- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
ترمب يحتقر المسلمين والعرب
بقلم الاعلامي .. بسام الياسين
{{{ هل اصبح النظام العربي مريضاً في مراحله الاخيرة قبل النزع الاخير،و امراضه المزمنة لا علاج لها إلا بطلقة رحمة تخلصه من آلآمه المبرحة، بعد ان فقدت جرعات ” الافيون ” المُسكنة اثرها وتأثيرها عليه،لفقدان الاستجابة عنده حتى صار اضعف من ان يدفع ” ذبابة ” بوتين ،ويهش “حشرة ” ترمب…مفارقة مذهلة،ان القاضية الامريكية ” آن دونيلي ” فعلت بمفردها ما لم تستطع فعله الامتين العربية و الاسلامية فعله،وانتصرت للعرب والمسلمين بقوة القانون.اوقفت قرار الترحيل بطرق مُذلة ولا إنسانية…امرأة بوزن أُمة. القت قرار الكاوبوي ترمب في سلة المهملات،و هزت اركان البيت الابيض هزاً. ما اشبه اليوم بالامس.بالامس استنصرت امراة عربية حرة في بلاد الروم بالمعتصم صارخة ” و امعتصماه “.فارسل رسالة عاجلة الى امير الروم فحواها :ـ ” من امير المؤمنيين الى كلب الروم :ـ اطلق سراح المرأة و الا ارسلت لك جيشاً لا قِبَلَ لك به… اوله عندك وآخره عندي. قال وفعل.عندما رفض الكلب الرومي الاذعان، دخل الجيش العربي عمورية وحرر المرأة.اليوم بعد معاملة العرب والمسلمين كأنهم وباء معدٍ….هناك مليار ونصف عربي ومسلم يستصرخون :ـ و آآآآآآآآآ ANN .اخت الرجال إنتصري لنا ، فقد عزَّ عندنا الرجال }}}.
*** غادر الرجل الاسود البيت الابيض.عاد الرجل الابيض للبيت الاسود.هل ثمة فرق بينهما ـ اوباما و ترمب ـ ؟. طبعاً لا . الاثنان يعملان لصالح امريكا وان اختلف النهج سواء كان ديمقراطياً ام جمهورياً.الرئيسان يعملان ضمن دولة مؤسسات تعمل للصالح العام،وتحت رقابة كونجرس قوي صارم من الاستحالة ان يتخطاها، وصحافة حرة مستقلة ترصد كل حركة وتسجل كل نأمة…وقد بلغت ـ صاحبة الجلالة ـ في الدول الحرة من السطوة ان اسقطت ذات مرة الرئيس نيكسون،بعد ان كشفت اوراقه، فكانت آنذاك فضيحة مدوية.الرئيس الامريكي له مساحة يلعب بها، لكنه لا يملك الملعب كله كالحاكم العربي، يطارد فيه كما يشاء،و يركب ما يروق له من الاحصنة التي تتماهى مع لون حذائه ثم يطلق رصاصة الرحمة عليه للخلاص منها. ففي خطبة وداع اوباما طالبته الجماهير الحاشدة بالبقاء لدورة ثالثة…إبتسم قائلا :ـ ـ لست حاكماً في العالم الثالث ـ.و شاهدنا كيف سقط نيكسون سقوطاً مخجلاً ، جراء فضيحة ” ووتر جيت” ـ لمجرد التصنت على خصوم الحزب المنافس….اما الشعار العربي السائد الذي ينسحب على الجميع :ـ ” الاسد او نحرق البلد” .
الرئيس الامريكي الاقوى عالمياً ليس نبياً معصوماً بل محاط بالعيون والآذان،ليس حباً فيه بل خوفاً على الوطن،ولكي تحاسبه الجماهير، حساباً عسيرا ان جنح عن الصواب او تخطى حدوده،خاصة فيما يتعلق بالمال العام . ذات مرة أُجبرت اللجنة المالية في الكونجرس الرئيس كارتر على دفع فاتورة تكاليف رحلة حفيدة له رافقته في زيارة رسمية لم يكن اسمها مدرجاً،وعندما انتهت ولايته زار اسبانيا فاهدى له معجب ” جيتاراً ثميناً “، وحينما عاد للبلاد ، باعه في مزاد علني وتبرع بثمنه لإحدى دور العجزة… بعض الدول العربية خزينة الدولة في جيب الحاكم،وبعضها الاخر لا تستطيع التمييز ما يخص العائلة الحاكمة وما يخص الشعب ، اذ ليس هناك اصلاً ميزانية معلنة.
الرئيسان اوباما الاسود و ترمب الابيض حريصان ان يدخلا التاريخ بابهى صورة،لذلك يحرصان على العمل بانقى صورة.الشعب الامريكي لا يعنيه لون بشرة الرئيس بل مصلحة الامة بان تظل امريكا سيدة الدنيا.ان تبقى الاقوى و الاثرى من خلال سياستها البراغماتية المعتمدة التي تتلخص بجملة واحدة ” مصلحة امريكا فوق الجميع”،كما ان دافع الضريبة مشارك في صنع قرار بلاده وكل سنتٍ يدفعه بالضرورة يعود عليه خدمة وتعليماً وصحة.لذلك لا ضير عند امريكا ان تنقلب على حلفائها بسهولة ، وتبيعهم بين ليلة وضحاها للشيطان او تتخلى عنهم وتتحالف مع اعدائهم،اذا كان الامر يصب في مصلحتها.امريكا ليست تكية للمعاقين ولا جمعية خيرية ، قالها ذات يوم كيسنجر للزعيم الكردي مصطفي البرازاني حين عاتبه بالقول:ـ”خدمناكم و بعتنونا ” . فلا عواطف في السياسة بل ارقام ومصالح…
المشاعر الرومانسية للممثلين في هوليود وداخل ستديوهات التصوير،والخلاف على اختلاف البشرة للعنصريين خارج المؤسسات وبعيداً عن القرارات.في البيت الابيض صرامة العسكر ودقة الكمبيوتر.الكلمة توزن بميزان المنفعة “البراغماتية” ومصلحة الامة.رغم هذا لهم اخطاء كارثية…لكن المخطيء يحاسب ويدفع الثمن من الرئيس حتى اصغر موظف في الدولة.
العربان المساكين عاطفيون.تراهم مع كل انتخابات رئاسية امريكية يهيمون ويهزجون و يدبكون فرحاً بالقادم الجديد، عسى ان ينتصر لهم ويعيد اليهم ما ضاع منهم بتفريطهم،لكن عندما يصدهم ” الرئيس الجديد”، ويغلق الابواب في وجوههم، يسارعون الى فتح سرادق ” لطم ” لتقّبل العزاء بمصابهم الجلل،حالهم حال “اللطيم لا اليتيم”.هذا اقصى ما يفعلونه لانهم لا وزن لهم في الميزان الدولي .فساكن البيت الابيض لا يثيره رقص العرب فهم يرقصون في العتمة ، ولا يسمع اصواتهم لا نهم يتحدثون مع انفسهم،و لا يكترث ان سالت دمائهم،لان اقتصاد الرفاهية ، امن اسرائيل،تأمين سيلان النفط ،الممرات البحرية،القواعد العسكرية هي الاهم في حساباته.
قالها ترمب بلا مواربة كتاجر محترف،ورجل عصابة نريد نفط السعودية ،ومناطق آمنة في سوريا على ان تدفع الدول الخليجية التكاليف على طريقة ” ادفع بالتي احسن”، و الا ستدفع بالقوة وتُفتح ابواب جهنم ” جاستا ” عليها.
درس الانتخابات الامريكية يتكرر كل موسم،وما زلنا نراهن عليها، ولا يتعلم العربان كأنهم خارج الزمان.انتخابات اسرائيل تربكنا…انتخابات امريكا تهدّ حيلنا،تشغلنا،تشل حركتنا.ما يجب ان يعرفه العربان انهم لا يشكلون شيئاً على الخارطة العالمية السياسية / الاقتصادية.الحروب البينية قائمة بينهم منذ سنوات والى ان يشاء الامريكان والروس.العرب حرقوا مراكبهم خلفهم…حطموا مجاديفهم…
اصبحوا سجناء سياساتهم الذيلية ،وغير قادرين على الخروج من مربع التبعية.”هرمت ” الاجيال العربية،ولم تتقدم الانظمة خطوة واحدة. لم ترد اعتبارها ولو بكلمة.ما زالت القوى الكبرى تجلبهم كعبيد افريقيا الذين عملوا بنظام السخرة لتشييد ناطحات السحاب،ومد السكك الحديدية، وحفر الانفاق. لم يبرح جيلنا شواطيء العبودية التي حبسنا فيها ولاة امرنا بالاحكام العرفية واحكام الطواريء، بعد ان رهنوا مصيرنا بمن لا يرحمنا ولا يحترمنا. دقق النظر ان لم تكن اعمى البصر والبصيرة، ترى الحزن في وجوه العرب، وعلى الجباه وشم الهزيمة.
امة لم يبق لها دور الا القتال بالوكالة بعد ان ترفعت الدول العظمى عن ارسال جنودها للموت على ارضنا. ما يعني اننا ادوات متحركة كالفراش المبثوث والعهن المنفوش بلا وزن و لا قيمة. الحرية ، الديمقراطية ، العدالة الاجتماعية ، الانتخابات النزيهة قيم تعتبرها الانظمة كفيروس الخنازير او فيروس الطيور على اقل تقدير،اما الوحدة العربية فهي (الجمرة الخبيثة) القاتلة.لذلك لم تقم لنا منذ قرون قائمة، مع اننا امتلكنا اسباب القوة من طاقة حركت ماكينات العالم ولم تتحرك لنا عجلة دراجة هوائية…الاموال الخرافية مرهونة في بنوكهم دون ان نستثمرها.فسقطت منظومة التعليم،الصحة،البحث العلمي،حتى صار قرارنا بالمطلق رهينة بيد صندوق النقد الدولي .
منحنا الله فضائل الجغرافيا السياسية كلها .ـ انزلنا بؤرة الكرة الارضية. اعطانا مفاتيح الممرات المائية واليابسة. هذه المنح مجتمعة حولناها الى محن. ما يؤسف له ان ولاة امرنا فرطوا بالثروة النفطية.حولوا اليابسة الى قواعد عسكرية اجنبية. سلموا مفاتيح الممرات بالمجان،فكانت الطامة الكبرى انهم نهبوا اموالنا، وما سلم بددوه في الحروب الاهلية. فمن العيب اذاً ان نقول :ـ كان لنا تاريخ وحضارة وكنا سادة الارض .{ ملأنا البرَ حتى ضاق منا / وماء البحر نملؤه سفينا } ،وافتخر انني عربي.ـ يا صبي ذاك ـ كان يا ما كان. امجاد الامس ليست من صنعنا انما من صنع اجدادنا،وبدل ان نحافظ عليها فرطنا فيها كـ ” وارث هامل “،و اخذنا نبكي على اوطان مضاعة كالنساء،لاننا لم نحافط عليه كالرجال.
الرئيس بوتين يشدد في تصريحاته الدورية على وجوب استعادة روسيا دورها كقوة عظمى. ترمب نادى من على منصة التنصيب ” امريكا اولاً “، وتوعد العربان بدفع الجزية طوعاً او كرهاً. قرآءة فاحصة نكتشف ان التاريخ لم يظلمنا…”ولكن ظلموا انفسهم “. الثالوث العربي الاقوى مصر،العراق،سوريا تهاوى عسكرياً،اقتصادياً ،سياسياً و تشظى كقطعة فخار هرستها مدحلة. خرج العربان من المعادلة الدولية وتحولت دولهم الى كانتونات صغيره يدير دمشق السفير الروسي، و بغداد الامريكي، و طرابلس الفرنسي اما صنعاء فالسفير الايراني بانتظار تقديم اوراق اعتماده لاستلام الدفة. النتيجة الحتمية سقوط العرب لدرجة ان سوريا العربية ـ عنوان العروبة ـ،جاءت ورقة الآستانا لتنزع منها كلمة العربية كما سقطت كلمة العربي عن العراق،وجاء الترحيب الكردي ايضاً بالدعوة لتخلي الرئيس السوري المستقبلي عن خانة الدين والعروبة.المؤلم ان دول الخليج القبلية لم تستطع ان تتقدم خطوة لملء الفراغ لانها مكبلة اليدين وغارقة حتى انفها،وهي اعجز عن حماية نفسها.سؤال يطرح نفسه بقوة:ـ هل الهوية العربية تحتضر ام انها تصارع من اجل بقاءها ؟!.
قانون طبيعي ان الحياة تتحيز للقوي المنتج الذي يبنى اقتصاداً راسخاً،جيشاً قويا،ويرفع فوق رؤوس الناس مظلة العدالة ، الحرية ،الديمقراطية،قيم الخير، يشلع الفساد من جذوره،وليس من يرفع العصا على رؤوس شعبه ويفرض قانون الطواري و الاحكام العرفية،ويكمم الافواه،ويُزّور الانتخابات.كذلك الاعتداد الكاذب بالتاريخ الغابر،وانتفاخ الذات يعمي الابصار والبصائر،ويدفع المريض المنتفخ بعدم الاعتراف بالاخطاء والخطايا.
سؤال مُلح يظهر لا شعورياً على السنتنا :ـ هل يظهر من بين ظهرانينا رجل يعيد للامة هيبتها ويثأر لكرامتها.لا نريد واحداً كالرئيس الفلبيني الذي وصف ساكن البيت السابق بانه ” ابن ساقطة”.وقاحة سلوكية مرفوضة شرعاً، وفحش اخلاق مذموم. الحق نريد زعيماً عربياً كالرئيس المكسيكي ” نييتو” يقذف لا كبيرة في وجه ترمب الذي يُطل علينا براسه كثعبان سام خارج للتو من وكره،ويُهددنا كالخرفان.المكسيكي الغى زيارته المقررة للقاء ترمب واطلق صرخته على مسامع الدنيا :ـ ” لن ادفع بنساً من تكاليف جدار العار العنصري المزمع انشائه بين البلدين،و ساحمي العمالة المكسيكية داخل امريكا”.فهل يفعل العربان مثله ام يلوذون خلف جدارن الصمت و يلجاؤون الى دبلوماسية الكذب والسكوت على المعاملة المخزية وغير اللائقة بالانسان… جمعيات الرأفة بالحيوان تنتصر للحيوانات،لكن الغريب في امرنا ونحن اول من دشن سوقاً للكلام ـ سوق عكاظ ـ لم يستنكر اي ” مختار ” فعلة ترمب المشينة }}} .