• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

مواطن يتهم بعض المسؤولين الليبيين بنهب أموال الشعب.. في حضور القذافي

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2009-02-16
1776
مواطن يتهم بعض المسؤولين الليبيين بنهب أموال الشعب.. في حضور القذافي

في سابقة هي الأولى من نوعها، اتهم مواطن ليبي بعض المسؤولين في الدولة في حضور القذافي، بالفساد والمحسوبية ونهب أموال الشعب. ودعا المواطن الذي قدم نفسه على أنه عباس العبيدي من إحدى محليات مدينة بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية، القذافي إلى التدخل فورا لمراعاة مصالح الفقراء والبسطاء في البلاد.

وشنّ المواطن هجوما غير مسبوق على بعض كبار المسؤولين في الحكومة الليبية على الهواء مباشرة، وقال مخاطبا القذافي: "هؤلاء الناس المسؤولة التي كلفتها بتوزيع الثروة، هذه الأمور نحن ما فهمنا منها شيئا، الأمور مبهمة بصراحة". وطالب بوضع آلية وقوانين ولوائح، لتوزيع الثروة. وقال "نحن مستعدون أن نقف كلنا أمناء مؤتمرات"، وأشار المواطن إلى وجود "ناس تسكن فوق السطوح، يا سيدي القائد.. والله العظيم لو ترى الحالة هناك تصعب عليك.. هناك ناس لا تنقل إليك الصورة يا سيدي".
ورد القذافي بقوله "هذا الكلام الذي كنت أقوله أنا"، قبل أن يقول العبيدي: "نعم، هناك ناس لا تنقل لك الصورة، 80 بالمائة من الناس المسؤولة الذين هم أمامك.. هؤلاء لا ينقلون لك الصورة الصحيحة.. نحن عندنا مثل يقول ـ الشبعان يفتت للجيعان تفتيت بطيء ـ هؤلاء ناس شبعانة يا سيدي القائد، ولا يمكن أن يحنوا على ناس غلابة".
وأمّن القذافي على كلام مواطنه وقال "هذا الكلام الذي كنت أقوله، من أجل هذا.. هؤلاء الذين أمامي سنستغني عنهم، وأنت والذين معكم حلوا محلهم ودبروا حالكم بأنفسكم وخذوا نقودكم وشوفوا". لكن العبيدي قاطعه مجددا وتساءل: "كم هي النقود يا سيدي القائد؟ يا سيدي هؤلاء أكلونا.. هؤلاء الناس الذين أمامك أكلونا.. بلعونا خلاص نريد منك تدخلك السريع".
وأنهى القذافي هذا الجدل بقوله نعم، حاضر، هذا هو الذي سنعمله. لكن القذافي الذي كان يتحدث داخل خيمة نصبت بمقره بباب العزيزية في العاصمة الليبية طرابلس مساء أول من أمس، أمام رئيس الحكومة الليبية الدكتور البغدادي المحمود ومعظم وزرائه بالإضافة إلى أمناء المؤتمرات الشعبية (المحليات والبلديات)، اكتفى في المقابل بتجديد تأكيده على ضرورة التوزيع العادل لثروة النفط مباشرة على كل الليبيين ليتمكن الشعب الليبي من تملك كل وسائل الإنتاج، واقترح عدة فرضيات بنيت على ضوء دراسات قام بها الخبراء لتوزيع هذه الثروة.
وفي تراجع لافت عن تأكيداته السابقة بشأن انتهاء صلاحية الحكومة الليبية نهاية العام الماضي، وتشكيل حكومة مصغرة تقتصر على خمس وزارات فقط، قال القذافي إن الوزارات الحالية ستستمر مؤقتا إلى غاية أن يوجد الشعب لجانا أخرى بديلة. وأقر القذافي الذي اعتاد منذ منتصف الثمانينات التلويح لمواطنيه بتقسيم عائدات النفط فيما بينهم مباشرة، أنها ليست المرة الأولى التي يدعو فيها إلى توزيع دخل النفط على العائلات الليبية مباشرة رغم رفضها من قبل المؤتمرات الشعبية منذ سنوات مفضلين ترك الوضع على ما هو عليه.
وأشار إلى أنه لضمان توزيع عادل للثروة لا بد من القيام بالدراسات اللازمة للمجتمع لمعرفة درجة الإشباع لدى كل العائلات الليبية والتي على ضوئها يتم توزيع مداخيل النفط، مشددا على أنه لا يقبل أن يرى في ليبيا مواطنا فقيرا وآخر غنيا، وعلى ضرورة تساوي كل أفراد المجتمع أمام القانون.
ودعا إلى تحديد تاريخ تسليم الناس أموال النفط، مؤكدا على ضرورة أن يحل الشعب محل الدولة في إدارة الشؤون الاقتصادية وأدوات الإنتاج والخدمات.
وفيما بدا أنه بمثابة رد غير مباشر على مطالبة نجله الثاني سيف الإسلام بضرورة إعادة كتابة الدستور الليبي بمشاركة جميع المواطنين، قال القذافي إن سلطة الشعب ثابتة وأن النقاش يجب أن ينصب حول آلية تطبيق هذه السلطة، معتبرا أن في ليبيا دستورا قائما.
ولفت إلى أن من ينادي بدولة القانون هو يحاكي مقولة الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وأنه في المقابل ينادي بدولة الإرادة الشعبية. وفي تطور ذي صلة، أطلقت السلطات الليبية سراح الدكتور جمعة عتيقة المعارض الليبي السابق وأبرز معاوني المهندس سيف الإسلام القذافي رئيس مؤسسة القذافي للتنمية بعد فترة اعتقال دامت نحو أسبوعين. وجرى اعتقال عتيقة على خلفية إعادة السلطات الليبية التحقيق في ملابسات عملية الاغتيال التي تعرض لها السفير الليبي الراحل في ايطاليا عمار الضو عام 1984، حيث اتهم بالانضمام إلى تنظيم ليبي معارض قام بارتكاب هذه الجريمة. وكان سيف الإسلام القذافي قد اعتبر في حديث لـ"الشرق الأوسط" مؤخرا أن اعتقال عتيقة هو قرار سخيف، وتوعد بمحاسبة من نفذوا هذا القرار.
وأوضح أنه طالما أن الثروة الوحيدة في هذا البلد هي البترول فلا يمكن الاستهتار به أو التهاون في الاستفادة من هذه الثروة التي تمثل الدخل الوحيد للدولة، مشددا على أن هذه الثروة هي التي تمثل مصدر عيش الليبيين الذين يمولون بها زراعتهم وصناعتهم ومواصلاتهم، والبيوت التي يسكنون فيها والتي يشترون بها السلاح ليدافعوا به عن بلادهم وعن بيوتهم ويرسون بها إدارة لتخدمهم.
وقال إن البترول في ليبيا كما في الجزائر ملك للدولة، مبينا أن الليبيين طوال أربعين سنة لم يكونوا راضين عن إدارة الدولة لهذه الثروة رغم العديد من التغييرات والتحويرات التي أدخلت على هذه الإدارات. ورأى ان ارتفاع سعر النفط إلى 150 دولارا هو الذي دفعه إلى التأكيد على ضرورة توزيع دخل النفط على الليبيين مباشرة "لكن لسوء الحظ أول ما أصبحنا نفكر في هذا هبطت أسعار النفط، مع دخول الأزمة المالية العالمية ليصبح البرميل بـ30 دولارا".
وقال إن ارتفاع سعر النفط رافقه ارتفاع في أسعار المواد الأخرى، لكن المشكلة أنه عندما هبط ثمن النفط فجأة فإن الأسعار لم تهبط مثله، وإنما تدريجيا كالذهب وغيره من المواد الأخرى. ودعا الليبيين إلى الوقوف وقفة جادة أمام هذا الأمر وذلك بالسيطرة على العائدات النفطية ولا يتركوها لأحد، لأنه لا يجوز أن يتمتع فرد على حساب الثاني بمصدر الدخل الوحيد للبلاد. وأكد مجددا فشل الإدارة العامة والقطاع العام في إدارة شؤون الليبيين وتصريف أمورهم.
ودعا الليبيين إلى تنظيم أنفسهم بالطريقة التي يريدونها عبر تشكيل جمعيات وشركات وتشاركيات ولجان شعبية لمختلف القطاعات. وأوضح أنه لا يمكن القضاء على عدة ظواهر اجتماعية كالرشوة والفساد والعمولة طالما أن الدولة هي التي تملك البترول وهي التي تتعاقد وتأتي بالشركات وتعمل المشاريع وتدير التعليم والصحة وغيرها من الخدمات وحتى المشاريع الإنتاجية.
وقال إن الحل الذي يقضي على الفساد والغبن ويقضي حتى على الكراهية بين الليبيين وعلى التفاوت الفردي وليس التفاوت الطبقي هو "جعل أموال البترول في أيدينا ونعمل الآلية التي نشتغل بها ولا يفرضها علينا أحد".
 
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.