• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

الأردن يخطط لاستثمار مقعده الجديد في مجلس الأمن لأقصى مدى

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2013-12-14
874
الأردن يخطط لاستثمار مقعده الجديد في مجلس الأمن لأقصى مدى

لا يمكن إغفال العبارة التي تتحدث عن ‘التوافق على دعم خطة كيري’ ضمن سياق الخبر الرسمي المدروس الصادر عن القصر الملكي الأردني بمناسبة الإتصال الهاتفي بين الملك عبدلله الثاني والرئيس محمود عباس الخميس الماضي.
هذه العبارة وضعت بالنص لهدف يقول دون مواربة بأن الزعيمين إتفقا على دعم خطة وزير الخارجية الأمريكي الذي عاد للمنطقة قبل يومين.
ضمنيا يعني ذلك بأن عمان تكشف للعامة الآن وبعد سلسلة إنكارات عن وجود شيء إسمه ‘خطة كيري’.
وهي خطة بقيت مجهولة بالنسبة للرأي العام في الأردن وفلسطين وأغلب التقدير أنها تحتوي على جزئين، الأول مطروح علنا في المفاوضات والثاني لم يعلن بعد.
واضح تماما أن الجانب السري هو الأكثر إثارة، فالإعلان في عمان عن إسناد لخطة كيري المفترضة يؤشر على أن طبخة ما بدأت تنضج كما قال الرجل الثاني في الأخوان المسلمين الشيخ زكي بني إرشيد.
وولادة هذه الخطة رهن بإقناع إسرائيل فيها خصوصا بعدما تحركت ماكينة المفاوضات مؤخرا وتحركت معها ماكينة التطبيع بالكشف عن خلفية مشروع قناة البحرين.
‘القدس العربي’ نشرت في وقت سابق المعلومات الأساسية عن مشروع كيري لتنشيط عملية السلام وحل الصراع العربي الإسرائيلي وسط معلومات ترجح إجراء تعديل هنا وآخر هناك على بعض التفاصيل لإنضاج المسألة.
ولوحظ مؤخرا تكاثر تسريبات الصحافة الإسرائيلية والعالمية المتعلقة بما يجري تحديدا في منطقة الأغوار التي ستتحول بموجب خطة كيري إلى منطقة إستثمارية ضخمة تحرسها قوات متعددة الجنسيات مع إشراف الأردن- عن بعد- على الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
بالنسبة لوزير الإتصال الناطق الرسمي الأردني الدكتور محمد المومني هذه مجرد تسريبات فعمان ليست طرفا في المفاوضات لكنها في الغرفة التي تدار فيها هذه المفاوضات وعندما ينجز شيء لمصلحة الشعب الفلسطيني سيكون الأردن أول الداعمين.
الإسرائيليون يفضلون لعبة التسريب الصحافي، يقول مسؤول أردني بارز لـ’القدس العربي’ لكن نحن في عمان نرد عليهم فقط بتكتيك معاكس يجبرهم على التقدم بوثيقة رسمية عبر القنوات الرسمية معاكسة لما يسربونه لصحافتهم بين الحين والآخر.
الحكومة الأردنية سياسيا لا زالت تتصرف على أساس أن الملفات الأساسية في المنطقة لا يمكن إنجازها بدون الدور الأردني أو بعيدا عنه كما ألمح رئيس مجلس الأعيان الأسبق طاهر المصري.
لكن أي معالجة من أي نوع للوضع في الشمال حيث سوريا أو في الغرب في فلسطين غير منجزة إطلاقا برأي عضو البرلمان الأسبق مازن القاضي بدون الأردن.
لهذا يراقب الأردن المفاوضات جيدا وتفاصيلها ويجلس وزير الخارجية ناصر جودة ورجاله في الغرفة بجوار المتفاوضين ومع طاقم كيري حتى تتمكن عمان من الإطلاع على كل التفاصيل.
لذلك يمتدح رئيس الوزراء عبدلله النسور الرئيس محمود عباس ويبلغ ‘القدس العربي’ في حديث نقاشي جانبي بأنه-أي عباس- يضع الأردن بصورة التفاصيل وهو موقف يحسب له.
مفيد في قياسات الدبلوماسية الأردنية أن ينهض الأردن بدور محوري في مسألتي سوريا وفلسطين خلال العامين المقبلين بصفته الجديدة كعضو غير دائم في مجلس الأمن قد يتولى رئاسته مطلع العام المقبل.
في غرفة القرار الأردنية يقال بشدة بأن هذا ‘المقعد’ وبعدما فرضته السعودية على المملكة وإستبدلته بمقعد عمان في مجلس حقوق الإنسان الدولي ينبغي استثماره حتى النهاية وبكل طاقة ممكنة.
ثلاث مساحات حصرية قابلة لمثل هذا التوظيف الأردني الدبلوماسي: الملف السوري حيث تطمح عمان بالجلوس على الطاولة في جنيف 2 حاملة لملف اللاجئين، والملف الفلسطيني حيث يتضاعف الإهتمام بمشروع كيري، والملف الإقتصادي بعدما وصلت الديون الأردنية لأكثر من 27 مليار دولار.
أمام ‘القدس العربي’ وصف النسور الوزير كيري بأنه ‘جدي ومتحمس′ جدا وفي وزارة الخارجية الأردنية يقال بأن كيري متحمس أكثر حتى من الرئيس عباس ومن الإدارة الأمريكية نفسها وهذا الحماس قد يصل لشيء في النهاية مع اقتراب مدة الأشهر التسعة على الإنتهاء.
يبدو أن حماس كيري في الأيام الأخيرة دفع الأردنيين والسلطة الوطنية لإصدار بيان عن اتصال هاتفي بين الملك وعباس يتضمن عبارة تقول بضرورة العمل المشترك على دعم خطة كيري ما دامت قد بدأت تقلق إسرائيل وما دامت توفر إطارا لصياغة النقطة الأكثر إشكالية والمتمثلة بالعلاقات مستقبلا بين الأردن ودولة فلسطين الوليدة.

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.