- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
“الدُغري” بالتركي … و الـ “إخرطي” بالاردني !
بقلم الاعلامي .. بسام الياسين
الوطنية للفقراء والوطن للاغنياء ـ…هو الشعار الوحيد الذي يرفعه العرب ويطبقونه على ارض الوقع.وهم الوحيدون ايضاً الذين يئدوون الديمقراطية في العصر الحاضر على طريقة وأد البنات في الجاهلية،وكأن الديمقراطية عار تلحق بالانظمة مع معرفتهم اليقينية انها مناعة ضد تغول الحكومة،وحصانة ضد تلاعب الدولة بالحريات وعلى راسها حرية الكلمة.لهذا فالصحفي الشريف يدفع ثمن قول الحقيقة من خبز عياله بينما ” عيال” السلطة يقبضون الرواتب الخرافية و يحظىون بالعطايا الدسمة والمناصب الرفيعة،وتلك المهزلة….اما مهزلة المهازل فهي فقدان الغيرة الوطنية عند اهل النخبة من كبار الساسة و المسؤولين ، رجال الاعمال، ” شهبندرات / شيوخ التجار”….ـ فيا وطني ـ لم يبق لك الا المطحونيين الذين ينتظرون في الاعياد من يقرع ابوابهم بقطعة لحم من ضحية ))) .
*** جلس عبد النور في ” قرنة ” مظلمة من بيته المستأجر.اخذ يفكر بمستقبل صغاره…اين يذهب بهم بعد هذا العمر؟!. المُؤجر الجشع لا ينفك عن تهديده بجرجرته للمحكمة اذا لم يخلِ المأجور طواعية. الايجارات تضاعفت بعد الهجرات المتتالية التي داهمت البلاد من اركانها الاربعة. الراتب يتآكل كانه قطعة جبن محاطة بجيش من الفئران الجائعة لتراجع قوته الشرائية حتى اصبح كالليرة السورية،فصحن الحمص وبضع حبات فلافل ورشة زيت بحاجة الى ميزانية….هو الآن يعيش بين مزدوجين خانقين ” ضيق العيش وقلة المعاش”.
عاد بالذاكرة للوراء عندما ذهب لاستلام وظيفته بعد طول انتظار دام سنوات في وزارة متخمة بالموظفين حتى ضاقت بنزلائها من ـ حمولة زائدة ـ،ما دفع المدير لاصدار طلب شراء مستعجل لشراء كرسي جديد للوافد الجديد الذي يحمل توصية خاصة من الوزير،ورغم متابعة المدير الشخصية وإلحاحه على لجنة الشراء ، تاخر وصول الكرسي عدة اسابيع بسبب الروتين الحكومي.
استل سيجارة من علبة الدخان الوطنية ذات المذاق الحاد التي تتمرجل عليها الحكومات بالرفع كأولوية أُولى في سلم الرفع،وكأن الفقراء محرمٌ عليهم التعاطي مع اي متعة كانت حتى لو كانت مسمومة كالسيجارة، لكنه حمد الله انه لا يحتسي الخمرة الخاضعة للارتفاع الموسمي.اشعل سيحارته كانه يضغط على زناد بندقية يصوبها على راس شقائه المزمن. راح يسحب منها انفاساً عميقة، وينفثها بعصبية في الهواء كاحلامه التي تبددت مثل خيوط دخان تحت مروحة.
ها هو يجلس في مكتب وزارة خدمية وضيع،تفوح منه رائحة الملفات القديمة مع ان الحكومة تدعي انها ـ حكومة الكترونية ـ يشاطره المكتب الضيق،الدائم الاضاءة بسبب العتمة المطبقة علية في حين مروحة السقف لا تتوقف عن الدوران لتغيير الهواء الراكد،عجوز متهالك لم يبق على تقاعده سوى بضعة اشهر،وبدل ان يكون وقوراً على عادة المسنيين الاجلاء،الا انه على ما يبدو يستمتع بالتسفل اللفظي،ويطلق النكات البذيئة،فهو قاموس نكات جنسية،ربما حالة تعويضية عن عجزه الذي لا يستحي ان يشكو منه لكل عابر سبيل باحثاً عن ـ وصفة سحرية ـ ليعود الشيخ الى صباه ،ناهيك انه دائم الشكوى من سلسلة امراض مزمنة.فجسده المتهاوي هو احوج ما يكون الى غرفة عناية مشددة لا مكتب ضيق، رطب، معتم يذكره بقبره بينما الملفات المركونة قبالته تذكره بيوم الحساب.
ما يجمعه بزميله العجوز منفضة سجائر وسلة مهملات واحدة بينما الهاتف يحتكره صاحب الاقدمية .هذه الدراما المكتبية السوداء تهون امام موقع مكتبه، اذ ان طاولته تقع مباشرة في مواجهة حمام الوزارة .فعلاوة عن رائحة الامونيا القادمة من مباول الرجال الجدارية التي تزكم انفه كلما فتح احدهم الباب لندرة المياه،تهب عليه بعد الظهر بين الفينة و الاخرى موجات من غاز الميثان الخانقة…ناهيك ان بعض الموظفين لا يحلو له غلق سحاب بنطاله الا امام مكتبه كأنه ” انسان صرصار” لا قيمة له ولا شيء يدعو الى الحياء منها.
نظر الى نفسه نظرة تقيمية،وراح يتحسس بدلة عرسه الذي يرتديها اليوم…كالحة وبائسة لكنه يلبسها كجلده في كل المناسبات وعلى مدار الفصول.فاذا كانت الخيل تشبه اهلها فان البدلات تشبه لابسيها.تساءل بينه وبين نفسه:ـ ماذا يمنع من إدخالها في ” موسوعة غينس” كعلامة فارقة على البؤس..انها لا تختلف عن ملابس المشاهير التي تباع بعد موتهم بمبالغ عالية،لكن الفرق شاسع بين وبينهم هم اعلام معروفة وهو نكرة لا يعرفه جيرانه.
من دون مقدمات،قفزت امامه صورة ” احدهم “. كان ذا ذكاء محدود،اشتهر في المدرسة بين اقرانه بدلعه و “ميوعته”.وها هو اليوم بحركة من طرف اصبعه يحرك الدنيا،و باشارة يحلق شارب ” اتخن زلمه “….من باب لكل شارب مقص ولكل حاجب امرأة ملقط. تناول محرمة ورقية من جيبه وبصق فيها….تمتم بكلمات مسموعة من دون وعي منه ” ملعون ابوك يا زمن ” اثارت انتباه العجوز القابع الى جانبه لكنها لم تترك انطباعاً على وجهه،فهو كلاعب البوكر المحترف، لا تستطيع قرآءة انفعالاته،ما يشي انه ميت رغم انه يتنفس بصعوبة.
عاد عبد النور الى بيته مرهقاً من كابوس المكتب مع انه لم يقم باي عمل ذي قيمة،وغطس في دوامة افكاره وظلمة بيته توفيراً لفاتورة الكهرباء التي تتصاعد اسعارها بناء على ضغوط البنك الدولي وقال معزياً نفسه : ـ لم يبق سوى مدغشقر ان تضغط على حكومتنا،وحكوماتنا العتيدة لا تجد من تضغط عليه الا انا ومن هم على شاكلتي من الغلابا… الله ..الله عليك يا دنيا…لقد بلغت من السوء بان يكون باطنك ارحم من ظهرك….ثم اخذ يدندن اغنية خرجت من اللاوعي { عدت يا يوم مولدي …عدت ايها الشقي }،وبينما هو منسجم في الغناء،سحت دمعة ساخنة واستقرت على واوية فمه.لعقها بطرف لسانه،الا انه عاد وبصقها لملوحتها الشديدة.
ظل متكوماً في ” القرنة” مثل خروف مروبط بحبل قصير تكاد الافكار السوداء ان تحبس مجرى تنفسه،يضاف اليها الافراط بالتدخين،وانسداد قصبته الهوائية بالبلغم.لم ينهض من جلسته الا على وقع ” خبطات ” قوية مزعجة على الباب. قام مسرعاً وهو يفكر ان كارثة بانتظاره تقف خلف الباب..فتح الباب على عجل فاذا بمرشح الدائرة وخلفه جيش من انصاره. ادرك للتو ماذا يريدون…رحب بهم على مضض،وباطنه يقول ” الله يلعن الطريق الي جابتكم “.حشروا انفسهم في غرفة الضيافة الضيقة حتى اضطر بعضهم الجلوس على الارض مبرراً ذلك ” منها واليها راجعون “.
بلا مقدمات بدء المستنوب حديثه شارحاً برنامجه بالقول :ـ لن اقول لك عندي خزائن الارض افتحها على مصاريعها للبؤساء امثالك يا عبد النور،وليس عندي ” قرون استشعار” تكشف ابار الغاز الهاجعة تحتنا او الامكانيات المالية لتحلية مياه الحر الاحمر في العقبة… انت تعرف و انا اعرف لا ماء للزراعة،ولا تجارة تجلب العملة الصعبة،ولا مداخن للمصانع تمتص الايدي العاطلة عن العمل.كل ما عندي ـ يا خوي ـ برنامج اذا ما طُبق سيعم الخير في البلاد والعدل بين العباد،فمثلاً،بدلاً من زراعة البندورة ” الخمسة كيلو بدينار” و اعواد الملوخية الضُمة التي ينوء بحملها حمار بدينار ايضاً، لماذا لا نزرع البانجو ” العشبة الخبيثة” الواحدة منها تساوي ثمن قنطار خضار.” ارجوك اسمعني للآخر ” و لا تنفعل.
بريطانيا الجزيرة الصغيرة سيطرت على القارة الصينية ” بالافيون ” وسرقت خيرات الصين العظيمة…امراء الحرب في افغانستان يصدّرون الافيون بالاطنان الى اوروبا وهم يلعبون بالملايين…صحيح هم يستفيدون الملايين لكن هناك جيشاً من المهربين والفلاحين والسوقين والحراس يستفيدون و علائلاتهم من هذه الزراعة المحرمة…الكل يستفيد…هاهي عشبة الكيف تنتقل ببطء الى المغرب العربي،وخاصة شمال تونس وتحديداً في الارياف ومناطق الجبال…اولئك البسطاء من المزارعين المنسيين من دولتهم يدّعون انهم يزرعونها ويسوقونها لكنهم لا يتعاطونها…يزرعونها لانها تدر عليهم ارباحاً مجزية تخلصهم من فقرهم الازلي و لا يتعاطونها مخافة الله….سواء قبلت بهذا المنطق التبريري او ضحكت منه او عليه …فهذا هو الواقع المعاش هناك ليتخلصوا من ضيق معيشتهم.
لا شك انك تعرف الملياردير المصري نجيب ساويرس اقترح على الحكومة المصرية لسداد ديونها الفلكية،ودرءاً لثورة الجياع الحتمية التي تدق ابواب المحروسة،السماح بتعاطي البانجو وفرض رسوم جمركية عليه اسوة بامريكا لاسناد ميزانية الدولة المنهارة من العائدات الكبيرة المتوقعة،خاصة بعد ان اعترف السيسي على الملأ ان مصر شبه دولة،وخاطب الجياع بصريح العبارة ” انتو عايزين تاكلوا البلد “. بالمقابل هل سمعت يا ابا النور بالمعلم المصري { ياسر رشاد } الذي حصل على لقب افضل معلم في مصر لعام 2015 بعد خدمة 30 عاماً ؟.كانت جائزته الفضيحة ” شهادة استثمار ” بـ (30 ) جنيها ـ اي ما يعادل ثلاثة دولارات ـ بينما الرقاصة تحصل على ثلاثة ملايين في سنة واحدة غير الهدايا العينية من قصور وسيارات والماس من عربان النفط.
لنعترف اننا في ازمة مستعصية ـ يا ابا النور ـ . صحيح ان اعداءنا الارهاب و اسرائيل،لكن هناك اعداء لا يقلون خطراً عنهما يعيشون بين ظهرانينا و يجتمون على صدورنا …هم يفتكون في جبهتنا الداخلية على مدار الساعة :ـ الجهل،الفقر،البطالة،المديونية،العنف،الامراض الاجتماعية…..لنصارح انفسنا ان الدجاج الذي كان يبيض لنا ذهباً اصيب بانفلونزا الطيور…. الدجاجة الامريكية حليفتنا المعطاء على وشك ان تلفظ انفاسها الاقتصادية،لذلك تعمل على ابتزاز مبلغ (750) مليار دولار من الاستثمارات السعودية المودعة لديها،حيث صادق الكونغرس عن مسؤوليتها عن احداث الحادي عشر من سبتمبر. السعودية شقيقتنا الكبرى وسندنا في الملمات الصعبة هي الاخرى عالقة في جبال اليمن مع اولئك الذي يخزنون ” القات / العشبة الخبيثة” !.
تصور يا ابا النور وقبل ان ازورك بساعة واحدة بثت وكالات الانباء عن قصة مثيرة عن شاب نمساوي كان يحاول اصطياد ” بوكيمون” فاكتشف مزرعة ماريجوانا بالصدفة.صاحب المزرعة بامكانه ان يزرعها باميا او بطاطا لكنه صاحب مزاج وبحب الكيف وسعادة الناس.اذن، قشة خلاصنا من الغرق التعلق بالعشبة الخبيثة ـ المارجوانا ـ التي لا تختلف كثيراً عن عشبة التبغ التي تحملها بين اصابعك،وترضع منها كطفل نهم ادمن على ثدي امه،بعد ادمانك عليها .هذه العشبة لا ثير غضب الناس كما حدث في موضوع ” فضيحة الكازينو “،ولا سخطهم على زراعة البلاد بكروم العنب كما ادعى احدهم لتصدير النبيذ وجلب العملة الصعبة لاننا نستطيع زراعتها بين الخضار للتمويه او في مناطق نائية…ويا دار ما دخلك شر.
ورداً على جشع تجار الالبان واللحوم الغشاشين ودرءاً لفسادهما،ساطالب بقوة استيراد الابقار الهولندية وتدليلها بالموسيقى لزيادة ادرارها من اجل صرف كوب حليب صباحي مجاني لكل مواطن تحت عنوان :ـ ” من ضرع البقرة الى فم الاسرة “،وتفادياً للكولسترول في اللحوم الحمراء و انفلونزا الطيور ساقوم بتحويل مسابح الاغنياء الى برك لتربية الاسماك وبيعها بسعر التكلفة للفقراء تحت شعار :ـ “من البركة الى المقلاة “،و ساجعل الناس يا عبد النور “تضوي” من كثرة تناول الفسفور البحري،و سترى العجائز يستردون هيبتهم المفقودة،و يمشون منتصبي القامة مرفوعي الشوارب بعد ان نكسوها لعجزهم جراء نقص المعادن و الهرمونات مما سبب عندهم قلة تروية،كالعجوز المتصابي الذي يشاطرك المكتب .الخطوة الاكثر اثارة، ساطلب من الحكومة الالمانية وثائق تصاميم افران هتلر التي احرق فيها اليهود لحرق الفاسدين الذين نهبوا البلد لاشفي صدور الطفرانيين امثالك،وأُدخل السعادة الى بيوت الاردنيين كافة عملاً بالحديث النبوي الشريف :ـ { من ادخل على بيت من المسلمين سروراً لم يرضَ الله له ثواباً الا الجنة }.
توقف المرشح عن محاضرته العرمرمية،واخذ يمصص شفتيه.إنتبه احد انصاره وقال :ـ ” وين الشاي يا عبد النور…الرجل نشف ريقه و انت نيرانك مطفأة ، ـ والله ـ لو دخلنا على ارملة لركبت لضيوفها ابريق شاي…تنحنح المضيف بقوة محاولاً طرد البلغم الاسود تدخينه العالق بحنجرته….بصق في سلة المهملات القريبة واخذ يقول بصوت عال :ـ ملعون ابو الانجليز الي علمونا التدخين،ثم التفت الى المرشح موجهاً كلامه اليه بالذات :ـ الواقع ان برنامجك الانتخابي يستحق الوقوف عنده،فهو بلا شك سيساعد ” المزنوقين” لقضاء “حاجاتهم ” عليه ،وفك كربهم ساعات الشدة…اما ان ابل ريقك بكاس شاي،فلا اخفيك سراً ان اسطوانة الغاز نفذت ولا املك ما يكفي من نقود لاستبدالها،لكنني اعاهدك انني ساغلي لك برميلاً من الشاي على نيران “افرانك الهتلرية”.
” سعادة السناتور ” السؤال الغلط الذي يجب تصليحه ثم تصحيحه لماذا لم يأتِ برنامجك على سراق الاراضي…على اصحاب الاموال ورجال الاعمال الكبار الذين يتهربون من دفع الضرائب المستحقة بذممهم التي وصلت الى ملياري دولار باعتراف رئيس وزراء سابق …،سراق المياه ممن باعونا شرفاً ووطنية تحت القبة… تجار الممنوعات الذين إستغلوا اللوحات المقدسة للسفر بها الى اسرائيل وتهريب الممنوعات،تجار الفساد بكل اشكاله وعلى راسهم المؤسسات المستقلة….ربما تقول ان الانسان خطاء خلق من صلصال كالفخار…نعم،لكن “جماعتك” خلقوا من وحل…يا صديقي لا تسوقنا للمسلخ كالاغنام ولا تُسوّق علينا دجلاً كاننا لانفهم كالانعام….لقد تآكلت القيم الاجتماعية،واضمحلت المباديْ الوطنية و اصبحتم ” اصحاب بزنس في السوق الانتخاب الموسمي “.
الانسان المبدئي ـ سعادة المستنوب ـ صنع ملحمة الانسانية،وحاكها على نول القيم النبيلة ،بافكار مستقبلية اخترقت الزمان و المكان ثم خاطها بخيوط انعم من الحرير،واشد من الفولاذ .هو عكس الانسان الذي يعيش لاطعام جسده،و اشباع شهوته. ذلك هو السلطوي الذي يمضي حياته بحثاً عن النفوذ والمال…انسان المصلحة الذاتية والشهوة الآنية…الانسان الدابة لا يبني حضارة و لا يصنع مدنية.انسانك لا يساوي في التاريخ الانساني خردلة لانه بلا اخلاق ولا ضمير…همه حقن نرجسيته بمتاع الدنيا….انت لست نائباً..انت في حقيقة امرك تاجر مستنوب :ـ الحقيقة الحقة ان الانسان كائن اخلاقي..اولا و اخيراً…الكائن الاجتماعي بلا اخلاق ولا ضمير كائن متوحش وخطر على بني جنسه ومجتمعه..الاخلاق يا حضرة “المحترم”،يوجهها الضمير الذاتي ويهذبها الضمير الجمعي.الحقيقة عند الفلاسفة و المناطقة ـ اهل المنطق ـ لا تتناقض مع العقل والحكمة وعالم المٌثل الرفيعة اما جنوحك للبراغماتية النفعية التي تقيس فيها الحياة والنجاح بالمنفعة الذاتية فتلك الكارثة.
قبل ان يكمل عبد النور حديثه التاديبي للتاجر المستنوب وربعه،اندفع من الخارج الى حيث يجلسون، فتى لماح تومض عيناه بذكاء شديد،صارخاً بانفاس متقطعة ” يابا…يابا ” …رد عبد النور عليه بلهفة :ـ عسى ما في شر يا ولد . قال الفتى :ـ يابا… اولاد الحاره نفسوا سيارة الزلمة ” الهيلمجي ” اللي قاعد قبالك بهشت…و اشار بإصبعه الى حيث يجلس ” الدغري” او ” الـ ” إخرطي ” سيان طالما المعنى يؤدي الغرض .