أين موقف السلطة الفلسطينية؟..أزمة دبلوماسية بين ستوكهولم وتل ابيب والسويد ترفض الاعتذار

 وقد بلغت الحملة أوجها, أمس, في جلسة الحكومة الاسرائيلية, والتي تم تخصيصها لمواجهة الأزمة الاقتصادية لكنها تحولت الى منبر للتحريض على هذه الدولة الأوروبية المسالمة.

 

وتعود هذه الأزمة الى تقرير نشرته صحيفة افتونبيلدت السويدية في يوم الخميس الماضي, وادعت فيها ان اسرائيل تختطف شبانا فلسطينيين وتعتقلهم لخمسة أيام وتقتلهم في السجون وتستأصل أعضاء في أجسادهم لزرعها في أجساد مرضى اسرائيليين ثم تعيدهم الى ذويهم جثثا ممزقة وتدفنها دون أن يتاح للعائلات وداعها أو فحصها.

 

وقد نفى الاسرائيليون هذه الاتهامات بشدة في حينه واعتبروها افتراءات دموية شبيهة بالافتراءات الدموية ضد اليهود المعروفة ببروتوكولات حكماء صهيون.

 

وطالبوا من حكومة السويد اعتذارا رسميا. وسحبوا البطاقة الصحافية الاسرائيلية من الصحافي السويدي الذي تعتمده الصحيفة المذكورة في تل أبيب.

 

وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ان اسرائيل تنتظر من الحكومة السويدية ان تعيد النظر في الموضوع وتعتذر رسميا.

 

وقال وزير المالية انه في حالة اصرار السويد على موقفها فإن على اسرائيل أن تعلن عن وزير خارجية السويد كارل بيلدت شخصية غير مرغوب فيها حتى لا يأتي الى اسرائيل في مطلع الشهر المقبل.

 

وأعلن وزير الداخلية, ايلي يشاي عن منع أي صحافي سويدي من دخول اسرائيل.

 

وقرر مكتب الصحافة الحكومي في اسرائيل انه لن يصدر بطاقات لصحافيين سويديين مدة ثلاثة أشهر.

 

وقال وزير العمل يتسحاق هيرتسوغ ان اسرائيل تتعرض لحرب سياسية تحريضية دموية من العرب والفلسطينيين بشكل خاص في أوروبا والعالم.

 

وكان وزير الخارجية الاسرائيلي, أفيغدور لبرمان, قد عبر بشكل منفلت عن غضبه من موقف حكومة السويد, خصوصا ان الصحافي الذي نشر التقرير كان قد دافع عن النشر وقال ان هذه اتهامات يطرحها الفلسطينيون وليس أنا, وبما أنها تتعلق بموضوع خطير فلا يجوز لصحافي ان يسمعها ويخبئها وواجبه المهني يحتم عليه نشرها والمطالبة بإجراء تحقيق فيها.

 

وقد عبر لبرمان عن غيظه بطريقته المعهودة فطالب نظيره السويدي كارل بيلدت ان يعتذر باسم حكومته عن هذا النشر. فإذا لم يفعل, يطلب منه تأجيل الزيارة المقررة الى اسرائيل.

 

ولم يكتف ليبرمان بهذا, بل اعتبر سكوت حكومة السويد على هذا التقرير الصحافي شبيها بسكوت الحكومة السويدية على جرائم النازية ضد اليهود في أوروبا ابان الحرب العالمية الثانية ورفضها استقبال اليهود الهاربين من هناك على أراضيها.