جولة خامسة حاسمة لاختيار مدير عام لليونيسكو اليوم

لكن يفترض الا يشكل التصويت مساء اليوم الفصل الاخير من هذه الانتخابات التي شهدت احد منافسة واكبر تغطية اعلامية منذ انشاء اليونيسكو في 1945.

فاسم خليفة الياباني كويشيرو ماتسورا سيصادق عليه في تصويت سري الشهر المقبل المؤتمر العام للجمعية العام التي تضم الاعضاء ال193 في المنظمة التي تتخذ من باريس مقرا لها.

وكان فاروق حسني وزير الثقافة المصري منذ اكثر من عشرين عاما وايرينا بوكوفا الدبلوماسية المحترفة، تعادلا في الدورة الرابعة من التصويت امس الاثنين وحصل كل منهما على 29 صوتا في المجلس التنفيذي لليونيسكو.

وانحصرت المنافسة بينهما بعد انسحاب النمساوية بينيتا فيريرو فالدنر والاكوادورية ايفون باكي.

واذا لم تنبثق اغلبية في الدورة الخامسة التي يفترض ان تبدأ عند الساعة 30،16 تغ، يصبح من الضروري اجراء سحب بالقرعة.

وهي سابقة في اليونيسكو التي لم تبت حتى صباح اليوم في الشكل الذي سيتخذه ذلك حسبما ذكر مصدر في اليونيسكو لوكالة فرانس برس.

وقال هذا المصدر ان "طرق سحب القرعة تدرس حاليا"، موضحا ان مجرد ورقة تحمل اسم الفائز يمكن ان تنهي هذا التشويق.

وتراجع وضع فاروق حسني الذي كان الاوفر حظا للفوز، خلال دورات التصويت المتتالية في الانتخابات التي تقدم اليها تسعة مرشحين.

وكانت بينيتا فيريرو فالدنر اكدت عند انسحابها ان "القيم الاخلاقية" لليونسكو و"مثالياتها" كانت "الرهان الحقيقي لهذا الانتخاب" ودعت بشكل واضح الى قطع الطريق على المرشح المصري الذي يتولى حقيبة الثقافة في حكومة بلده منذ اكثر من عشرين عاما.

وتدين منظمات يهودية ومثقفون منذ اسابيع احتمال تولي فاروق حسني منصب مدير اليونسكو -- اول عربي يشغل هذا المنصب -- وتتهمه باتخاذ مواقف معادية للسامية ولاسرائيل وبالانتماء الى نظام يمارس الرقابة.

وهم يأخذون عليه انه صرح في 2008 امام البرلمان المصري انه "سيحرق بنفسه" الكتب العبرية اذا وجدت في مكتبات البلاد. الا انه اعتذر عن هذه التصريحات ونفى ان يكون لديه اي مواقف معادية للسامية.

يرى انصار حسني البالغ الثانية والسبعين من العمر انه يتمتع بعقلية عصرية متفتحة. فالرجل، الذي يهتم باناقته ويتحدث اربع لغات (العربية والانكليزية والفرنسية والايطالية) فنان تشكيلي اقام معارض للوحاته في مناطق عدة من العالم.

لكن حسني كثيرا ما تعرض لهجوم شديد سواء من الاسلاميين الذين يأخذون عليه نزعته الليبرالية او من المثقفين العلمانيين الذين ينتقدون الرقابة والانتهاكات الحكومية للحريات.

والاوروبيون منقسمون على هذا الترشيح. وقد اكدت المانيا انها عازمة على قطع الطريق على توليه هذا المنصب لكن الفرنسيين اكدوا مطلع ايلول/سبتمبر ان باريس ليست ضد ترشيحه.

ويشارك الرئيس المصري حسني مبارك في رئاسة الاتحاد من اجل المتوسط مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي اطلق المشروع في 2008.

اما اسرائيل، فقد رفعت معارضتها لترشيحه اثر لقاء بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ومبارك بينما تلعب مصر دورا اساسيا في ملفات عدة في الشرق الاوسط.

واذا انتخبت بوكوفا (57 عاما) فستكون اول امرأة تتولى ادارة هذه المؤسسة المكلفة تطبيق برامج تربوية وتأمين حماية التراث والتحرك من اجل الدفاع عن حرية التعبير.

وبوكوفا دبلوماسية محترفة درست في موسكو وعملت في وفد بلدها في الامم المتحدة. كما ادت دورا سياسيا في بلغاريا بعد انهيار الشيوعية. ا ف ب