• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

وزير خارجية إيران يغازل مصر

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2009-11-15
1095
وزير خارجية إيران يغازل مصر

فيما اعتبر تطورا إيجابيا على طريق تحسين العلاقات بين البلدين ، وصف وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي مصر بأنها بلد مهم على مستوى المنطقة ، مؤكدا أن موقفها تجاه موضوع إيران النووي منطقي ومبدئي .

 وخلال استقباله الرئيس الجديد لمكتب رعاية مصالح مصر في طهران علاء الدين حسن يوسف يوم السبت الموافق 14 نوفمبر / تشرين الثاني ، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن متكي القول أيضا إن المشاورات بين طهران والقاهرة تشكل دعما قويا لشعوب المنطقة ، داعيا نظيره المصري أحمد أبو الغيط باعتباره رئيسا لحركة عدم الانحياز إلى زيارة طهران والتشاور حول القضايا الإقليمية.
 
وأعرب عن أمله بأن تتمكن إيران ومصر من توفير أرضية للتفاهم المشترك والمصالح المتبادلة واتخاذ خطوات جديدة لخدمة مصالح الدول الإسلامية ، هذا فيما أعرب الرئيس الجديد لمكتب رعاية مصالح مصر في طهران عن أمله في أن يسهم من خلال جهوده في تعزيز العلاقات الثنائية ، وأكد حق إيران الطبيعي في استخدام التقنية النووية ، معتبرا أن التفاوض يعد الخيار الوحيد لإزالة سوء الفهم في هذا الشأن.
 
المواقف الإيجابية السابقة جاءت بعد أن خرج وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في 30 سبتمبر / أيلول الماضي بتصريحات مثيرة أكد خلالها أن إيران ليست دولة معادية لمصر ولكن القاهرة لها مطالب محددة فيما يخص برنامجها النووي .
 
وفي مؤتمر صحفى عقده مع نظيره البولندى رادوسلاف سيكوروسكى بالقاهرة ، أضاف أبو الغيط قائلا :" إننا نقولها بأكبر قدر من الصراحة والاستفاضة ، إيران ليست دولة معادية لمصر، فهى دولة صديقة ودولة إسلامية، ولكن مصر لها مطالب محددة فيما يتعلق بالقدرات النووية لطهران" ، مجددا في الوقت ذاته مطالب القاهرة لإسرائيل بالانضمام إلى معاهدة منع الانتشار مثلها مثل باقي دول منطقة الشرق الأوسط.
 
ويبدو أن القاهرة ودمشق في طريقهما لاستئناف العلاقات الدبلوماسية خاصة وأنه سبق تصريحات متكي وأبو الغيط ما يرجح حدوث مثل هذا الأمر ، ففي 13 يوليو الماضي ، التقى أبو الغيط ومتكي وجها لوجه على هامش اجتماع وزراء خارجية دول عدم الانحياز بشرم الشيخ .
 
وعقب اللقاء ، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكى أن هذا النوع من اللقاءات موجود وقائم ، والعلاقة بين الوزيرين هي علاقة شخصية وإنسانية طيبة ، ولا ترتبط بالضرورة بوجود خلافات سياسية أو اختلافات في وجهات النظر.
 
وأضاف أن الخلاف المصري مع أي طرف لم يكن أبدا خلافا شخصيا ، ولكن دائما ما تكون خلافات مصر مع أي طرف على سياسات أو وجهات نظر معينة ، وبالتالي لا يجب تأويل المسائل بشكل أكبر مما تحتمل.
 
وردا على سؤال حول العلاقة بين مصر وإيران في الفترة القادمة ، قال حسام زكي :" إن العلاقات بين مصر وإيران هى علاقات قديمة وقد شهدت هذه العلاقات في الفترة الأخيرة الكثير من التجاذبات والتوتر ونعمل على استعادة العلاقات الطبيعية ولا داع لتأويل الأمور أكثر مما تحتمل ، أو أن نبالغ ونهول في حجم الخلاف ونصفه بأوصاف ليست موجودة ".
 
ورغم أن اللقاء السابق كان له أهمية بالغة ، حيث يعتبر الأول على هذا المستوى العالي منذ سنوات وخاصة منذ حرب تموز 2006 بين إسرائيل وحزب الله اللبناني وما أعقبها من تزايد الخلافات والتوتر بين القاهرة وطهران ، إلا أن الأمر الأهم فيما يتعلق باحتمال عودة العلاقات بين طهران والقاهرة إلى طبيعتها قريبا هو ما حدث خلال اجتماع الرئيس المصري حسني مبارك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشرم شيخ في 11 مايو الماضي.
 
فرغم أن زيارة نتنياهو كانت تهدف بالأساس لإقناع مصر بتشكيل جبهة موحدة ضد إيران ، إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن ، حيث كشفت مصادر دبلوماسية مصرية مطلعة أن الرئيس مبارك أكد لنتنياهو أن أي تعاون أمني أو عسكري مع إسرائيل ضد إيران ليس واردا على الرغم من أن العلاقة بين القاهرة وطهران سيئة.
 
ونقلت قناة الجزيرة عن تلك المصادر القول :" فيما يتعلق بالملف الإيراني ومحاولة إسرائيل تشكيل حلف يضم مصر والأردن ، فقد رفض الرئيس مبارك هذا الطرح رفضا تماما وحتى قبل اجتماعه مع نتنياهو ، كما أن تصريحاته بعد الاجتماع لم تتطرق لذلك وركزت فقط على كيفية إحياء عملية السلام وحل القضية الفلسطينية.
 
الموقف السابق جاء ليدحض مزاعم إسرائيل حول احتمال تأييد مصر لعمل عسكري ضد إيران ، خاصة وأن صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية كانت زعمت أن الموضوع الرئيسي لاجتماع نتنياهو والرئيس المصري في 11 مايو سيكون الملف النووي الإيراني ، مشيرة إلى أن نتنياهو يعتبر أن لإسرائيل ومصر ودول المنطقة عدو مشترك هو إيران.
 
وأضافت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيحاول إقناع مصر بتشكيل جبهة موحدة ضد إيران رغم الخلافات العميقة بينهما حول تسوية الصراع في الشرق الأوسط ، ونقلت عن مسئول إسرائيلي القول :"مصر وإسرائيل تواجهان تهديد إيران وعملائها في الشرق الأوسط ، ولدينا مصلحة مشتركة في تعزيز الاستقرار في المنطقة قدما ، نتنياهو يسعى لحشد التأييد الإقليمي والدولي لضربة عسكرية محتملة ضد إيران" ، مشيرا إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية ينوي أيضا تركيز محادثاته على "الخطر الإيراني" في حال اجتمع مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
 
ويبدو أن اختيار مصر لتكون أول دولة يزورها نتنياهو منذ تولي مهامه في مارس الماضي كان يقوم على فرضية أن إقناعها وهى أكبر دولة عربية بالتحالف ضد إيران من شأنه تسهيل مهمته في إقناع الأردن ، معتمدا على أن العلاقات بين القاهرة وطهران تشهد تدهورا متصاعدا خاصة بعد إعلان القاهرة في إبريل الماضي عن اعتقال خلية من حوالي 49 شخصا يقودها عنصر من حزب الله اللبناني بتهمة التخطيط للقيام بـ"عمليات عدائية" داخل الأراضي المصرية ، إلا أنه واجه حائط صد قوي يتمثل في مصر المعروفة تاريخيا برفضها فكرة التحالفات فما بالنا إذا كانت مع ألد أعدائنا إسرائيل وضد دولة إسلامية حتى وإن كانت هناك تحفظات على سياستها في المنطقة .
 
أيضا فإن الرفض المصري لمخطط نتنياهو انطلق من حقيقة مفادها أن القضية الفلسطينية هى أساس التوتر في المنطقة وأن الحديث على قضايا أخرى يكون عديم الجدوى إذا لم تحل هذه القضية ، وهذا ما ظهر واضحا في تصريحات الرئيس مبارك عقب اجتماعه مع نتنياهو في شرم الشيخ، حيث أعلن أنه بحث مع نتنياهو سبل إحياء عملية السلام، إضافة إلى تثبيت التهدئة في قطاع غزة وإنهاء الحصار وفتح المعابر ، مشددا على أهمية وقف الاستيطان في القدس المحتلة ورفع الحصار عن قطاع غزة وضرورة النجاح في صفقة الأسرى وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني ، هذا فيما واصل نتنياهو تعنته بشأن عملية السلام ، وتحدث عما وصفه بسلام يرتبط بالأمن والرخاء على أن يتم تحقيق الأشياء الثلاثة في وقت واحد ولا يكون أحدهما على حساب الآخر.
 
وزعم أن الصراع في الشرق الأوسط ليس بين أديان أو شعوب وإنما هو صراع بين معتدلين ومتطرفين ، وهو الأمر الذي فسره المراقبون بأن نتنياهو يهدف من خلال تصوير الصراع في المنطقة على أنه بين قوى اعتدال وقوى تطرف إلى شق الصف العربي والإسلامي، هذا بالإضافة إلى توجيهه إشارات تؤكد على "يهودية إسرائيل" حيث كرر مصطلح الشعب اليهودي أكثر من مرة خلال تصريحاته.
 
وأمام هذا ، فإن القاهرة تأكدت أن حكومة التطرف في إسرائيل لن تأتي بجديد وكل ما يهمها هو التخلص من بعبع إيران الذي يؤرق مضاجعها، ولذا كانت واضحة كل الوضوح في رفض هذا المخطط ، لأن الذي يهدد الأمن القومي المصري هو استمرار الصراع العربي الإسرائيلي ، أما النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة فهو يشكل تهديدا ولكنه ليس بأي حال من الأحوال كخطر الترسانة النووية للكيان الصهيوني.
 
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :

بعبع15-11-2009

مبروك جالك ولد

تخدير اعصاب وشوية تكتيك مع مماطلة وترسانة اسرائيل تزداد قوة دة عادي
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.