• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

المصريون يسردون "حكايا الرعب" والجزائريون يدقون طبول الفرح

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2009-11-21
1412
المصريون يسردون "حكايا الرعب" والجزائريون يدقون طبول الفرح

 مرة أخرى يبتهل العرب لله شاكرين أن الشقيقتين مصر والجزائر ليستا دولتين متجاورتين، وإلا لأغلقت الحدود والمعابر واستنفر الجيشان، بسبب نتيجة مباراة كرة القدم أهلت الجزائر على حساب مصر إلى نهائيات كأس العالم.

الأشقاء في مصر والجزائر أشغلوا العالم بأسره، فتسلطت الأضواء يوم الرابع عشر من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) على ستاد القاهرة، ليخرج المصريون فائزين موقعة خلعت القلوب، وأدت إلى فرض موقعة فاصلة اختارها المصريون في العاصمة السودانية الخرطوم ثم ندموا على هذا الاختيار، ليس لأن الشعب السوداني غير مضياف لا سمح الله، بل لأن هذا الشعب الطيب لم يقصر في احتضان الشقيقين ولم يدر كيف يهنئ الفائز ويداوي جراح الخاسر، ودفع ثمنا باهظا من راحته قبل وأثناء وبعد المباراة، لكن المصريين اكتشفوا فيما بعد أنهم فقدوا ميزة "الأرض والجمهور"!.
 
لم يستمع الأشقاء لحديث العقل والمنطق، وحتى الصحافة الإسرائيلية أدلت بدلوها وقالت كلام حق يراد به باطل، ونصحت الأشقاء بأن يحتكموا للعقل والمنطق بدلا من هذا التهريج المحزن والخروج السافر عن الروح الرياضية، فوصفت المباراة بكثير من التهكم بعنوان "مباراة الحقد والكراهية"، وجعلت "خلاف الأشقاء" عنوانا بارزا في نشراتها الإخبارية عوضا عن عناوين بناء المستوطنات وتدمير عملية السلام المدمرة أصلا.
 
من القاهرة خرج الأشقاء الجزائريون مقهورين من وقع الخسارة، وخرجوا باتهامات كثيرة للأشقاء المصريين، وأصبحت حادثة الاعتداء على حافلة المنتخب الجزائري بمنزلة "الوقود" الذي زاد من لهيب الخلافات بين الأشقاء، وخرجت الكثير من الحكايات الصحيحة وغير الصحيحة، ولعل أبشع ما ورد في "الحرب الإعلامية" بين الطرفين تصوير بعض المشجعين الجزائريين وكأنهم قتلى سيعودون إلى الجزائر في نعوش، مع أن الحقيقة أكدت عدم صدق الرواية الجزائرية بهذا الشأن، وأن أيا من المشجعين الجزائريين لم يتعرض للذبح والقتل.
 
وعندما عرف الطرفان أن المباراة الفاصلة ستحدد المتأهل، بدأ كل طرف في تهيئة الأجواء لنقل آلاف المشجعين صوب الخرطوم، وكان لافتا أن الجمهور الجزائري سينتقل عبر جسر جوي من الجزائر إلى السودان وقد ذللت أمامه كل الصعاب، ولعل منظر الشبان الجزائريين وهم "يقاتلون" للحصول على تأشيرة وبطاقة السفر، كان لافتا إلى الحد الذي يثير المخاوف، من أن المباراة ستتحول إلى "حرب" بين جمهورين عربيين... ذهب المصريون بفنانيهم وسياسييهم ونفر من جمهورهم المعتاد، وذهب الجزائريون بجحافل من الشبان المندفعين، الذين أظهرتهم الفضائيات المصرية فيما بعد وهم يحملون "الأسلحة البيضاء"، وسرد الفنانون و"شهود عيان" حكايات رعب زعموا أنها حدثت من قبل المشجعين الجزائريين، وتساءلوا ماذا كان سيحصل لو أن المنتخب المصري فاز في المباراة؟.
 
مؤسف أن تتوتر العلاقات بين البلدين العربيين إلى حد ينذر بالقطيعة، ومن المؤسف أنه في ذروة "البحث عن الذات" أو استذكار "التاريخ والفضائل" لكل بلد من البلدين، ما يزال "صوت العقل والمنطق" غائبا، وما يزال "الغوغائيون" يعبثون بالعلاقات بين الأشقاء ويقرعون "طبول الخلاف" ناسين أو متناسين أن تلك ضريبة باهظة سيدفع ثمنها الشعبان الشقيقان أولا وأخيرا.
 
ما جرى من كلا الطرفين في القاهرة أو الخرطوم قبل وخلال وبعد المباراتين، يحتاج إلى تقييم من المعنيين والعقلاء والوقوف على أسباب الخلافات، والاعتذار عما جرى لأنه ليس القاعدة بل الاستثناء، ولأنه فرحة وصول منتخب عربي إلى المونديال ستبقى منقوصة في ظل هذا الخلاف المؤسف الذي حط من قدر كرة القدم، وأعاد إلى الأذهان بعضا من الصفات التي نعتت بها ولعنت على أثرها كرة القدم.
 
ليس من المنطق أن يبقى هدير الإعلام في كلا البلدين من دون حسيب أو رقيب، حتى وإن كان الشعور الوطني هو المحرك الأساسي في عملية الشحن المعنوي، حتى لا يصبح حال الإعلام العربي كحال الدب الذي قتل صاحبه، وليذكر الأشقاء أحد أبرز أمثلتهم الشعبية "أنا وأخوي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب".
 
شتان ما بين المشهدين... مشهد في القاهرة يسرد حكايات الرعب التي تعرض لها بعض المشجعين المصريين... ومشهد في الجزائر تنقلت فيه حافلة المنتخب العائد بنصر ويدق على أثره طبول الفرح. الغد
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :

محمد الربابعه22-11-2009

االرياضه لتهذيب النفوس ليس لاحراز الكؤوس

بس الي صار بين مصر والجزائر وحده بوحده.
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.