" كشرة الأردنيين " مابين الوراثة وظروف المعيشة

 "لا يعرف معنى الابتسامة والسرور"، صفة وصم بها الأردنيون عند الشارع العربي، رغم محاولات المواطنين التخلص منها، إلا أنها تبقى "وشما" رسم على جبين كل أردني لا يمكن التخلص منه، حتى ذهب بعض الإخوة العرب إلى وصف الأردنيين بأنهم "شعب جدي".

 

هل فعلا الأردنيون أصحاب "كشرة"، وجديون"؟ سؤال طرحه برنامج "فش غلك" الذي يقدمه الزميلان محمد فرحان وإسراء العجوة، على إذاعة "الحقيقة الدولية" الفضائية.

 

ورغم تعدد وتباين الإجابات، إلا أن القاسم المشترك بينها كان إرجاع "كشرة الأردني" إلى ما يعانيه من أوضاع اقتصادية واجتماعية وسياسية.

 

محمود الخلايله، أعاد أسباب الكشرة عند الشعب الأردني إلى غلاء الأسعار وإرهاق الحكومة السابقة للمواطن والعجز الكبير في الميزانية العامة، فضلا عن ان مجلس النواب السابق كان سيئا وأحبط كل آمال الأردنيين عندما قدم مصلحته الشخصية عن المصلحة العامة.

 

أما الدكتور ماهر، فقال "الأوضاع الاقتصادية تؤثر على نفسية المواطن وبالتالي ما هو دافعه للابتسامة"، بيد أنه أكد أن "كشرة الأردنيين مردها فقدانه للكرامة سياسيا واقتصاديا، فالدول المحيطة بنا تعاني الأمرين، والشعوب العربية والإسلامية تقتل على أيدي أعداء الإسلام ونحن نقف صامتين بلا حول لنا ولا قوة"، داعيا الأردنيين إلى عدم نسيان قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عندما قال "الابتسامة في وجه أخيك صدقة".

 

بدوره، يقول سيف الكردي "عمري 48 سنة والظروف الاقتصادية منذ زمن بعيد في تدهور مستمر، وهذا سبب رئيسي للكشرة، إلى جانب مشاكل المنزل، والأسباب الخارجية التي تؤثر على الوطن وبالتالي المواطن".

 

أبو سفيان، أكد على انه مبتسم للحياة بسبب قرب استلامه للراتب. لكن مجرد أن يستلم الراتب وينفقه مباشرة تعود الكشرة إلى وجهه، حتى يستلم الراتب الذي يليه.

 

أما محمود، فعبر عما بداخله تجاه الكشرة بكلمات وجيزة اختصرها بالقول "نحن عندما نضحك فالضحك مكشرة والسبب الكل يطلب، الزوجة تطلب، والابن يطلب، العمل يطلب، والحكومة تطلب، كل واحد يطلب حتى صار المواطن ينام وهو مكشر".

 

أما احمد العظمات فبين أن الشارع العام بطبيعته يرغب أن يكون جديا، على اعتبار ان الكشرة هي من سمات الرجل، والضحكة والابتسامة أصبحت "من خوارم المروءة لدى البعض".

 

أما أم محمد فبينت، من جانبها، أن الدين الإسلامي دعا إلى أن يكون الإنسان مبتسما وليس مكشرا وقد جزا الله تعالى المسلم المبتسم في وجه أخيه باعتبار أنها "صدقة".

 

أما عبد الله السواعي فقد استهزأ ممن يرى أن الكشرة يجب أن تكون من سنة الحياة، معلقا على ذلك بالقول "الكشرة تعبير عن الهيبة والرجولة لدى المواطن والتي يجب أن يحافظ عليها كل مواطن كما يجب عليه قبل الخروج من البيت أن ينظر إلى المرآة ويضع الكشرة قبل الخروج".

 

أما يحيى الحياصات فوصف المواطن الأردني بأنه يكشر عندما يتطلب الأمر الكشرة ويضحك عندما يكون للضحك مكان وليس المواطن مكشرا دائما.

 

بدوره، ربط فارس المومني الكشرة بالواسطة والمحسوبية التي تمارس في الأردن، حيث قال "عندما يكال الكيل بمكيالين"، كما أن ما يحدث في القدس والعراق واليمن والسودان يحرم المواطن من الابتسامة.

 

بسام، بين من جانبه "صار الي خمس أشهر وأنا مكشر لعدم وجود ما يدعو إلى الابتسام والسبب ما تشاهده في المستشفيات من مرضى أو مخاطر في المستشفيات"، فيما يسأل أبو ملاك عن سبب وجود الابتسامة.

 

الباحثة في علم الاجتماع قالت ان "الكشرة تعتبر عاملا وراثيا فالناظر إلى تركيبة المواطن يجد أن الكشرة متوارثة بين الآباء والأبناء ويعود ذلك إلى تنوع الثقافات بين المجتمعات فهي جزء من الثقافة وغير ذلك تعتبر من باب التعليم فالطفل عندما يجد الأب والأم أصحاب كشرة فإنه يتعلم بذلك الكشرة منهم، وعندما تضحك العروس في يوم عرسها فإنه يعتبر عيبا تجاه الناظرين إليها.

 

كل ذلك إلى جانب الظروف الاقتصادية التي لها دور في الكشرة وأيضا الخوف من عدم معرفة الآخر والقلق والتوتر والحزن وغيرها من الأسباب التي تدعو الإنسان إلى الكشرة وحتى نخرج من هذا الجو يجب أن نبدأ من الأسرة من حيث التعامل مع الطفل بكل حرية وتركه يمارس التعبير عن الذات وعدم منعه من ممارسة نشاطاته الفطرية لأن ذلك يؤثر على تفاعله مع المجتمع.

 

أياد محمد لخص حديثه بالقول "الواسطة والمحسوبية والأوضاع السياسية والاقتصادية أسباب تجعل الإنسان صاحب كشرة كما لا يوجد منا من يصنع النكت". الحقيقة الدولية