• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

7 بهائيين يواجهون الإعدام في إيران ولندن تحتج

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2009-02-18
1808
7 بهائيين يواجهون الإعدام في إيران ولندن تحتج

أعلنت الهيئة القضائية في الجمهورية الاسلامية الايرانية الثلاثاء أن الاتهام يمكن ان يوجه الاسبوع المقبل لسبعة بهائيين ايرانيين اعتقلوا للاشتباه في قيامهم بانشطة تجسس. جاء هذا الاعلان بعد يوم من اعراب بريطانيا عن قلقها بشأن محاكمتهم الوشيكة.

 وكان بيل راميل وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية قد قال يوم الاثنين ان البهائيين المعتقلين متهمون بالتجسس لصالح اسرائيل عدو ايران اللدود. والتجسس جريمة يمكن أن تصل عقوبتها الى الاعدام في ايران.(رويترز(.
  
والإيرانيون السبعة هم: مهفاش ثابت، فربيدا كمال آبادي، عفيف نعيمي، سعيد رضائي، وحيد تازفهم، جمال الدين خانجني وبهروز توكلي،
وكانت السلطات الإيرانية نقلتهم الى الجناح رقم 209 في سجن ايفين الرهيب.
وقال راميل ان الحكومة الايرانية يجب على الاقل أن تضمن لهم محاكمة عادلة وشفافة ومفتوحة أمام المراقبين المستقلين مشيرا الى أن الاتحاد الاوروبي دعا مرارا الى اطلاق سراح المعتقلين السبعة على الفور.
 
وكانت صحيفة ايرانية قد ذكرت العام الماضي أنهم اعترفوا بتشكيل منظمة غير مشروعة في ايران تتلقى الاوامر من اسرائيل واخرين لتقويض نظام الحكم في الجمهورية الاسلامية الايرانية.
 
وقال المتحدث باسم الهيئة القضائية الايرانية علي رضا جمشيدي في مؤتمر صحفي ان المعتقلين السبعة "خضعوا لتحقيقات متعلقة باتهامات بالتجسس لصالح أجانب. وربما بحلول الاسبوع المقبل ستصدر لائحة اتهام تناقش في المحكمة."  ولم يشر جمشيدي الى الصلة المزعومة بين الجماعة واسرائيل.
 
وقال راميل في تصريح يوم الاثنين ان البهائيين السبعة الذين اعتقلوا في مارس اذار ومايو أيار عام 2008 كان عليهم الانتظار أكثر من ثمانية أشهر لتوجه لهم الاتهامات كما لم يسمح لمحاميهم بالوصول اليهم.
 
وقال جمشيدي "لا حظر عليهم بموجب القانون في الاتصال بمحام ومن المؤكد أنه خلال المحاكمة سيكون لهم محامون."
 
وتابع أن البهائيين لهم حرية العيش في ايران لكن أي أنشطة ضد الدولة الاسلامية تعتبر غير شرعية وتمثل جريمة.
 
ونشأت البهائية في ايران قبل 150 عاما ويقول البهائيون ان عددهم يبلغ خمسة ملايين في مختلف أنحاء العالم من بينهم 300 ألف أو أكثر في ايران.
 
ويقول البهائيون ان مئات منهم سجنوا وأعدموا منذ الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 . وتنفي حكومة طهران انها اعتقلت أو أعدمت أشخاصا بسبب توجهاتهم الدينية.
 
وتخوض الولايات المتحدة واسرائيل وبريطانيا وقوى أخرى نزاعا مع ايران بشأن برنامجها النووي الذي تعتقد تلك الدول أن له أهدافا عسكرية. وتنفي طهران الاتهام.
 
وكانت الهيئة القضائية الايرانية قد ذكرت الشهر الماضي أن أربعة ايرانيين اعتقلوا فيما يتعلق بمؤامرة رعتها الولايات المتحدة للاطاحة بالنظام الاسلامي.
 
الدين البهائي *
 
الدين البهائي هو دين عالمي مستقل ينسبه البعض للإسلام رغم إصرار أتباعه على أنه دين سماوي مستقل له رسوله ومبادئه وأحكامه و هيئاته الإدارية المستقلة إستقلالا تاما عن الإسلام. أسسه الميرزا حسين علي النوري الملقب بهاء الله في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي. والدين البهائي معترف به رسميا في العديد من دول العالم وينتشر في أكثر من 235 بلد ودولة، وله تمثيل غير حكومي في منظمة الأمم المتحدة منذ بداية نشأتها وكذلك في الأوساط العلمية والدينية والاقتصادية في العالم.
 
النشأة والتأسيس *
يربط البهائيون بداية تاريخهم بوقت إعلان دعوة الباب في مدينة شيراز في إيران سنة 1844م/1260ھ. كانت البابية قد تأسست على يد الميرزا علي محمد رضا الشيرازي الذي أعلن أنه الباب "لمن يظهره الله" وأنه هو المهدي المنتظر. وكان قد سبق ذلك فترة قصيرة نمت فيها حركات كانت تترقب مجيء الموعود الذي بشرت به الكتب السماوية وأحاديث الأنبياء والأئمة. وكانت الفرقة الشيخية التي أسسها الشيخ أحمد الاحسائي إحدى تلك الفرق التي أكدت على وشك قدوم الموعود المنتظر و تتلمذ الـملا حسين بشروئي (وهو أول من آمن بالباب) على يد الشيخ أحمد الاحسائي ثم على يد السيد كاظم الرشتي بعد وفاة الشيخ أحمد.
 
ولقد آمن بالباب بعد ايمان الملا حسين بشروئي 17 شخصا اخرين من ضمنهم امرأة واحدة تعرف بالطاهرة أو قرة العين. ومنح هؤلاء الثمانية عشر شخصا لقب حروف الحي. ومن ضمن الذين أيدوا دعوة الباب وكان لهم تأثير بالغ في تطورها شاب من النبلاء يدعى ميرزا حسين علي النوري الذي عرف فيما بعد باسم بهاء الله، وهو مؤسس الديانة البهائية. ونتيجة لذلك فان هناك ارتباط تاريخي بين البهائية والبابية.
 
وبعد أن شاع أمر البابية قامت السلطات الإيرانية، بإيعاز من رجال الدين، بتعذيب البابين والقبض على "الباب" سنة 1847م وإيداعه السجن. وكانت إيران محكومة انذاك من قبل أسرة القاجار التركمانية. وظل أتباع الباب رغم حبسه يترددون عليه في السجن وأخذوا يظهرون إيمانهم به وبرسالته على عامة الناس. وازداد عدد أتباع الباب رغم حبسه وذلك نتيجة لجهود أتباعه وقياداتهم. وأدى ذلك إلى ازدياد وطأة تعذيب البابيين، الذي دوّن تفاصيله العديد من المؤرخين الشرقيين والغربيين. وفي نهاية المطاف أُعدم "الباب" سنة 1850م رميًا بالرصاص أمام العامة رغم وساطة بعض الدول الغربية للصفح عنه ومن ضمنها روسيا وبريطانيا. وجاءت هذه الوساطة نتيجة التقارير التي أرسلها سفراء هذه الدول الذين شهدوا الاضطهاد العنيف الذي واجهه الباب وأتباعه.
 
 
ضريح الباب في حيفاواستمرت الحكومة الإيرانية آنذاك بعملية القمع ضد البابين وقياداتهم ومن ضمنهم بهاء الله، حيث حبست بهاء الله وبعد ذلك نفته وأتباعه إلى العراق. وأقام بهاء الله في العراق عدة سنوات قام خلالها بتدبير شؤون البابين ولم شملهم. ولكن بتحريض من الحكومة الإيرانية، نفت الحكومة العثمانية بهاء الله إلى استانبول، ثم إلى أدرنة، وبعد ذلك إلى فلسطين لإبعاده عن الأراضي الإيرانية وقطع علاقته بأتباعه. وتشير المصادر البهائية أن بهاء الله أعلن دعوته للعديد من أتباعه في حديقة الرضوان في بغداد قبل نفيه منها.
 
يدّعي الذين يعارضون البهائية أن الحركة البابية والبهائية نشأتا بدعم من روسيا ولكن البهائيين يؤكدون عدم صحة ذلك مستندين إلى ما يلي:
 
كان اضطهاد البابيين خلال السنين الأولى لدعوة الباب من الأخبار الواسعة الانتشار في إيران والدول المجاورة وكان السفير الروسي من ضمن الذين تأثروا بجسامة تلك الأحداث وشراسة التعذيب الذي عاناه البابيون من قبل السلطات المدنية والدينية وتعاطف نتيجة لذلك مع البابيين المضطهدين. وفي اليوم التالي لإعدام الباب، أخذ السفير الروسي معه أحد الرسامين وطلب منه تسجيل تلك الحادثة المهمة على الورق. وتبقى تلك اللوحة إحدى الصور القليلة التي تعكس ملامح الباب وكان وجه الباب (ووجه رفيقه الذي أعدم معه) الجزء الوحيد من جسدهما الذي لم يمسه الرصاص.
 
بعد إطلاق سراح بهاء الله من سجن سياه جال والأمر بنفيه مع عائلته إلى العراق عرض السفير الروسي على بهاء الله أن يذهب إلى روسيا ليعيش مكرما فيها. لكن بهاء الله رفض تلك الدعوة وأعلن عن رغبته في إطاعة أوامر الحكومة الإيرانية. ونتيجة لذلك نفي بهاء الله وعائلته وبعض البابيين إلى العراق ولكن السفير أصر أن ترافقهم إحدى الفرق الروسية إلى الحدود العراقية عبر جبال كردستان بالإضافة إلى الفرقة العسكرية التي أرسلتها الحكومة الإيرانية لمرافقته.
 
خلال ما يقارب المئة وستين سنة منذ نشوء الديانتين البابية والبهائية تحولت الاتهامات ضدهم حسب تطور العلاقات السياسية بين دول الشرق الأوسط وباقي الدول. فبعد أن اتهموا بالعمالة للروس في القرن التاسع عشر صاروا يتهمون بالعمالة للإنكليز في بداية القرن العشرين، ثم تحولت التهم إلى العمالة لليهود منذ أواسط القرن العشرين وخاصة بعد نشوء دولة إسرائيل. وذلك رغم أن المبادئ البهائية تمنع أتباعها من المشاركة والتدخل في السياسة بصريح النص، وبتأكيد الهيئات الإدارية والأفراد البهائيين.
 
 
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.