• يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
  • رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

مسؤول الربع ساعة

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2020-12-24
1909
مسؤول الربع ساعة
بلال حسن التل

 لم يعد الكثير من المسؤولين في بلدنا يكتفون بالعدد الكبير من مدراء المكاتب والسكرتيرات، للقيام بدور حواجز الصد بين هؤلاء المسؤولين والمواطنيين المراجعيين للدوائر والمؤسسات، التي يديرها هذا المسؤول أو ذاك، مع أن الأصل أن مهمة هذا المسؤول هي خدمة المواطن، والاستماع إلى شكواه أو رأيه تحقيقا لمبدأ التشاركية، وهو المبدأ الذي مازال في بلدنا حبرا على ورق، وإن كان في الكثير من الحبر مفيدا عندما يأخذ مانخطه به طريقه إلى التنفيذ.

نعود إلى حواجز الصد بين المواطن والمسؤول لنتحدث عن( موضة) جديدة في مؤسساتنا، تتمثل في تحديد سقف أعلى للوقت المخصص لمن يحظى بمقابلة المسؤول لايزيد عن الربع ساعة، بصرف النظر عن القضية التي يريد بحثها طالب اللقاء مع ذلك المسؤول، سواء كانت قضية المديونية العامة للدولة، أو شرح استراتيجية لإصلاح الإعلام في بلدنا، أو قضية ماسورة مكسورة تشكل مادة خصبة لبعض البرامج الصباحية،  لوسائل إعلام في بلدنا، الذي صارت فيه الأشياء بعضا من بعض، وما أكثر الأبعاض المتناثرة في بلدنا.
        لا أحد ضد التنظيم، ولا أحد ضد حسن استثمار الوقت، لكن التنظيم ليس قالبا جامدا،حتى في العبادات فإن الوقت الذي تحتاجه صلاة العشاء أطول من الوقت الذي تحتاجه صلاة الفجر، كما أن الوقت الذي تحتاجه صلاة التراويح أطول من الوقت الذي تحتاجه صلاة العشاء، فالعبرة إذن ليست في الوقت، بل في الوصول إلى تحقيق الغاية من توظيفه، وهنا استحضر إجابة سألتها لمدير مكتب خدم مع مسؤولين بارزين عملا في نفس الموقع عن الفرق بينهما، فقال أن الأول كان يقوم في اليوم بثلاثة أو أربعة أنشطة، أما الثاني فيقوم بما لايقل عن عشرة أنشطة في اليوم الواحد، لكن الأول كان أكثر إنتاجا وإنجازا، قلت كيف ذلك؟ فأجاب الأول كان لايغادر اجتماعا مهما طال وقته حتى يصل إلى نتيجة، ولايترك عملا يبدأه حتى ينهيه، أما الثاني فإن برنامجه برنامجه بعشرات الاجتماعات والانشطه اليومية، فيتحول الوقت إلى سيف يقطع اجتماعاته وأعماله فلا ينجز منها شيئا، وتكون النتيجة أضاعت الوقت وهدر الجهد وعدم رضا الناس، لذلك فإن العبرة ليست في طول الوقت أو قصره، بل في نتيجته التي قد يحتاج الوصول إليها اكثر من ربع ساعة
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :





الأكثر قراءة

هل ستشارك في الانتخابات البرلمانية 2024؟

  • نعم
  • لا
  • لم اقرر بعد
Ajax Loader
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.