- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
هذا الذي كان... ؟!
بقلم الاعلامي ..بسام الياسين
حُلم…!
احلمُ بوطن خالٍ من نُخب مقيتةٍ مشلولة الارادة غير فاعلة ولا مُفَعَّلة.تمشي على الريموت كلعب اطفال صينية رديئة، و تُستدعى على الآلو مثل ” نادل” مدربٍ باشارة .لا غرابة فامرها ليس بيدها.منذ البدء هي هي الى ان تقوم القيامة. صامدة وصامتة كـ “ابو الهول” لم تخطو خطوة واحدة من مكانها.الثعابين تُغير جلودها لكنها مُصرة ان تبقى ببدلة واحدة كعمال الوطن رمزاً للخضوع.تراها كمصاب بفصام تخشبي لا تتفاعل او تنفعل بما يدور حولها. مفصومة عن واقعها،مقصوصة الاجنحة كعصفور يتخبط في عاصفة، تجرجر اذيالها كديدان زاحفة.نخبة خرجت من زمانها مثل “أنتيكة قديمة” او تعريفة جحا المخزوقة غير قابلة للصرف او المقايضة بحبة قضامة.حلمها ان تجد لها زاوية في متحفٍ اثري بعد ان انتهت صلاحياتها.فلا هي تعيش حاضرها ولا تذهب الى مستقبلها.نخب ضائعة مُضيعة،ضّيعتنا معها.
نخب لا تتقن الا رقصة ” هز الرؤوس ورفع الايدي بالموافقة”. الرقاصة صافيناز قائدة جبهة الرقاصات المعارضة للاخلاق الحميدة، قالت هي الاخرى بعد زميلتها سما المصري في آخر مقابلة : لو كنت من اهل النخبة “ها خلى كل الناس ترقص وتغني وتمثل… نخبنا السياسية “خلت الناس ترقص كدجاج لم يحسن الذابح ذبحه . تنوح بسوداوية الشيعة.تمثل عارية بلا ” ورقة تقية” في الهواء الطلق.نُخب تمضي لياليها في بارات الرقص، تطوف فيها عليهم غانيات بكؤوس من خمر،و نخب اخرى تُضّيعَ نهاراتها في صالونات النميمة، لسلخ جلود عباد الله بمشارط قدح وذم،ثم تنشر “فوطهم” النتنة على حبال قذرة، خيوطها مفتولة من اكاذيب ملفقة .
انت تُكَّرمهم ان انت وصفت سلوكياتهم بالقبيحة،لانهم هبطوا الى ما دونها. كفانا هزاً ومسخرة . فنحن احوج ما نكون الى بناة على خلقٍ و فكر ودين لترميم ما هدمه جنون هؤلاء الجهلة.انهم اشبه بالحمقى الذين يحاولون بسياساتهم الخرقاء شفاء مريض يرقد في غرفة الانعاش الفائقة ببعض نكات ” سمجة “فيما هو يعد دقائقة الاخيرة،ثم يتهامسون على مسامعة : تُرى،ماذا سيرتدي في مراسم الاحتفال بجنازته ؟!. وهل سينزل الى لحده وحده بربطة عنق فاقعة او قاتمة؟.ومن يتكفل بفاتورة اقامته في قبره الى ان تقوم القيامة ؟!.
في ظل هذه الحالة الكابوسية الظلامية ،فان مجتمعنا يحتاج الى جرأة المثقفين التنويرية.فكر الشريحة الواعية،لشلع هذه النخب الضحلة من جذورها كالاعشاب الضارة المتخندقة في ابراج عالية مصنوعة من زيفٍ ووهم إنحدرت من سلالات متعجرفة. اشجارها العائلية ملعوب بها.ميزتها الفريدة المتفردة انها بضاعة كاسدة وخردة لا يشتريها الا تجار سوق الحرامية لإفتقارها للفكر الابداعي والجرأة السياسية.لا تخدعك وهجها و لا بريقها ،تحسبها عصية مستعصية. الصواب انها “مُخَزْوَقَةٌ ” كـغرابيل خرجت من الخدمة لكثرة هزها،.هالتها البراقة كاذبة مكذوبة.اما اهم سماتها اللاسامية، انها اضعف من ان تهش ذبابة تطن في اذنها او تكش عصفوراً يبول على راسها…!.
هذا الذي كان … صاحب سطوة !
عاش حياة اسرية مُعقدة.اب متسلط و ام مستسلمة.خرج للحياة اسير شخصيتين متناقضتين،لا يستطيع الوقوف على ارض ثابثة، كانه منقسم على ذاته.هو اشبه ما يكون بـ “الاميبيا”،الكائن المنتمي الى مجموعة ذوي الاقدام الكاذبة التي تتكاثر بالانشطار.خرج للحياة نتاج مجموعة عٌقد مُركبة، حصيلتها شخصية متسلطة. رحلة غوص في دواخلها المظلمة و بحث في دهاليزها الغامضة،متسلحاً بمجهر كاشف،وفكر علمي لتحليلها ومعرفة اسرارها. تكتشف انه خاوٍ كدودة رخوية.عند الشدائد يُغرقُ نفسه في الكحول ليستمد منها شجاعة مصطنعة وطاقة خادعة.ما ان يفرغ كاسه الاخيرة في جوفه حتى تتبدى للعيان حالته المُخزية، مثل تائه في غابة يبحث عن حصوة ليحتمي خلفها او قشة يلوذ بها اتقاءً قطيع ذئاب جائعة تحيط به من جهاته الاربع. هي في الواقع ليست وحوشاً كاسرة ،انما اوهام تتلبسه بين الفينة و الاخرى، تندرج تحت ما يُعرف في علم النفس بـ “الهلوسة البصرية” و”الهلوسة السمعية”. تفسيرهذه الحالة، انها احساس بشيءٍ غير محسوس ولا موجود اصلاً. واقع امرها مظالم بشعة اقترفها بحق الناس،تتمظهر له باشكال مخيفة نهاراً،ونادراً ما فلت من كوابيسها ليلاً، فقلبت حياته جحيماً مقيما.
الضعيف على الدوام عدواني يسعى لاثبات رجولته،كما الجبان حقود لانه يكتم سمومه داخله.الاثنان لا يمتلكان جرأة الافصاح عن ذاتهما،فكيف اذا جمع واحد الصفتين معاً. بالمقارنة المحايدة،القوي واثق من نفسه صبور،جسور،صاحب موقف.اما هذا المسخ،تولدت لديه شخصية تسلطية لخلق حالة تعويضية من اجل رد اعتباره امام ذاته،وليثبت للناس كافه انه لم يعد ذلك الذي كان. حيلة نفسية يلجأ اليها المرضى ممن هم على شاكلته، للخلاص من ضعفهم الداخلي،وعذابهم اليومي خجلاً من تاريخهم المزري .السبب الرئيس وراء تَشّكل الشخصية التسلطية المرضية عموماً يعود الى تسلط الاب،الاستاذ،او “زميل فاجر ايام الطفولة”.
“صاحبي” حالة شاذة وظاهرة لوحدها. ففي مراحل الدراسة الاولى كانت المدرسة كلها تتعقبه،تتسلط عليه لضعفه و سمات فاضحة تفوح من حركاته،ناهيك عن تتبع اولاد الحارة،والحارات المجاورة له ؟!. دارت الايام . و اذا بالضعيف يصبح “رامبو”. يحمل اطول هراوة في الحارة. يصول ويجول ككلب مسعور فقد كوابحه . يمارس بطولات وهمية مثل عنترة في عز شبابه. مُسنُ حكيمُ يعرفه مثل ما يعرف باطن كفه،ويعرف اباه قبله، عندما سمع حكايته صاح بلا وعي : ” يا عيال خربت البلاد وفرطت المسبحة اذا هالجعاري صار زلمة. يا حيف على هيك زمن صارت فيه فيفي عبده الام المثالية،و هاظ ابو سروال ساحل يحمل قنوه.
المفاجأة المذهلة، حين كنسوه من موقعه،ثم شطفوا وراءه المؤسسة بالمبيدات الحشرية تطهيراً لبقاياه المُجرثمة. لم تلبث حتى تساقطت عن وجهه اصباغ المكيجة،وظهرت ملامحه البشعة. في تلك الاثناء وهو عائد الى منزله كسيراً مهزوماً. انفجرت “معارفه الجوانية”، كأن الله فتح عليه فتح العارفين،فعرف “النذل” حقيقة ذاته وقدر نفسه. ادرك يقيناً انه مسطرةٌ عوجاء،عينةُ مضروبة،نموذجُ ميؤوس منه.اما المواطنون الذين تحرروا من شره،فقد هبطت عليهم “الفتوحات الربانية” دفعة واحدة.عادت التساؤلات المعلقة على السنتهم التي كانت تقض مضاجعهم مرةً اخرى وبقوة : كيف لمثل هذا الارنب الضعيف، ان يعتلي اكتافنا ؟!. وما هي السلالم التي ارتقى عليها رجل بلا مقومات،او كاريزما ام انها لعبة “الثلاث ورقات” كتلك الممارسات التي تجري على بوابات دور السينما ،وفي صالات البلياردو، تغضب وجه الله و تهز عرش الرحمن ؟!. الحقيقة التي لا خلاف عليها ان هناك شيئاً ما تحت البلاطة او شُبهة تحت السجادة.ما دون ذلك لا تفسير لها الا انها المسخرة بعينها ؟!.