- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
رؤساء وزراء سابقون بلا مكياج !
بقلم الاعلامي .. بسام الياسين
((( اذا كان من عظائم الامور التلاعب بالميزان،فإن اعظم ما في الوجود قلم توضأ بحبر النزاهة حتى صار لسان صدق وتعمد بماء الجرأة حتى اصبح سيفاً منافحاً عن المظلومين ضد المتلاعبين في موازين الحق،والمتعسفين في إستعمال السلطة من الظالمين : ـ ” ذلك ان الله هو الحق وما يدعون دونه هو الباطل وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ” … صدق الله العظيم .مهداة الى كوادر مؤسستي المواصفات والمقاييس والغذاء والدواء آملين من الحكومة ” الرشيدة الراشدة “،ان ترفع يدها وتكف شرها عنهما ))).
*** يَروي التاريخ ان يوليوس قيصر كان يحتفظ بإكليل غار على راسه رمز بطولة ونصر،لا ينزعه اثناء نومه.لا احد عرف سر تشبته بالاكليل الثقيل الذي يرهق كاهله.فسره بعضم آنذاك بغرور الامبراطور، بينما فسره آخرون بإصراره على التمسك بالابهة حتى في الفراش . كشفت الايام الحقيقة بعيداً عن التكهنات او الرجم بالغيب.ـ عملا بالقاعدة الزمنية القائلة انه لا يصح الا الصحيح ـ. الصحيح ان القيصر كان يواري بالاكليل صلعته المنفرة،ولو كانت الباروكة معروفة آنذاك لتخفف الامبراطور من اكليله. واقعة البهرجة تنسحب على كثير من الوقائع الخادعة.واقعنا المعاش يشي بكثير من المظاهر الزائفة التي تخفي خلفها حقائق مرعبة، و احياناً فظائع مقززة.لذلك لا يَغُرَنَكَّ الشخصية المعطرة بالربطة الباريسية المدلاة من الرقبة والقبة المنشاة،فرُبَ اشعثٍ اغبرٍ لو اقسم على الله لأَبره، وربَّ ناعم متنعم مطرود من رحمته.فالناس تعرف بالفطرة ان بهرجات الدنيا من مال، مشيخة، رتبة، جاه ليس بمقدورها اخفاء نقيصة او ستر سوءة.
( سبعة ) رؤساء وزراء سابقون يتوسطون لتاجر حلويات له ( سبعة ) فروع، لدى مؤسسة المواصفات والمقاييس لمنع اغلاق احد محلاته الذي دأب على ان يبخس الناس حقهم ببيع (750 ) غراماً بدل 1000 غرام،رغم ان الاوروبي ” المُلحد”، طور لنا الموازين من شاقولية عياراتها من حجارة الى الكترونية تتأثر بنفخة هواء كي لا يضيع مثقال ذرة حق لصاحب حق سواء كان مشترياً ام بائعاً. في السياق ذاته، توعد الله الغشاشين بـ : “ويل للمطففين الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون* و اذا كالوهم او وزنوهم يُخسرون* صدق الله العظيم.
ما لفت الانتباه ان (7) رؤساء ، يتوسطون لصاحب محل له (7) فروع في امر يغضب الله ، يتناول حقوق الناس. فالرقم ( 7 ) ينطوي على سحر وغموض حيَّر العلماء،الفلاسفة وحتى الملاحدة.السلم الموسيقي ( 7 ) نغمات،الوان قوس قزح (7) الوان مرئية و (7) غير مرئية،الفلزات الارضية الاساسية (7) فلزات،الاسبوع (7) ايام ،والبحار السبعة……!. الفقهاء اكثر حيرة ودهشة من الرقم (7) فله مكانة خاصة تبلغ مرتبة القداسة عندهم : فالكتب السماوية الثلاثة القرآن،الانجيل،التوراة حروف كل كتاب مكون من (7) احرف،الطواف حول الكعبة (7) مرات،السعي بين الصفا والمروة (7) اشواط.شهادة التوحيد ” لا إله الا الله محمد رسول الله ” (7) كلمات،الفاتحة / (7) مثاني،السموات الـ (7) ،الارضين الـ (7) . (7) يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله……/ . (7) لا ينظر الله اليهم يوم القيامة…/. الانسان (7) احرف،الشيطان (7) احرف،ابواب جهنم (7)…….. الامثلة كثيرة يضيق بها المقال .
دخلت مدينة البترا العجائب الـ (7) بجدارة ،وها نحن ندخل اليوم بعجيبة الـ (7) رؤساء وزراء سابقين الذين دخلوا العجيبة العجائبية بالتوسط لمتلاعب يبخس الناس حقوقهم بالوزن،ضاربين عرض الحائط بالقيم كلها، والقَسَمْ الذي اقسموه بإحقاق الحق،وعدم تجاوز القانون.بداهة ان اهم شروط الرئاسة تامين العدالة،توفير الامن، قطع دابر الرشوة،الواسطة،المحسوبية،التصدي للاهمال الوظيفي،الترهل الاداري،الفساد المالي.عوامل ادت الى نخر كيان الدولة. مهمة الرئيس الرئيسية التصدي للفساد و مواجهة السلبيات.المتشائمون من الواقع يقولون:”واقع الحال ان ليس لنا واقع”.بينما المتفائلون يضغطون باتجاه اصلاح الواقع الخرب، شريطة البدء بتطبيق القاعدة الذهبية الملغاة عندنا كقانون من اين لك هذا : “الرجل المناسب في المكان المناسب”،فلقد كفر الناس بحكومات متثائبة سياساتها قائمة على الترقيع و الطبطبة، لم تنجح احداهن برتق فتق بل العكس زادت الثوب فتقاً على فتق حتى اهترى .
ـ لعمري ـ ما يجري على ارض الواقع،هو الظلم بعينه. وهو الخروج عن سكة الاستقامة.نخبة متنفذة ” وجه السحارة” تتظافر كلها في دفاع مستميت عن تاجر ضُبط بالجرم المشهود في قضية قانونية، ووفي شرعنا كبيرة من الكبائر، يجب ان ينال عقوبته القانونية قضائياً والشعبية باغلاق المحل فـ “من غشنا ليس منا”.المفارقة المؤلمة ان النخبة ” المغضوب عليها ” الطاهرة المطهرة من عشاق الوطن الواقفة على الضفة الاخرى ، معتقلة،او مكبلة بفقر و مرض،اما البقية فانها ترقد راضية مرضية في المقابر، بعد ان خرجت من الدنيا حزينة مقهورة على ما آل اليه الوطن من اوضاع متردية،بفعل حكومات لا تعرف الا الاذعان لغيرها و ـ حاضر سيدي ـ .
اذا لم يكن الرؤساء قدوة فمن يكن اذن؟!.و اذا كانوا يجلسون على راس الهرم الاداري فمن يكشف سلبياتهم،ويُصوبَ اخطاءهم غير صحافة حرة لا تخشى سوى ربها ؟!. و اذا لم يكن للعقل ريادته وللضمير سلطته،وللقانون سطوته فأي فائدة تُرجي من كل ما يدور من جعجعة ؟! . اين هو الاصلاح اذا كان احدهم يُلغي تنفيذ قانون بمكالمة هاتفية،ويُفرج عن مجرم بايماءة ،ويوظف غير كفؤ في وظيفة حساسة بتوصية. اي مهزلة،و اي مسخرة هذه التي نعيشها في الالفية الثالثة،زمن الانفجارات العلمية والمعجزات التكنولوجية ؟!. ما فعله الرؤساء السبعة بالوساطة لمنع اغلاق محل الحلويات،اعلان وفاة للاصلاح،وتعدياً سافراً على القوانين المرعية والدستور،و شرعنة لسلبية الانحراف عن جادة الصواب.لذلك لا نقول : الا أَحسنَ الله عزاء الاردنيين الصابرين المتصابرين على مُصابهم الجلل في نُخبٍ تكسر القواعد القانونية والشرعية غير عابئة بقول الله رب العالمين : ” وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا “.
الواسطة بالمفهوم الاصطلاحي استخدام السلطة والنفوذ لتمرير شيءٍ فاسد،ووضع المصلحة الشخصية فوق العامة على نحو مخالف للقانون وإنحراف عن العدالة والنزاهة من خلال المحاباة بتعيين شخص غير كفؤٍ ولا مؤهل،او تخليص شخص من عقوبة قانونية يستحقها لاقترافه جريمة منكرة.لهذا حرصت الدول المتقدمة على تحصين نفسها بالقوانين الصارمة،وحماية المجتمع من اصحاب السلطة والنفوذ ونزعتهم الى الامتلاك، بانتزاع حقوق الاخرين و اموال الدولة بالنفوذ والقوة،لكن الحسرة علينا لا شيء يردع نُخبنا النافذة رغم ان ليس لهم عتاد وعدة الا ادعاء كاذب انهم الاكثر ولاءً وانتماء مع انهم في ساعات الشدة سرعان ما ينقلبون،خاصة اذا جرى التضييق على مصالحهم او عند ركلهم خارج الوظيفة العامة.
خطورة الفساد انه تمأسس عندنا، و اصبح قوة ضاربة وضارية في الداخل، وطاردة للتنمية بسبب مسموعيات النخب الفاضحة. الاخطر صيرورة الفساد ثقافة متجذرة تَطبَّع الناس عليه حتى صار تداوله حدثاً عادياً كتعاطي فنجان قهوة،خصوصا بعد فشل دائرة مكافحة الفساد،ومنظومات النزاهة في اختراق قلاع الفاسدين الحصينة.من هنا فان راينا في حل هذه المشكلة الشائكة، تكمن في ثلاثة عوامل مهمة :
ا ـ اختيار ذوي الكفاءة والخبرة لإشغال مراكز القيادة من المشهود بنظافة الشخصية،فالطهارة الوظيفية لها اولوية قصوى مع دراسة تشريحية دقيقة لنفسية المرشح لوظيفة قياديةعليا لمعرفة خبايا تكوينه النفسي،و المضمر من سلوكه الشخصي،أي ـ اللياقة النفسية الى جانب اللياقة الجسدية ـ،فقد يكون المتقدم عبقرياً لكنه منحرف،وقد يكون اميناً لكنه ضعيف لا يمتلك مقومات القائد،و ايلاء المقولة الغربية القائلة : ” اسد يقود قطيعاً من الخرفان،افضل الف مرة من خروف يقود قطيعاً من الاسود،قدراً كبيراً من الاهتمام.شرط ان يشرف على اختيار القياديين مجموعة من المتمرسين بـ ” سيكولوجيا الادارة “.
ب ـ برلمان منتخب شعبياً، ينجح نوابه عن طريق انتخابات حرة نزيهة بعيداً عن استغلال المال السياسي،او اللعب بالصناديق و اوراق الاقتراع،ثم تحريم حمل النائب “هاتفاً خلوياً” تحت القبة لاسقاط الاستقواء عليه او او اغراءه بـ “الآلو” الآمرة الموجِهة التي انفردنا بها بين امم الارض قاطبة.
ج ـ صحافة شجاعة اقتحامية استقصائية قادرة على الوصول الى المعلومة بسهولة،ومحمية بغطاء قانوني لفضح الفاسدين وتعريتهم امام الناس كافة،وجعلهم يخجلون من انفسهم امام انفسهم و عوائلهم والناس كافة ثم العمل الدؤوب على رفع منسوب الوعي السياسي عند الفرد العادي ووضعه في الصورة عما يجري داخل وطنه من خلال صحافيين اكفاء شرفاء، اهل علم وثقافة.
د ـ العلاج بالاضداد،فلا خلاص من السلبيات الا باضدادها من الايجابيات مهما كانت اثمانها مكلفة من خلال عملية إحلال واسعة ـ الامناء بدل الحرامية، و الاكفاء بدل من جاؤوا بالواسطة ـ وهكذا دواليك.الانعطافة يجب ان تكون 380 درجة. فالواقع من يراه بعين واقعية يجده اسوأ بكثير مما نتوقع. الدمل المتقيح لا يكون علاجه بالمطهرات بل بجراحة استئصالية تقتلعه من جذور حتى يتعافى الجسد منه،ولا يعود للظهور مرة اخرى.هنا تظهر معجزة التغيير القائم على اسس علمية وعملية،لا نظرية تسكينية ترقيقية .فالتجارب الاصلاحية السابقة انتهت الى فشل لان منطلقاتها فاشلة،قام عليها فاشلون،فلنبحث عن البديل،لانه لم يعد هناك متسع للمزيد من رخاوة الانتظار وترف التجريب،فاما الاعمار او الخراب و لا طريق وسط بينهما.
” فاصل وجداني ”
تحتَ شُرفتكِ الناعسةْ /
اعزفُ ترانيمي الحزينةً الدامعةْ/
لعلكِ تأتينَ على صهوة حصانٍ من ضوءْ /
تأتينَ جمرةً متقدةْ /
توقدُ شموعيَ الذابلةْ /
شرارةً تقدحُ حوافرَ حروفي الغافيةْ /
مهرةً تركضُ على سطورِ دفاتري الملونةُ /
لينبتَ تحتَ قدميكِ قوس قزحْ /
او قوس فرحْ /
تعالي إليَّ وشدي قوسَ قلبي /
إرميهِ بسهمكِ الليلكي /
لعله… لعلنا ننبضُ بالحياة /
او نموتُ بالحب معاً /
سيدتي السيدة…انتِ زوبعة مزوبعةْ /
فزوبعيني بفتنتكِ الفاتنةْ /
وهدهديني بأغانيكِ الساحرةْ /
…لا تهدأي ابداً فالزوبعةْ /
ان هدأت ماتت من غير بسملةٍ او فاتحةْ /