خارج السياق، دم زعيتر ليس آغلى من دم الآلاف..!

بقلم .. المحامي عبد الوهاب المجالي 

 الإحتجاج على مقتل زعيترّ والصمت على مقتل المئات يومياً على مساحة الوطن العربي والإسلامي سلوك غير مفهوم، القتيل لم يذهب لفلسطين فاتحاً رافضاً للإحتلال ولم يكن يحمل بيديه ما يدل على ذلك، الآرّجح انه ذهب زائراً قابلاً قانعاً ان يدخل تحت ظل حراب جنود الإحتلال شأنه شأن الآلاف في زمن الهوان العربي!!

الدم العربي مسفوح، يقتل يومياً المئات ولا تكاد نشرة آخبار تخلو من روح أزهقت هنا وأخرى هناك غيلة وغدراً، براميل تتساقط على آبرياء بإسم الدفاع عن الشرعية والوحدة ومقاومة الإحتلال، وجماعات بإسم الدين والرب وتحت عنوان الجهاد نصبت من نفسها وكيلاً عن الله في الآرض وهو منهم براء، وأنظمة تمتهن كرامة المواطنيين يومياً دفاعاً عن الكرامة والحرّية!!!!!!

كل يوم يسفك دم عربي او إسلامي مئات الآلاف قتلوا في العراق وسوريا وليبيا والجزائر والسودان ولا زالوا يقتلون، إغتيالات في تونس وإعتقالات في مصر ومعظم البلاد العربية خارج كل النظم التشريعية السماوية والآرضية، طائرات بدون طيار تجوب الفضاء العربي الآعزل تقتل تقصف كيفما تشاء، عن أي حرمة وكرامة تتحدثون؟؟!!

الكارثة ومنتهى السخرية المطالبة برحيل الحكومة وتحميل النسور المسؤولية عن دم زعيتر والطلب منه طرد السفير الإسرائيلي، با الله عليكم أي هراء هذا، وكلنا نعلم ان النسور وكل من هم على شاكلته ما هم إلا حجارة على رقعة شطرنج او عبيد مأمورين لا يملكون من آمرهم شيئاً!!

آين هي القيادات المبجلة حامية الحمى التي رهنت نفسها كما تدعي حماية حياة المواطن وصون كرامته وضمان حقوقه، التي نظمت ببطولاتها القصائد والآهازيج والآغاني تحت مسمى وطنية؟؟!!

كفى عهراً ودجلاً ونفاقاً، سموا الإشياء بأسمائها إن كنتم صادقين..

من هانت عليه نفسه هان عند الآخرين..!!