- المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
الحكومة الجديدة.. لاعب و18 احتياط ... هام وعاجل
بعد ثلاثة شهور من المشاورات بين القصر والنواب، وبعدها بين الرئيس المكلف واعضاء مجلس النواب تخرج علينا الحكومة الجديدة بتركيبة عجيبة للغاية ، مفاجئة لكل من تشاور معهم الرئيس المكلف .
اولى الملاحظات ان الطاقم الوزاري الاقتصادي في الحكومة السابقة هو من بادر الى الاعتذار بقبول المنصب ، وهذا الامر ينطبق على جعفر حسان وعلاء البطاينة وسليمان الحافظ وزراء التخطيط والطاقة والنقل والمالية، اي ان الرئيس لم يكن هو صاحب القرار بالاستغناء عنهم.
لذلك واجه الرئيس عبد الله النسور ازمة في اختيار طاقمه الاقتصادي ، فبعد اعتذار عدد من الشخصيات الاقتصادية المرموقة عن قبول حقيبة المالية ، لم يجد الرئيس اي خيار سوى العودة الى الوزير السابق الدكتور امية طوقان الذي كان قد اعد موازنة 2012 والتي تكشف للراي العام وجود اخطاء فادحة في تقديراتها ومؤشراتها ما تسبب في زيادة حالة التازيم الاقتصادي في البلاد ، ناهيك عن توتر علاقته مع مجلس النواب في قترة وجوده التي لم تتجاوز الخمسة شهور.
الباحث والاقتصادي الدكتور ابراهيم سيف وزير التخطيط والسياحة ، شخصية اقتصادية واعلامية مرموقة ، ويتمتع بشبكة علاقات واسعة ، لكن وجوده في الوزارة قد يفتح عليه باب النقد من قبل بعض الاوساط التي قد تفسر مجيئه بانه استجابة لضغوط من مؤسسة كارنغي العالمية التي طالما انتقدت في دراساتها سياسات الاصلاح في الاردن، ناهيك عن ان النواب قد يستغلون هذه الخلفية في رفع وتيرة النقد للحكومة.
عدا ذلك هناك تخوف من وجود حالة من عدم الانسجام بين الوزير سيف و وزير المالية ، ما قد يعرقل تنفيذ بعض القرارات الاقتصادية المهمة ، اضافة الى ذلك فان منح سيف حقيبتين هما التخطيط والسياحة يدلل على ان التخطيط ستعود الى مربع الهدوء بعد ان كانت صاحبة اليد الطولى في ادارة المشاريع الاقتصادية في الدولة.
اما وزير الطاقة الجديد مالك الكباريتي فهو لا يملك الخبرة الكافية في العمل العام ، والمعروف ان الوزارة مقبلة على جملة من المشاريع التي بحاجة الى خبرة تراكمية في التعاطي معها، لذلك قد يواجه هذا القطاع صعوبات على اكثر من مستوى قد يفاقمها ما يشاع عن خلافات بين الكباريتي واكثر من مسؤول في وزارة الطاقة بعد تقلد الكباريتي منصب رئيس مجلس ادارة شركة الكهرباء الوطنية .
الرئيس النسور اختار شخصيتين تربويتين من نفس العشيرة، وزير التربية والتعليم الدكتور محمد جمعة الوحش، ووزير التعليم العالي الدكتور امين محمود وهم اولاد عمومة من عشيرة التعامرة ، وواضح ان الرئيس غير مدرك لهذه الحقيقة ، وعلى ما يبدو ان النسور لم يكن يعلم بان امين محمود من عشيرة التعامرة .
الزميل محمد المومني كلفه الرئيس بثلاث حقائب مهمة في ان واحد ، وهو امر سيكلف الزميل الكثير من وقته وجهده، خاصة وان وزارة الشؤون البرلمانية تحتاج الى تفرغ شبه كامل لادارة علاقة الحكومة بالنواب .
من الواضح ان الرئيس طبخ اسماء الوزراء في اخر 24 ساعة ولم يكن قد تدرج في اختيارهم ،لا بل تجاوز اختيارات النواب بشكل كبير ، وهو ما سيضع الحكومة الجديدة في مازق حاد امام السلطة التشريعية التي من المرجح ان يتناول اعضاؤها، الحكومة بسقوف نقد عالية لن تتوقف عند الموضوع الاقتصادي ، بل سيطال مجمل ادائها .
الحكومة الجديدة تخلو من الوزن السياسي ، وعلى ما يبدو ان شخصية النسور لا ترغب بوجود مثل هذه الاوزان التي لها مراكز اجتماعية في البلاد ، فهو يدير كل شيء ويتحكم بالقرارات والسياسات بشكل كبير ، وهو ما يصح اطلاق الوصف عليه "لاعب و18 احتياط" .
شكل الحكومة الجديدة والخيارات الضيقة التي وضع الرئيس نفسه فيها ، وتجاوزه لمشاورات النواب ، تؤكد ان عمر هذه الحكومة سيكون قصيرا اكثر مما هو متوقع .
سلامة الدرعاوي
