- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
القبضة الأمنية، الإحتماء بالخارج، طريق الآنظمة لِـ".." التاريخ..
المحامي عبد الوهاب المجالي
يقيناً من آهم آسباب ما يجري في الوطن العربي الدكتاتورية، الشعور بالظلم، غياب العدالة، الفساد مما آوجد حالة من اليأس وقضى على آحلام المواطنيين وآمالهم..
لأسكات الشعوب تنتهج الأنظمة نهج القبضات الآمنية رغم فشله وعدم نجاعته على مدى التاريخ، النهج الذي لا يلجأ إليه إلا العاجزين عن إيجاد حلول لمشاكلهم، او اللذين لا يستوعبون التنازل عن السلطة او التداول عليها..
تجاهل التاريخ والتجارب وعدم آخذ العبرة والتعلم من آخطاء الآخرين قمة الغباء، فالتجارب علمتنا ان القبضات الآمنية سيطالها الوهن، لن تستمرّ، سيفتك المرض بها مهما كانت جبروتها، في لحظة ما يتهاوى كل شيء دُفعة واحدة كما حدث في آكثر من بلد عربي..
الاغبى الإرتباط بقوى الخارج والإحتماء بها، هذا الإرتباط آمده قصير، صلاحية لا بد آن تنتهي ويأتي يوم ترفع به تلك القوى يدها عن الآنظمة حال إنتهاء المصلحة او إنتفائها او عندما تجد بديل آفضل، كما حدث لشاه إيران ومبارك وغيرهم..
الَسِمة المشتركة للنظام العربي مع بعض الإستثناءات الضئيلة والمحدودة جداً الآسباب آنفة الذكر، وعلى الرغم من الزلازل التي عصفت بأكثر من دولة، لا زالت الأمور على حالها في اكثر من بلد، لا بل بعضها تمادى في قبضاته وكأنه يسعى او مُستعجلاً بلوغ حتفِه..!!
لا زالت بعض الآنظمة تسوق مبررات وجودها التي آتى عليها الدهر.. الرجل الضرورة، المصلحة الوطنية، متطلبات المرحلة، التخويف من البديل والى ما ذلك، تفتآت على الإرادة الشعبية وتزور الإنتخابات، وما يحدث في مصر العودة الى المربع الآول دليل حيّ على تلك المهازل..
ما حدث في مصر لا يختلف عمّا يحدث في سوريا والعراق والجزائر الى حدٍ ما، ففي الوقت الذي تغلي فيه تلك الدول على صفيح ساخن، مصيرها على كف عِفريت، يعُمها القتل والدمار والخراب، عشرات الآلاف في المعتقلات والسجون وملايين المهجريين والمشردين، تجري إنتخابات وهمية نتيجتها معروفة سلفاً وبكل وقاحة..!!
المالكي والآسد مُتحالفين مع ملالي إيران على أسس غير سوية لا تخدم مصلحة الدولتين بالكامل، والآخيرة تعاني الآمرين وفي وضع لا تحسد عليه، إستمرار هذا التحالف عليه علامة إستفهام، لا يستطيع الصمود وآجله محدود كون الجغرافيا الإجتماعية او البشرية لا تقبل مثل هذا التحالف لا بل ترفضه ولم تقرّ به كأمر واقع..
من ناحية ثانية إطالة آمد الحرب إستنزاف ممنهج لقدرات التحالف خاصة فيما يتعلق بإيران سوريا وحزب الله، ولا بد يأتي يوم تجد تلك الآنظمة والمليشيات انها قد خسرت كل شيء آسلحتها وعبيتها..
في مصر الدلائل تُشير تحالف السيسي مع قوى آجنبية لا تريد الخير لمصر بخروجها معافاة من الربيع العربي وفي مقدمة تلك الدول إسرائيل وقوى عربية تتوجس من ان تطالها رياح التغيير، ويجري التخطيط لها لتلحق بشقيقاتها سوريا والعراق لتفكيك الجيش المصري وليعُمها القتل والدمار والخراب، وهو ما تعمل على تحقيقه بكل غباء سلطة الإنقلاب بالإعتماد على القوة والبطش والإقصاء والتهميش لإرّكاع المواطنيين قبول الواقع جبراً..
باقي الأنطمة العربية لم تتعلم الدرّس ولم تأتي أي خطوه متقدمة لتفادي ما وقعت به غيرها بإختصار تشتري الوقت على آمل تغير وتبدل الظروف، تجترّ نفس المقولات وتسوق نفس الخزعبلات ولا زالت تراهن على كفالة الآجنبي حمايتها، متجاهلة عقم القبضات الآمنية والآورام التي تعصف بها من الداخل التي ستفتك بها قبل غيرها..
![أضافة تعليق](images/commentadd.png)