• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

غول يلمح للنسور تكثيف الاستثمار التركي بالاردن

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2013-05-11
1089
غول يلمح للنسور تكثيف الاستثمار التركي بالاردن

 استقبل فخامة رئيس الجمهورية التركية عبدالله جول في قصر ترابيا باسطنبول الجمعة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور الذي نقل له رسالة شفوية من جلالة الملك عبدالله الثاني تضمنت تحيات جلالته لفخامته بموفور الصحة والعافية وللشعب التركي مزيدا من التقدم والازدهار.

وتضمنت رسالة جلالته الى فخامة الرئيس التركي التأكيد على الانطباع القوي الذي تركته زيارة جلالته الاخيرة الى تركيا وشكر جلالته على توجيهات الرئيس التركي بالاستجابة لتطلعات الاردن بعلاقات صادقة وعميقة بين البلدين.

واكد رئيس الوزراء ان العلاقات الاردنية التركية علاقات تاريخية ومتميزة، لافتا الى ان السنتين الاخيرتين شهدتا ومنذ وقع البلدان الاتفاق الاستراتيجي بينهما مرحلة جديدة من العلاقات.

ونوه النسور بهذا الصدد الى ان الصادرات الاردنية الى تركيا زادت في العام الماضي بنسبة 50 بالمائة عن العام الذي سبقه في حين زادت الصادرات التركية بنسبة 76 بالمائة على الرغم من انقطاع الطريق البري نتيجة الاحداث في سوريا.

واستعرض رئيس الوزراء خلال اللقاء الذي حضره وزير التخطيط والتعاون الدولي وزير السياحة والاثار الدكتور ابراهيم سيف والسفير الاردني في تركيا أمجد العضايلة الاصلاحات الشاملة التي ينفذها الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، مؤكدا ان جلالته كان سباقا وبادر حتى قبل ما يعرف بالربيع العربي بالدعوة الى إصلاحات حقيقية من شأنها تعزيز الحياة السياسية والديمقراطية.

كما استعرض النسور التحديات التي تفرضها الازمة السورية على الاردن خاصة التداعيات الانسانية المتمثلة باستقبال نحو 430 ألف لاجئ مسجلين فضلا عن نحو 600 ألف سوري متواجدين في المملكة قبل الازمة السورية، الامر الذي يشكل عبئا اضافيا على الاردن في شتى القطاعات.

من جهته طلب فخامة الرئيس التركي نقل تحياته الى جلالة الملك عبدالله الثاني، معربا عن سعادته بالزيارة التي قام بها جلالته الى أنقرة أخيرا. ووصف المباحثات التي أجراها مع جلالته بالناجحة للغاية، مشيرا الى أن وزير الخارجية التركي يزور الاردن (اليوم) للبحث في عدد من القضايا التي تهم الجانبين.

وقال الرئيس جول ان العلاقات الثنائية بين الاردن وتركيا لها ماض عريق حيث تتوافق سياساتنا فيما يتعلق بتوجه البلدين نحو العصرنة والحداثة، لافتا الى ان العلاقات الاقتصادية آخذة بالتطور خاصة بعد ان تم التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين.

وأضاف: أدرك أن هناك حالة من عدم التوازن في الميزان التجاري بين البلدين والتي يمكن حلها عبر إفساح المجال لمزيد من الاستثمار للشركات التركية في الاردن، مؤكدا أنه دوما يحفز رجال الاعمال الاتراك للاستثمار في الدول الصديقة.

ولفت فخامة الرئيس التركي الى أنه يتابع الجهود المبذولة في الاردن في مجال الاصلاحات السياسية والاقتصادية.

وأشار الى أن هناك العديد من القضايا التي يجب زيادة تعاون البلدين بشأنها ومنها الأزمة السورية، مؤكدا إدراكه لحجم التحديات التي تفرضها هذه الأزمة على الاردن «ويجب تقديم المساعدات له لتخفيف العبء عنه».

إلى ذلك، شارك رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، في الاجتماع السنوي الثاني والعشرين لمجلس محافظي البنك الاوروبي لإعادة الاعمار والتنمية ومنتدى الاعمال الذي عقد في اسطنبول اليوم برعاية رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ورؤساء وزارات مصر وتونس ورؤساء وفود الدول الاعضاء في البنك.

واكد رئيس الوزراء في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية ان هذا الاجتماع ينعقد في وقت بالغ الأهمية والدقة نتيجة لما تشهده المنطقة من تحولات جذرية عدة على مستوى بلداننا، إذ لا يمكننا أن نتجاهل ما يحدث في المنطقة من تطلع الشعوب الى الديمقراطية واشراكها في تحديد مستقبلها بعد سنوات من التهميش والاقصاء.

واضاف رئيس الوزراء انه وبالرغم من أن هذه التحولات ساعدت على إحداث بعض التغييرات الايجابية التي ارتبطت بالتحول نحو الحكم الديمقراطي ومشاركة الشعوب في تحديد اولوياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية بعيداً عن الحكم الفردي، إلا أنه وفي نفس الوقت قد كان له بعض التداعيات السلبية الاقتصادية والامنية على المدى القصير، تمثلت بإحداث اختلالات واضحة في معدلات النمو الاقتصادي وانخفاض مستوى الامن في بعض تلك البلدان الذي انعكس سلبا على مستوى حياة المواطنين وعلى مستوى الانتاجية، حيث نامل ان تكون تلك الانعكاسات السلبية مرحلية وليست دائمة.

وقال رئيس الوزراء نحن مدركون أن ما زاد من حجم هذه التحديات هو ما تعانيه المنطقة من تداعيات سلبية للأزمة المالية العالمية وأزمة الغذاء والمشاكل المرتبطة بالأمن المائي والطاقة، ادت بمجملها الى انخفاض في معدلات النمو وزيادة نسب البطالة، الامر الذي يتطلب جهودا استثنائية لاحتواء التحديات التي تمر بها منطقتنا.

واكد النسور ان القيادة الاردنية ادركت بان الاصلاحات السياسية لا يمكن لها أن تتعزز وتتحقق بمعزل عن الإصلاحات الاقتصادية حيث لا يمكن الفصل بينهما، كما أن الكثير من أسباب فشل التنمية يعود إلى الوهم بإمكان تعجيل التنمية الاقتصادية في غياب تحرك واضح تجاه إحداث التحديث والاصلاح السياسي المطلوب.

وقال رئيس الوزراء ان الاردن شهد خلال السنة الماضية العديد من الخطوات الاصلاحية الهامة جاء على راسها تعديلات دستورية جوهرية انبثق عنها انشاء المحكمة الدستورية، والهيئة المستقلة للانتخابات، بالإضافة إلى تعديل قانوني الانتخاب والاحزاب السياسية وقانون الاجتماعات العامة.

ولفت رئيس الوزراء الى ان أحد أهم الاستحقاقات التي تم انجازها هو اجراء الانتخابات النيابية بداية العام الحالي بإشراف كامل من الهيئة المستقلة للانتخابات أفرزت مجلس نواب دون أي نوع من التأثير على إرادة الناخبين في اجواء من الشفافية والحرية والنزاهة اشاد بها كافة المراقبين الدوليين والمحليين، والاهم من ذلك رضى المواطنين على الاجراءات المتبعة.

وقال انه استكمالا لهذا الانجاز فان الحكومة ملتزمة بالعمل على إنجاز استحقاق الحكومة البرلمانية التي من خلالها ستكون الحكومات منبثقة عن البرلمان بشكل كامل تجسيدا لرؤى جلالة الملك، حيث انه لأول مرة يتم ترشيح رئيس الوزراء المتحدث أمامكم من خلال تسميته من مجلس النواب بعد عدة جولات من المشاورات مع الكتل البرلمانية والنواب المستقلين، والذي قام بدوره بالتشاور والتحاور مع كافة الكتل والسادة النواب المستقلين، حيث افضت هذه المشاورات الى تشكيل حكومة جديدة تمهيداً لانضاج فكرة الحكومة البرلمانية على أساس برامجي، حيث تصب جهودنا حالياً تجاه تحقيق هذا الهدف.

واضاف ان هذا يقودنا في الحكومة وضمن ادراكنا لواجباتنا السياسية والتشريعية إلى قناعة بأن العمل الحزبي هو ضرورة حكم ومتطلب اساسي للحكومات البرلمانية، حيث ستعمل الحكومة وخلال الفترة القادمة وبالتشاور مع مجلس النواب ومؤسسات المجتمع المدني والاحزاب والقوى السياسية والنقابية المختلفة الى تقديم مشروع قانون انتخاب وقانون احزاب جديدين، وذلك لتعزيز وجود الاحزاب في مجلس النواب، الامر الذي من شأنه أن يعمل على تفعيل قدرة مجلس النواب على افراز حكومات برلمانية منبثقة عنه في المستقبل.

واكد رئيس الوزراء اننا نؤمن في الأردن بأن هدف أي عملية سياسية كانت أو تنموية هو المواطن، وتعزيز ثقته بمؤسسات الدولة وتفعيل مشاركته في صنع القرار والمساهمة في تحديد أولوياته.

ولتجسيد ذلك، قمنا في الأردن بتشكيل لجنة للنزاهة الوطنية تعمل على اصدار توصيات محددة وواضحة لتمكين أجهزة الرقابة وتعزيز قدراتها المؤسسية، وإصلاح منظومة الانظمة الادارية والمالية، وترسيخ مبادئ الحوكمة والشفافية والمساءلة على مستوى مؤسسات الدولة كافة وضمان كفاءة إدارة المال العام، وتطوير الاطر الناظمة للعلاقات التشاركية بين مختلف القطاعات.

واضاف رئيس الوزراء «لقد تعزز ذلك في انضمام الأردن إلى مبادرة شراكة الحكومات الشفافة، حيث تم تشكيل فريق عمل قام بإعداد خطة العمل الطوعية المرتبطة بالمشاركة في المبادرة، والتي تتضمن الخطوات التي اتخذتها الحكومة لتعزيز الشفافية، والخطوات والبرامج التي سيتم تنفيذها لتعزيز ما تم إنجازه والبناء عليه»، لافتا الى ان الأردن ملتزم باستمرار العمل على هذا الصعيد انطلاقاً من إيمانه بأهمية تنفيذ مختلف الإصلاحات ذات العلاقة.

وقال النسور انه وبالرغم من وتيرة النمو التي شهدها اقتصادنا الوطني خلال العقد الماضي، يواجه الاقتصاد الاردني حالياً تحديات اقتصادية ومالية اثرت بشكل كبير على مستوى الاداء الكلي للاقتصاد، والتي من أبرزها انخفاض معدلات النمو الاقتصادي، وارتفاع معدلات التضخم، وزيادة العجز في الموازنة العامة للدولة وعجز الحساب الجاري لميزان المدفوعات، وارتفاع كلف خدمته وانخفاض حجم الاستثمار الاجنبي المباشر واستمرار مشكلتي الفقر والبطالة.

واضاف رئيس الوزراء ان الاسباب الرئيسية الكامنة وراء هذه التحديات تعود الى الصدمات الاقتصادية والمالية المتلاحقة التي مر بها الاقتصاد الدولي والاقليمي وانعكست بقوة على اقتصادنا الوطني وتمثلت بالأزمات المالية والاقتصادية العالمية المتلاحقة، والارتفاع الكبير في اسعار النفط عالمياً، وارتفاع كلف توليد الكهرباء نتيجة استخدام الوقود الثقيل، بالإضافة الى التداعيات السياسية والامنية في المنطقة وحالة عدم اليقين التي تمر بها، وتصاعد حدة الأزمة السورية وانعكاساتها السلبية على الاردن حيث يستقبل أعداداً كبيرة من السوريين على اراضيه وشكل ذلك عبئاً إضافياً على خزينة الدولة وفي القطاعات المختلفة.

وقال رئيس الوزراء انه ولدفع عجلة التنمية الاقتصادية وتعزيز قدرة الاقتصاد الوطني، ستقوم الحكومة بالبناء على ما تم انجازه على صعيد تعزيز العوامل المحفزة للنمو الاقتصادي والمضي بالإصلاحات الاقتصادية المطلوبة لتواكب التطورات الحالية من خلال تنفيذ برامج عمل جديدة للحكومة للسنوات (2013-2016) باستثمارات تقدر بحوالي 10 مليارات دولار، تتضمن الأولويات والبرامج والمشاريع في اثنين وعشرين قطاعاً اقتصادياً واجتماعياً وخدمياً وبما يزيد على ألف مشروع، هادفين من وراء ذلك إلى تطوير وتعزيز البيئة الاقتصادية والاجتماعية بما يضمن تحقيق تنمية مستدامة وعدالة توزيع مكاسب التنمية.

وتابع رئيس الوزراء «بالإضافة إلى المشاريع الرأسمالية، تولي الحكومة من خلال برنامجها تحسين المنظومة التشريعية والتنظيمية لتحفيز النمو الاقتصادي، وإعطاء دور أكبر للقطاع الخاص في العملية الاقتصادية وحفز وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، ويتصدر هذه التشريعات، التي يجري العمل على إعدادها بالتشاور الوثيق مع القطاع الخاص، قانون الاستثمار الذي أقره مجلس الوزراء مؤخراً وقانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص وقانون إعادة تنظيم الأعمال والإفلاس والتصفية، بالإضافة إلى قانون ضمان الحقوق في الأموال المنقولة، ومشروع قانون تطوير الريادة وتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ومشروع قانون استقطاب وتنمية صناديق رأس المال المغامر».

ولفت الى ان البرنامج الاستثماري والتشريعات تستهدف تطوير مرافق البنية التحتية وزيادة دور القطاع الخاص ضمن إطار تنظيمي واضح وشفاف.

واكد رئيس الوزراء ان الاردن يعتبر بوابة إقليمية لدول المنطقة والعالم تمكن المستثمرين ورجال الأعمال من الوصول إلى أسواق بعدد يفوق 1 بليون مستهلك إضافة إلى تمتعه ببنية تحتية متطورة وحديثة مع توفر مرافق لوجستية متعددة في العديد من القطاعات تساعد في الوصول إلى هذه الأسواق، هذا بالإضافة إلى العنصر البشري المتعلم والمدرب، وأن من شأن ذلك أن يوفر البيئة الملائمة لجذب استثمارات جديدة وتوسيع ما هو قائم منها واستقطاب الشراكات في مختلف القطاعات.

واعرب رئيس الوزراء عن شكره للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية على قراره بتوسيع عملياته في دول جنوب شرق المتوسط وإطلاق استثماراته في الأردن، مؤكدا اننا نولي أهمية كبيرة للتعاون مع البنك في المرحلة المقبلة، حيث نتطلع لاستمرار التباحث مع مسؤولي البنك وعلى مختلف المستويات حول توجيه التعاون والموارد نحو المجالات التالية ذات الاولوية:

1) دعم تنفيذ برنامج عمل الحكومة للأعوام 2013-2016 وخاصة تنفيذ المشاريع الكبرى التي تضمنتها بالشراكة مع القطاع الخاص وبما يساهم بتنمية متوازنة تشمل مختلف شرائح المجتمع.

2) دعم القطاع الخاص، من خلال مساندة البنك للقطاع الخاص الأردني لزيادة استثماراته في مشاريع البنية التحتية لضرورة ذلك في مساعدة الحكومة الأردنية على مواجهة التحديات وخاصة في قطاعي المياه والطاقة وتحديداً الكهرباء، كما أن استضافة أعداد كبيرة من السوريين على أراضي المملكة قد فاقم من حجم هذه التحديات، حيث نتطلع لمزيد من استثمارات القطاع الخاص في الأردن في قطاعات الطاقة المتجددة والمياه ومحطات معالجة المياه والنقل.

3) دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وذلك لمساهمتها في حفز الاقتصاد من خلال إيجاد فرص العمل والتوظيف والتخفيف من البطالة في مختلف مناطق المملكة، وتوفير المساعدة التي من شأنها تأمين التمويل لتلك المشاريع.

واكد رئيس الوزراء اهمية هذا الاجتماع لمناقشة عدد من المواضيع التي تهم دولنا في ظل الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر فيها المنطقة من حالة عدم الاستقرار السياسي وانعكاساتها على الاوضاع الاقتصادية في بلداننا.

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ألقى كلمة استعرض فيها تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية في بلاده وجهود تعزيز استقطاب الاستثمارات.

وأشار إلى أن الاحتياطي التركي من العملة الصعبة وصل إلى 135 مليار دولار بعد ان كان 23 مليارا فقط وان البورصة قد تضاعفت 9 مرات وارتفع معدل دخل الفرد التركي وهي مؤشرات تدل جميعا على اقتصاد متنام بشكل كبير.

وعرض أردوغان جهود تركيا في مجالات التنمية وقال إن بلاده ستقوم بحفر قناة بحرية تربط البحر الأسود ببحر مرمرة مما سيكون مشابها لمشروع قناة السويس. ودعا أردوغان الجميع إلى الاستثمار في بلاده.

واستعرض رئيس البنك الاوروبي للاعمار والتنمية سوما شاكربارتي جهود ونشاطات البنك في ضوء توسيع عملياته في العديد من الدول واثر ذلك في تغيير نوعيه حياة الشعوب حيث بلغ حجم نشاطه حوالي 9 مليارات يورو في العام الماضي.

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قد أقام مأدبة إفطار صباح أمس الجمعة في قصر دولماباهشي حضرها رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور ورؤساء وزراء ومسؤولون من مصر وتونس والمغرب واليمن وذلك على هامش الاجتماع السنوي لمجلس محافظي البنك الاوروبي لإعادة الاعمار والتنمية ومنتدى الاعمال.

واكد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور في كلمة ألقاها خلال مأدبة الافطار التي حضرها وزير التخطيط والتعاون الدولي وزير السياحة والاثار الدكتور ابراهيم سيف والسفير الاردني في تركيا امجد العضايلة، اننا في الاردن نسعى الى ان يصل اثر النمو الاقتصادي على الشرائح المختلفة في الاقتصاد وفي كافة المناطق الجغرافية بما يضمن تطوير تنمية متوازنة شاملة مثلما نؤمن بأن التعاون والانفتاح المتوازن والاستفادة من تجارب الدول الصديقة مثل تركيا سيساعد في خفض الفترة الزمنية اللازمة لتحقيق التنمية المتوازنة من خلال اقامة عدد من الشراكات الاقتصادية والاستثمارية التي نتطلع لتطويرها في المدى القريب المنظور.

واكد رئيس الوزراء اهمية هذا اللقاء لمناقشة عدد من المواضيع في ظل الظروف السياسية والاقتصادية التي تميزت بحالة من عدم الاستقرار السياسي وانعكاساتها على الاوضاع الاقتصادية في بلداننا معربا عن شكره لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لرعايته هذه الاجتماعات السنوية، وللجمهورية التركية حكومة وشعباً على استضافة الاجتماع السنوي الثاني والعشرين لمجلس محافظي البنك الاوروبي لإعادة الاعمار والتنمية ومنتدى الاعمال الذي يشكل فرصة ثمينة لنا جميعاً لتبادل الرأي والخبرات حول تجارب دولنا بالإضافة الى طرح عدد من القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك.

وقال رئيس الوزراء: يأتي لقاؤنا في وقت بالغ الأهمية نتيجة لما تشهده المنطقة من تحولات جذرية عدة على مستوى بلداننا، إذ لا يمكننا أن نتجاهل ما يحدث في المنطقة من تطلع الشعوب الى الديمقراطية واشراكها في تحديد مستقبلها بعد سنوات من التهميش والاقصاء، وبالرغم من أن هذه التحولات ساعدت على إحداث بعض التغييرات الايجابية التي ارتبطت بالتحول نحو الحكم الديمقراطي ومشاركة الشعوب في تحديد اولوياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية بعيداً عن الحكم الفردي، إلا أنه وفي نفس الوقت قد كان له بعض التداعيات السلبية الاقتصادية والامنية على المدى القصير، تمثلت بإحداث اختلالات واضحة في معدلات النمو الاقتصادي وانخفاض مستوى الامن في بعض تلك البلدان الذي انعكس سلبا على مستوى حياة المواطنين وعلى مستوى الانتاجية، حيث نأمل ان تكون تلك الانعكاسات السلبية مرحلية وليست دائمة.

وقال «نحن ندرك أننا جزء من الاقتصاد العالمي نتفاعل معه ونتأثر بمتغيراته سلبيا وايجابيا ويكمن التحدي في كيف يمكن تكييف الاوضاع المحلية مع المتغيرات العالمية والحد من تأثيراتها السلبية»، لافتا الى اننا في الاردن ندرك بأن الاصلاحات السياسية لا يمكن لها أن تتعزز وتتحقق بمعزل عن الإصلاحات الاقتصادية حيث لا يمكن الفصل بينهما، كما أن الكثير من أسباب فشل التنمية يعود إلى الوهم بإمكان تعجيل التنمية الاقتصادية في غياب تحرك واضح تجاه إحداث التحديث والاصلاح السياسي المطلوب.

واوضح ان الاردن شهد خلال العامين الماضيين العديد من الخطوات الاصلاحية الهامة جاء في مقدمتها تعديلات دستورية جوهرية انبثق عنها انشاء المحكمة الدستورية، والهيئة المستقلة للانتخابات، بالإضافة إلى تعديل قانوني الانتخاب والاحزاب السياسية وقانون الاجتماعات العامة.

وقال النسور ان أحد أهم الاستحقاقات التي تم انجازها هو اجراء الانتخابات النيابية بداية العام الحالي بإشراف كامل من الهيئة المستقلة للانتخابات أفرزت مجلس نواب دون أي نوع من التأثير على إرادة الناخبين في اجواء من الشفافية والحرية والنزاهة اشاد بها كافة المراقبين الدوليين والمحليين، والاهم من ذلك رضى المواطنين على الاجراءات المتبعة. واستكمالا لهذا الانجاز فان الحكومة ملتزمة بإنضاج فكرة الحكومة البرلمانية على أساس برامجي، حيث تصب جهودنا حالياً تجاه تحقيق هذا الهدف.

واكد ايمان الأردن بأن هدف أي عملية سياسية كانت أو تنموية هو المواطن، وتعزيز ثقته بمؤسسات الدولة وتفعيل مشاركته في صنع القرار والمساهمة في تحديد أولوياته، مضيفا انه ولتجسيد ذلك، قمنا في الأردن بتشكيل لجنة للنزاهة الوطنية تعمل على اصدار توصيات محددة وواضحة لتمكين أجهزة الرقابة وتعزيز قدراتها المؤسسية، وإصلاح منظومة الانظمة الادارية والمالية، وترسيخ مبادئ الحوكمة والشفافية والمساءلة على مستوى مؤسسات الدولة كافة وضمان كفاءة إدارة المال العام، وتطوير الاطر الناظمة للعلاقات التشاركية بين مختلف القطاعات.

وتم خلال مأدبة الافطار تبادل وجهات النظر حول جملة من القضايا التي تشغل الرأي العام في العالمين العربي والتركي، وعلى رأسها الأزمة السورية إلى جانب التباحث حول العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين تركيا والدول العربية.

على صعيد متصل، استقبل رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور في مقر إقامته في اسطنبول مساء أمس الأول الخميس رئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية سوما شاكربارتي بحضور وزير التخطيط والتعاون الدولي وزير السياحة والاثار الدكتور ابراهيم سيف والسفير الاردني في تركيا أمجد العضايلة.

وتم خلال اللقاء استعراض سبل زيادة التعاون بين الأردن والبنك في ضوء بدء البنك أعماله في الأردن، والبرامج التي يمكن أن يقدمها للمملكة للمساهمة في دفع جهود وخطط التنمية.

واستعرض رئيس الوزراء الاصلاحات التي ينفذها الاردن في المجالات كافة خصوصا الاقتصادية منها بهدف تحسين أداء الاقتصاد الوطني، وتعزيز البيئة الجاذبة للاستثمارات لافتا بهذا الصدد الى الاصلاحات التشريعية التي يجري العمل على انجازها لا سيما مشروع قانون الاستثمار الجديد الذي يسهل ويختصر الاجراءات ومشروع قانون ضريبة الدخل الذي سيتم ارساله قريبا الى مجلس النواب اضافة الى مشروع قانون «من اين لك هذا».

كما استعرض النسور الاصلاحات السياسية التي انجزها الاردن مؤكدا ان نجاح التجربة الاردنية في هذا المجال يمكن ان يشكل نموذجا للدول العربية الساعية الى التغيير معربا عن ايمانه بان القطاع الخاص لا يمكن ان يزدهر في دولة غير ديمقراطية.

ولفت رئيس الوزراء الى التحديات الاقتصادية التي تواجه الاردن مشيرا الى تداعيات الازمة السورية على الاردن وتدفق اعداد كبيرة من اللاجئين وصل الى نحو 430 الف لاجئ مسجل رسميا يشكل ضغطا وعبئا اضافيا على موارد الاردن المحدودة في قطاعات الصحة والتعليم والبيئة والمياه وفرص العمل وغيرها.

واعرب رئيس الوزراء عن تقدير الاردن للدعوة المشتركة التي وجهها البنك ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لاربع دول عربية متجهة نحو الديمقراطية وهي الاردن ومصر والمغرب وتونس للمشاركة في الاجتماع السنوي لمجلس محافظي البنك.

وتناول الحديث خلال اللقاء القطاعات التي يمكن للبنك المساهمة في دعم وتمويل اقامة مشروعات فيها مثل المياه والنقل والطاقة المتجددة والاسواق المالية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تعتزم الحكومة توجيهها الى المحافظات بما يسهم في التخفيف من مشكلتي الفقر والبطالة.

من جهته، أعرب شاكربارتي عن الامل بافتتاح مكتب البنك الدائم في عمان قريبا بما يسهم في زيادة التعاون بين الجانبين مؤكدا ان البنك والاردن يتمتعان بعلاقة شراكة ومستقبل واعد لتعزيزها مثلما اكد استعداد والتزام البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لتقديم المساعدات الفنية والتنموية للمملكة.

وأشاد بالإصلاحات التي ينفذها الاردن في المجالات كافة لافتا الى ادراك البنك لحجم الاعباء الاضافية التي يتحملها الأردن جراء استمرار الأزمة في سوريا.

وقال: جئنا الى الاردن لنساعد في مواجهة التحديات التي تمر بها المملكة والناجمة عن الاحداث السياسية في المنطقة. 

كما التقى رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور لدى وصوله اسطنبول مساء امس الاول رئيس بلدية اسطنبول قادر طوباش وبحث معه عددا من القضايا المتعلقة بمسيرة التعاون والاستفادة من التجارب والخبرات المشتركة.

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.