شهدت العاصمة عمان أزمة سير خانقة صباح الأحد الأول من شهر رمضان المبارك، تزامنا مع زحف الموظفين إلى أماكن وظائفهم وأعمالهم؛ ما أدى إلى تكدس المركبات، وتصاعد أصوات أبواقها في الشوارع، وبخاصة مع ازدياد أعدادها في السنوات الأخيرة.
وكان من الملاحظ أن ضغط السير ازداد في شوارع عمان باتجاه المناطق التي تكثر فيها الدوائر والمؤسسات الحكومية، إضافة إلى المؤسسات والشركات الخاصة، في الوقت الذي تزامن فيه انطلاق موظفي القطاعين العام والخاص في وقت واحد إلى أماكن عملهم.
أزمة السير هذه تتكرر في كل عام مع حلول شهر رمضان، ويلمس السائقون والمواطنون نتائجها المزعجة، فيشكون ويقترحون ويدعون إلى تدخل رجال السير للحد من الأزمة، والعمل على إنهائها؛ لأنها تعمل على تضيع وقتهم وتأخير إنجاز مصالحهم.
من ناحيتها، تبرر وتبين إدارة السير الأسباب المؤدية إلى الأزمة، لافتة إلى أن من الأسباب الرئيسية هي ذروة الذهاب
والإياب للدوام والعمل، حيث انطلاق الموظفين والعاملين إلى دوامهم في وقت وساعة واحدة.
ومن الحلول العملية لإدارة السير للأزمة، العمل على نشر رقباء السير في الشوارع وعلى الطرقات الرئيسية، لمراقبة حركة المرور، وتمرير المركبات في جميع الاتجاهات وحسب الحاجة، لتخفيف الضغط من الاتجاهات التي تزداد فيها الأزمة وتعمل على تغذيتها.
وفي بيانها الذي سبق حلول شهر رمضان، أوضحت مديرية الأمن العام أنها اتخذت إجراءات شملت كافة مناطق المملكة، حيث ستنتشر دوريات آلية وراجلة من مرتبات السير والدوريات الخارجية لتنفيذ خطتها المرورية خلال الشهر الفضيل لمواجهة الازدحام المروري الذي ستشهده مختلف الطرق خاصة ما قبل وبعد الدوام، وقبل وبعد الإفطار، مع تعزيز الرقابة المرورية على شوارع العاصمة بمساندة من طائرات جناح الأمن العام الجوي ضمن الفترة الصباحية والمسائية.
وعلى الرغم من الإجراءات والاستعدادات المسبقة التي تتخذها إدارة السير قبيل حلول شهر رمضان المبارك من كل عام، لأجل الحد من الأزمات المرورية والسيطرة عليها خلال الشهر الفضيل، وتحديدًا في أوقات الذروة، إلا أن السائقين والمواطنين يتساءلون هل ستكون هذه الاستعدادات كفيلة بأن تلغي المشهد الرمضاني الدائم الذي بدأ هذا العام منذ اليوم الأول، حيث تكدست السيارات وتشكلت الأزمة لتعيق الحركة المرورية وتعطل السير في المناطق الحيوية من العاصمة تحديدًا.