انتخب أعضاء مجلس النواب امس النائب سعد هايل السرور رئيساً للمجلس، بعد جولة حسم نافسه عليها رئيس كتلة حزب الوسط الإسلامي محمد الحاج.
ويعتبر فشل الحاج مؤشر على كون الكتل البرلمانية كتل رخوة اعتادت على التشكل وفق مصالح فئوية أو عشائرية أو شخصية، من دون ان يستند بناؤها على أسس برامجية وسياسية راسخة.
لم ينج الحاج، رغم دعمه من قبل ثلاث كتل هي: كتلته "الوسط الاسلامي"، و"وطن"، و"المستقبل" ما يعني انتظار تحقيق تجارب فاشلة اخرى لكتل المجلس استنادا الى هشاشة تحالفاتها سواء ما كان يتعلق بعلاقاتها مع الكتل الاخرى، او – وهو الأخطر – ضعف تماسك أعضاء الكتلة الواحدة. أما الخلاصة فعدم جدوى انتظار ان تلعب الكتل النيابية أية ادوار جادة وحقيقية في اللعبة السياسية البرلمانية.
ويمكن فهم ذلك خاصة وان الاسس التي بنيت عليها هذه الكتل والائتلافات يغلب عليها الطابع الشخصي العشائري وليس البرامجي ما يعني سهولة اختراقها وتشظيها.
وكان السرور قد حصل على 81 صوتاً، مقابل 62 صوتاً للحاج. وبفوزه السرور يظهر اول اخفاق لتكتلات المجلس. وهو ما أكدت عليه "جفرا نيوز" أمس عندما قالت ان اتفاقا يبدو هشا أبرمته الكتل الثلاث "وطن، والمستقبل، والوسط الاسلامي" ما كاد ان يتولد حتى بدأ بالاحتضار.
ورغم حصوله على الرقم 62 الا ان السرور – كما اظهرت النتائج - تمكن من اختراق ساحة الكتل الثلاث، الذي أظهر اعضاؤها ضعفا في التفافهم على قرارات اجماع كتلهم.
وأول بوارد الاختراق كان عندما رفض اعضاء في كتلة وطن الانصياع لإجماع الكتلة على انتخاب خالد بكار نائبا اول للرئيس، مطالبين باستبداله بالنائب احمد هميسات.
وبفوز السرور يفتح المجال – مبدئيا - لإبقاء طاهر المصري على كرسي رئاسة مجلس الاعيان.
وكانت التسريبات القادمة من تحت القبة تتحدث عن ضغوط يتعرض لها النواب لانتخاب محمد الحاج رئيسا للمجلس، لكن ظهر لاحقا قدرة سعد هايل السرور على تشكيل تحالفات اوصلته الى سدة المجلس.