• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

انهيار سمعة التوجيهي وتحديات أساسية أمام الدولة لإستعادة هيبتها

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2013-07-02
1096
انهيار سمعة التوجيهي وتحديات أساسية أمام الدولة لإستعادة هيبتها

 بسام بدارين

لا يبدو الإعتراف ضمنيا بتسريب أسئلة الثانوية العامة في الأردن مقدمة لشفافية من طراز جديد على مستوى وزارة التربية والتعليم بقدر ما يؤشر على تجاوز إضطراري لمحطة النكران بعد التأكد من صعوبة الإستمرار في مسلسل النفي إثر تداول المواطنين نسخة من الأسئلة على نطاق واسع.
وزير التربية والتعليم محمد الوحش تحدث علنا عدة مرات عن مافيا ومجموعات تحاول تشويه سمعة وزارته قبل أن تصدر الإعترافات بأن ما يتحدث عنه الناس والإعلام صحيح فقد تمكنت وسائل إعلام محلية من نشر صور لأسئلة الثانوية العامة ولإمتحان الشامل وعلى نطاق واسع.
بالسياق تكررت على نحو فاضح محاولات ‘الغش الشعبي’ في منطقة البلقاء وتكاثرت الإضطرابات التي يقوم بها الأهالي لتمكين أولادهم من الغش في الإمتحانات في مظهر لا يمكن رصده إلا في الحالة الأردنية بعدما تساهلت مؤسسات الدولة عشرات المرات وشجعت الغش الأهلي بدعوى الحرص على عدم تغذية مظاهر الحراك.
قبل ذلك وفي مدينة السلط منذ عامين أغلق بعض المواطنين الطريق العام إحتجاجا على إجراءات إتخذها وزير التربية الأسبق عيد الدحيات ضد الغش في قاعات الإمتحان.
ومع إخفاق وزير التربية الجديد محمد الوحش الواضح في وضع آلية تحمي مستقبل البلاد من الغش والوسائل المساندة له إنهارت سمعة إمتحان الثانوية العامة ومصداقيته وسط الناس بنفس الطريقة التي إنهارت فيها مصداقية المؤسسات الجامعية بسبب سياسات القبول الإستثنائية التي تمهد عملية الغش أيضا.
وقبل ذلك أيضا تعطلت الجامعات في مختلف أنحاء البلاد عدة مرات بسبب مظاهر العنف الجامعي التي إجتاحت المؤسسات الجامعية.
وقال وزير التعليم العالي الدكتور أمين محمود لـ’القدس العربي’ بأن وزارته باشرت بتنفيذ إستراتيجية جديدة لمواجهة ظاهرة العنف الجامعي بعد التشاور مع البرلمان تتضمن إقامة حوارات داخل المؤسسات الطلابية ومع المجتمع المحلي وتبيان مظاهر الخسارة الجماعية بسبب أي ظواهر تؤثر سلبا على معطيات العملية التعليمية وسمعة مؤسساتها.
لكن في الواقع يتحدث مراقبون عن كلفة باهظة للنسخة الأردنية من الربيع العربي أثرت سلبا على مجمل حضور المؤسسة البيروقراطية وقوتها ودورها التقليدي بعدما رأى الجميع مظاهر إعتراض ومناكفة وتسيب لم تكن مألوفة خصوصا بعد موجة عاتية من محاولات إستثمار الحراك الشعبي في إعتصامات وإضرابات مطلبية ومعيشية مست مصالح المواطنين والدولة عدة مرات.
وزير الطاقة مالك كباريتي تحدث علنا عن إمتناع مواطنين في بعض المناطق عن دفع فاتورة الكهرباء ووزارة المياه إشتكت علنا من محاولات الإعتداء المستمرة على نمط توزيع المياه وكذلك عدم الإلتزام بدفع الفواتير وإستعمال العنف أحيانا في مواجهة محاولات موظفين إداريين تحصيل بدل إستهلاكات المياه.
حتى عندما تحدث رئيس الوزراء عبدلله النسور على هامش لقاء حضرته القدس العربي عن تفكير حكومته بآلية جديدة لأسعار الخبز أشار إلى أن أحد الأسباب الرئيسية يتعلق بتهريب مادة الطحين الإستراتيجية بالسعر المدعوم إلى دول جوار من بينها العراق والسعودية.
تلك أمثلة متعددة على إستمرار مسلسل الضعف في المؤسسة البيروقراطية الأردنية التي كانت دوما خبيرة ويعتد بها وسط تنامي حالة تمرد غير مألوفة على نفوذ هذه المؤسسة وأفرعها سواء بين المواطنين أو بين أوساط الموظفين، الأمر الذي يجعل تسريب الإمتحانات مثلا أحد تداعيات ما يحصل في المؤسسات البيروقراطية حيث لا تردع العقوبات الإدارية ولا يتميز الموظف بالولاء البيروقراطي كما كان يحصل دوما في الماضي.
هذه الأمثلة مردها وفقا لرأي مدير الأمن العام وعضو البرلمان سابقا مازن القاضي شعور عام بالخوف من المجهول فيما دفعت مثل هذه الإنفلاتات إلى ممارسات تعتدي على القانون والدستور من قبل حراس القانون كما يلاحظ المحامي الناشط موسى العبدللات.

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.