حقيقة ما جرى من أحداث بـ الحسين

 مازالت اجواء التوتر تخيم على محافظة معان بعد الاحداث الاخيرة في جامعة الحسين بن طلال التي ادت الى مقتل اربعة اشخاص واصابة العشرات.

بدأت احداث العنف ظهر يوم الاثنين الماضي في جامعة الحسين خلال احتفال الجامعة باليوم المفتوح بمناسبة مرور تاريخ تأسيسها حيث وقعت مشاجرة بين طلبة وانتهت دون اصابات، ولكن احداث شغب واسعة اندلعت بعد قيام مجموعة من الطلبة من البادية الجنوبية بإدخال اسلحة رشاشة و"هراوات" و " مهدات " الى داخل الحرم الجامعي حيث تفاجأ الطلبة باندلاع الاحداث وبدأ اطلاق النار عشوائيا وتكسير للمباني والزجاج والبلاط والرشق بالحجارة وحرق عدد من السيارات، حسب شهود عيان.

ووقعت على اثر الاحداث وفاة لاحد موظفي الجامعة وهو محمود البواب حيث اصيب بعيار ناري خلال مروره من احد الساحات بالإضافة الى اصابة طالب مدرسة بعيار ناري ونقل الى مستشفى البشير بعمان وهو انس الشاعر ولكنه ما لبث ان توفي متأثرا برصاصة اخترقت رأسه، حسب مصادر طبية في مستشفى معان.

وبعد فقدان السيطرة من قبل الامن الجامعي على احداث الشغب العنيفة اقتحمت قوات الدرك الحرم الجامعي واطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة ونقلت العديد من حالات الاختناق بين الطلبة والطالبات الى مستشفى معان الحكومي حيث اجريت لهم الاسعافات الاولية.

وفور وصول انباء وفاة الموظف الجامعي قامت مجموعة من الشبان من مدينة معان بإطلاق النار على مجموعة اخرى تواجدت خارج الجامعة ادت الى قتل شخصين وهما امين الذيابات ومحمد الركيبات بالإضافة الى عشرات الاصابات التي نقلت الى مستشفى الملكة رانيا في وادي موسى.

من جانبه، قال المركز الاعلامي في مديرية الأمن العام أن قوات الأمن والدرك تمكنت بعد اخلاء الطلاب وتأمين نقلهم بواسطة مركبات وحافلات الى أماكن سكنهم من فرض الأمن في محيط الجامعة وضبط 22 شخص ممن اشتركوا بالمشاجرة وضبطت بحوزتهم عدد من الاسلحة النارية ، وتم فتح عدد من نقاط الغلق في كافة الشوارع المحيطة بالجامعة تحسباً لحدوث أي اشتباك جديد بين الأطراف .

وأكد المركز الاعلامي في بيان له مساء الاثنين ان الأوضاع الأمنية في الجامعة ومحيطها عادت للهدوء وبوشر التحقيق مع الأشخاص المضبوطين للوقوف على ملابسات ما جرى داخل الجامعة.

وعلى اثر احداث الشغب علقت رئاسة الجامعة الدراسة حتى الاسبوع القادم، فيما اصدر اتحاد طلبة الحسين بيانا يوم الثلاثاء نددوا فيه "تراخي ادارة الجامعة وعمادة شؤون الطلبة وعدم اتخاذ عقوبات رادعة للطلبة المتسببين بالمشاجرات وانهاء المشاكل بالتراضي من اجل ان يقال ان الجامعة لا يوجد فيها عنف".

ووصف البيان الاحداث التي وقعت بـ "المجزرة" حيث تبين اثناءها وجود اسلحة داخل الجامعة وفي معرض تراثي "وان بعض الاسلحة ليست تراثية وانما صالحة للاستعمال" مستنكرين "فتح باب الجامعة لمن هب ودب من اصحاب سوابق وغيرهم لدخول الجامعة ودخول الاسلحة النارية معهم التي ضبطها رجال الامن العام وصرح بها وزير الداخلية" محملين المسؤولية لإدارة الجامعة وعمادة شؤون طلبتها وامنها الذين لا يتحملون المسؤولية، حسب البيان .

وطالب البيان "رئيس الجامعة وعميد شؤون الطلبة ومسؤول الامن الجامعي بالاستقالة من مواقعهم بسبب عدم قدرتهم على احتواء المشاجرة وادخال المئات من غير طلبة الجامعة ومنهم اصحاب السوابق الى حرم الجامعة اضافة الى دخول اسلحة نارية الى الجامعة دون رقيب او حسيب" وفق البيان.

وفي وقت لاحق عقدت عشائر البادية الجنوبية في منطقة الحسينية اجتماعا شارك فيه نواب ومسؤولون من نفس المنطقة طالبوا خلاله بتسليم من قتل اثنين من ذويهم خلال المشاجرة في مدة لا تتجاوز 48 ساعة وإخلاء سبيل الموقوفين لدى الاجهزة الامنية على خلفية الاحداث دون قيود، محملين رئيس الحكومة ما يتبع ذلك في حال عدم تنفيذ شروطهم السابقة، حسب البيان الذي صدر عنهم نهاية الاجتماع.

وبعد الاجتماع قام عدد من اهالي الحسينية بإغلاق الطريق الصحراوي بالحجارة والاطارات المشتعلة ووقعت اشتباكات مسلحة بين قوات الدرك ومحتجين حيث اقتحم المحتجون المركز الامني .
وأصيب شرطي من مرتبات مركز امن لواء الحسينية التابع لمديرية شرطة معان بعيار ناري نافذ في منطقة الكوع أثناء احتجاج لمواطنين ، وقيامهم بإغلاق الطريق الصحراوي المتاخم لبلدة الحسينية ، وفق مدير شرطة الطفيلة العميد فواز المعايطة .وأشار العميد المعايطة ، انه تم إسعاف الشرطي المصاب إلى مستشفى الأمير زيد بن الحسين العسكري وإجراء الإسعافات والمعالجة الطبية ، وحالته الصحية مستقرة .

عقدت نقابة المعلمين في معان مؤتمرا صحفيا مساء الثلاثاء وضعت فيها ملاحظات على الحادثة وطالبت ب"فتح تحقيق شامل ومحاسبة المقصرين من العاملين في جامعة الحسين بن طلال محاسبة حقيقية ورادعة وخصوصا ما يتعلق بجانب الضعف في إدارة الأزمة والمسؤولية عن النشاط الذي تسبب بتلك الكارثة" متسائلين "هل يعقل أن تسمح الجامعة بإقامة موقع لجهة وأخر لجهة أخرى بالإضافة إلى السياسة الترحيلية للازمات المشابهة في أوقات أخرى حيث لم يسبق للجامعة اتخاذ أية إجراءات عقابية وتأديبية بأحداث مشابهة سابقة".

كما اكدت النقابة على " تطبيق القانون بكل حزم وعدم التهاون مع كل من شارك أو حرض أو ساهم بتلك الجريمة وان لا تكون المعالجات بطريقة التعامي حتى تكون رادعة للغير ".

وحملت النقابة " الحكومة المسؤولية الأساسية حيث لم تبادر بوضع أية استراتيجيات لوضع حد للعنف الجامعي ولم تتقدم بأية خطوة إلى الأمام باتجاه المعالجة الحقيقية للمشكلة واعتمادها سياسة المسكنات التى تخفى تحتها قروح والآم"، وفق بيان النقابة.

واعلنت النقابة عن تقديم برنامج عملي للعمل "على اخماد الفتن وحقن الدماء وسيستمر لعدة اشهر وسيكون لها دورها البارز في تقديم الحلول لقضايا العنف في المجتمع".

بعد ورود شائعات بإصابة شخصين من ابناء مدينة معان مساء الثلاثاء بالقرب من الحسينية توجه المئات من اهالي معان الى الطريق الصحراوي المدخل الشمالي للمدينة حيث قاموا بإغلاق الطريق بالحجارة لعدة ساعات.

كما دعا اهالي معان الى اجتماع عام يوم الاربعاء لمختلف عشائر معان للوقوف على مستجدات احداث جامعة الحسين.

من جهته اشار احد المواطنين الذي فضل عدم ذكر اسمه خلال حديثه لـ"السبيل" انه يجب تأهيل الامن الجامعي واعطائه الدورات اللازمة لتأهيله بالإضافة الى زيادة اعداد الحرس ".

وقال طالب آخر " عندما ندخل احد مباني الجامعة ومعنا كأس من القهوة تتم ملاحقتنا فكيف تدخل كمية من الاسلحة بوجود الامن الجامعي".

فيما أكد طالب ثالث تعرض الطلبة النشطاء دعويا الى الضغوطات والملاحقة من قبل الامن الجامعي عند توزيع منشورات تحث على الصلاة وسط تعجب من ادخال اسلحة نارية الى الجامعة.

مواطن رابع عزا سبب انتشار العنف الى قانون الانتخاب الذي له أثر كبير في تنمية العشائرية والجهوية ،حسب وصفه.