستعدادهم السريع والخاطف لتغيير لهجتهم المناكفة والمعارضة بلهجة تظهر سعيا محموما للجلوس على كراسي النظام وفي أحضانه كما ظهر في بعض الإجتماعات.
داخل مجلس وزراء حكومة الرئيس عبدلله النسور يتحفظ بعض الوزراء المخضرمين على الإيقاع الإنقلابي على الأخوان المسلمين الذي يعززه زميلهم النشط بسام حدادين وهؤلاء الذين إستمعت 'القدس العربي' لبعضهم يحذرون بشدة من كلفة عالية لأي عبث محتمل في 'تركيبة' البيت الأخواني.
بالمقابل تبدو لهجة الرئيس النسور 'ميالة' للتعامل مع سيناريوهات متجولة في أروقة بعض المؤسسات تحتمل الضغط على الأخوان المسلمين وإخضاعهم عبر إقرار مشاريع تفترض بأن الخطوة التالية ينبغي أن تركز على البقاء على 'إتصال' قدر الأمكان مع منشقين محتملين عن التنظيم الأخواني. بالنسبة للأوساط المقربة من النسور لا تملك البلاد خصوصا من زاوية وضعها المالي ترف أي إستسلام من أي نوع لأجندة الأخوان المسلمين خصوصا عشية الإنتخابات المنتظرة.
لذلك تبدو هذه الأوساط مقتنعة بأن الأحوال والمعطيات في المنطقة تغيرت تماما وبشكل من المرجح أن يؤثر على الوضع الداخلي عندما يتعلق الأمر بقراءة تداعيات الربيع العربي التي قفزت بالأخوان المسلمين لأعلى قمم القرار في الدول التي سقطت أنظمتها.
اليوم داخل مؤسسات القرار الأمريكية ثمة من يتحدث عن خطر زمن الأخوان 'المسلمين' وداخل إسرائيل ثمة من يقرع طبول الحرب بسبب تصدر الأخوان المسلمين للمشهد في مصر وداخل مجموعة ومنظومة دول الخليج ثمة من يخصص مئات الملايين من الدولارات إما لدعم السلفيين أو لمنع حكم 'الأخوان' من الإستقرار في مصر وتونس.
هذه معطيات جديدة على مؤسسة الحكم الأردنية التي لا تسعى للدخول في مجازفات خصوصا وان النسخة المحلية من الأخوان المسلمين لا ترسل ما يكفي من رسائل النوايا الطيبة عندما تشترط تعديلات دستورية يمكنها المساس بصلاحيات القصر الملكي.
لذلك يبدو سياسيا محنكا يعرف الأخوان المسلمين جيدا من طراز عبد الله النسور مستعدا للقبول بفكرة أن الأخوان يمكنهم أن يشكلوا 'خطرا' مستقبلا وبالتالي الإنفتاح على محاولات إضعافهم أو إخضاعهم.
كما يبدو أن بعض الأطراف في مؤسسة القرار تبدو مستعدة للمجازفة ليس فقط بالتحدث أو البقاء على إتصال وتواصل مع المجموعة التي 'تشاغب' على الشيخ بني إرشيد ورفاقه ولكن أيضا المجازفة بدعم إنشقاق محتمل.
وهذا الدعم الذي يشتم رائحته كثيرون في أوساط السياسية يفتتح إحتمالات لتجربة غير 'مسبوقة' في الأردن تنطوي على مجازفة قد لا تحمد عقباها كما يؤكد لـ'القدس العربي' مباشرة وزير بارز في حكومة النسور.
القدس العربي

 

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.