• يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
  • رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

قانون انتخاب عصري مفتاح الاصلاح !

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2015-02-25
2514
قانون انتخاب عصري مفتاح الاصلاح !

بقلم الاعلامي .. بسام الياسين

 العمل السياسي المحترم،كالعمل في مستشفى تخصصي للعمليات الجراحية الدقيقة،لا يحتمل الخطأ.خطأ بسيط قد يؤدي بحياة انسان،لكن القرار السياسي الخاطيء، يؤدي الى جر شعب باكمله للتهلكة،و تعكير صفو الحياة العامة. من هذا المنظور فان السياسة ليست جعجعة كما يفهمها ذوي الحناجر القوية،وهواة اعتلاء المنابر،انما هي علم يعتمد الحسابات الرقمية،العقلانية المنفتحة،المنطق المتزن،المصالح الوطنية،الموازيين الدولية و الاقليمية. اذن،لا فرق بين الانخراط في العمل السياسي،والعمل لدى شركة محاسبة عملاقة،مكلفة بمراقبة حسابات شركات دولية. اي تلاعب بارقام شركة منهن، سيقودها الى الإفلاس،ويرمي بموظفيها ومساهميها الى المجهول. 


قانون الحتمية يؤكد ان التلاعب بالسياسة،سيشعل ثورة دامية ،تعيد البلاد الى العصور الحجرية، كما حدث في اليمن،العراق،سوريا،ليبيا. للدقة فان السياسة،تقوم على ثقافة هادئة رصينة لا على المباطحة،ثقافة تماثل العمل في مؤسسة علمية بحثية،لا مكان فيها للواسطة،المحسوبية،التنفيع، التزريق ، الثرثرة. مقوماتها الاساسية الشهادة،الكفاءة،الخبرة،الامانة العلمية. عقابيل مفاهيمها الخاطئة،تؤدي الى انحراف الدفة الى اماكن خطرة،تدمر الحاضر، تشوش المستقبل،تضر بالهوية،تخلق بؤر عداء متعددة. فإلخطأ السياسي خطيئة،و الاهمال في السياسية جريمة. 

السياسي الكلمنجي يفسد طبخة السياسية بينما المستنير هو ملحها وبهاراتها.الاستشفاف الاولي، ان السياسة ليست بالصوت العالي،ولو كانت كذلك لكان الكلب"الجعاري" وحصل على جائزة نوبل في العلوم السياسية،و اصبح الحمار "الصليبي/ القبرصي"، امين عام حزب يجمع تحت ذيله ملايين الاعضاء بنهيقه،و اكثر اهمية من حمار الحزب الديمقراطي الامريكي.السياسة علم،معرفة وليست "حمرنة" و "زعرنة". هي ثقافة،نبؤة استشرافية،ارقام،احصاءات،دراسة تحليلة تنتهج نهج علم النفس عند تحليل الشخصية،وعلم الاجتماع في سبر اغوار الظاهرة.مقومات السياسي كثيرة متشعبة:إلمام بالتاريخ،الجغرافيا،،الانثروبولوجيا ـ علم الانسان ـ تاريخ الحضارة، ناهيك عن المتابعات اليومية السياسية الراهنة،و توقع تقلباتها المفاجئة،بمعنى القدرة على قرآءة الحاضر،و إستشراف المستقبل للعيش بانسجام تحت راية محبة الوطن. 

لم تعد السياسة كما كانت في سابق عهدها تتأثر بمفهوم العبقرية كـ"عبقريات العقاد "و لا البطل السوبرمان عند الفيلسوف الالماني "نتشيه" ولا القائد الكاريزما كما في العالم العربي،ولا الخطابة البلاغية التي تهز اركان القبة،ولا هي بياناً نيابياً يدعو الرئيس لاعلان التوبة،و فرد عضلات بخلع السفارة الصهيونية من شروشها في الرابية، و القاء السفير في حاوية على غرار ما حدث في اوكرانيا.عنتريات اشبه بلقطة هوليودية مثيرة، وفي نهاية الفيلم "الاكشن"يلحس البطل كلامه، كأن شيئاً لم يكن.السياسة هي العمل الجماعي بروح الفريق،وقودها عقل علمي عملي،ضمن اطر حزبية قوية. 

السياسة عملُ متقن لوضع حلول للأزمات العابرة والمستعصية، تفانٍ لا حدود له لخدمة الامة من حبة القمح الى رشفة الماء وما بينهما من المدفع للقشاطة، ومن التعليم الى الزراعة.من هنا كان اختيار السياسي من اشق المهمات التي تقع على عاتق الدولة، وعلى راسها صياغة قانون انتخاب،يمنح الناخب حرية اختيار مرشحه،و يلبي حاجة الوان الطيف المجتمعي كافة لا يستثني احداً منها،وعلى راسها المعارضة البناءة،لا معارضة المناكفة.. 

ظن بعض العباقرة،ان ما يفعلونه من تزوير وتوظيف شخصيات باهتة،لمواقع بالغة الاهمية، لعبة سينمائية متقنة،وصناعة هوليودية فوق النقد والشك،بينما كان المواطنون ينظرون الى تلك الاعيب كافلام مصرية رديئة من ايام الابيض و الاسود،وان الاعراس الوطنية التي يسحجون فيها، لم تكن الا اعراساً جنائزية تُزف فيها الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحرية الى مقبرة جماعية يُدفن موتاها، بلا اكفان تسترها ومن دون صلاة تخفف عنها املاً ان تنهشها الغربان والطيور الجارحة،لتضيع اثارها. منتجات قانون الصوت الواحد،وتولي دفه الامور دهاقنة مؤسسة الفساد,مذبحة ديمقراطية ولدّت اللا ثقة بين المواطن و الدولة،عندما استهانوا به،واتهموه في نضجه،وشككوا بذكائة، فاهانوه ،ولم يدروا انهم انفسهم،اصبحوا فضيحة العصر،في عناوين الصحافة ،و الخبر الرئيس في الفضائيات. 

تأسيساً على ما سلف،نحن بحاجة مُلحة الى قانون انتخاب عصري،يفرز الكفاءات، يحملها الى العبدلي،ثم يُلقي بالحمولة الزائدة من دخلاء السياسة،و مستنوبين النيابة "الى حيث القت رحلها ام قشعم".لهذا نتمنى على دولة الرئيس عبدالله النسور،ـ اطال الله في عمره ـ ان تكون خاتمته احسن من حسنه، ولن تكون الا بقانون انتخاب يلائم الالفية الثالثة.قانون يكون مسك ختام لرئيس انبرى للرئاسة في ظروف حرجة،وتصدى لها بفدائية مطلقة،وصبر على اذاها وذيولها المؤلمة. لا احد ينكر ان النسور شخصية عصامية صبورة ،صاحب قرارات خطيرة،ولحفر اسمه و ذكراه في الذاكرة الوطنية، ويلقى الله ـ ان شاء الله ـ كالذين قال فيهم الحق نفسه : ( * وجوهٌ يومئذِ مسفرة* ضاحكةٌ مستبشرة * ) ووصفهم :* وجوه يومئذ ناضرة * الى ربها ناظرة *. 

الذين تلاعبوا بالانتخابات،وفبركوا قانون الصوت الواحد لم يكتفوا بما اقترفت اياديهم بل اشبعوا "اللعبة الديمقراطية" تزويراً .كانت المُحصلة ان كسحتهم الحقيقة من طريقها الى زوايا رطبة ،ومسحت الوقائع الدامغة، تاريخهم بخرقة بالية. رؤساء الوزراء تنصلوا من جرائم التزوير في عهودهم،......فـ "إقرأ كتابك،كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا" ولن تنفعك الا اعمالك يا دولة الرئيس.الرئاسة تمنحك شيئاً و تسلب منك اشياء كثيرة. فلا تدعها تسلبك آخرتك.فالذين ظلموا وتآمروا ونهبوا يلوذون بالزوايا اليوم خجلاً .يمضون البقية الباقية من اعمارهم يدافعون عن ذواتهم،فيما ضمائرهم تجلدهم بسياطها بلا رحمة،وان بدا بعضهم متماسكاً،لحفظ ماء وجهه فانها كذبة كبرى لانهم غير متصالحين مع انفسهم وناسهم ،ففي دواخلهم مراجل تغلي من احتقار الذات و احساس بالذنب. 

دولة الرئيس: انت بما أُوتيت من حكمة وخبرة. ليس امامك الا العمل على انجاز قانون انتخاب عصري، ففيه خشبة خلاصك وخلاصنا.سفينة نوح،"سفينة الفقراء" كانت خلاصاً للاغلبية المؤمنة حملتهم على ظهرها واصناف المخلوقات كافة، رغم انها سفينة متهالكة بالمقاييس العلمية الحديثة، شُيدت من الواح ودُسر بدائية.فعبرت الطوفان العظيم حتى وصلت الى بر الامان برعاية ربانية،بينما غرق الكافرون الذين اعتصموا بثقتهم بانفسهم. 

السفينة "تايتنك"، سفينة الاغنياء والملذات قال رُبانها المخمور بعنجهيته : لن تغرق " التايتنك " حتى ان الله لن يغرقها" والعياذ بالله،حتى انه رفض انتظار استكمال صناعة قارب نجاة كبير لمواجهة طوارىء البحر. غطرسته اوحت له انه في مأمن من مفآجآت القدر،و ان سفينته المُحصنة ضد الغرق، قادرة على حمايته. لكن الله بالمرصاد لكل افاك اثيم ومغرور لئيم.فابتلعها البحر ومن عليها في طرفة عين، كما ابتلع فرعون وجنوده. 

نجت سفينة سيدنا نوح البدائية بامر الله.اجتازت امواج البحر الغاضبة،اخترقت الجبال المائية الهائلة بمعجزة إلهية،بينما غرقت "تايتنك"،حين اعترضها جبل جليدي مكلف باغراقها،ليقول هذا الجندي الجبل للقبطان الجنرال القميء الذي تحدى قدرة ربه: كم انت وضيع ورقيع؟!. كم انت صفيق وضعيف امام المشيئة الربانية؟!الماء التي تركبه على سرج سفينتك تحول بعضُ بعضه الى جليد ليغرقك ومن معك،كي تكون درساً لك و عبرة لغيرك،فلا حصانة لاحد امام امر الله.فاتعظوا يا أُولي الالباب لئلا تغرقون . 

عِدي رجالك عِدي ! 

من إعتلى كرسيَ دائرة،وزارة،مؤسسة.وتسلق السلم الوظيفي بلعبة مسرحية ذات اخراج رديء،مُتخطياً رقاب زملاءه بطريقة دراماتيكية لا يستحقها، بدفشه في ظهره بطرف نعل واحد من ذوي الاوزان الثقيلة والمناصب الرفيعة.هو عاهة وطنية عائقة و معوقة بالمقاييس الحركية و الادارية،يزيد الازدحام ويعيق الحركة ـ ولو جاب الذيب من ذيله ـ. تَخَطِي غيره، الاكثر جدارة واستحقاقاً منه، ليس خطأَ ولا خطيئة، انما جناية وطنية واغتيال وطن في مقتل. لطمة للعدالة، اساءة للمساواة، هتك عرض لتكافؤ الفرص.اهانة للوظيفة ذاتها.إشغال موقع رفيع من لدن شخص رقيع. معادلة مقلوبة،اطاحت اول ما اطاحت بهيبة الدولة،عممت الفساد، وساهمت في الخراب.اشعلت الغضب على الدولة ،و اججت الحقد على المسؤول ذاته. 

هي سياسة الفهلوة المتحكمة بلعبة الترقية، اقل ما يقال فيها انها محبوكة حبكة غير متقنة،خيوطها فضيحة مفضوحة،لان الرجل غير المناسب ثغرة في جدار الدولة،خُراج عفن تحت جلدها،ينشر جراثيمه في بدنها بسرية تامة،كخلية سرطانية.....!. 

وطني المكلوم بالف طعنة وطعنة،والمعلول بالف علة وعلة، ما يُرفع له القبعة،ان الاردن صنع ملحمة الدولة،ضمن رؤية شاملة.انخرط فيها الجميع بمشروع عبقري ضمن بوتقة واحدة،كانت المثل والمثال ولم تزل. السفلة يريدون تصديع الجبهة الداخلية،تفتيت النسيج الوطني،بتجديد صراعات محظورة،خلق صراع اضداد ملغومة لجرجرة التماسك الوطني الى اللا دولة،وتقسيمها الى قبائل متناحرة،وطوائف متباغضة. 

الاردن العظيم صمد امام الانعطفات الحادة،التغييرات المفصلية في المنطقة،والتحولات الدولية الصعبة.السبب ان تلك القيادات الامينة المؤتمنة،والشخصيات السياسية الصالحة، متصالحة مع ذواتها،منخرطة في عصرها،متعلقة بتراثها،شخصيات لامست ضمير الناس،تماهت مع تطلعاتهم حتى لو اختلفت اطيافهم ومشاربهم " فالحق واحد ولو تباينت الافهام في فهمه". المؤسف ـ كان ذلك في قديم الزمان ـ لا مكان على الاطلاق لاولئك الذين يندرجون في قائمة : "عدي رجالك عدي.....!!!"،ممن يخرجون على ابسط قواعد المنطق و مباديء الصدق و ابجديات الاخلاق،ويبيعون الدنيا و الاخرة لاجل دونم ارض،حفنة دولارات،شركة تدر الملايين،قصر منيف،و ما تيسر من متاع الغرور . 

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :

مصطفى العوامله / إعلامي عتيق26-02-2015

قال تعالى (وكل شيء عنده بمقدار )وقال تعالى (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاوأنكم إلينا لا ترجعون )إنها إرادة الله عز وجل في جعل هذاالكون مبنيا على التوازن فإذا اختل هذا التوازن إختل كل شيء به ، ولذلك تتطلب حياة البشر الدقة واليقضة والموضوعية والإنتباه والحذر في كل وقت وكل حين تطبيقا لإرادة الله إلى أن تحين الساعة ويأتي الحساب والعقاب والثواب لأن الله عز وجل لم يخلق الخلق عبثا ولهوا وله الحكمة المطلقة والعدل المطلق والثواب المطلق والعقاب الشديد ،اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.