• يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
  • رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

احمد الدقامسة...عريسنا البطل !

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2017-03-27
3651
احمد الدقامسة...عريسنا البطل !

 بقلم الاعلامي . بسام الياسين

( من الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ).صدق الله العظيم بسام الياسين {{{ اليهود سرقوا الارض،استباحوا المقدسات ، مارسوا و يمارسون مهنة القتل على مدار الساعة و الاجهاز على الجرحى و الاسرى من اهلنا . بالتوازي مع هذا التوحش الاجرامي، يقوم الاعلام الغربي المتأسرل ، وبعض المُعوقين عروبياً ، دينياً وإنسانياً بعملية غسل ذاكرة جماعية ، لمحو جرائم الصهاينة او تبريرها. هؤلاء و اولئك يتلاعبون في تاريخنا،ويحاولون هزيمة صورة البطل المثالية في دواخلنا ..." فشروا " ،سيبقى بطلنا ايقونة مُهابة نتطلع اليها بقداسة... نقول للطابور الخامس من دعاة التشكيك :ـ ليس منا من يحاول تشويه البطولة، وخارج الملة من يعبث في جماليات الشهادة...فسيف برق البطل يهزم الظلمة ، وصرخة الشهيد كالرعد المزلزل ، تُخرس فحيح الافاعي التي تعيش وتموت في الوحل...لإبطالنا حملة شعلة البسالة من فراس العجلوني حتى الدقامسة وما بينهما ومن سيأتي بعدهما تحية و انحناءة }}}.

*** احمد...تقف اليوم انت على رأس طابور الابجدية. لتخيط بحروفها الذهبية بيارق ملحمة اردنية،على انغام ازير رصاصاتك المزغردة على ضفاف نهر الاردن الخالد،وعلى مسامع امين الامة،سيدنا ابو عبيدة ـ رضي الله عنه و ارضاه ـ ...فامتلكت النجومية بعد ان غارت النجوم، ولم يبق منهم غير الزمارين والطبالين.لا اسم قبلك،لا اسم بعدك لان اسمك احتل عناوين المقالات ، تصّدر اللوحات الموشاة بالالوان، تغنت به مواويل العزة و الكبرياء،رفعت له اكف الضراعة والدعاء في صلواتهن الامهات . فشلت كل المحاولات في احاطة اسمك بالظل والظلام والتعتيم... عكس ما يخططون، اشعلتَ للعميان قناديلك المبهرة،اوقدت لهم مصابيحك المشعة،ففزعوا عندما اكتشفوا سوءاتهم العارية...عندما اخرجتهم رغم انوفهم من الكهوف المظلمة لتفضح عُريهم، فزادهم العراء عُرياً فوق عريهم. اذ ان فطرة الناس الاسوياء لا يتقززون من شيء، اكثر من قبح العُري.

احمد... بطلقات معدودات اسقطت ثلاث اتفاقيات في بضع ثواني...وادي عربة المُذلة،اوسلو الخيانة ، كامب ديفيد اللعنة التي فتحت علينا ابواب جهنم السبعة.... هدمت على رؤوسهم المعبد، صححت ببندقيتك المعوج من سلوكيات العربان، قومّت مغالطات التاريخ المكتوب بحبر المؤامرات.... ( ارض بلا شعب،لشعب بلا ارض / ...الكبار يموتون والصغار ينسون فلسطين )...كتبت تاريخاً بديلاً للاجيال المقبلة ( ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة )،واثبت في الميدان ان قتال اليهود اهون من جدالهم،وهذا ما جاء في القران، ما جاء تحديداً في سورة البقرة... خردقت "كتاب حياتي مفاوضات لـ " صائب عريقات "...مفاوضات جرت تنازلات مهينة،قضم ارض ، تشييد مستعمرات. رصاصات الصدمة والترويع كانت ، رصاصات كاشفة للواقع العربي المتشظي .فأعدت الحق الى اهله،بنزع القضية من الانظمة،و اوكلتها الى اصحابها الشرعيين من مشاريع شهداء المقاومة .

احمد...اللغة كما يعرف اللغويون المشتغلون بها قاصرة وعاجزة عن التطويع...ونشهد الله اننا عاجزون عن رسم مشاعرنا بالكلمات...من باب التكريم لك،تأخذك فلسطين بيديها لتصعد معك وبك الى اعلى درجات السُّلم الموسيقي،لتعزف بين يديك لحن المجد،وتقرأ على مسامعك سورة النصر...تحفر اسمك على سيقان زيتونها. ما فعلت، انك كسرت جريمة الصمت... بعث نسغ الحياة في العروق الميتة، ايقظت امة غرقت في شخيرها... ما فعلت، انك نفخت روح المقاومة في الجياد الاصيلة المقيدة بالاكبال والمكبلة بالقيود.قلت وقولك حق :ـ ان قوة اسرائيل تكمن في ضعفنا لا بقوتها...وان العرب لم يقاتلوها حتى اللحظة الراهنة...فكيف لها ان تهزمنا في سويعات قليلة،وترسم حدودها بجنازير دباباتها.

احمد... انت الرسام الاجمل في امة العرب...رسمت اجمل لوحة بالالوان الطبيعية،لخارطة الامة الطبيعية،بلا خوازيق سايكس بيكو ، رغم انهم يرصفون فسيفسائها بدوائرهم الاستخبارية لصناعة :ـ "ميني دويلات لا دويلات بقالات"... دويلات طائفية،مذهبية،عرقية كي تتسيد اسرائيل المشهد كله...لتكون الدولة الدينية الاكبر و الاقوى بين دول لقيطة او رضيعة سيان ... اكثر ما يخيفهم يا احمد وحدة العرب،لان فيها قوتهم ... فتباركت يوم قلت : ـ بلاد العربِ اوطاني / من الشام لبغدان / ومن نجدٍ الى يمنٍ / الى مصرَ فتطوانِ . وشيّدت بذكاء مهندس معماري في الفراغ العربي القاتل،بنسب هندسية محسوبة وعبقرية فذة صرحاً للبطولة. فلا عجب ان تُعجب بك الامة...ان تمنحك لقب اسد الاغوار،وتطلق عليك الامهات مانديلا العرب.

احمد ...انت النبيل في زمن العمالة...الشجاع في زمن الجنباء ... النقي زمن المطبعين الملوثين...انتخيت كعروبي نقي ومسلم حنيف . طيّرت رسالة لإسرائيل العنصرية ليس الفلسطينيون وحدهم في ميدان النزال .هناك عرب اقحاح يسندونهم و فلسطين كالحب السماوي لا يموت ...صرخت في وجه العالم،ان زمن الـ " نعم " الاذعانية انتهى وابتدأ العمل بـ " لا " الرافضة،وسددت بوصلة قلبك للقدس ،وبندقيتك الى راس الشر.فكنت الرائد الذي لا يكذب اهله، وصاحب الريادة في اعلان الحقيقة. احمد البطل...بدهية معروفة ،ان الابطال لا يحفلون بالالقاب ،لا يكترثون بالاوسمة ،لا يبحثون عن سمعة او شهرة...المفارقة المخجلة حينما، كنت في غياهب السجن،اصبحت الالقاب عندنا ظاهرة مخجلة، " على قفا من يشيل ". الدكتوراه تشتريها بـ "500 " دينار،والمعالي،العطوفة،السعادة اكثر من الهّم على القلب،اما الكراسي العالية تأتي على عجلات صنعت في ورشات،الواسطة،المحسوبية،القرابة،المعرفة،النسب... الادهي ان مسميات :ـ ناشط سياسي،خبير استراتيجي ، قائد حزبي،مناضل ثوري تستطيع التقاطها بالشوالات من على الارصفة كملابس البالة القديمة. للاسف اصابنا خراب عميم ، غثائية مقززة ، بينما انت وحدك حزت على لقب البطل بجدارة....لذلك، نحن احوج ما نكون الى قدوات مستقيمة لها تاريخها ...نخب متواضعة ممتلئة بالمعرفة لا بالونات منفوخة بغازات الميثان الكريهة...بشخصيات ذوات روائح وطنية،قومية،دينية زكية، حتى يستعيد المجتمع عافيته.

احمد....تصور في غيبتك العشرينية،تغيرنا من سيء للأسوأ.الحواة يخرجون من اكمامهم عقارب سامة،ومن تحت قبعاتهم غربان مشؤومة ، اما النخبويون المؤتمنون على اموال الدولة،حملوا ما تيسر لها من الامانة ،وفروا خارج البلد،بينما المتنفذون سرقوا مياه الناس العطشى، فيما ذوي الايدي الطويلة اقتطعوا اراضي الخزينة كالكعكة بلا رحمة و كأنهم في ليلة ماجنة . البقية التي جاءت متأخرة،و لم تصل ايديها للخزينة لتلهف البقية الباقية،مما تركه الاجاويد خلفهم . اغرقت البلد بالبضائع الفاسدة و الاغذية المسرطنة ،ونشرت المخدرات حتى دخلنا دوامة " المدواخ "، كأن ما يجري محاولة ، لهدم القلعة من داخلها ثم يتباكون علينا والى ما وصلت اليه احوالنا.نسأل الضالعون في علم الوقاحة :ـ اذا كان هؤلاء المنافقون يتباكون علينا شفقة بنا فمن قتلنا اذن ؟!. بعد هذه المسرحية،.حُقَّ لنا ان ندعو عليهم بدعاء سيدنا الحسين بن علي على الشيعة :ـ " اللهم ان متعتهم الى حين ، ففرقهم فِرقا،واجعلهم طرائق قددا ،و لا ترض عنهم ابدا،فإنهم دعونا لينصرونا،ثم عَدَوا علينا فقتلونا " .

احمد...اطوق عنقك الشامخة بإكليل غار،ازرع في عروة قميصك وردة بلون الدم ،القي على كتفيك عباءة المهابة.انت ابن العم التي تُنزّل عروس الحلم من على ظهر الفرس،لتزفها الى القدس عاصمة الارض،همزة الوصل السماء.هناك ننصب سرادق الفرح لنتقبَّل التهاني بالشهداء،على وقع زغاريد الصبايا المخنوقة بدمع بكاء الفرح.هناك نُسقط الاقنعة،ليرى تجار القضية انفسهم في المرايا التي تكشف العمق المخبوء لا الملمح الممكيج بالاصباغ.هناك نرجم من فرط ومن باع ،ومن طبّع ومن هرب...هناك نهزم ظل الخوف الممدود امامنا الذي صنعوه لنا وارهبونا به . هناك نخرج من حيل الاعلام العربي، و خوارق التضليل الغربي التي عشنا تحت تأثيرها المُخُدّر لسبع عقود..

احمد... اضرم نارك في تاريخنا المعاصر،فقد كُتب بمداد الهزيمة،على ورق كالح السواد.انثر رماده في كل الاتجاهات،كي لا يعود ثانية للذاكرة او القرآءة.ما ينقصنا يا احمد، رجال دولة افذاذ ،تخرجوا من الحارات الشعبية لا من ابناء الداية الذين يتناسلون من الحلقة الضيقة كالقيد بايدينا...اولئك الذين لم يركبوا الموجة كأولاد الذوات،لم يتم تقديسهم كأنهم تنزيل منزل ، لم يجرِ تدويرهم حتى بهتت الوانهم، كلحت ملامحهم.نحن احوج ما نكون الى ابناء المدرسة الواقعية الشفيفة الذين لا يغامرون بالمستقبل إرتجالاً و مجازمة بل ان كل خطوة عندهم محسوبة.سؤال الاسئلة كافة :ـ لماذا يُستبعد المعارضون الشرفاء،مع انهم اكثر وفاءً وانتماء من ذوي الاحتياجات الخاصة المعوقين ادعياء الوطنية والانتماء ؟!

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.