• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

صعود اليمين في إسرائيل ونتنياهو بدأ مشاوراته وباراك للمعارضة

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2009-02-11
1752
صعود اليمين في إسرائيل ونتنياهو بدأ مشاوراته وباراك للمعارضة

أظهرت نتائج الانتخابات الكنيست الاسرائيلية صعود أحزاب اليمين وتراجع لحزب العمل الاسرائيل الذي يعتبر من الاحزاب المؤسسة لدولة اسرائيل. ورغم حصول حزب الوسط كاديما الذي يعتبر من احزب الوسط على اكبر عدد من المقاعد، 28 مقعدا، لكن الاحزاب اليمينية حصدت الكثير من نصف مقاعد الكنيست الاسرائيلي حسب النتائج شبه النهائية. وبدات في اسرائيل دعوات لتحالف بين حزب العمل وكاديما لمواجهة حظوظ اليمين في تشكيل الحكومة المقبلة.

 فقد حصل اليمين على 61 مقعدا من مقاعد الكنيست البالغة 120. وجاء الليكود في المرتبة الاولى بـ 27 مقعدا واسرائيل بيتنا على 15 وشاس على 11 ويهادوت هاتورة 5 وحزبا المستوطنين الوطن اليهودي والوحدة الوطنية على 7 مقاعد.
 
بينما حصل حزب كاديما 28 مقعدا والعمل 13، وحزب ميريتس على 3 والاحزاب العربية على المقاعد الباقية التي تبلغ 11 ولا يرجح ان تنضم الاحزاب العربية الى اي ائتلاف حكومي اسرائيلي مقبل.
 
وسيبدأ الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في الأسبوع المقبل مشاوراته لتشكيل حكومة جديدة، حيث تتحدث المصادر الى امكان قيام تحالفات غير متوقعة من اجل السباق بين الحزبين المتقاربين كاديما وليكود، حيث يتعين جمع 61 مقعدا من مقاعد الكنيست البالغة 120 لتشكيل الحكومة.
 
ويكون أمام رئيس الوزراء المكلف مدة تصل الى 42 يوما لتشكيل حكومة والحصول على موافقة البرلمان. واذا فشل في ذلك يمكن للرئيس تكليف عضو آخر بالكنيست بمحاولة تشكيل حكومة. ودائما ما تولت السلطة في اسرائيل حكومات ائتلافية لانه لم يحدث قط أن فاز حزب واحد بما يكفي من الاصوات في الانتخابات ليضمن أغلبية برلمانية له.
 
تراجع آمال الليكود
 
وكانت آمال الليكود حزب المعارضة الرئيسي بقيادة نتانياهو الذي اعتبر لفترة طويلة الاوفر حظا في التقدم تراجعت قبل ساعات من انطلاق الاقتراع، ليعطي الفرصة حسب استطلاعات الرأي لكاديما حزب وزيرة الخارجية تسيبي ليفني.
 
وخلال الحملة الانتخابية لم يستبعد نتنياهو ولا تسيبي ليفني اشراك ليبرمان في الحكومة. وتمحورت حملة ليبرلمان على التشكيك في "ولاء" عرب اسرائيل (1,2 مليون نسمة اي 20% من سكان إسرائيل) للدولة العبرية.
 
والتقدم الذي أحرزه ليبرمان كحزب يحتل المركز الثالث يضعه في موقع الحليف الذي لا يمكن تجاوزه او حتى "صانع الملوك". وشدد نتنياهو من لهجة خطابه في الفترة الاخيرة في محاولة للجم انتقال ناخبين من الليكود الى اسرائيل بيتنا ووعد ليبرلمان بوزارة "مهمة".
 
ويرى معارضوه أنه متطرف "فاشي" و"عنصري" يمثل خطرا على أكثر من مليون ومائتي الف عربي فلسطيني من سكان البلاد.
 
وكانت الانتخابات التشريعية مقررة اساسا في 2010، لكن تم تقديم موعدها بعد استقالة رئيس الوزراء ايهود اولمرت في سبتمبر/ايلول اثر الاشتباه بضلوعه في عدة قضايا فساد.
 
تراجع المشاركة العربية
 
وإذ ذاك، سجلت المشاركة الانتخابية بين الأقلية العربية تراجعا واضحا، وقال رئيس طاقم يوم الانتخابات في الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة, احدى القوائم العربية الثلاث المشاركة, ان النسبة بلغت 21% في الثالثة بعد الظهر. وتقل النسبة الأخيرة كثيرا عن النسبة العامة للإقبال على الانتخابات والتي بلغت في ذات التوقيت 34 في المائة.
 
وأكدت استطلاعات الراي أن مشاركة الاقلية العربية ستكون ادنى من السابق بسبب الاستياء من الحرب الإسرائيلية على غزة، التي جعلت العرب يشعرون بأن وجودهم ليس له أي تاثير في السياسة الاسرائيلية.
 
وفيما يتعلق بالمرشحين الدروز الخمسة الذين ينافسون على مقاعد مضمونة ضمن لوائح أحزاب إسرائيلية، يشكل هذا العدد اكبر نسبة تمثيل في اسرائيل نظرا لان الطائفة الدرزية المنتشرة في الجليل الاعلى لا تعد اكثر من مائة الف نسمة من بين نحو سبعة مليون اسرائيلي. ويبلغ عدد الناخبين الاسرائيليين نحو خمسة ملايين تمت دعوتهم لانتخاب نواب الكنيست المائة والعشرين.
 
ومن ابرز المرشحين الدروز سعيد نفاع, مرشح المقعد الثاني في حزب التجمع الديمقراطي الذي اسسه عزمي بشارة, والمطالب بدولة ثنائية القومية.
 
وان كان فوز نفاع متوقف على نسبة مشاركة العرب في الانتخابات, فإن مقعد المرشح الدرزي مجلي وهبي نائب وزيرة الخارجية تسيبي ليفني والمرشح الى المقعد الحادي والعشرين في قائمة كاديما, من المقاعد المضمونة.
 
وهناك المرشح ايوب قرا للمقعد الحادي عشر في حزب الليكود بزعامة بنيامين نتانياهو, وانتخابه ايضا مضمون, وكذلك مقعد شكيب شنان المرشح للمقعد السادس عشر في حزب العمل.
 
لكن الدرزي الخامس المثير للجدل هو حمد عمار المرشح للمقعد الثاني عشر في حزب "اسرائيل بيتنا" بزعامة افيغدور ليبرمان اليميني المتطرف الذي يطرح افكارا معادية للعرب ويصل الى حد تبني فكرة "الترانسفير القومي".
 
نظام نسبي
 
وتوزع مقاعد الكنيست بنظام التمثيل النسبي على قوائم الاحزاب، التي قد تضمن حصول الحزب الواحد على مقاعد بمجرد تجاوزه عتبة الحد الادنى، وهي 2% من اجمالي عدد الاصوات على المستوى الوطني.
 
ويضع الناخبون قطعة من الورق يكتبون عليها الحروف الاولى للحزب الذي انتخبوه، واسم الحزب، في مظروف يضعوه في صندوق الاقتراع. ويجرى احصاء الاصوات في مركز الاقتراع وتنقل النتائج الى مجلس انتخابي اقليمي.
 
وبثت وسائل الاعلام الاسرائيلية استطلاعات رأي الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع فور انتهاء التصويت. ويتوقع اعلان النتائج النهائية الرسمية صباح الأربعاء، وتعتمد رسمياً عند نشرها في 18 فبراير/شباط في الصحيفة الرسمية.
 
وبعد أيام من إعلان النتائج، يجري الرئيس الاسرائيلي مشاورات مع الاحزاب السياسية، لاختيار عضو في الكنيست ليحاول تشكيل حكومة. وجرت العادة على أن توكل هذه المهمة الى زعيم الحزب الذي فاز بأكثر الاصوات.
 
الاستطلاعات الأخيرة قبل الانتخابات
 
وكانت آخر نتائج استطلاعات الرأي قبل توجه الناخبين الى صناديق الاقتراع رجحت بأن يحقق اليمين الإسرائيلي بقيادة حزب الليكود أكبر المكاسب في الانتخابات.وكان زعيم الليكود بنيامين نتنياهو يشعر الأقرب لتشكيل الحكومة القادمة برغم المنافسة القوية من جانب وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، زعيمة حزب كاديما.
 
وركز زعيم الليكود في حملته على مهاجمة كاديما وزعميته ليفني ويرى أن العملية العسكرية انهيت في قطاع غزة قبل استكمال اهدافها.
 
كما ركز ايضا على رفض وعود ليفني بمواصلة مفاوضات السلام مع الفلسطينيين ويقول إن هذا النهج هو الذي ادى لاستمرار سقوط الصواريخ من غزة على جنوبي إسرائيل.
 
ويشكك نتنياهو في إمكانية إقامة دولة فلسطينية "لا تمثل تهديدا لاسرائيل"، وأكد أيضا خلال زيارة له الاحد لمرتفعات الجولان رفضه الانسحاب منها مقابل السلام مع سورية . وقال نتنياهو في الجولان "كل شخص يريد أن نحافظ على الجولان ويريد أن تبقى القدس الكبرى بأيدينا ويكون له حدود أمنة فيجب عليه أن يصّوت لليكود فلا تضيعوا أصواتكم".
 
ليفني حققت وضعا افضل
 
في المقابل نجحت ليفني خلال الأيام الماضية في تقليل الفارق مع نتينياهو مركزة على برنامجها الذي يتضمن ضرورة استمرار مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. قد أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال إيهود اولمرت تأييده لوزيرة خارجيته.
 
وتعتبر ليفني أن تصاعد قوة حزب الليكود الخطر الاكبر على حزبها الذي كان الحزب الاكبر في الانتخابات السابقة ودعت مناصريها العمل على درء هذا الخطر؟ وخلال جولاتها الانتخابية الأخيرة الاثنين استقلت ليفني قطارا من تل أبيب كما زارت جنوبي إسرائيل.
 
ويرى مراقبون أن تمسك ليفني بنهج المفاوضات قد يحد من فرصها في تشكيل حكومة ائتلافية مع الأحزاب الدينية والقومية إذا فاز كاديما بالانتخابات
 
وتظهر الاستطلاعات ان اي حزب لن يفوز باكثر من ربع مقاعد الكنيست ولذلك تثار التساؤلات حاليا عن خيارات الائتلاف المتوقع ومنها إمكانية موافقة نتنياهو مثلا على تشكيل ائتلاف مع العمل وكاديما بدلا من أن يضع نفسه تحت رحمة الأحزاب الدينية والقومية.
 
حزب ليبرمان 
 
وبعد حملة انتخابية فاترة، لا يزال هناك عدد كبير من الناخبين ممن لم يحسموا أمرهم بعد. ويُتوقع أن يُحقق حزب إسرائيل بيتنا من أقصى اليمين بزعامة أفيجدور ليبرمان أكبر المكاسب الانتخابية. ومن المرجح أن يلعب دورا رئيسيا في المفاوضات لتشكيل الحكومة الائتلافية عقب الانتخابات.
 
ومن ضمن مواقف ليبرمان المثيرة للجدل مطالبته بضم مستوطنات الضفة الغربية والتصريحات شديدة اللهجة ضد عرب 48 حيث طالب بإعادة رسم الحدود لنقلهم إلى أراضي خاضغة للسلطة الفلسطينية.
 
ويعتبر ليبرمان الفلسطينين الذين يعيشون داخل إسرائيل العدو الاخطر ويؤيده في ذلك ليس فقط اليهود الروس بل شرائح اخرى في المجتمع الاسرائيلي. ويقبول مراقبون أن عددا من ناخبي الليكود المترددين قد يمنحون أصواتهم إلى إسرائيل بيتنا. في المقابل تخشى قيادات الليكود من ان يصب ذلك في مصلحة حزب كاديما.
 
حزب العمل 
 
أما وزير الدفاع وزعيم حزب العمل ايهود باراك فقد اعتمد على حرب غزة الاخيرة لرفع شعبية حزبه التي انخفضت بشكل كبير خاصة قبل الحرب.
 
وطرح باراك نفسه كأفضل وزير دفاع في اسرائيل وفي زيارة مؤخرا لبلدة سديروت القريبة من قطاع غزة قال "لا أعتقد أن أي حكومة يمكن لها أن تقبل الهجوم الذي لا يميز أحدا وهو طويل الامد والذي يستهدف المدنيين و يأتي من قبل مناطق مجاورة لنا والتي من المفترض أن تعيش معنا بسلام".
 
وخلال الأسابيع التي سبقت الانتخابات ترددت انباء عن وجود خلاف بين باراك وليفني بعد تصريحات استبعد فيها وزير الدفاع استئناف العمليات العسكرية ضد قطاع غزة بعد ان تم وقف إطلاق النار.
 
ورغم ما أشارت إليه الاستطلاعات بشان تعزيز شعبية باراك بعد العملية العسكرية قد قطاع غزة إلا أن حزب العمل من المرجح أن يحصل على مقاعد أقل من الـ19 مقعدا التي يشغلها في الكنيست الحالي. وفعلا لم يحقق سوى 13 مقعدا.
 
 نتائج الانتخابات الاسرائيلية عن صعود صعود الاحزاب اليمينة في اسرائيل
 
ورغم ان الرئيس الاسرائيلي سيكلف زعيم اقوى الاحزاب في الكنيست بتشكيل الحكومة المقبلة، تسيبي ليفني، لكن تبقى حظوظها في تشكيل ائتلاف حكومي اقل بكثير من فرص زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو.
 
مساومات مقعدة
ويحاول كل من ليفيني ونتنياهو جذب الاحزاب الاخرى لتشكيل ائتلاف حكومي مما يعني انهما سيدخلان مرحلة المساومات والمفاوضات الصعبة والمعقدة مع هذه الاحزاب وقد يستغرق ذلك اسابيع طويلة.
 
فقد أعلنت ليفني إن شعب إسرائيل اختار حزبها "الوسطي"، بعد أن أظهرت نتائج اولية تقدمه على حزب الليكود بفارق طفيف.
 
ودعت ليفني في كلمة أمام انصارها بمقر الحزب بتل أبيب نتنياهو إلى احترام اختيار الناخب الإسرائيلي والانضمام إلى حكومة وحدة وطنية يشكلها حزب كاديما.
 
وقالت ليفني" الناخبون اختاروا كاديما وعلى بقية الأحزاب الانضمام إلينا".
 
من جانبه أن أعلن بنيامين نتنياهو انتصار حزبه في الانتخابات، وقال نتنياهو "انني وبمساعدة الرب سأكون رئيس الوزراء المقبل في إسرائيل، وسألجأ إلى شركائنا الطبيعيين في المعسكر القومي لتشكيل حكومة جديدة".
 
وكان الليكود قد اصدر بيانا في وقت سابق قال فيه "إن النتائج أثبتت فوز طريق الليكود والمعسكر القومي".
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.