- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
العربي : وطنه قبره وهويته لحيته !!
بقلم الاعلامي .. بسام الياسين
((( كلمة السر في مقالة اليوم كشف السر... كسر قفل مستودع الخفايا الخفية المخبوءة في مغارة علي بابا و الاربعين حرامي...فالكلمة ان لم تكن مخرزاً يفقأُ عين الباطل...ثورة على ظلم نخبة باغية مستبدة، ذلك يعني انها مثلومة كسكينٍ لا تذبح فرخة...و يعني فيما تعني انها مهيضة الجناح كطائر وقع في شبكة مُحكمة لا تقوى على التحليق قيد انملة...الكلمة المقاتلة تَحِزُّ راس الافعى وتسلخ جلدها.لهذا لا مهادنة مع نخبة ارغمت على حمل اعبائها و عللها بحجج واهية.لم تصمد حجة واحدة من تلكم التي حاججتنا بها،ولم تصدق بحديث ردت به علينا.
فاحاديثها كما حججها باطلة.نكبتنا في نخبتنا على الدوام،تلك التي كانت تهددنا بسطوة سيفها،زيف سلطتها،تفردها بقوة غاشمة بلا سند قانوني،و ديمقراطية مزيفة و تعاملنا بلا رحمة...ما يعني ان الاستكانة لها تُودي بنا للتهلكة وتؤذينا...والامتثال لها هي الاهانة بحذافيرها ... العجيبة الثامنة كيف استودع العربي مستقبله عند نخبة غير امينة و لا تؤتمن على خردلة )))
( العربي ...وطنه قبره وهويته لحيته !! )
*** اسوأ ما في حياة العربي حياته...هي السوء ذاته...شمسه الحارقة باردة ذليلة....حصانه الجسور صار قارباً مطاطياً يتأرجح فوق مياه مضطربة... لا نجم يهتدي به الى مرفأ يلقي فيه عصا ترحاله... لا ارض تحته مستقرة يستقر عليها...سيفه البتار الذي كانت تخافه الصناديد ، وتخر له الجبابرة ساجدينا، صار قطعة اثرية في متحف رطب... ضربه الصدأ حتى تحول الى انتيكة لا احد يشتريها من سوق الحرامية بـ ' تعريفة '... ـ الارض بتتكلم عربي ـ غدت ارضه حقيبة سفر تتكلم كل اللغات الا العربية ...لم يبق للعربي المهاجر / اللاجيء/ التائه / الضائع من سقط المتاع سوى بنطال مفروط وقميص يكسوه ملح جسده من تعب مشواره... في غمرة خوفه من عسف الحاكم بامره، نسي ساعة زمنه الرملية.
لم يحمل لحظة هربه معه سوى بيجامته المقلمة وعدة الحلاقة المثلومة... فاستطالت لحيته رغماً عن لحيته.المفارقة الفارقة ان لحيته صارت علامته الفارقة في الدول الغربية...صار غير مرغوب فيه على اراضيها او مطلوب كارهابي راسه ....اصبح خارج المكان والزمان... لا مكان له داخل الخارطة العربية في ظل انظمة قمعية وعاجزة عن اطعامه ...ناهيك انه يعيش قلق الهوية على مدار الساعة.... لا وطن يقبله خارج وطنه، لا وطن له داخل وطنه.اين يذهب حتى يجد ملاذاً دافئا، مغارة آمنة ، جحراً كالضب يلوذ بها عند هربه ؟!. لا خيمة تذروها ريح عاتية كورقة ذابلة او كرفاناً متحركاً تجرفه سيول جارفة كقشة الى جهة مجهولة نائية.
المفارقة الفارقة فوق كل هذه البهدلة ... لا شيء يرحب به سوى قبره....ما نقوله ليس جلداً للذات بل مؤلم مرير عن انسان عربي جريح وكسير يعاني غربة روحية حادة،عزلة وجدانية قاتلة،غربة وطنية وقومية.مأساة العربي تتفاقم حتى جعلوا من خليفة الله على الارض' المعذب الاول على الارض'. لان حياته تميزت بالقلق،الارق،الخوف التوتر.اصبح مستودعاُ للامراض النفسية،و حفرة إمتصاصية لامتصاص المخدرات والمسكرات وباقي السموم الدوائية المرخصة وغير المرخصة...هذا المنحى السوداوي يعكس حالات الفصام،الكآبة،الهوس،الهستيريا،جنون العظمة،الهلوسات المختلفة،الوساوس القهرية. المخيف ان هذا الواقع اذاب شعار الانتماء والولاء الذي كان يغزو الشوارع العربية ...وبرزت الاسئلة الملتسبة لمن ينتمي الجائع،البردان،العاطل عن العمل،الفقير...ولمن يقدم المظلوم، المقهور، المسلوبة حقوقه ولاءه....اسئلة بلا اجوبة او برسم الاجابة
(الاحكام العرفية !! )
*** محفورة في الذاكرة ما فعلته النخب العربية من افاعيل يندى لها الجبين، و كيف كانت تتجبر على شعوبها ايام الاحكام العرفية،وزمن قوانين الطواريء القهرية،بانتهاك الحرمات والخصوصيات،تحت ذرائع شتى ابرزها ذريعة ـ لا شيء يعلو فوق صوت المعركة ـ .عطلوا الديمقراطية.ضيقوا الخناق على الحريات حتى خنقوها.كتموا انفاس الصحافة بتحويلها الى نسخ كربونية لا يُقرأْ فيها سوى صفحة الوفيات.
صحافة كاذبة كانت تكذب على القُراء،هي في واقع امرها ليست كاذبة لكنها كانت تُعبًر عن واقع كاذب جرى تشويهه بفعل فاعل... كُتّاب تلك المرحلة كانوا، كخطباء صلاة الجمعة ايام العهد العثماني...نسخ منسوخة عن بعضها،مفتتحها مدح السلطان والخاتمة مدح السلطان،وما بين الفاتحة والخاتمة ـ امان يا ربي امان على سلطان البر والبحر...سلطان الزمان ـ . المواطن المثالي في تلك المرحلة السوداء،نكتة دامية. هو مَنْ ـ لا يرى،لا يسمع،لا يتكلم. تجلت المأساة عندما اشتعلت المعركة،غابت اصوات النخبة...اختفى كل واحد منهم في ' قرنة ضيقة ' كي لا يراه احد ولا يرى هو نفسه من فضيحة ' لا صوت يعلو فوق صوت المعركة'...!.
بالملموس الواقع ثبت ان النخبة هي نكبة الامة...لعنة على شعوبها... و يُروى والعُهدة على الرواة ان بعضهم من خوفٍ ـ بال تحته ـ منذ الطلقة الاولى .
ولما وضعت الحرب اوزارها واحتلت اسرائيل اراضي ثلاث دولة عربية في سويعات قليلة،عاد ت النخبة تجأر بالصراخ و العنترة لتبرير هزيمة منكرة،لا تنطلي على رضيع لم يكمل رضعته الاولى.الاشد بلوى ان عادت سيرتها الاولى،تفتك بالانسان ثانية خليفة الله على الارض...جعلوا منه فأر تجارب.جربوا عليه اقسى التجارب من الحشر في زنزانة ضيقة حتى 'حقنة بالشطة' الكاوية،ناهيك عن ان بين الفلقة والفلقة...فلقة !....خليفة الله على الارض اهانوه،اذلوه،قَزَمُوه...زرع العرفيون في اعماقه رعباً جهنمياً ، لدرجة ان فقد قدرة التعبير عن نفسه.نسي في غمرة عذاباته وتعذيبه المطالبة بحقوقه.
تُرى ماذا يقولون لربهم يوم تشهد عليهم اعضاؤهم،و تشهد الامة عليهم انهم سبب خراب البلاد ومسخ العباد ' اليوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون'...صدق الله العظيم.
الامة باجمعها شاهدت بام اعينها جريمة تسليم سيوفها لاعدائها على ايقاع نقر الدفوف، وقرع الطبول.على الجانب الآخر كانت سياسة عدونا الاسرائيلي مغايرة (180) درجة.
منحت شعبها مطلق الحرية،اقصى درجات الديمقراطية،و الصحافة منارة لا اثارة،تصويباً للواقع ونقداً بناءً لا تطبيلاً للحاكم،عملاً بالقاعدة الانسانية :ـ العبيد لا يقاتلون وان قاتلوا لا ينتصرون،لانهم مهزمون من الداخل،ومكبلون نفسياً اما روحهم المعنوية مطحونة.فجاءت هزيمة الـ 67 المتوقعة.هزيمة هزت الدنيا باسرها لكنها لم تُسقط الانظمة بل اسقطت هيبتها ومبررات وجودها !!!.رغم جرح الكبرياء العربي لم تستفد الانظمة من الدرس،وما زالت هي هي، تمنح شعوبها الحقوق بالقطارة... حريات متواضعة،ديمقراطية منقوصة،عدالة ملغومة....لا احد يدري غير الله متى تُدَوّرُ الشعوب الزوايا الحادة كي تدور الدائرة على النخب الظالمة .؟....ساعتها تكتمل الدائرة الشعبية وتتحول طاقتها الكامنة الى حركة...حرارة...إنارة...في تلك الآونة نكون كباقي شعوب الله التي تنعم بكل بحقوقها وتتنعم بكامل ثرواتها ؟!.
( لعبة السيف والذهب !! )
*** لعبة الخليفة الفاطمي المعز لدين الله المكيافيلية المعروفة بـ :ـ ' سيف المعتز وذهبه '،هي المعتمدة عند الحاكم العربي،وان تحولت قليلاً فصار السيف كرباجاً والذهب منصباً او عملة صعبة.عندما شكك المصريون في نسب الخليفة المعز لدين الله الذي ادعى الانتساب الى البيت العلوي لاستغلال النسب الشريف لتسهيل مهمته في السيطرة على العامة،والاستحواذ عليهم لما يكنونه من حب لال البيت.
الا ان الحقيقة مختلفة فنسبه يعود الى عبيد الله المهدي القداح من رؤوس الروافض الباطنية في ولاية سطيف الجزائرية.بعد ان ارتفع اللغط حوله الى مناسيب عاليه .جمع الخليفة اياه علماء ووجهاء مصر،ثم دخل عليهم متمنطقاً بسيفه.ولما استوى على كرسي عرشه سحب سيفه من غمده الى نصفه وقال هذا نسبي،بعدها نثر الذهب من جرابه على الحضور وقال :ـ هذا حسبي و اشار الى السيف بانه سيجز راس من يتمرد عليه،فيما الذهب المتساقط تحت الاقدام للمؤتلفة قلوبهم كي يطأطأوا رؤوسهم ارضاً لالتقاطه.
ثنائية الحكم عند الحاكم العربي. السيف والمال لم تزل سارية المفعول،ولا مكان للشورى ـ الديمقراطية ـ لاعتقاده انه ظل الله على الارض...كانت الناس في الجاهلية تُقدس الاصنام ...التي حطمها الاسلام العظيم وظلت رواسبها في اللا وعي الجمعي .الصنمية ليست الحجارة الصماء،بل تلك الفكرة الوثنية المعشعشة في نفوس الجهلة. العقيدة المحمدية لا تعترف الا بالواحد الاحد رباً،ولا سجود الا لله،لذلك اسقطت الوهية فرعون ومن على شاكلته،وكما حررت العبيد من العبودية فقد جاهدت بتحرير العقول من عبادة الشخصية...يتفرع عن هذه السلبية البغيضة، ان لا عصمة الا للرسل و الانبياء ولا عصمة لحاكم ولا ولاية لفقيه ...لا احد فوق المحاسبة والمساءلة. ان بدعة عصمة الفقيه، المحاسيب،الحاشية،الحلقة الضيقة،الاقارب مرفوضة ومنكرة.
هذه السلبيات كانت شرارة الفتنة الكبرى اثناء ولاية الخليفة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه و ارضاه،شقت صفوف المسلمين، اشعلت حروباً كبيرة، اسالت انهاراً من الدماء....شريط مرَّ في ذاكرتي وانا اعيد قرآءة كتاب الفتنة الكبرى / للدكتور طه حسين...، المحنة، جدلية الديني والسياسي في الاسلام / للدكتور فهمي جدعان...الحقيقة الغائبة / فرج فودة.خلصت بنتيجة ان اهم اسباب سقوط الدولة وثورة الرعية غياب العدالة،تفشي فساد الحاشية،استئثار الحلقة الضيقة بكل شيء...ايام و انا في مزاج سيء لم اخرج منه الا بقرآءة سيرة العمرين رضوان الله عليهما عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز الانموذج في العدالة....بعد ذلك الاستماع الى رائعة امير الشعر والشعراء احمد شوقي ' ولد الهدى فالكائنات ضياء ' بصوت السيدة ام كلثوم الشجي، واكثر ما استوقفني البيت الرائع......( الدينُ يٌسرٌ والخلافةُ بيعةُ / و الامرُ شورى والحقوقُ قضاءُ ) ..!.