• يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
  • رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

"ارحل"...اسقطت طغاة وهزت عروش؟!

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2014-10-02
2788

بقلم الاعلامي .. بسام الياسين

 *** الكلمة همزة الوصل بين الله والإنسان.مفتاح المعرفة الى الحقيقة. الخط الفاصل بين الإنسان والحيوان.شهادة اثبات انه كائن سياسي ناطق،لا بهيمة عجماء تنهق. من دون كلمة منطوقة،تستقبلها اذن واعية صاغية، لا تواصل بين الناس.هي الكلمة بوابة العقل، نافذة القلب،معراج الروح الى السماء في لحظات التجلي بدعاء مبلل بالدمع، ورجاءٍ مثقلٍ بامنيات الاستجابةِ، من رب قريب مجيب حبيب. بالكلمة هبط الوحي حاملا رسالة التوحيد تشع نوراً وهدايةً للعالمين.امانة اودعها الوحي الامين عند الصادق الامين." وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ". بالكلمة نُقشت بنود العقد الإجتماعي . تنازل الافراد عن بعض حقوقهم ليعيشوا مناخ العدالة والمساواة والكرامة.فـ "العدل اساس الملك" .

*** إرتبطت الكلمة بالقداسة ـ ما يربط بالارض يربط بالسماء ـ. بها تُفتحُ أبواب السموات المغلقة، وينزاح "الرصد الثعبان" عن خزائن الأرض المطمورة في باطنها،وتنكشف شعوذة الدجال على ظهرها. بلا كلمة يصبح الانسان صندوقاً مقفلاً لا يرسل ولا يستقبل،حجراً ملقىً على قارعة الطريق،يُعّوق الاخرين ،ويعرقلهم . بكلمة واحدة ـ ارحل ـ اهتزت عروش و سقطت تماثيل القادة انصاف الالهة في الشوارع العربية.تلك الكانت مرفوعة فوقهم،وتعتلي اقدامها رؤوس المارة.هي تشبه تماماً تماثيل الالهة التي تهاوت بضربات فاس سيدنا ابراهيم، ثم تناثرت شظايا مرة اخرى بايدي صحابة رسول الله العربي في مكة المكرمة.

*** الكلمة الجريئة ،عنوان الديمقراطية الحقة،بينما الديمقراطية الشوهاء، توجهها كلمة خبيثة محمولة على اجنحة " الالو" السوداء،فتتحدث بلغة قبيحة منافقة، يغلب عليها التدليس والتهليس،وتحمل في طياتها مضامين انتقاص حرية الإنسان، وكرامته،وتلك جريمة منكرة نكراء.و اذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة..." . الانسان خليفة الله على الارض بنص صريح ،فلماذا يجري اذلاله اذا ابدى رايه، و اعلن عن ما يجول بخاطره ؟!. صاح ارسطو ذات حوار فلسفي بجليس صامت في مجلسه: تكلم يا هذا حتى أراك !!. فمن كان بلا كلمة ،فهو بلا رأي ولا موقف.هو عديم القيمة والوزن .لكي لا تُتهم بالعدمية هذه الخصيصة / النقيصة، كن انت انت، لا تكن الا ذاتك. لا تقارن نفسك بغيرك، ففي المقارنة اهانة لك .لا تسلم ابداً زمام امرك لغيرك،فتسقط في فخ عدم احترامهم لك. اعطوك رتبة ليجعلوا منك درجة في سلم طويل ليصعدوا عليه كما فعلوا بامثالك من قبلك.معرفة الوجود تبدأ بمعرفة نفسك ،فاعرف نفسك واحترمها حتى تٌحترم؟ !.

*** المخاطرة الحقيقة في الحياة، هي ان تعيش في الحياة بلا مخاطرة. ان لا تتذوق طعم المغامرة في خدمة وطنك.ان تستكين في زاوية معتمة كقناص انتهازي لقنص الجوائز والفرص على طريقة الكابوي الامريكي. اما ان عزمت ان تكون انت انت ،فتحرك في الاتجاه الصعب، لان الاستكانة موت وفي "الحراك" حياة. آن الاوان لتلبس ثوب الشجاعة وتخلع عنك جلد المهانة، الموسوم بوشم النذالة.لم يفت وقتك بعد.كن رجلاً لو مرةً، وطالب بحقك في حياة تستحقها لا تلك المفروضة عليك.إبدأ و لا تتلكأ،لا تنتظر شيئاً من غيرك.ان لم تفعل فالاولى بك ان تصمت.لا تتبجح بقوتك، فالبعوضة اقوى منك،انها تُدمي مقلة الاسدِ، و انت تُداس كصرصار بعد ان ادمنت الخنوع واستمرأت العبودية. .عجيب امرك. سلبتك النخبة الفاجرة حقك،فكيف لا تُشهر عليها سيفك؟!. ان لم تردْ ان تعمل، فدعْ غيرك يعمل عنك،اؤلئك الذين دفعوا ضريبة الكلمة الشفرة / الموقف الصعب. ببساطة هم أَحق منك،لانهم اهل مواجهة و انت بقيت ترواح في خانة المعاتبة و المعايبة،ستظل عيّاباً مشاءً بنميم، معتدٍ اثيم. 

*** العرب هم أهل علم الكلام.هو فنهم، معجزتهم، فخرهم. تميزت فيه "معتزلتهم".فكان للمتكلم اللبق عندهم مكانة مرموقة لان بين فكيه سيفاً صارماً، وللشاعر صدارة المجلس لانه مبعث فخرهم.كان ميكرفونهم قبل الميكرفون، سفيرهم المعتمد قبل تبادل السفراء،الناطق الاعلامي للقبيلة...قبيلة بلا شاعر، قبيلة صوتها مبحوح .لهذا كانت القبائل العربية تحتفل بميلاد شاعر،كما تحتفل قبيلة افريقية بميلاد ساحر.استناداً لهذا الموروث عندما اعجز القران الكريم اهل اللغة بلغته،وسحر الفصحاء ببيانه، واطرب البلغاء بروعة صوره،و ادهش العلماء باسراره. اتهموا رسول الله صلوات الله عليه تارة انه شاعر و اخرى انه ساحر. لا عجب ان يكون الشعر ديوان العرب،وحيطان الكعبة المشرفة" لوحات عرض معلقاتهم" اشهر القصائد في تاريخهم.

*** الحرية بدأت بكلمة . لان للكلمة أجنحة قوية، وللحروف زعانف مرنة، و للابجدية أسنان قاطعة و أظافر جارحة. نظراً لمكانتها وإمكانيتها،صار لها حقوقها و حصانتها.في طياتها قانون جذب علوي ضد قوانين الجاذبية الدونية. دعوة المظلوم لا ترد حتى من كافر لان الله رفع ٌقانون الحجب والجذب عنها،لذلك فالظالم خاسر.استغلت الانظمة القمعية اثر و ثاثير الكلمة، فحاولت تصغيرها،ومطاردة اصحابها،وخلق قوانين لجرها للاسفل.لكنها ـ أي الكلمة ـ حلقّت عالياً فوق السجن والسجان، وانتصرت على حكم العسكر بثلاثة حروف " ارحل".لذلك عمدت الانظمة، على شراء الاقلام الوسخة ،شرط ان تكون محابرها مباول، لكي لا يرشح منها الا القذارة.من هنا قال الراسخون بمعرفة النظم التقدمية : المعارضة سنام الديمقراطية لانها تحمل الكلمة المضادة،ما يترتب القبول بها، احترام الاختلاف معها لا الخلاف عليها.هذه هي التعددية المحترمة. المعارضة الحقيقة هي المحك الأساس للديمقراطية، ففي ظلالها لا يخشى المعارض الوطني الشريف النطق بالمهموس، والإعلان عن المحظور خدمة للصالح العام.هذه الديمقراطية المتحضرة،بعيداً عن طقطقة سحب اقسام الاسلحة، والتراشق بالاحذية، واستعراض المرجلة التي مكانها الشوارع الخلفية لا المجالس النيابية.. 

*** مصيبة المصائب،اعتياد اصحاب القرار سماع اصحاب الحناجر المشتراة ،والأقلام المأجورة ،ودندنة مجموعة اصحاب الالحان النشاز،وطربهم لنعيق الناطقين الإعلاميين المكتوبة بحبر النفاق على ورق لامع مغشوش البياض.فقد ثبت بعد خراب مالطا انهم ناعقون اعلاميون مهادنون مسالمون ، يؤثرون السلامة .ما ادى لفشلهم الذريع في قياس حرارة الشارع، ونبضه المتسارع، وتحولاته العميقة.فسقطوا بالتنظير و التأطير حتى انفصلوا عن الواقع .فالمجتمع لن يستقيم ،ويعيش في عدالة وطهارة واستقامة،ما لم يتوفر له حاكم عادل ،و مسؤول بوصلته ضميره.وتاجر يخاف ربه. 

*** في هذه الأيام العصيبة، وهذا المقطع التاريخي الحساس من حياتنا نحن بحاجة الى نقيض هؤلاء الغربان الناعقة، الى صقور تحمل روحا قتالية وثابة، مشهود لهم بمواقفهم الوطنية ، وذوو شخصيات عصية على الكسر واللي والعصر.هؤلاء هم مصدر قوة لشعوبهم، نقيضهم الديدان السابحة في وحل التطبيع والتضليل،وتمثيل الادوار . تراهم كالماء ياخذون شكل الاناء الذي يسكنون فيه.فقد ثبت بالواقع الحسي ان الرجل الخطأ، في المكان الحساس كارثة وطنية.لذلك اطلقوا عليه في علم الإدارة "العنصر الأسود"بسبب ضعفه و قابلته للإحتواء، وغير مأمون الزلات ولا مؤتمن على الاسرار، وارتكاب الحماقات عن جهل مرة، وغباء مرات . 

*** لبرهنة ما نقول، نستدعي من رفوف التاريخ بعض الوقائع لتكون عبرة من اجل تصحيح الخطايا التي مرت بالامة العربية من سلب لحرية التعبير،وقتل وحشي،تحت مسميات مكذوبة، لتكون دروسا نستفيد منها. فالتاريخ مرآة الحضارات الإنسانية بآثاره ومآثره، بحروبه وسلمه، بشموخه وانحداره،باكاذيبه وحقائقه، بانواره وعتمته . 
ذات ضيق بالرأي الآخر،غافل السياف الرسمي للخليفة المهدي الشاعر بشار بن برد، وفصل رأسه عن جسده ودحرجه على الارض،فخسرت الامة عبقرية شعرية رفيعة رغم انكاره تهمة الزندقة و اعلانه التوبة عما لم يفعله بالخروج عن النص"،حيث اعلنها صراحة قبل تنفيذ حكم الموت فيه انها مكيدة مدبرة من "عسس الخليفة وحاشيته، و بصاصين كبير الشرطة و ازلامه". اوقعوا به باتهامه انه هجا الخليفة المهدي ووزيره ابن داوود.ومن اجل التخلص من تبعات قتله لفقوا له تهمة الزندقة.هذه الواقعة التي وقعت في قديم الزمان تثبت ان العرب سبقوا الامريكان في انتهاج السياسة المكارثية للتخلص من الخصوم.. حكاية حدثت اخرى،بديباجة مختلفة،فعندما غضب الوزير علي بن عيسى على الحلاج المتصوف الزاهد،أحرقه حياً لجهله بما قال الصوفي ساعة انعتاق وجدانية في ملكوت الله، فرماه بالزندقة.ويبدو ان للانظمة العربية في كل زمان لائحة اتهام جاهزة.

*** بذات المغزل نُسجت خيوط مكيدة بشعة لابن المقفع الأديب السابق لعصره،دبرها والي البصرة سفيان بن معاوية بتقطيع جسده غيرةً من موهبته. وللتشفي به، كان يلقي باعضاء غريمه في النار عضواً عضوا،لـ "يسلطن" كالحشاشين، وهو يشم رائحة "دخان" الشواء الآدمي.جرائم رأي تضيق بها المجلدات ،كان اشدها ايلاماً قتل المفكر العروبي،عبدالرحمن الكواكبي، بدس السم له في فنجان قهوته،بواسطة احد العملاء بعد ان ضاقت الامبراطورية العثمانية بمقالاته اللاذعة.كذلك اذابت بعض الانظمة العربية قادة المعارضة في براميل "الاسيد"،و إغتالهم بكواتم الصوت ،و احرقت المخالفين لسياستها بنيران المدفعية!.و زجتهم في زنازين لا تطيقها الجرذان!.ومازالت تمارس ابشع الانتهاكات لحقوق الانسان .الم تنتهك الانظمة الشمولية اعراض بعض المعارضين الذين ادلوا بشهادات حية على الهواء بعد سقوط زين السافلين بن علي .؟!. الم تمزق ثياب امهاتهم وزوجاتهم امامهم لنزع الاعترافات منهم ؟!.الم تُغتصب سجينات الراي في المعتقلات؟!.ظاهرة غير قابلة للتفسير لماذا قامت الاجهزة البولبسية بقمع المستنيريين،وتركت الجهلة يرتعون في خيرات البلاد،و ارخت الحبل للنخب الفاسدة؟!..لماذا سحقت الجيوش العربية الجرارة في اليمن والعراق وليبيا شعوبها،لكنها اسلمت ادبارها لغيرها. فيا الله نسألك ان تكفينا شر الاشرار،ومكائد اولاد الحرام.

*** ابسط حقوق المواطن،حقه في التعبير عن نفسه،و نقل هموم ناسه.فالفكر الانساني قام على الانعتاق من القيود، وتطور الحياة السياسية والاجتماعية، لا يكون الا بالتنوع الحيوي،والاختلاف البَّناء، و احترام الرأي الآخر.غير ذلك اغلاق عدمي لبوابة المنطق، وتحايل على العقل.ولا يخفى على عاقل ان ابشع جرائم العصر خنق حرية التعبير واشرف الناس بعد الشهداء هم سجناء الرأي.فهيبة الدولة تاتي بالحوار وتبادل الافكار ولا تقوم على القنوة وقطع اللقمة.فبهدلة الدولة جاءت من مسؤولين "كبار" غير اكفاء، لا يحسنون الادارة.فعمدوا على تضييق عيشة المواطن حتى يكفر بوطنه.هؤلاء هم الذين اساؤوا للوطن.فهل حسبتم ايها "الصغاؤان حصونكم مانعتكم من هدير غضب الجماهير،و نقمتها .فهي لم تنس احتفالاتكم بفتح سرادقات الافراح،وقرع الكؤوس و تشييد القصور ابتهاجاً بالقاءها في دوامات الفقر والقهر.لذلك ستبقى كالشوك في حلوقكم، لانكم لا شيء بنظرها ولستم سوى كومة خردة، انتهت صلاحيتها، بانتظار"ضاغطات" الامانة، ومكانس عمال الوطن لكنسها خارج الزمن !!!. 

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :

توفيق الخليلي01-10-2014

والله انك ترفع الراس والمعنويات بمقالاتك الجريئة تية لك اخي الياسين
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.