• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

شيوخ ينتقدون "استهتار" الحكومة..تفاصيل جاهة "معان - الحويطات"

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2013-05-03
1259
شيوخ ينتقدون

  لا تزال أجواء التوتر تسود محافظة معان رغم الإتفاق الثنائي الذي أبرمه شيوخ ووجهاء من عشائر محافظات المملكة مساء الخميس مع شيوخ ووجهاء عشائر معان والحويطات كل على حدى.

وافضى الإتفاق الذي جرى مع شيوخ ووجهاء معان وتحديداً عشيرة البزايعة التي فقدت أحد أبنائها خلال المشاجرة التي اندلعت يوم الاثنين الماضي في جامعة الحسين ، إلى التهدئة والابتعاد عن كل ما يزيد من احتقان الأجواء ، وقبلوا بالمهلة التي طلبتها الجاهة الكبيرة وهي (شهر) من أجل أن تكشف الأجهزة والسلطات العاملة في الدولة عن هوية المعتدين ومستخدمي الأسلحة الاوتوماتيكية في المشاجرة التي راح ضحيتها اربعة شبان.

وطالبوا أن يتم وقف غلق الطرقات المؤدية الى مدينة معان ، حيث ان هنالك قطعاً للطرقات واستهداف لأناس لا علاقة لهم بما جرى في جامعة الحسين.

من جهتهم طالب أبناء عشائر الحويطات بمعرفة المتسببين في حادثة قتل اثنين من أبنائهم ، مؤكدين أنهم قبلوا بامهال الدولة (10) أيام إكراماً للجاهة من اجل التهدئة وفتح الطرقات حيث تم التوافق على البند الاخير بصعوبة بعد تدخل كبار شيوخ ووجهاء العشائر في البادية الجنوبية.

وشددوا على ضرورة الإمساك بالجناة في أسرع فرصة ، وردوا على مطالبات الجاهة باعطائهم مهلة (شهر) بالقول "أن الدولة قادرة على أن تلقي القبض على الجناة بأقل من 10 أيام" والتي قبلوا بها ، خاصة وأن وزير الداخلية تحدث عن كاميرات صورت الحادثة.

كما حث الحويطات الجاهة على نقل مطلبهم الى السلطات بالافراج عن الموقوفين من ابنائهم .

في التفاصيل ،، حمّل شيوخ ووجهاء عشائر مدينة معان والحويطات الحكومة مسؤولية تداعيات مشاجرة جامعة الحسين التي راح ضحيتها يوم الاثنين الماضي (4) أشخاص واصيب العشرات من بينهم لا يزال في المستشفيات يرقد على أسرة الشفاء.

جاء ذلك خلال كلمات القيت في جاهة كبيرة ضمت شيوخاً من محافظات المملكة اتجهت الى محافظة معان والبادية الجنوبية في بادرة تداعى اليها شيوخ ووجهاء من محافظة الطفيلة ، حيث التقت الجاهة عشائر مدينة معان في عزاء الشاب محمود البواب الموظف في جامعة الحسين الذي قتل خلال الحادثة ، قبل أن تنتقل الى مضارب الحويطات في لواء الحسينية حيث كان هنالك عزاء آخر لأحد أبناء القبيلة وهو الطالب امين الذيابات .

وكان قد توفي في حادثة جامعة الحسين الموظف في الجامعة محمود البواب ( رئيس شعبة التدريب في مركز الدراسات) والطالب الجامعي محمد الركيبات ورجل شرطة وهو طالب جامعي امين ذيابات وانس الشاعر وهو طالب مدرسي كان في زيارة للجامعة.


* عشائر معان :

في مدينة معان تحدث الشيخ سالم الهدبان الدعجة الذي اثنى على مواقف أبناء معان الخيرة والطيبة ، وقال أن ما جرى بين عشائر مدينة معان والحويطات لا يرضى عنه أي مواطن اردني ، موضحاً أن الاردن مستهدف في الخراب والتدمير والذهاب الى المجهول.

وشدد الهدبان على أن لا أحداً كلفهم للمجيء لمحافظة معان بل أن غيرتهم على المدينة والحفاظ على امن البلد ما دفعتهم للالتئام ، ولفت الى ان الاردنيين قالوا "يجب الذهاب من تلقاء أنفسنا لمعان من اجل درء الفتن".

واتهم بوجود "مؤامرة على هذا الوطن"، وأضاف " لن نرضى للفادسين والذين يثيرون الشغب أن ينجحوا في مساعيهم" ، واتهم النائب السابق ان هنالك من يريد الفوضى لهذه البلد من خلال دفع العشائر الاردنية للإشتباك فيما بينها ، وقال "العشائر مستهدفة بالتفتيت والانقضاض عليها" ، مؤكدا انهم يرفضون حصول ذلك.

واكد على أن كل ذي حق لا بد أن يأخذ حقه ، واشار الى ضرورة الوصول الى حقيقة الامر والوقوف بجدية على ما حدث في جامعة الحسين ، وطالب القصاص ممن ارتكب الجريمة ، مذكرا في ذات الوقت بالاية الكريمة التي تقول "ولا تزروا وازرة وزر أخرى".

وطالب الهدبان بامهال الدولة شهرا في سبيل التهدئة ووقف اثارة أي فوضى خلال هذه المدة ، التي ستكشف الدولة عن المعتدين الذين ارتكبوا جرمهم ، وقال" كلنا يد واحدة حين تظهر الحقيقة على من قتل ومن دفعهم لارتكاب الجرم".


من جهته قال الشيخ محمد الدويرج أبو ماجد أن ابنهم البواب قتل في هذه الحادثة وهم صابرون حتى تظهر الحقيقة ومن ارتكب الجريمة ، واضاف " صابرون حتى يظهر غريمنا ..و(رجلنا عند مين؟) ولكل حادث حديث وكل عقده لها حلال".

وأشاد بعشائر الحويطات وقال أن بينهم " نسب وعيش واحد وسوق واحد وطريق واحدة " ، لكنه لم يخف عتبه على كبار الحويطات حيث يترك الشباب في الشارع يغلقون الطرق.

وعتب النائب السابق خالد البزايعة على من يقول أن كل شخص يؤخذ الثأر منه وتساءل " لماذا تعمم الاتهامات؟" ، مؤكداً رفضه التستر على أي شخص اقدم على فعلته وقال أن هذا دم "ولا يتغمر به احد".

وانكر اغلاق الطريق الدولي من قبل بعض الشبان وتساءل عن وجود الدولة من امن ودرك وجيش .. ، واتهم الحكومة بالتغاضي عما يجري وقال "الحكومة نائمة ..ولم يبق لها هيبة او احترام او واجب وهي تريد تفتيت العشائرية وتجعل الناس يدخلون في بعضهم".

وعبر عن احترامه لعشائر الحويطات وأشار إلى أنه لا يوجد بينهم اي شيء ويحضروا مناسباتهم ويتبادلون التقدير ، وقال ان اكبر قضية تفتت وتنتهي لكن الحكومة لا تريد ذلك حيث تتساهل بالموضوع - وفق رأيه -.

من جهته قال الشيخ هاني الحديد من الجاهة أن للجنوب مكانة في قلوب الاردنيين ، مشيرا الى انهم تطوعوا في المجيء الى محافظة معان ، وحذر ممن يستهدف العشائر وقال " يوجد من يريد تبرير الغاء الجامعات في هذه المناطق من خلال الربط بما يجري الان".

وقال ان هنالك خوفاً على العشائر الاردنية ممن يحاول استهدافها ، منتقدا بعض اللوبيات التي تهاجم العشائر وتساءل " لولا العشائر من سيحجب الدم في مثل هذه القضية؟" ، وقال يجب حجم الدم من اجل الابرياء مؤكدا القول " لن يضيع حق أي أحد".

وأشار الى ان قانون العشائر افضل من القوانين المدنية ، منكرا على من يقول ان الامور تنتهي ب "فنجان قهوة" ، مجيبا بان الامر ليس هكذا ولا بهذه البساطة ، وكثير من الامثلة تؤكد على أن القوانين العشائرية افضل من القوانين التي تؤتى الينا من فرنسا.

وطالب النظر الى ما يحصل حول الاردن في سوريا والعراق ، محذرا من الانزلاق الى ما آلت إليه الامور في تلك البلدان ، وانتقد الاستهتار الحكومي في عملية كشف الجريمة وهي التي قادت الى ما نحن عليه - وفق وصفه - ، وقال انه خلال مدة شهر سيتم الكشف عن القاتل واشار "هذا مطلب حق".

وحث على عدم اغلاق الطريق الدولي ، قبل أن يشير أبناء معان أنهم لم يغلقوا طرقاً ، كما طالب بالحفاظ على الجامعة الموجودة في محافظة معان وحذر من خشية الاهالي على ابنائهم اذا ارسلوهم الى الجامعات .

وقال أن الامن الذي يتمتع فيه ابناء الاردن سببه الشعب لا السلطات كما يردد بعض المسؤولين .

وتعهدت عشائر البزايعة بضمان ابنائهم في الالتزام بالاتفاق الذي تم التوقيع عليه ب "صك" من قبل الجاهة وشيوخ العشائر الحاضرين ، وتواجد عدد من ابناء المدينة المعروفين خلال استقبال الجاهة ابرزهم النائب السابق عبد الله البزايعة ، ورئيس البلدية السابق للمدينة خالد الشمري ، والشيخ عوض ابو هلالة الذي عبر عن رفضه لاي فتن قد تندلع جراء ما يحدث في المدينة كما رفض اغلاق الطرق.

كما تحدث من الجاهة النائب السابق حازم عبد الله العوران الذي أكد على أهمية إنهاء هذا الاحتقان الذي خذ يتصاعد ، محذرا من دخول أناس على خط الازمة بهدف جعل له مكانا في مواقع معروفة ، وطالب بالالتئام وجعل كلمة الخير تسود على غيرها من الكلمات والمواقف ، وقال " دور الشيوخ في محافظة معان العمل على عدم توسيع نطاق الفتنة" .

كما تحدث النائب السابق بخيت المنايعة الحجايا وقال أنه لا يرغب بأن يرى مثل هذه المشاهد في محافظة معان والبادية الجنوبية ، وقال "والله ما يطيب لي جرح بينكم وبين الحويطات فانتم اقرباء وهم عيال عمكم" .

وتوصلت الجاهة الى الاتفاق رغم الاجواء المشحونة في السرادق المبنية وسط مدينة معان ، حيث لم يعجب بنود الاتفاق عددا ممن حضروا لكنهم التزموا بما جاء به كبار العشيرة حيث ردوا على قول الشيخ ابو ماجد دويرج البزايعة "ما بنمون عليكم " بالإجابة " بتمونوا " وسط نداءات من بعض الموجودين بان "الصلح سيد الاحكام".

* عشائر الحوياطات :

في قلب البادية الجنوبية ، حيث لواء الحسينية توجد مضارب عشائر الحويطات حيث يتحلّق الشبان على شكل مجموعات أمام سرادق ضخمة بنيت في المكان وغصت بأبناء العشائر.

تركوا المجال للجاهة بالمرور وطلب بعضهم من الجميع ان يفسحوا الطريق للضيوف بالعبور وسط صمت يخيم على المكان وترحاب لقدومهم في مساعي الخير ، وهنا دخل أعضاء الجاهة وتحدث النائب السابق الشيخ سالم الهدبان وطلب منهم مهلة شهر بعد أن امتدح ابناء قبيلة الحويطات ودورهم التاريخي في الاردن منذ الامارة .

وذكر الهدبان ان الجاهة حصلت على شهر امهال في معان حتى تفصل التحقيقات في الموضوع ، مذكرا بالفيديوهات المصورة التي كشفت عنها الحكومة لحادثة جامعة الحسين.

واجاب باسم أبناء عشائر الحويطات الوزير الاسبق والنائب الأسبق عبد الله بن هارون الجازي ، وقال ان الحويطات يريدون مسبب الحادثة التي اطلقت فيها الاعيرة النارية من الاسلحة الاوتوماتيكية ، وطالب العون من الجميع وخاصة من ابناء معان - الذين نحترمهم ويحترموننا - بالادلاء بالمعلومات الكافية من اجل اظهار الحقيقة.

ووافق الجازي باسم عشائر الحويطات على مهلة 10 ايام ، على ان يلتقي افراد من الجاهة بممثلين عن الحكومة من اجل الافراج عن ابنائهم.

وحاول افراد الجاهة الضغط من اجل الحصول على مهلة شهر وقال الشيخ هاني الحديد انهم بادروا من اجل تطويق الازمة بين ابناء المحافظة الواحدة ، وطلب مهلة الشهر من عشائر الحويطات إلا أنهم قالوا "الدولة لو ارادت لاتت بالمجرمين في اقل من ال 10 أيام".

وقال عدد من أبناء الحويطات لـ عمون أن اجتماعاً صاخباً عقد قبل مجيء الجاهة رفضت حتى منح "عطوة تفتيش" لكن كبار العشيرة ، ضغطوا باتجاه آخر إكراما للجاهة التي ضمت ممثلين عن شيوخ ووجهاء من كافة محافظات المملكة .

الشيخ الحديد قال أن هنالك شيئا يدور حوله علامة استفهام كبيرة حيث ان القاتل مجهول وهذا مطلب الطرفين في معان والبادية الجنوبية.

كما ابدى خشيته مما يجري من استهدافات تطال دول الوطن العربي.

النائب سعد الزوايدة شكر الوجوه الطيبة التي سعت بالخير وقال " ان وجوه من تجلس امامكم تعتصرها الالم" بسبب الحادثة التي جرت ، وقال ان مهلة الـ 10 أيام كافية لان تمكن الدولة من العثور على من ارتكب الجريمة في جامعة الحسين.

والد الفقيد الركيبات قال أن ابنائهم في المشفى وهنالك من لُفقت لهم تهم بسبب حملهم بنادق صيد قديمة لا تعمل وتعود لعقود من الزمن احضرها طلبة في اليوم التراثي بالجامعة باذن من الجامعة وهم مسجونون الان ، بينما من دخل بسيارته الى الجامعة باسلحة اوتوماتيكية ما زالوا خارج قبضة العدالة.

وتساءل في معرض انتقاده لموقف الحكومة "هذا تقدير الدولة لنا واحترامهم ..نكافىء بذلك .. يضعوا ابناءنا في السجن" ، مشيرا الى بعض مشاهد الانفلات التي حصلت في السابق بمنطقة اخرى وادت الى تعيين من قام بها بوظائف.

كما تحدث الوجيه عطا الله السعيديين وحث على درء الفتن وطالب بأخذ كلي ذي حقه ، وشدد على ضرورة عدم افلات المعتدين والمجرمين من العقاب.

اما النائب السابق محمد المراعية فقد شدد على أن أبناء عشائر الحويطات لم يعتدوا في يوم على احد لكنهم شجعان وفرسان ، وحذر بشدة مما خلفته احداث جامعة الحسين وطالب بالكشف وبالسرعة القصوى عن المجرمين في حادثة الجامعة.

وتحدث بكلام ساخن وسعى اقناع الحضور من الشبان بعدم اغلاق الطرقات وضغط باتجاه الموافقة على طلب الجاهة بفتح الطرق ، وقد اعلنها بأنه سيتم الاستجابة لهذا المطلب بحيث تحصل التهدئة ولا تعتدى على الطرقات خلال هذه المدة على ان يتم القاء القبض على الجناة.

كما طالب بالافراج عن ابناء عشائر الحويطات في السجن والتماس العذر لابناء العشائر العاملين في المدينة والجامعة بحيث لا يكون هنالك دوام فيها منعا للاحتكاك بين اطراف المشكلة حتى تهدأ النفوس.

* الاجواء العامة :

هنا في محافظة معان لا تزال التوترات قائمة والاحتجاجات على ارض الواقع حيث يتم اغلاق الطرق في بعض المناطق ذات النفوذ من عشائر الحويطات مثل القويرة والحسينية والمريغة بينما المسيرات قائمة في مدينة معان اعتراضا على الاخترقات التي حصلت للهدنة .

وسيارات الدرك تتحرك في المكان على الطريق الدولي بسهولة لكنها لا تمنع توقيف بعض المتجمهرين في الشارع للمركبات للتفتيش .

اثار الحجارة لا زالت ظاهرة على الطريق الدولي والإرباك يغلف المكان ، بينما يخشى سائقون التعرض لهم رغم ان من يستوقفونهم لا يؤذونهم اذا ما عرفوهم من اي طرف هم - وفق ما يؤكد أبناء الحسينية - .

ابناء مدينة معان يعتبرون ان استهداف أي فرد منهم دون أي ذنب أمر في غير مكانه وهو ما اشار اليه شيوخ ووجهاء المدينة خلال استقبالهم الجاهة.

يأمل ابناء المحافظة في معان من عشائر المدنية والحويطات أن تلتزم الاطراف جميعها بالتعهدات التي وقعت يوم الخميس من مهلة في سبيل التهدئة ووقف الاعتداء على الطرقات 

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.