- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
حاشية السلطان ونخب آخر زمان ؟!
الكاتب الاعلامي .. بسام الياسين
( " لا احد يدري ان كانت تسعيرة النخب الاردنية بالعملة الوطنية ام بالعملة الصعبة بعد تغريدة دولة الرفاعي بان لكل واحد منهم ثمنه ؟!.على المقلب الاخر يخوض "نواب الشعب المحترمين" و"الاعيان الافاضل" معركة ضارية لرفع رواتبهم الى ثلاثة الآف دينار اسوة بالوزراء بدل تخفيض رواتب الوزراء الى الف اسوة بهم .تغريدة ومعركة تثبتان بالقطع، ان هؤلاء و اولئك لا يدركون ان الوطن كائن حي يتألم ممن يتلونون كالحرباء ويتوجع من الذين يتربعون على سدة الفساد والاستبداد متجاهلين ان للوطن قداسه يجب ان لا يدنسها احدُ مهما علت درجته او ارتفع منصبه، لان الوطن اهم من الجميع وفوق الجميع ولولاه الحمى الاردني لكان هؤلاء و اولئك "البطرانين" لاجئين ،و في افضل الاحوال مشردين .
*** المؤسف ان النخب المرفهة والحلقات الضيقة المدللة، وذوي الرتب المتقدمة المتنعمين بخيرات المال العام، وسكان القصور التي شُيدّت على حين غفلة، لا يقدرون ما هم فيه من نعمة. فتجدهم احرص الناس على "الهبش" كلما لاحت فرصة او جاءت مناسبة،فيما المواطنون الذين يتزاحمون حول سيارات البندورة و يقتاتون عليها على مدار العام، ولا يشبعون الا اذا كانت اسعارها رخيصة بمتناول ايديهم، يرون في الاردن جنة الله على الارض.الم يكن الاجدر ممن نهبوا البلد، ادعياء الغيرة الوطنية،وسدنة المصلحة العامة ان يضغطوا باتجاه التقشف وضغط الانفاق، بدل تأويل النصوص الدستورية بما يخدم مصالحهم "؟! .)
** سمير الرفاعي الحفيد شخصية معطرة،من ذوي القبات المنشاة الدائمة، والبدلات الثمينة، و الاحذية اللامعة، سليل رئاسة ابدية، وزير بلاط ، صانع قرار، شيف كبير في المطبخ السياسي.اشتهر باناقته المتوارثة، و قصات شعره الانجليزية تارة و الامريكية تارة اخرى حسب الطقس السياسي السائد في المنطقة .غردّ منذ ايام كبلبلٍ طليق خارج القفص، ليتحفنا بان "النُخب الاردنية ولا ـ اعمم ـ سعرهم معرف، يا حبذا لو بقيت موهوم بهم".هنا لن نقف عند ركاكة اللغة، والخطأ القواعدي الفاحش ،لكننا نحاول جاهدين تفكيك تغريدته بالصعود على سلمها الموسيقي، للدندنة على اوتارها من اجل الخروج بلحن يناسب كلماتها،واستنتاجات من وحي كتابته المُلهمة.
*** الاستنتاج الاول لكلمة "لا اعمم" : يعني ان الكاثرة الكاثرة من النخب الاردنية تقع في دائرة التسعيرة،لكن دولته لم يفصح عن الجهة التي تحدد الثمن ؟ .هل من اختصاص دائرة المواصفات والمقاييس ام ان هناك دائرة تعرفها النخبة وتجهلها العامة ؟. الثاني: يبدو ان دولته صحا متأخراً من غفوته وتلك كبيرة من الكبائر بحق مسؤول كبير،ما يشي انه لا يعلم ان صحافياً من الدرجة العاشرة يعلم اضعاف هذه المعلومة. لهذا لم يهتز الوسط ولم يربط على خصره منديلاً لتغريدة الرئيس لانها لم تات بجديد بل ان مرد اهتزاز الاوساط كافة، يعود الى ان معلومات دولته "بايته"،بينما الهبش واللهف و الحرمنة قائمة بمتواليات هندسية. الثالث : لماذا لا يُصار الى محاكمة طرفي الجريمة عملاً بالقاعدة القانونية : الاعتراف سيد الادلة. الا يرى دولته العارف ببواطن الامور لا الموهوم، ان الراشي والمرتشي يقعان تحت طائلة المسؤولية، فيما تتضاعف مسؤولية المسؤول لتلاعبه بالمال العام على غير وجه حق. ولِمَ لا يتحرك دولته ويقدم معلوماته لمكافحة الفساد او المحكمة ؟!. ثم الا يرى معنا بعد هذا الاعتراف الغليظ جداً من مسؤول رفيع جداً يجلس على راس الهرم السياسي،ان للجماهير المنهوبة الحق في رفع ارجل بعض النخبة الى اقصى مدى وجلدهم "فلقة"،بينما يستحق بعضهم الآخر "فشكة".
** السبب ان هذه النخب الطفيلية لا تجتمع الا على نميمة، و لا تلتقي الا على شائعة ،و لا تفرز سوى ضلالة وتلك مواصفات الحثالة لا النخبة،.فقانون الانتخاب الطبيعي في الطبيعة و الانسان والحيوان حتى في الحشرات والفيروسات يموت الضعيف ويبقى القوي،ويضمر الفاسد ويترعرع الجيد الصالح. راجياً من دولته اضاءة كلمة ـ لا اعمم ـ حتى يدلنا على نخبوي واحد قدم خدمات جليلة للوطن، او عبقري ساهم في رفع منسوب التنمية، او مبتكر ابتكر فكرة اخرجت عجلة الدولة "المغرزة" في وحل المديونية او المعي انقذ مؤسسته المهترئة من وحل الترهل، او حتى اضعف الايمان كف شر فساده عن وطنه.خاصة اولئك الذين فُصلت مؤسسات وطنية لهم و اصبحت قبض ريح هي وملايينها.
*** ليسمح لي دولة الرئيس ان اضع بين يديه وقائع تاريخية مُضحكة عن نُخب ضالة مضللة، لا تُجيد سوى الهتاف لولي النعمة،ولهف ميزانية الدولة، ثم التغني كذباً بالولاء والانتماء حتى غدت الفهلوة شعارهم والحرمنة ديدنهم،والنهب مربط خيلهم. فئة طفيلية وصلت قمة الانحطاط من التمركز حول الذات والاستغراق بالنرجسية التي يُشخصّها علماء النفس انها اسوأ الشخصيات حيث انها السرقة لا من اجل الحاجة بل بحكم العادة .
*** عمالقة الكوميديا على خشبة المسرح اقزام في فن التمثيل، امام هذه الانواع من النخب الساسية الواقفة كالخُشب المسندة على مسرح الواقع. شارلي شابلن اضحكنا على انفسنا بكشف المفارقات و تمزيق الاقنعة المستعارة في حياتنا.فعلها كذلك عادل امام حين فضح ازدواجيتنا.لكن ابطال الكوميديا السياسية والحركات القرعة باعونا وهماً وكذباً حتى صرنا على الحصيرة، وجعلونا ننزف دماً لما شنعوه فينا وما اقترفوه من جرائم بحقنا.السؤال المعلق الذي لم يستطع احد الاجابة عليه،هل كان كان الفنانون يُضحكوننا ام يضحكون علينا.هؤلاء يصعب كشفهم لانهم ممثلون ؟،بينما الساسة يسهل كشفهم لانهم مكشوفون .
** الحاكم البطل مهما كانت مقومات شخصيته وعبقريته وقوة جذبه هو ليس ابن ذاته،بل يقف خلفه حشد كبير من " النخبة" ونخبة من الدائرة ضيقة، و نخب من حلقات استشارية متعددة الاختصاصات،متشعبة العلاقات،بعيدة الجذور تسنده وتقف خلفه،تماما كالبطل السينمائي الذي يقف خلفه جيش لتلميعه على راسهم : المؤلف،السيناريست،المخرج،مهندس الاضاءة،مهندس الصوت،مؤلف الموسيقى التصويرية،مجموعة عريضة من الممثلين و عدد كبير من الكمبارس ليخرج علينا بصورته المشعة .
*** امم كثيرة ابتليت بحكام طغاة مرضى اذاقوا البشرية الويلات،ودفعت الشعوب المسحوقة فاتورة جنونهم وانحرافهم.نيرون المُصاب بجنون الحرائق احرق روما ليُرضي هوسه المرضي باشعال الحرائق ويتلذذ بمرآى النار عاصمته،مثلما احرق قادة دولهم لاشعال سيجارة لحظة غواية ،او شي سيخ لحمة اثناء سكرة.الاشد بلاءً من الحريقة تلك النخبة التي هللت لفعلة نيرون واعتبرت جريمته ضرباً من ضروب البطولة وحملته على اكتافها بعد ان تحولت روما الى رماد،مع ان الاجدر بهم الحجر عليه وتحويله الى مصحة نفسية.وهذا الملك البريطاني هنري الثامن يُفصّل ديناً على مقاسه للركض وراء نزواته و اشباع رغباته الجنسية. فقام بفصل الكنيسة البريطانية عن الكنيسة الرومانية ونَصَبّ نفسه رئيسا للكنيسة الانجليزية.كل هذه الحركة الالتفافية ليطلق زوجته كاثرين التي سأم معاشرتها،و يتزوج"آنا بولين".الملك اعجبته لعبة الطلاق والزواج حتى بلغ عدد زوجاته ست زوجات،فسبق الحكام العرب باثنتين.
*** احط النُخب و ابرزها انحطاطاً تلك التي كانت تحيط بالامبراطور الروماني " كاليغولا" الذي كان يعاني حسب التشخيص العلمي لعلم النفس الحديث من "اضطراب نفسي ذُهاني". السؤال الملحاح، كيف كانت هذه الشخصية الغريبة الاطوار،المتقلبة المزاج،غير السوية تسوس امبراطورية مترامية الاطراف لو لم تكن حوله نخبة فاسدة مُتكّسبة،اقتصر دورها على الانحناء لتشتري سكوته على افعالها المنكرة في العبث بمقدرات الدولة.
*** من نزوات الامبراطور "كاليغولا" المضحكة غير القابلة للاحصاء او الاخصاء، انه كان يصدر الاحكام بالاعدام حتى على الابرياء لاشباع عدوانيته في القتل، وقد بلغت به الاستهانة بالجميع قائلا لهم ذات نزوة : انا لا ارتاح الا بين الموتى، و اذا لم اقتل اشعر بالوحدة ".من نهفاته الكثيرة تعيين حصانه المدلل قنصلاً للبلاد، وعندما لم يعترض احد عليه دخل مجلس الشيوخ على حصانه،فاعترض نائب جريء على فعلته الا انه بادره بالقول: ان حصاني اكثر اهمية منك ايها النائب المحترم،يكفي انني "اركبه". لم يكتف الامبراطور بهذه الاهانة للمجلس بل امر بعزل النائب وتعيين حصانه مكانه وسط هتافات النخبة بحياة الامبراطور والثناء على قراره الحكيم الصائب.
*** بعض الحكام العرب لم يقلواطرافة عن غيرهم في السفاهة . الخليفة الفاطمي تجاوز مرحلة ـ الحاكم بامره ـ ليصبح الحاكم بامر الله،اي ان قراراته الالهية منزلة السماء.فكان اول اصدار له تحريم "اكل الملوخية" على عامة الناس لحبه الشديد لها،وعدم رغبته في ان يشاطره الناس في تناول وجبته المفضلة "الملوكية". الابلغ كانت منع خروج النساء من بيوتهن ولتثبيت هذا الامر حظر على الاسكافية صنع احذية نسائية. الظاهرة اللافتة ان القاهرة لا تنام حتى يومنا هذا،و تزداد نشاطاً كلما اوغلت في الليل ويعزو بعض علماء الاجتماع السبب الى اصدار الخليفة الفاطمي امراً صارماً آنذاك، بجعل نهار القاهرة للراحة وليلها للعمل ولم تزل العادة عند الكثير من سكان القاهرة النوم نهاراً والسهر حتى ساعات الصباح الاولى..رغم كل ما سلف لا احد ينكر فضائله الكثيرة ففي عهده كانت البلاد تعيش في رفاهية اقتصادية لهذا السبب انتشرت عادة تناول الخمرة بين الناس،فامر باتلاف كروم العنب ومنع استيراد الزبيب.و للامانة اصدر تعليمات مشددة للنخبة بعدم استعمال "سيدنا" و "مولانا".
** معمر القذافي تجاوز كل الخطوط الحمراء في جنون العظمة،فحمل من الالقاب والرتب و الاوسمة ما تنوء به قافلة من البعران، ولبس من الازياء ما تعجز عنه فرقة من عارضات الازياء،ناهيك انه كان متقلبا مثل شهر شباط، يعاني من "غُلمة" مفرطة ـ افراط بالطاقة الجنسية اكثر من قطط شباط وكلاب ايلول لدرجة ان يقال انه يحمل طاقة ثور مخصي.ويدللون على ذلك باحاطة نفسه بجيش من الصبايا بجميع النكهات.عندما زار ايطاليا آخر مرة، ارسل له صديقه برلسكوني الفاجر، دزينة من الصبايا الجميلات،ولما فضحته الصحافة الايطالية الحرة تحجج بانه كان يدعوهن للاسلام،تماما كما فعل نائب ملتح زار الكنيست ولما نشرت صوره الصحافة العبرية ادعى انه ذهب ليهدي اليهود الكفرة للاسلام،لكن الاسلام العظيم يظل حجة عليهم وليس لهم.
** ما وقع فيه الرئيس المخزوق القذافي ، وقع فيه مبارك البقرة الضاحكة، وزين السافلين بن علي،والرئيس علي عبدالله صالح المحروق، وباقي شلة الفاسدين، ممن اطلقوا اسماءهم المنكرة على شوارع عواصمهم الرئيسية،وزينت صورهم المقززة الميادين العامة،وحشروا تاريخهم في مناهج التاريخ المدرسية،وبرمجوا البرلمانات المزورة للتوقيع على قراراتهم المُخجلة. المسيرة الحافلة بالديكتاتورية،كانت الحلقات الضيقة تصطف كل صباح لتنحني مهابة للقادة، والنخب تنحني لهم وتدافع عن قبائحهم ،بينما جيش الاعلاميين الرسمي يُسبح بحمدهم، ويكتبون ما يطربهم. المفاجأة انهم صدموا وفقد بعضهم وعيه، حينما شاهدوا الفرحة تعم شعوبهم عند رحليهم،فاكتشفوا الحقيقة القاطعة ان لا احد معهم وان اول من تخلى عنهم هم النخب المدللة.نذكرهم بنبوءة سيدنا عيسى عليه السلام لاقرب رسله واحد تلاميذه المخلصين يوحنا المعمداني " ستنكرني قبل صياح الديك ثلاثاً". وفعلا حين القى اليهود القبض على سيدنا عيسى عليه السلام، انكره وتخلى عنه.
*** فالى متى تبقى حروفنا ملطخة بالكذب ومغمسة بالرشوة؟!. و الى متى تظل حالتنا الشعبية غائبة مغيبة مبعثرة؟!.فراغ اسياسي،غياب للاحزاب،تلاشي المنابر الصحفية الحرة المستقلة .عوامل ساهمت في تدني الوعي،وسمحت لهذه النخب المريضة،والحلقات الضيقة الجاهلة ان تمارس دجلها، وتراكم ارصدتها؟!.ادرك الاردني بروحه المتوهجة انه لا بد من التصحيح والاصلاح بالكلمة المقصلة والثورة البيضاء الشاملة التي تطيح بهذه الرؤوس العفنة. فهو هو الذي صنع هذه النخب العفنة التي انقلبت عليه،وهو القادر على الاطاحة بهم؟!.
*** نختم بالقول ان التوريث السياسي ،والتزوير النيابي،والترهل الاداري الذي اعتمد الواسطة والمحسوبية والعشائرية و المناطقية جعلت من المواطن المنتمي يخرج على النص، ويتحسس سيفه القابع في غمده، لما ايقن ما في النخبة من سوء سمعة،وتَشّوه ذمة، وقرائن شبهة. فيا ايها الساكنون في بروجكم لا تظنوا ان الناس في غفلة،فقد انتهى زمن الاحكام العرفية الذين كان بمقدوركم تدمير احلامنا بكلمة ، وشطب مستقبلنا بجرة قلم،وتحويل حياتنا الى كوابيس مفزعة. فاذا لم تستحوا منا، فـلتستحِوا من الله "وتلك الايام نداولها بين الناس".
الصمادي22-09-2014
زياد السروجي16-09-2014
مواطنة16-09-2014
مواطنة16-09-2014