• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

بشار الأسد يتجاهل الرد أو التعليق على رسائل ناعمة وصلته من عمان !

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2012-12-29
2172
بشار الأسد يتجاهل الرد أو التعليق على رسائل ناعمة وصلته من عمان !

 :إمتناع الرئيس السوري بشار الأسد عن إستقبال عدة رسائل ناعمة وصلته عبر الأبواب الخلفية من قبل عمان يؤشر بوضوح على ملامح الأزمة الساكنة بين الجانبين بعدما أصبحت العلاقة الرسمية بين عمان ودمشق معقدة للغاية ومفتوحة على كل الإحتمالات.

هدف الرسائل في القراءة الأردنية كان من البداية إبلاغ الأسد بأن عمان حتى وهي تستقبل اللاجئين والمعارضين والمنشقين ليست في الخندق المعادي لنظامه ولا تنوي الإنخراط في أي مجهود عملياتي يرفع شعار إسقاط النظام في دولة سورية المجاورة.
لذلك إجتهدت عمان وعدة مرات بالتحرش إتصاليا بالقصر الجمهوري السوري وتوجيه رسائل تتراوح ما بين 'النصيحة' أحيانا والإصرارعلى تقديم شروحات وتفصيلات احيانا اخرى.
لكن ما يفاجىء مستويات القرار الأردنية عدم صدور أي رد فعل على الرسائل التي وصلت لطاقم الرئيس بشار.
الجانب المرسل له لم يعلق ولم يتفاعل ولم يتجاوب لا سلبا ولا إيجابيا وإمتنع بوضوح عن التعليق محتفظا بتلك المساحة الغامضة في العلاقة مع جاره الأردني على أمل دعم عمان حتى تبقى في أسوأ الأحوال في موقفها الحالي.
مسؤول أردني رفيع المستوى كشف  النقاب عن نوعين من الرسائل أوصلتهما عمان للرئيس بشار الأسد الأول من وراء الكواليس ولم يحقق نتائجه المرجوة حيث لم يعلق الطرف الأخر إطلاقا.
والثاني عبارة عن رسائل علنية في الساحة الأردنية تحاول لفت نظر دمشق إلى سياسات متوازنة قدر الإمكان تتخذها عمان فالمسيرات التي تهتف بإسقاط بشار الأسد في قلب العاصمة عمان كل يوم جمعة في ضاحية عبدون مقابل مقر سفارة دمشق يقابلها 'حماية أمنية' مكثفة لمقر السفارة والسماح لأنصار بشار بالتجمع والهتاف.
قبل يومين فقط تدخلت قوات الدرك الأردنية بالقوة لمنع متظاهرين يقودهم رئيس مجلس شورى جبهة العمل الإسلامي الشيخ على أبو السكر من التقدم نحو السفارة السورية ومنذ أشهر وأسابيع تسمح السلطات الأردنية بتشكيل لجان تناصر الثورة السورية وأخرى تناصر النظام السوري.
حتى السفير السوري في عمان الجنرال بهجت سليمان يبلغ عاصمته بأن حركته حرة تماما في الساحة الأردنية وأنه لا يتعرض لمضايقات في الوقت الذي خفت فيه حدة إستقبال اللاجئين وتواصلت فيه عمليات إستقبال البضاعة السورية وحركة النقل الحدودية كما يؤكد عضو البرلمان الأردني الأسبق صلاح الزعبي الذي يعتبر من أنشط الشخصيات شمالي الأردن في التعاطي مع منتجات الأزمة السورية.
اللوبي المناهض لأي تدخل عسكري أو إستخباري أردني في الميدان السوري لا زال قويا في مؤسسة الحكم الأردنية والسياسة المعتمدة وفقا لوزير الإتصال سميح المعايطة وبعده رئيس الوزراء عبد الله النسور لا زالت عدم التدخل في شؤون سورية الداخلية.
وما يرشح بوضوح عن المستوى العسكري الأردني يشير إلى أن الحالة الوحيدة التي سيتدخل فيها الأردن عسكريا ستكون حماية الحدود الأردنية إذا ما قرر الرئيس بشار المجازفة بترانسفير جماعي للفلسطينيين وطردهم عبر الأردن.
الأهم أن احد الضمانات الباطنية التي تقدمها المؤسسة الأردنية للرئيس السوري حتى تقنعه بأنها ليست بصدد المشاركة في سيناريوهات إسقاط الأسد وأنها لا زالت تقاوم تصورات عربية وتحديدا سعودية وقطرية بالسياق تتمثل في البقاء قدر الإمكان على إتصال بالحليف الأقوى لنظام بشار وهو روسيا وتحديدا رئيسها بوتين الذي زارعمان وتربطه صداقة ذات ملامح شخصية بالملك عبد الله الثاني. 
عبر بوتين ولاحقا عبر زيارة وزير خارجيته لافروف لعمان تم إيصال عدة رسائل للأسد تفيد بأن عمان تحاول 'حماية مصالحها' فقط والتعاطي مع الضغوط العنيفة عليها من جانب بعض الدول العربية والولايات المتحدة وحتى إسرائيل.
القناة الروسية مهمة جدا في هذا السياق برأي المحلل الإستراتيجي عامر السبايله وعبرها ثمة ما يفيد بأن الأردن يحاول لفت النظر إلى أنه ليس مغلقا على الإنفتاح مع النظام السوري ويرغب في البقاء على إتصال ولم يجلس بعد ـ رغم الظرف الإقتصادي المعقد - في أحضان سيناريو إسقاط بشار خلافا لان عمان تقول يوميا وبكل اللغات بان النظام السوري لا زال قويا وصلبا ولن يسقط ببساطة وبأنها ضد الحرب على نظام دمشق.
وعلى نحو أو آخر تسعى المؤسسة الأردنية لتجنب تطاير الشرر السوري على الثوب الأردني.. ذلك يمكن تلمسه من إرتفاع مخاوف السلطات جراء تنامي ظاهرة الجهاديين الأردنيين الذين يعبرون أو يحاولون العبور لسورية لمواجهة نظام الطاغية على حد تعبير النصير القوي للجهاد في سورية الشيخ أبو محمد الطحاوي. هنا حصريا ضيقت المؤسسة الأمنية الأردنية على الجهاديين السلفيين وإعتقلت وتعتقل العشرات منهم وراقبتهم بكثافة على الحدود وإشتبك معهم الجيش الأردني ثلاث مرات على الأقل في سلوك يقول ضمنيا للرئيس بشار بأن عمان ليست مسؤولة عن تراكم عدد الجهاديين في بلاده ولا تقدم لهم خلافا للإعتقاد السائد أي من أصناف الدعم اللوجستي.القدس العربي
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.